إذا كان علمُ الناسِ ليـسَ بنافـعٍ = ولا دافـعٍ، فالخُسْـرُ للعلـمـاءِ
قضى اللَّهُ فينا بالذي هو كائـنٌ، = فتَمّ وضاعـتْ حكمـةُ الحكمـاءِ
وهل يأبِقُ الإنسانُ من مُلك ربّه، = فيخرُجَ من أرضٍ لـهُ وسمـاءِ؟
سنتبـعُ آثـارَ الذيـنَ تحمّلـوا، = على ساقـةٍ مـن أعبُـدٍ وإمـاءِ
لقد طالَ، في هذا الأنامِ، تعجُّبـي = ، فيـا لـرِواءٍ قُوبِلـوا بظِمـاءِ
أُرامي فتُشْوِي من أُعاديه أسهمي، = وما صافَ عني سهمُـه برِمـاء
وهل أعظُمٌ إلاّ غصونٌ وَرِيقـةٌ، = وهلْ ماؤهـا إلاّ جَنـيُّ دِمـاء؟
وقد بانَ أنّ النَّحْسَ ليـسَ بغافـلٍ = ، له عملٌ فـي أنجُـمِ الفُهمـاءِ
ومنْ كان ذا جودٍ وليسَ بمكثـرٍ، = فليسَ بمحْسـوبٍ مـن الكُرَمـاء
نهابُ أموراً، ثمّ نركـبُ هَوْلهـا = ، على عَنَتٍ منْ صاغِرِين قِمـاء
أفِيقوا أفِيقـوا يـا غُـواةُ! فإنمـا = دِياناتكـمْ مكـرٌ مـن القُـدَمـاء
أرادُوا بها جَمعَ الحُطام فأدركـوا = وبـادوا وماتـتْ سُنّـةُ اللؤمـاء