الأهمية المعنوية في آية قرآنية
بث الطمأنينة في نفس موسى عليه السلام
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:"* وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ*ق وْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ*قَال رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ*وَ َضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ*وَلَهُ ْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ*قَا َ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ* يث قال تعالى:"*إنا معكم مستمعون "* فجاء بضمير العظمة بحسب الأهمية المعنوية من أجل بث الطمأنينة في نفس موسى عليه السلام ،ومثل ذلك قوله تعالى "معكم"بحسب الأهمية المعنوية أيضا لإشعاره بالدعم والتأييد ،كما قال تعالى"مستمعون"وذ لك بحسب الأهمية المعنوية كذلك ،لأن من يسمعك من بعيد أعظم ممن يراك من بعيد مثلا ،وهذا يشعر موسى عليه السلام بالثقة والطمأنينة،كما جاء بهذه المفردة لأن الرسالة تحتاج إلى التبليغ ،والتبليغ يناسبه الاستماع أكثر من الرؤية مثلا ،وقال تعالى في آية أخرى"*قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ"*بتقديم السمع على الرؤية لأن السمع أهم ،ويبث الطمأنينة في نفس موسى عليه السلام.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس ن يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.