تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 16 من 29 الأولىالأولى ... 67891011121314151617181920212223242526 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 301 إلى 320 من 570

الموضوع: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

  1. #301
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد



    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    الجزء الثّاني عشر
    محمود بن عبد الرحيم صافي

    سورة هود
    الحلقة (301)
    من صــ 279 الى ص
    ـ287






    [سورة هود (11) : آية 45]
    وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (45)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (نادى نوح ربّه) مثل نادى نوح ابنه «1» ، (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ابني) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مضاف إليه (من أهل) جارّ ومجرور بخبر إنّ و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّ وعدك) مثل إنّ ابني، والفتحة ظاهرة (الحقّ) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحكم) خبر مرفوع (الحاكمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء جملة: «نادى نوح » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قال » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى وهو عطف تفسير أو تفصيل.
    وجملة: «ربّ » في محلّ نصب مقول القول «2» .
    وجملة: «إنّ ابني من أهلي» لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إنّ وعدك الحقّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «أنت أحكم الحاكمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    الفوائد
    هل كنعان الغريق ابن نوح؟ أكثر المفسرين أنه ابن نوح من صلبه.
    وهذا هو القول الصحيح. وما سوى ذلك فهو باطل. وقد نقل الجمهور ما صح عن ابن عباس أنه قال: ما بغت (ما زنت) امرأة نبي قط. ونص تعالى بقوله وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ كما ناداه أبوه بقوله (يا بني اركب معنا) . وقال المفسرون: إذا كفرت زوجة النبي فهذا لا يعيبه ولا يمس شرفه، أما الزنى فإنه معيب ولا يجوز أن يقع من زوجة نبي قط، كما ورد عن ابن عباس والذي يظهر لي والله أعلم أن قوله تعالى: إنه ليس من أهلك أي أنه باختياره الكفر قد انقطعت القرابة المعنوية بينه وبين أبيه، لأن الإيمان هو الرابط الأساسي والقرابة الحق.
    [سورة هود (11) : آية 46]
    قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (46)

    الإعراب:
    (قال يا نوح) مرّ إعرابها «3» ، (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من أهلك) مثل من أهلي متعلّق بخبر ليس «4» (إنّه) مثل الأول (عمل) خبر إنّ مرفوع على حذف مضاف أي ذو عمل (غير) نعت لعمل مرفوع (صالح) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية حازمة (تسألن) مضارع مجزوم.. و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (ما) اسم موصول «5» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (ليس) مثل الأول (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدم (به) مثل لك متعلق بحال من (علم) وهو اسم لبس مؤخّر مرفوع (إنّي) مثل إنّه (أعظ) مضارع مرفوع، والفاعل أنا و (الكاف) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ (تكون) مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون.
    والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من متعلّق ب (أعظك) بمعنى أنهاك «6» .
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يا نوح » في محلّ نصب مقول القول «7» .
    وجملة: «إنّه ليس من أهلك» لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ليس من أهلك» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «إنّه عمل » لا محلّ لها تعليلية.
    وجملة: «لا تسألن » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: أي إن جاءك علم هذا فلا تسألني
    وجملة: «ليس لك به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «إنّي أعظك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أعظك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    الفوائد
    1- عصمة الأنبياء:

    استدل بهذه الآيات من لا يرى عصمة الأنبياء، بأن قوله تعالى إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ المراد منه السؤال، وهو محظور، فلهذا نهاه عنه بقوله فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، وقوله سبحانه وتعالى إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ يدل على أن ذلك السؤال كان جهلا، ففيه زجر وتهديد، وطلب المغفرة والرحمة له يدل على صدور الذنب. والجواب أن الله عز وجل كان قد وعد نوحا عليه الصلاة والسلام بأن ينجيه وأهله، فأخذ نوح ظاهر اللفظ واتبع التأويل بمقتضى الظاهر، ولم يعلم ما غاب عنه ولم يشك في وعد الله سبحانه وتعالى، فأقدم على هذا السؤال لهذا السبب، فعاتبه الله عز وجل على سؤاله ما ليس له به علم، وبين له أنه ليس من أهله الذين وعده بنجاتهم، لكفره وعمله الذي هو غير صالح، وأعلمه الله سبحانه وتعالى أنه مغرقه مع الذين ظلموا، ونهاه عن مخاطبته فيهم، فأشفق نوح من إقدامه على سؤال ربه، فيما لم يؤذن له فيه وخاف من ذلك الهلاك فلجأ إلى ربه عز وجل، وخشع له وعاذ به، وسأله المغفرة والرحمة، لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين، وليس في الآية ما يقتضي صدور ذنب ومعصية من نوح عليه الصلاة والسلام سوى تأويله وإقدامه على سؤال ما لم يؤذن له فيه، وهذا ليس بذنب ولا معصية. ويقال في هذه الحادثة ما قيل في فداء النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لأسرى بدر، والله أعلم.
    2- حذف الياء تخفيفا:
    ورد في القرآن الكريم حذف الياء من بعض الأسماء والأفعال دون سبب نحوي يقتضي ذلك، وقال النحويون بأن سبب حذفها هو التخفيف، وأثناء الإعراب نعتبرها موجودة ونعربها، وقد وردت في هذه الآية في قوله تعالى: فلا تسألن: أصلها فلا تسألني، حذفت الياء للتخفيف، وهي ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وورد في سورة الكهف قوله تعالى ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ أي نبغي، وورد أيضا في موضع آخر من القرآن الكريم وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وورد في الآية السابقة رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي أي (ربي) وهذه سمة لكلام الله عز وجل تميزه عن كلام البشر، وحذف الياء فيه مغزى وحكمة وتناسق وانسجام للنغم الموسيقي المتآلف في القرآن الكريم، وفيه لفتة إلى بعض المعاني اللطيفة. ففي قوله تعالى مثلا رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ فيه لفتة إلى قرب الله عز وجل من العبد واستجابته له قبل أن يتم كلمة (ربي) . والله أعلم.
    [سورة هود (11) : آية 47]
    قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (47)

    الإعراب:
    (قال ربّ) مر إعرابها «8» ، (إنّي) مثل إنّه «9» ، (أعوذ) مثل أعظ «10» ، (الباء) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعوذ) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (أسأل) مضارع منصوب، والفاعل أنا و (الكاف) ضمير مفعول به (ما ليس لي به علم) مثل ما ليس لك به علم «11» .
    والمصدر المؤوّل (أن أسألك) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من أن أسألك متعلّق ب (أعوذ) .
    (الواو) عاطفة (إنّ) حرف شرط جازم (لا) نافية (تغفر) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (لي) مثل لك، متعلّق ب (تغفر) ، (الواو) عاطفة (ترحم) مضارع مجزوم معطوف على (تغفر) ، و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (أكن) مضارع ناقص مجزوم جواب الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره (أنا) (من الخاسرين) جارّ ومجرور خبر أكن.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّي أعوذ ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أعوذ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أسألك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «ليس لي به علم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «12» .
    وجملة: «إلّا تغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «ترحمني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تغفر.
    وجملة: «أكن من الخاسرين» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
    [سورة هود (11) : آية 48]
    قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (48)

    الإعراب:
    (قيل) ماض مبنيّ للمجهول (يا نوح) مرّ إعرابها «13» ، (اهبط) فعل أمر، والفاعل أنت (بسلام) جار ومجرور حال من فاعل اهبط (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لسلام «14» ، (الواو) عاطفة (بركات) معطوف على سلام مجرور (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لبركات «15» ، (الواو) عاطفة (على أمم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لبركات- أو ببركات- فهو معطوف على المجرور الأول بإعادة الجار (من) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأمم (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و (الكاف) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (أمم) مبتدأ مرفوع.. خبره محذوف أي: من ذرّيتك أمم (السين) حرف استقبال (نمتع) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (ثمّ) حرف عطف (يمسّهم) مثل نمتّعهم (منّا) مثل الأول متعلّق بحال من (عذاب) وهو فاعل يمسّهم مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع.
    جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يا نوح ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «16» .
    وجملة: «اهبط بسلام» لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «من ذرّيتك أمم» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «سنمتّعهم» في محلّ رفع نعت لأمم.
    وجملة: «يمسّهم منّا عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سنمتّعهم.
    [سورة هود (11) : آية 49]
    تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)

    الإعراب:
    (تلك) اسم إشارة مبني على السكون الظاهرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ «18» ، و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ «2» ، (الغيب) مضاف إليه مجرور (نوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل نحن للتعظيم و (ها) ضمير مفعول به (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوحيها) ، (ما) نافية (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه (تعلمها) مثل نوحيها والفاعل أنت ضمير مستتر (أنت) ضمير بارز منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للفاعل (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (قوم) معطوف على الضمير المستتر فاعل تعلم، مرفوع و (الكاف) مضاف إليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعلمها) ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه «19» ، (الفاء) استئنافيّة «20» ، (اصبر) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّ العاقبة) حرف مشبّه بالفعل واسمه المنصوب (للمتّقين) جارّ ومجرور خبر إنّ.
    جملة: «تلك من أنباء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نوحيها ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ تلك «21» .
    وجملة: «ما كنت تعلمها» في محلّ رفع خبر ثالث «22» .
    وجملة: «تعلمها» في محلّ نصب خبر كنت.
    وجملة: «اصبر» لا محلّ لها استئنافيّة «23» .
    وجملة: «إنّ العاقبة للمتّقين» لا محلّ لها تعليليّة.
    __________

    (1) في الآية (42) من هذه السورة.
    (2) أو هي اعتراضيّة لا محلّ لها، والجملة بعدها مقول القول.
    (3) في الآية (32) من هذه السورة.
    (4) في الآية السابقة (45) .
    (5) أو هو نكرة موصوفة بمعنى شيء.. والجملة بعده في محلّ نصب نعت له.
    (6) أو هو في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف أي: أعظك كراهة أن تكون من الجاهلين.
    (7) أو هي اعتراضيّة لا محلّ لها، والجملة بعدها مقول القول.
    (8) في الآية (45) من هذه السورة.
    (9، 10، 11) في الآية (46) السابقة.
    (12) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة بمعنى شيء.
    (13) في الآية 32 من هذه السورة. [.....]
    (14) أو متعلّق بسلام.
    (15) أو متعلّق ببركات.
    (16) لأنها في الأصل مقول القول.. وانظر الآية (11) من سورة البقرة.
    (17) والإشارة إلى الآيات التي تروي قصة نوح عليه السلام.
    (18) أو حال من الضمير الظاهر في (نوحيها) .
    (19) والإشارة إلى القرآن الكريم.
    (20) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.
    (21) أو في محلّ نصب حال من أنباء.
    (22) يجوز أن تكون حالا.. إمّا من ضمير المفعول في (نوحيها) ، أو من الضمير المجرور في إليك) .
    (23) أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أوذيت في تبليغ ما أرسل إليك فاصبر.





  2. #302
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    الجزء الثّاني عشر
    محمود بن عبد الرحيم صافي

    سورة هود
    الحلقة (302)
    من صــ 287 الى ص
    ـ295



    [سورة هود (11) : آية 50]
    وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (50)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إلى عاد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره أرسلنا «1» ، (أخاهم) مفعول به للمحذوف منصوب وعلامة النصب الألف.. (وهم) ضمير مضاف إليه (هودا) بدل من (أخاهم) منصوب (قال) فعل ماض (يا) حرف نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (غير) نعت لإله مرفوع تبعه محلّا و (الهاء) مضاف إليه (إن) حرف نفي (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة حصر (مفترون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
    جملة: « (أرسلنا) إلى عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم: أرسلنا نوحا «2» .
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» .
    وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ما لكم من إله غيره» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «إن أنتم إلّا مفترون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    [سورة هود (11) : الآيات 51 الى 52]
    يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (51) وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)

    الإعراب:
    (يا قوم) مثل السابقة «4» ، (لا أسألكم ... على الذي) مرّ إعراب نظيرها «5» ، (فطر) فعل ماض، والفاعل هو أي الله، وهو العائد و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «يا قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا أسألكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إن أجري إلّا على الذي..» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «فطرني» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «لا تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: أجهلتم فلا تعقلون.
    (الواو) عاطفة (يا قوم) مثل السابقة، (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا) ، (يرسل) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة الجزم السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل هو (السماء) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي ماء السماء «6» ، (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يرسل) بتضمينه معنى ينزّل (مدرارا) حال منصوبة من السماء «7» ، (الواو) عاطفة (يزد) مضارع مجزوم معطوف على (يرسل) ، والفاعل هو و (كم) ضمير مفعول به (قوّة) مفعول به ثان منصوب (إلى قوّة) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لقوّة و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتولّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (مجرمين) حال من فاعل تتولّوا.
    جملة النداء: «يا قوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء في السابقة.
    وجملة: «استغفروا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «توبوا إليه» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «يزدكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
    وجملة: «لا تتولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفروا.
    [سورة هود (11) : آية 53]
    قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا هود) مثل يا نوح «8» ، (ما) نافية (جئتنا) فعل ماض وفاعله ومفعوله (ببيّنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئتنا) «9» (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (تاركي) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء، وحذفت النون للإضافة (آلهتنا) مضاف إليه مجرور.. و (نا) ضمير مضاف إليه (عن قول) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير في تاركي أي صادرين عن قولك (الواو) عاطفة (ما نحن) مثل الأولى (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمؤمنين (بمؤمنين) مثل بتاركي.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء: «يا هود ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما جئتنا ببيّنة» لا محلّ لها جواب النداء، استئنافيّة.
    وجملة: «ما نحن بتاركي ... » لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «ما نحن لك بمؤمنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    الفوائد
    - زيادة الباء:

    ورد في هذه الآية قوله تعالى وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فقد زيدت الباء بخبر (ما) النافية التي تعمل عمل ليس، فنقول الباء حرف جر زائد، مؤمنين: مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما، وسنورد فيما يلي مواضع زيادة الباء إكمالا للفائدة مع العلم أن الباء الزائدة تزيد المعنى توكيدا.
    1- تزاد مع الفاعل. وزيادتها غالبة وواجبة كما في قولنا أحسن بزيد والأصل أحسن زيد، وتغلب زيادتها في فاعل كفى كقوله تعالى كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً 2- في المفعول به، كقوله تعالى وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ 3- في المبتدأ، كقولنا (بحسبك درهم) و (خرجت فإذا بزيد في الباب) .
    4- في الخبر، مثل قوله تعالى أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ووَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ 5- في الحال المنفي عاملها، كقول القحيف العقيلي:
    فما رجع بخائبة ركاب ... حكيم بن المسيب منتهاها
    الشاهد فيه قوله (بخائبة) والأصل فما رجعت خائبة.

    [سورة هود (11) : الآيات 54 الى 56]
    إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)

    الإعراب:
    (إن) حرف نفي (نقول) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (إلّا) أداة حصر (اعترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الكاف) ضمير مفعول به (بعض) فاعل مرفوع (آلهتنا) مثل السابق «10» ، (بسوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعتراك) ، (قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّي أشهد) مثل إنّي أعوذ «11» ، (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب، والمشهود عليه محذوف دلّ عليه الآتي (الواو) عاطفة (اشهدوا) فعل مثل استغفروا «12» ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (بريء) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (تشركون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «إن نقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اعتراك» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «إنّي أشهد ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني.
    وجملة: «أشهد الله» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «اشهدوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي أشهد..
    وجملة: «تشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    والمصدر المؤوّل (أنّي بريء..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأنّي بريء.. متعلّق ب (اشهدوا) .
    والمصدر المؤوّل (ما تشركون) في محلّ جرّ بحرف جرّ من متعلّق ببريء.
    (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمفعول تشركون المحذوف أي تشركون آلهة من دونه و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيدوا) مثل استغفروا «13» ، و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (جميعا) حال من فاعل كيدوا منصوبة (ثمّ) حرف عطف (لا تنظروا) مثل لا تتولّوا «14» ، و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة تخفيفا ضمير مفعول به.
    وجملة: «كيدوني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن استطعتم أن تكيدوني فكيدوني.
    وجملة: «لا تنظرون» معطوفة على جملة كيدوني.
    (إنّي) مثل الأول (توكّلت) فعل ماض وفاعله (على الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكّلت) ، (ربّ) بدل من لفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره و (الياء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (ربّكم) معطوف على ربّ الأول مجرور.. و (كم) مضاف إليه (ما) حرف نفي (من) حرف جرّ زائد (دابّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) أداة حصر (هو) ضمير منفصل مبتدأ (آخذ) خبر هو مرفوع (بناصيتها) جارّ ومجرور متعلّق بآخذ.. و (ها) مضاف إليه (إنّ ربّي) مرّ إعرابها «15» (على صراط) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (مستقيم) نعت لصراط مجرور.
    وجملة: «إنّي توكّلت ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق.
    وجملة: «توكّلت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «ما من دابة إلّا هو آخذ ... » لا محلّ لها تعليل آخر.
    وجملة: «هو آخذ ... » في محلّ رفع خبر دابّة.
    وجملة: «إنّ ربّي على صراط ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (اعتراك) ، فيه إعلال بالقلب، أصله اعتري، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأصبح اعترى- بألف أخيرة- وزنه افتعل، والياء التي هي لام الكلمة منقلبة عن واو مجرّده عرا يعرو، والمصدر عروة.
    (ناصية) ، اسم لمقدم الرأس، أو الشعر النابت في المقدّمة، وفي الكلمة إعلال بالقلب: نقول نصوت الرجل أي أخذت بناصيته، والأصل ناصوة- بكسر الصاد وفتح الواو- فلمّا تحرّكت الواو وكسر ما قبلها قلبت ياء فأصبح ناصية، وزنه فاعلة، والأخذ بالناصية كناية عن الغلبة والقهر.
    البلاغة
    1- في قوله تعالى «قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ» .
    فإنه إنما قال: أشهد الله واشهدوا، ولم يقل وأشهدكم ليكون موازنا له وبمعناه، لأن إشهاده الله على البراءة من الشرك صحيح ثابت، وأما إشهادهم فما هو إلا تهاون بدينهم، ودلالة على قلة المبالاة بهم، ولذلك عدل به عن لفظ الأول لاختلاف ما بينهما، وجيء به على لفظ الأمر، كقول الرجل لمن يبس الثرى بينه وبينه: اشهد عليّ أني لا أحبك، تهكما به واستهانة بحاله هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن صيغة الخبر لا تحتمل سوى الإخبار بوقوع الاشهاد منه، فلما كان إشهاده لله واقعا ومحققا عبر عنه بصيغة الخبر، لأنه إشهاد صحيح وثابت، وعبر في جانبهم بصيغة الأمر التي تتضمن الاستهانة بدينهم، وهو مراده في هذا المقام، ومن جهة ثالثة إنما عدل إلى صيغة الأمر عن صيغة الخبر، للتمييز بين خطابه الله تعالى وخطابه لهم، بأن يعبر عن خطاب الله تعالى بصيغة الخبر التي هي أجل وأشرف وأوفر للمخاطب من صيغة الأمر.
    2- المجاز: في قوله تعالى «ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها» أي إلا هو مالك لها، قادر عليها، يصرفها كيف يشاء، غير مستعصية عليه سبحانه واستعمال الأخذ بالناصية في القدرة والتسلط مجاز أو كناية.
    3- التمثيل: في قوله تعالى «إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» مندرج في البرهان، وهو تمثيل واستعارة، لأنه تعالى مطلع على أمور العباد، مجاز لهم بالثواب والعقاب، كاف لمن اعتصم به، كمن وقف على الجادة فحفظها، وهو كقوله سبحانه وتعالى: «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ » .
    __________

    (1) يجوز أن يكون المجرور معطوفا على المجرور في قوله (أرسلنا نوحا إلى قومه) - الآية 25-، (أخاهم) معطوفة على (نوحا) ، والعطف حينئذ من عطف المفردات كما نقول: ضرب زيد عمرا وبكر خالدا.. ولكن الإعراب أعلاه أقرب لطول الفصل، والعطف فيه من عطف الجمل كما يأتي.
    (2) في الآية (25) من هذه السورة.
    (3) أو في محلّ نصب حال من (أخاهم) بتقدير قد.
    (4) في الآية (50) السابقة. [.....]
    (5) في الآية (29) من هذه السورة.
    (6) أو هو مجاز مرسل علاقته المكانيّة.
    (7) انظر الآية (6) من سورة الأنعام ففيها مزيد شرح وإيضاح.
    (8) في الآية (46) من هذه السورة.
    (9) أو بمحذوف حال من فاعل جئت.
    (10) في الآية (53) السابقة.
    (11) في الآية (47) من هذه السورة.
    (12) في الآية (52) من هذه السورة.
    (13، 14) في الآية (52) من هذه السورة.
    (15) في الآية (41) من هذه السورة.





  3. #303
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    الجزء الثّاني عشر
    محمود بن عبد الرحيم صافي

    سورة هود
    الحلقة (303)
    من صــ 295 الى ص
    ـ303




    [سورة هود (11) : آية 57]
    فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم حذفت منه إحدى التاءين وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) تعليليّة «1» (قد) حرف تحقيق (أبلغت) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير مفعول به (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أرسلت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و (التاء) ضمير نائب الفاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت) «2» ، (إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت) . (الواو) استئنافيّة (يستخلف) مضارع مرفوع (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (قوما) مفعول به منصوب (غيركم) نعت ل (قوما) منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (تضرّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (الهاء)ضمير مفعول به (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه من نوع الصفة أي ضررا ما (إنّ ربّي على كلّ) مثل المتقدّمة «3» ، والجارّ متعلّق بحفيظ (شيء) مضاف إليه مجرور (حفيظ) خبر إنّ مرفوع.
    جملة: «إن تولّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قد أبلغتكم ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي إن تتولّوا لا أبال لأنني قد أبلغتكم.
    وجملة: «أرسلت به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يستخلف ربّي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا تضرّونه شيئا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «إنّ ربّي.... حفيظ» لا محلّ لها تعليليّة.
    الفوائد
    - حذف جملة جواب الشرط:
    1- يجب حذف جواب الشرط إذا تقدم ما يدل عليه، مثل: هو ظالم إن فعل والتقدير إن فعل فهو ظالم.
    2- ويجوز حذف الجواب في غير ذلك، كقوله تعالى فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أي فافعل. ووَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أي لما آمنوا به، بدليل وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ.
    3- التحقيق والصواب أن من الحالات التي يحذف بها الجواب: قوله تعالى مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ لأن الجواب سبب عن الشرط، وأجل الله آت سواء وجد الرجاء أم لم يوجد، وإنما الأصل أن جواب الشرط محذوف وتقديره: فليبادر بالعمل فإن أجل الله لآت. ومثله قوله تعالى وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ أي فاصبر فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ. وقوله تعالى إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ أي فاصبروا فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ. ومن قبيل ذلك ما ورد في الآية التي نحن بصددها، فقد حذف جواب الشرط (فَإِنْ تَوَلَّوْا) أي الجواب فلا لوم علي (فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ) .
    [سورة هود (11) : آية 58]
    وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (58)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (نجينا) ، (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (نجّينا) فعل ماض وفاعله (هودا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على (هودا) ، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، و (الهاء) مضاف إليه (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجينا) والباء سببيّة (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرحمة (الواو) واو الاستئناف (نجّينا) مثل الأولى و (هم) ضمير مفعول به (من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّيناهم) ، (غليظ) نعت لعذاب مجرور.
    جملة: «جاء أمرنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «نجّينا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «نجّيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .

    [سورة هود (11) : الآيات 59 الى 60]
    وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (تلك) مرّ إعرابها «5» ، (عاد) خبر مرفوع (جحدوا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جحدوا) ، (ربّهم) مضاف إليه مجرور.. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (عصوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (رسل) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّبعوا) مثل جحدوا (أمر) مفعول به منصوب (كلّ) مضاف إليه مجرور (جبّار) مثل كلّ (عنيد) نعت لجبّار مجرور.
    جملة: «تلك عاد ... » لا محلّ لها استئنافية.
    وجملة: «جحدوا ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ تلك «6» .
    وجملة: «عصوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة جحدوا.
    وجملة: «اتّبعوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة جحدوا.
    (الواو) عاطفة (أتبعوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ..
    والواو نائب الفاعل (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ متعلّق ب (أتبعوا) ، (الدنيا) بدل من اسم الإشارة تبعه في الجرّ وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (لعنة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتبعوا) فهو معطوف شبه الجملة (في هذه) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (عادا) اسم إنّ منصوب (كفروا) مثل جحدوا (ربّهم) مفعول به منصوب بتضمين كفروا معنى جحدوا، كما ضمّن جحدوا معنى كفروا في الآية السابقة.. و (هم) ضمير مضاف إليه (ألا) مثل الأول (بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف (لعاد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بعدا) «7» ، (قوم) بدل من عاد مجرور (هود) مضاف إليه مجرور.
    وجملة: «أتبعوا ... » معطوفة على جملة جحدوا تأخذ إعرابها.
    وجملة: «إنّ عادا كفروا ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق.
    وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: « (أبعدوا) بعدا» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (عنيد) ، صفة مشبهة من فعل عند يعند باب نصر وباب ضرب وباب فرح وباب كرم، وزنه فعيل، مخالف للحقّ وهو عارف به.
    (هود) ، صرف لأنه ليس أعجميّا، فهو عربيّ: قال ابن هشام في الشذور «8» . ليس بين الأنبياء من هو عربيّ إلّا هود وصالح وشعيب ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه. وزنه فعل بضمّ فسكون.
    البلاغة
    الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَتِلْكَ عادٌ» الإشارة للبعيد المحسوس والاسناد المجازي. أو هو من مجاز الحذف، أي تلك قبور عاد.
    [سورة هود (11) : آية 61]
    وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُ مْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوه ُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)

    الإعراب:
    (وإلى ثمود.. إله غيره) مرّ إعراب نظيرها «9» ، (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنشأ) فعل ماض، والفاعل هو (كم) ضمير مفعول به (من الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنشأكم) ، (الواو) عاطفة (استعمركم) مثل أنشأكم (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استعمركم) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا) ، (إنّ ربّي قريب مجيب) مثل إنّ ربّي لغفور رحيم «10» .
    جملة: « (أرسلنا) إلى ثمود ... » معطوفة على جملة (أرسلنا) إلى عاد «11» .
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة النداء: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ما لكم من إله غيره» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.
    وجملة: «هو أنشأكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «أنشأكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هو.
    وجملة: «استعمركم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنشأكم.
    وجملة: «استغفروه» جواب شرط مقدّر أي: إن أذنبتم فاستغفروه.
    وجملة: «توبوا إليه» معطوفة على جملة استغفروه.
    وجملة: «إنّ ربّي قريب» لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (ثمود) ، اسم علم لأبي القبيلة، سمّيت به لشهرته، وهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة، وقبيلة ثمود هي التي كانت تسكن الحجر وهو مكان بين الشام والمدينة.
    (صالح) ، اسم علم، وهو لفظ عربيّ لأنه على وزن فاعل، وهذا الوزن أعلق بالأسماء منه بالأفعال، ولذلك صرف.
    (مجيب) ، اسم فاعل من أجاب الرباعيّ، فهو على وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب.. سكّن حرف العلّة ونقلت حركته إلى الحرف الذي قبله وهو الجيم، وأصل مجيب مجوب- بسكون الجيم وكسر الواو- لأن الواو تظهر في المصدر جواب، فلمّا سكّنت وكسر ما قبلها قلبت ياء فهو مجيب.
    [سورة هود (11) : آية 62]
    قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة نداء (صالح) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (قد) حرف تحقيق (كنت) فعل ماض ناقص واسمه (في) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مرجوا) وهو خبر الناقص منصوب (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر و (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (تنهى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت و (نا) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (نعبد) مضارع منصوب، والفاعل نحن (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يعبد) مثل نعبد (آباء) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه.
    والمصدر المؤوّل (أن نعبد..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره عن متعلّق ب (تنهانا) (الواو) واو الحال (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (في شك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بشكّ (تدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل أنت، و (نا) ضمير مفعول به (مريب) نعت لشكّ مجرور مثله.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء: «يا صالح ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قد كنت ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أتنهانا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «نعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «يعبد آباؤنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «إنّنا لفي شكّ..» في محلّ نصب حال من المفعول في (تنهانا) .
    وجملة: «تدعونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
    الصرف:
    (مرجوّا) ، اسم مفعول من رجا يرجو وزنه مفعول، وقد أدغمت واو مفعول مع لام الكلمة، ومعناه أن نضع فيك رجاءنا أن تكون سيّدا لنا أو مستشارا في الأمور.
    (تنهى) ، فيه إعلال بالقلب، فأصل الألف ياء لأن المصدر نهي، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
    (مريب) ، اسم فاعل من أراب الرباعيّ أي أوقعه في الريب أو من أراب اللازم أي صار ذا ريب، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين، أصله مريب بسكون الراء وكسر الياء، استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الراء قبلها فأصبح (مريب) .
    __________

    (1) أو رابطة لجواب الشرط، والجملة بعدها في محلّ جزم جواب الشرط وإن كان فيها معنى التعليل.
    (2) أو متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل أي أرسلت مكلّفا بتبليغه إليكم، وفي الكلام حذف مضاف.
    (3) في الآية السابقة (56) .
    (4) النجاة الأولى في الدنيا، والثانية في الآخرة فلا تتقيّد بالشرط فلم تعطف على الأولى. [.....]
    (5) في الآية (49) من هذه السورة.
    (6) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (7) انظر إعراب: بعدا للقوم الظالمين (الآية- 44- من هذه السورة) .
    (8) الشذور ص: (555) .
    (9) في الآية (50) من هذه السورة.
    (10) في الآية (41) من هذه السورة.
    (11) في الآية (50) من هذه السورة.






  4. #304
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة هود
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (304)
    من صــ 304 الى ص
    ـ 313

    [سورة هود (11) : الآيات 63 الى 64]
    قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ (64)

    الإعراب:
    (قال يا قوم ... منه رحمة) مرّ إعرابها «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من ينصرني.. إن عصيته) مرّ إعراب نظيرها «2» ، (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية (تزيدون) مضارع مرفوع والواو فاعل و (النون) الثانية للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به أوّل (غير) مفعول به ثان منصوب (تخسير) مضاف إليه مجرور.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «النداء: يا قوم» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أرأيتم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إن كنت على بيّنة» لا محلّ لها اعتراضيّة وقعت بين الفعل ومفعوله.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    وجملة: «آتاني منه رحمة» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
    وجملة: «من ينصرني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:
    إن عصيت الله فمن ينصرني منه، وجملة الشرط المقدّرة وجوابها في محلّ جزم جواب الشرط إن كنت.
    وجملة: «إن عصيته المذكورة» لا محلّ لها تفسيريّة للشرط المقدّر ... والمفعول الثاني لفعل رأيتم محذوف يدل عليه قوله: من ينصرني من الله إن عصيته أي أأعصيه في ترك ما أنا عليه.
    وجملة: «ينصرني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «ما تزيدونني ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ناقة) خبر مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلق بحال من آية- نعت تقدّم على المنعوت- (آية) حال من ناقة، عاملها الإشارة (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ذروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
    والواو فاعل (تأكل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هي (في أرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأكل) ، (الله) لفظ الجلالة مثل الأول (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تمسّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (بسوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمسّوا) ، (الفاء) فاء السببيّة (يأخذ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة و (كم) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (قريب) نعت لعذاب مرفوع.
    والمصدر المؤوّل (أن يأخذكم..) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم مسّ لها فأخذ لكم بعذاب.
    وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم الأولى.
    وجملة: «هذه ناقة الله ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ذروها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: تنبّهوا فذروها.
    وجملة: «تأكل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إن تتركوها تأكل.
    وجملة: «لا تمسّوها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذروها.
    الصرف:
    (تخسير) مصدر قياسي للرباعي خسّر، وزنه تفعيل.
    الفوائد
    - ناقة صالح عليه الصلاة والسلام:
    ذكر محمد بن إسحاق، ووهب بن منبه، وغيرهما من أصحاب السير والأخبار، أنه لما ألح صالح- عليه الصلاة والسلام- على قومه بالدعاء والتذكير والتحذير، سألوه أن يريهم آية تكون مصداقا على ما يقول، قال صالح: أي آية تريدون. قالوا: تخرج معنا إلى عيدنا، فتدعو إلهك، وندعوا آلهتنا، فإن استجيب لك اتبعناك، وإن استجيب لنا اتبعتنا، فدعوا أصنامهم ألا يجاب لصالح، ثم سألوه أن يخرج لهم من الصخرة ناقة بأوصاف معينة حسنة حتى يؤمنوا به، فأخذ منهم المواثيق على ذلك، فرضوا، فصلّى صالح ركعتين ودعا ربه، فتمخضت الصخرة عن ناقة بالأوصاف التي طلبوها، فآمن به رئيس القوم (جندع بن عمرو) ورهط معه، وامتنع الباقون لعنادهم وإصرارهم، فقال لهم صالح: هذه الناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم. فكانت تشرب يوما وتدع يوما، وتسقيهم حليبا كثيرا عوضا عما شربت من الماء. لكن الأشرار منهم لم يرق لهم ذلك، فائتمروا بينهم، وكانوا تسعة رهط، فانطلق (قدار) وصحبه، فرصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء، وقد كمن لها قدار في أصل صخرة على طريقها، وعند ما وصلت الناقة حثته فتاة جميلة على عقرها، فشدّ على الناقة بالسيف فكشف عرقوبها، ورغت رغاة واحدة فتحدر سقيها من الجبل، ثم طعن قدار في لبتها فنحرها، فخرج أهل البلد فاقتسموا لحمها فلما علم صالح عليه الصلاة والسلام بالأمر قال لقومه: أدركوا فصيلها، فإن أدركتموه فعسى أن يرفع عنكم العذاب.
    فخرجوا في طلبه، فرأوه على الجبل، وجاء صالح عليه الصلاة والسلام، فلما رآه الفصيل بكى حتى سالت دموعه، ثم رغا ثلاثا، ثم انفجرت الصخرة فدخلها، فقال صالح عليه الصلاة والسلام لقومه: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام، ذلك وعد غير مكذوب.
    [سورة هود (11) : الآيات 65 الى 66]
    فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (عقروا) فعل ماض وفاعله و (ها) ضمير مفعول به (الفاء) مثل الأولى (قال) فعل ماض والفاعل هو (تمتّعوا) مثل ذروا «2» ، (في دار) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمتّعوا) «4» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (ثلاثة) مفعول فيه ظرف زمان منصوب- أضيف إلى ظرف- متعلّق ب (تمتّعوا) ، (أيّام) مضاف إليه مجرور (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (وعد) خبر مرفوع (غير) نعت لوعد مرفوع مثله (مكذوب) مضاف إليه مجرور.
    جملة: «عقروها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    فأبوا سماع كلامه فعقروها.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروها.
    وجملة: «تمتّعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ذلك وعد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (الفاء) عاطفة (لمّا جاء ... برحمة منّا) مرّ إعراب نظيرها «5» ، (الواو) عاطفة (من خزي) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره نجّيناهم (يوم) مضاف إليه مجرور (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين هو تنوين العوض من جملة محذوفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (رب) اسم إنّ منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (هو) ضمير فصل للتوكيد «6» ، (القويّ) خبر إن مرفوع (العزيز) خبر ثان مرفوع.
    وجملة: «جاء أمرنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «نجّينا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: « (نجّينا) المقدّرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة نجينا الأولى.
    وجملة: «إنّ ربّك.. القويّ» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (مكذوب) ، اسم مفعول من كذب الثلاثيّ، وزنه مفعول، وقيل هو مصدر على وزن مفعول مثل المعقول والمنضور ... إلخ.
    (القويّ) ، صفة مشبّهة من فعل قوي يقوى باب فرح، وزنه فعيل، أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة.
    البلاغة
    الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ» على المجاز كأن الواعد قال له: أفي بك. فإن وفي به صدقه، وإلا كذبه. فهناك استعارة مكنية تخييلية، وقيل مجاز مرسل بجعل «مكذوب» بمعنى باطل ومتخلف. ولا يخفى ما في تسمية ذلك وعدا من المبالغة في التهكم.
    [سورة هود (11) : الآيات 67 الى 68]
    وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (68)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (أخذ) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (ظلموا) فعل ماض وفاعله (الصيحة) فاعل أخذ مرفوع (الفاء) عاطفة (أصبحوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- «7» والواو اسم أصبح (في ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاثمين) خبر أصبح «8» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (جاثمين) خبر أصبحوا منصوب وعلامة النصب الياء.
    جملة: «أخذ.. الصيحة» لا محلّ لها استئنافيّة «9» .
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «أصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    (كأن) مخفّفة من الثقيلة، اسمها ضمير محذوف يعود إلى ثمود (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يغنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلق ب (يغنوا) ، (ألا إنّ ثمود ... بعدا لثمود) مرّ إعراب نظيرها «10» .
    وجملة: «كأن لم يغنوا ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (أصبحوا) التام «11» .
    وجملة: «لم يغنوا ... » في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة.
    وجملة: «إنّ ثمود كفروا» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
    وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: « (ابعدوا) بعدا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (الصيحة) ، مصدر مرّة من صاح يصيح الثلاثيّ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
    (يغنوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يغناوا، فلما التقى ساكنان حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه يفعوا.
    [سورة هود (11) : الآيات 69 الى 70]
    وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (70)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاءت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه (إبراهيم) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (بالبشرى) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رسل «12» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (قالوا) فعل ماض وفاعله (سلاما) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسلّم (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي إبراهيم (سلام) مبتدأ مرفوع «13» ، خبره محذوف أي سلام عليكم (الفاء) عاطفة (ما) نافية «14» ، (لبث) مثل قال (أن) حرف مصدريّ (جاء) مثل قال (بعجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) ، (حنيذ) نعت لعجل مجرور.
    والمصدر المؤوّل (أن جاء) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره بأن جاء- أو في أن جاء- أو عن أن جاء.. متعلّق ب (لبث) «15» .
    جملة: «جاءت رسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: « (نسلّم) سلاما» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «سلام (عليكم) » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما لبث ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المستأنفة.
    وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    (الفاء) عاطفة (لمّا رأى) مثل لمّا جاء «16» ، والفاعل هو (أيدي) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (تصل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تصل) ، (نكر) فعل ماض والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (أوجس) مثل نكر (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوجس) ، (خيفة) مفعول به منصوب «17» ، (قالوا) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (تخف) مضارع مجزوم والفاعل أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (نا) ضمير نائب الفاعل (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، (لوط) إليه مجرور.
    وجملة: «رأى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «لا تصل ... » في محلّ نصب حال من الأيدي.
    وجملة: «نكرهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «أوجس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «لا تخف ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (إنّ) .
    الصرف:
    (حنيذ) ، مبالغة اسم الفاعل من حنذ يحنذ اللحم باب ضرب أي شواه، وزنه فعيل.
    (تخف) ، فيه إعلال لمناسبة الجزم، وأصله تخاف، فلمّا جزم التقى ساكنان فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه تفل.
    (لوط) ، اسم علم أعجمي صرف لأنه ثلاثيّ ساكن الوسط.
    البلاغة
    الكناية: في قوله تعالى «فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ ... » كناية عن أنهم لا يمدون إليه أيديهم. ويلزمه أنهم لا يأكلون
    الفوائد
    - مسوغات الابتداء بالنكرة:
    ورد في هذه الآية قوله تعالى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ وفي إعراب سلام وجهان: خبر لمبتدأ محذوف، أي أمري سلام. أو مبتدأ والخبر تقديره سلام عليكم، وبهذا يكون المبتدأ نكرة، وأصل القاعدة أنه لا يجوز الابتداء بالنكرة ما لم تفد. وقد ذكر ابن هشام حالات يجوز فيها الابتداء بالنكرة وهي:
    1- أن تكون موصوفة: كقوله تعالى وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ 2- أن تكون عاملة (هل مسافر أخوك) .
    3- العطف، بشرط أن يكون المعطوف أو المعطوف عليه مما يسوغ الابتداء بالنكرة كقوله تعالى قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً.
    4- أن يكون الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا كقوله تعالى وَلَدَيْنا مَزِيدٌ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ.
    5- أن تكون عامة، إما بذاتها كأسماء الشرط وأسماء الاستفهام، أو بغيرها نحو:
    (ما رجل في الدار) وقوله تعالى أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ.
    6- أن تكون مرادا بها صاحب الحقيقة من حيث هي: نحو مؤمن خير من كافر.
    7- أن تكون بمعنى الفعل كقوله تعالى وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين َ بها معنى الدعاء.
    8- أن يكون ثبوت ذلك الخبر للنكرة من خوارق العادة مثل: شجرة سجدت، بقرة تكلمت ...
    9- أن تقع بعد إذا الفجائية: خرجت فإذا أسد بالباب.
    10- أن تقع في أول جملة حالية كقول الشاعر:
    سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ... محيّاك أخفى ضوءه كلّ شارق
    الشاهد: قوله ونجم قد أضاء، فنجم مبتدأ نكرة في بداية جملة حالية.
    11- أن تكون النكرة للتفصيل كقول امرئ القيس
    فأقبلت زحفا على الركبتين ... فثوب نسيت وثوب أجرّ
    __________
    (1) في الآية (28) من هذه السورة.
    (2) في الآية (30) من هذه السورة.
    (3) في الآية السابقة (64) .
    (4) أو بمحذوف حال من فاعل تمتّعوا.
    (5) في الآية (58) من هذه السورة.
    (6) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره القويّ، والجملة الاسميّة في محلّ رفع خبر إنّ.
    (7) أو فعل تام، والواو فاعل.. وجاثمين حال من الفاعل. [.....]
    (8) أو متعلّق بالفعل التام أصبحوا.
    (9) أو معطوفة على جملة جواب الشرط في الآية السابقة، وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض.
    (10) في الآية (60) من هذه السورة.
    (11) يجوز أن يكون خبرا ثانيا للناقص أصبحوا.
    (12) أو متعلّق ب (جاءت) .
    (13) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها تدلّ على عموم وهي للمدح، ويجوز أن يكون (سلام) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: قولي أو ردّي أو جوابي سلام.
    (14) أو هي مصدريّة، والمصدر المؤوّل مبتدأ خبره المصدر المؤوّل (أن جاء) أي: لبثه مقدار مجيئه، وذلك على حذف مضاف وهو مقدار.
    (15) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل فاعل لفعل لبث إذا لم يكن الفاعل الضمير العائد على إبراهيم أي ما تأخّر مجيئه.
    (16) في الآية (66) من هذه السورة.
    (17) أوجس بمعنى أضمر.. والإيجاس حديث النفس أو الدخول، ووجس خطر.



  5. #305
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة هود
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (305)
    من صــ 313 الى ص
    ـ 323



    [سورة هود (11) : آية 71]
    وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (71)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة «1» ، (امرأة) مبتدأ مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قائمة) خبر مرفوع (الفاء) عاطفة (ضحكت) فعل ماض..
    و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (الفاء) عاطفة (بشّرنا) فعل ماض وفاعله و (ها) ضمير مفعول به (بإسحاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّرنا) على حذف مضاف أي بولادة إسحاق، وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (من وراء) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره وهبنا (إسحاق) مضاف إليه مجرور، (يعقوب) مفعول به للفعل المحذوف منصوب «2» ، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة.
    جملة: «امرأته قائمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ضحكت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «بشّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضحكت.
    وجملة: « (وهبنا) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بشرناها.
    الصرف:
    (إسحاق) ، اسم علم أعجميّ ممنوع من الصرف، والألف فيه تحذف (إسحاق) أو تبقى (إسحاق) .
    [سورة هود (11) : آية 72]
    قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)

    الإعراب:
    (قالت) مثل ضحكت «3» ، (يا) أداة نداء وتعجّب (ويلتا) منادى متعجّب به مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف المنقلبة عن ياء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة، و (الألف) المنقلبة عن ياء في محلّ جرّ مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (ألد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (الواو) واو الحال (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عجوز) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بعلي) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء..
    و (التاء) ضمير مضاف إليه (شيخا) حال من بعلي، والعامل ما في الإشارة من معنى الفعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (هذا) مثل الأول في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (شيء) خبر إنّ مرفوع (عجيب) نعت لشيء مرفوع.
    جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يا ويلتا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ألد ... » لا محلّ لها جواب النداء والتعجّب.
    وجملة: «أنا عجوز..» في محلّ نصب حال من فاعل ألد.
    وجملة: «هذا بعلي ... » في محلّ نصب معطوفة على الجملة الحاليّة.
    وجملة: «إنّ هذا لشيء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (ويلتا) ، ويلة، والألف منقلبة عن ياء المتكلّم، كلمة تقال لدى أمر عظيم خيرا كان أم شرّا، والويل في الأصل مصدر لفعل لا وجود له في اللغة، شأنه في ذلك شأن (ويح، ويس، ويب) ، وانقلاب الياء ألفا هو بسبب مدّ الصوت في التعجّب كالندبة.
    (عجوز) ، صفة مشبّهة من عجز يعجز باب نصر وباب كرم، وزنه فعول، وهذه الصفة يستوي فيها التذكير والتأنيث، جمعه عجز بضمّتين وعجائز.
    (شيخا) ، صفة مشبّهة من شاخ يشيخ باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (عجيب) ، صفة مشبّهة من عجب يعجب باب فرح، وزنه فعيل.

    [سورة هود (11) : آية 73]
    قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (تعجبين) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من أمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعجبين) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (رحمة) مبتدأ مرفوع (الله) مثل السابق (الواو) معطوف على رحمة (بركات) مرفوع و (الهاء) مضاف إليه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (أهل) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء «4» ، منصوب (البيت) مضاف إليه مجرور (إنّه) حرف مشبّه بالفعل واسمه (حميد) خبر مرفوع (مجيد) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تعجبين ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «رحمة الله.. عليكم» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة «5» .
    وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئناف في معرض الرحمة.
    وجملة: «إنّه حميد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ مبيّنة لحقيقة الاستفهام.
    الصرف:
    (مجيد) ، صفة مشبهة من فعل مجد يمجد باب كرم وزنه فعيل، وقد يأتي من باب نصر، وأصل المجد في كلامهم السعة.
    [سورة هود (11) : آية 74]
    فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ذهب) فعل ماض (عن إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب) ، وعلامة الجرّ الفتحة (الروع) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (جاءت) مثل ذهب، و (التاء) للتأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به (البشرى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (يجادل) مضارع مرفوع و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (في قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجادلنا) على حذف مضاف أي في شأن قوم لوط (لوط) مضاف إليه مجرور.
    جملة: «ذهب.. الروع ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره اجترأ على خطابهم أو فطن إلى مجادلتهم، دلّ على ذلك الجملة المستأنفة يجادلنا «6» .
    وجملة: «جاءته البشرى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ذهب «7» .
    وجملة: «يجادلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة- تفسر جواب الشرط «8» .
    الصرف:
    (الروع) ، مصدر سماعيّ لفعل راع يروع باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو روعا.
    البلاغة
    المجاز: في قوله تعالى «وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ ... » أي يجادل رسلنا في حالهم وشأنهم، ففيه مجاز في الاسناد.
    [سورة هود (11) : آية 75]
    إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)

    الإعراب:
    (إنّ إبراهيم) حرف مشبّه بالفعل واسمه.. (اللام) المزحلقة (حليم) خبر مرفوع (أوّاه، منيب) خبر إن.
    «والجملة ... » . لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    الصرف:
    (منيب) ، اسم فاعل من أناب الرباعي، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالتسكين أصله منيب- بضمّ الميم وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها فأصبح (منيب) .. وفيه إعلال بالقلب أيضا لأن الياء أصلها واو فهو من ناب ينوب بمعنى رجع، فلما تحرّكت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء.
    [سورة هود (11) : آية 76]
    يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)

    الإعراب:
    (يا إبراهيم) مثل يا صالح «9» ، (أعرض) فعل أمر، والفاعل أنت (عن) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّهم) مثل إنّه (آتي) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مضاف إليه (عذاب) فاعل اسم الفاعل مرفوع «10» ، (غير) نعت لعذاب مرفوع (مردود) مضاف إليه مجرور.
    جملة: «يا إبراهيم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أعرض عن هذا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إنّه قد جاء أمر ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «جاء أمر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «إنّهم آتيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
    الصرف:
    (مردود) ، اسم مفعول من ردّ الثلاثيّ، وزنه مفعول، فكّ الإدغام لتكون واو مفعول بين عين الكلمة ولأمها.
    [سورة هود (11) : الآيات 77 الى 78]
    وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لمّا جاءت) مثل لمّا ذهب «11» ، (والتاء) للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف (لوطا) مفعول به منصوب (سيء) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سيء) ، (الواو) عاطفة (ضاق) فعل ماض، والفاعل هو (بهم) مثل الأول متعلّق ب (ضاق) ، (ذرعا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة (قال) مثل ضاق (هذا) اسم إشارة مبتدأ (يوم) خبر مرفوع (عصيب) نعت ليوم مرفوع.
    جملة: «جاءت رسلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «سيء بهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «ضاق بهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «هذا يوم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (الواو) عاطفة (جاءه قومه) مثل جاءت رسلنا (يهرعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل «12» ، (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يهرعون) ، (الواو) حالية (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يعملون) ، (كانوا) فعل ماض ناقص..
    والواو اسم كان (يعملون) مثل يهرعون (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بناتي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء «13» ، و (الياء) مضاف إليه (هنّ) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ «14» ، (أطهر) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأطهر (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الله)لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخزوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة مفعول به (في ضيفي) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخزوا) على حذف مضاف أي في شأن ضيفي.. و (الياء) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (ليس) فعل ماض ناقص جامد- ناسخ- (منكم) مثل لكم متعلّق بخبر مقدّم (رجل) اسم ليس مؤخّر مرفوع (رشيد) نعت لرجل مرفوع.
    وجملة: «جاءه قومه....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف من الشرط وفعله وجوابه.
    وجملة: «يهرعون إليه» في محلّ نصب حال من قوم.
    وجملة: «كانوا يعملون ... » في محلّ نصب حال من قوم «15» .
    وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «النداء وجوابها..» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «هؤلاء بناتي» لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «هنّ أطهر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «16» .
    وجملة: «اتّقوا الله» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم راشدين فاتّقوا الله.
    وجملة: «لا تخزون ... » معطوفة على جملة اتّقوا الله.
    وجملة: «أليس منكم رجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مفسّرة لجملة الشرط المقدّر.
    الصرف:
    (ضاق) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ضيق- مضارعه يضيق- فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
    (ذرعا) ، مصدر سماعيّ لفعل ذرع يذرع باب فتح بمعنى قاس بالذراع، قال الأزهريّ الذرع يوضع موضع الطاقة، والذرع كناية عن الوسع، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (عصيب) ، صيغة مبالغة لاسم الفاعل من فعل عصب يعصب الشيء: ربطه باب ضرب وهو متعدّ، أو هو صفة مشبّهة من فعل عصب يعصب اللحم كثر عصبه من باب فرح، والصفة منه تأتي على وزن فعل بفتح فكسر.
    (ضيف) ، الضيف في الأصل مصدر، ثمّ أطلق على الطارق ليلا فأصبح اسما جامدا، ويطلق على مفرد وجمع وعلى مذكر ومؤنّث، وقد يثنى فيقال ضيفان، ويجمع فيقال أضياف وضيوف وضيفان، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (رشيد) ، صفة مشبّهة من فعل رشد يرشد باب نصر وباب فرح وكلاهما لازم، ويقال رشد أمره أي رشد فيه- بكسر الشين- أي استقام، وزنه فعيل.
    الفوائد
    - تزويج المؤمنة للكافر هل يصح؟
    ورد في هذه الآية التباس مؤداه أن لوطا عليه الصلاة والسلام قال لقومه الكافرين، عند ما دخلوا عليه، وهموا بإيقاع الفاحشة في ضيوفه من الملائكة، وهم جاهلون لحالهم، قال لهم: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ وقد كشف المفسرون القناع حول الالتباس الوارد في الآية الكريمة وردوا على ذلك بعدة أقوال:
    1- قيل بأنه في ذلك الوقت كان يباح تزويج المسلمة بالكافر وقال الحسن بن المفضل: عرض بناته عليهم بشرط الإسلام 2- وقال مجاهد وسعيد بن جبير أراد ببناته نساء قومه، وأضافهنّ إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته، وهو كالوالد لهم. وهذا القول هو الصحيح، وأشبه بالصواب إن شاء الله تعالى. والدليل عليه أن بنات لوط كانتا اثنتين وليستا بكافيتين للجماعة، وليس من المروءة أن يعرض الرجل بناته على أعدائه ليزوجهن إياهم، فكيف يليق ذلك بمنصب الأنبياء أن يعرضوا بناتهم على الكفار.
    3- وقيل: إنما قال ذلك لوط على سبيل الدفع لقومه، لا على سبيل التحقيق، وإرشادا لهم إلى طريق الصواب والزواج المحلّل.
    __________
    (1) أو واو الحال، والجملة بعدها حال من فاعل قالوا لا تخف في الآية السابقة.
    (2) بعضهم يعطف يقعوب على إسحاق المجرور، ولكن يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بفاصل وهو بعيد.
    (3) في الآية السابقة (71) .
    (4) أو مفعول به لفعل محذوف للمدح أو التعظيم أي نمدح أهل البيت أو نعظّمهم.. وأجاز أبو حيّان نصبه على الاختصاص. [.....]
    (5) أو هي استئنافيّة مجرّدة من الدعاء، لأن الدعاء- على رأي أبي حيّان- أمر يترجى ولم يحصل.
    (6) هذا الإعراب اختيار الزمخشريّ، وقيل: الجواب جملة يجادلنا، وضع المضارع موضع الماضي، وهو اختيار أبي حيان.. وقيل: الجواب محذوف تقديره قلنا يا إبراهيم أعرض عن هذا، وهو اختيار أبو عليّ الفارسيّ.. وقيل: الجواب محذوف تقديره ظلّ أو أخذ يجادلنا لدلالة ظاهر الكلام عليه.
    (7) يجعل بعضهم هذه الجملة جواب الشرط بزيادة الواو- كما في المغني-.. أو هي حال من إبراهيم بتقدير (قد) .
    (8) هي خبر لجواب الشرط المحذوف ظلّ أو أخذ.. وهي حال إذا قدّر الجواب أقبل.
    (9) في الآية (62) من هذه السورة.
    (10) أو هو مبتدأ مؤخّر والخبر آتيهم، وأضيف اسم الفاعل إلى مفعوله والجملة خبر إنهم.
    (11) في الآية (74) من هذه السورة.
    (12) هذا الفعل مع ماضيه- أهرع- يستعمل في الغالب بصيغة البناء للمجهول ومعناه معلوم أي يسرعون ولذا يحتاج إلى فاعل لا إلى نائب الفاعل، ولكن بعض المعربين- وهم قلّة- يعربون الواو نائب الفاعل كما في حاشية الجمل.
    (13) يجوز أن يكون (بنات) بدلا أو عطف بيان لاسم الإشارة، والخبر أطهر، وهنّ ضمير فصل.
    (14) أو ضمير فصل.
    (15) أو اعتراضيّة لا محلّ لها.
    (16) يجوز أن تكون حالا من بناتي والعامل فيه معنى الإشارة.


  6. #306
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة هود
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (306)
    من صــ 323 الى ص
    ـ 333




    [سورة هود (11) : الآيات 79 الى 80]
    قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (79) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل ماض وفاعله (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علمت) فعل ماض وفاعله (ما) حرف ناف (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في بنات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من حقّ و (الكاف) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (حقّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الكاف) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (تعلم) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «1»
    ، والعائد محذوف (نريد) مضارع مرفوع، والفاعل نحن.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «علمت ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما لنا ... من حقّ» في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالنفي.
    وجملة: «إنّك لتعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    وجملة: «تعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «نريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (قال) فعل ماض، والفاعل هو (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (لي) مثل لنا متعلّق بخبر مقدّم (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من قوّة «2» - نعت تقدّم على المنعوت- (قوّة) اسم أنّ منصوب.
    والمصدر المؤوّل (أنّ لي بكم قوّة) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي لو ثبت وجود قوّة لي (أو) حرف عطف (آوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (إلى ركن) جارّ ومجرور متعلّق ب (آوي) ، (شديد) نعت لركن مجرور.
    جملة: «لو (ثبت) وجود قوّة ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل قال.. وجملة قال لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب (لو) محذوف تقديره لبطشت بكم.
    وجملة: «آوي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة (ثبت) المقدّرة «3» .
    الصرف:
    (ركن) ، اسم للناحية من جبل أو غيره، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أركان وأركن بفتح فضمّ.
    البلاغة
    الاستعارة: في قوله تعالى «أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ» .
    أي ألجأ إلى عشيرة قوية تمنعني منكم، والركن حقيقة في أركان البناء التي يعتمد عليها البناء، ثم يتجوز به عن العشيرة المعتمد عليها في النصرة والمؤازرة، تشبيها للاعتماد عليها باعتماد البناء على الأركان.
    استعارة الركن للمعين أبلغ، لأن الركن مرئي وملموس في اعتماد البناء عليه بخلاف المعين فهو لا يحس من حيث هو معين، فالاستعارة هنا أصلية.
    الفوائد
    - زيادة (من) :
    ورد في هذه الآية (من) وهي حرف جر زائد في قوله تعالى ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ فمن حرف جر زائد، وحق مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ والتقدير: مالنا حق في بناتك. وإكمالا للفائدة سنتكلم عن زيادة من:
    1- تأتي من الزائدة لتوكيد العموم مثل: (ما جاءني من أحد) وشرط زيادتها ثلاثة أمور.
    آ- تقدم نفي أو نهي أو استفهام بهل: كقوله تعالى وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ ب- كون مجرورها نكرة، كما مر في الأمثلة.
    ج- كون مجرورها فاعلا، كما مر في قوله تعالى وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها أو مفعولا به كقوله تعالى فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ أو مبتدأ كما مر في الآية الكريمة التي نحن بصددها ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ
    [سورة هود (11) : الآيات 81 الى 83]
    قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)

    الإعراب:
    (قالوا يا لوط) مثل قالوا يا صالح «4» ، (إنّا رسل) مثل إنّا.. «5» .. و (رسل) خبر أنّ مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (لن) حرف نفي ونصب (يصلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يصلوا) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أسر) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر) .. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (بقطع) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر) ، (من الليل) جارّ ومجرور نعت لقطع (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (يلتفت) مضارع مجزوم (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (أحد) فاعل يلتفت مرفوع (إلّا) حرف للاستثناء (امرأتك) مستثنى منصوب «6» .. و (الكاف) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير الشأن اسم إنّ (مصيب) خبر مقدّم و (ها) ضمير مضاف إليه «7» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (أصاب) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (إنّ) مثل الأول (موعدهم) اسم إنّ منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الصبح) خبر إنّ مرفوع (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (ليس) فعل ماض ناقص (الصبح) اسم ليس مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (قريب) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «النداء يا لوط ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: إنّا رسل ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «لن يصلوا إليك» لا محلّ لها تفسير لجواب النداء «8» .
    وجملة: «أسر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: تنبّه فأسر ...
    وجملة: «لا يلتفت منكم أحد» لا محلّ لها معطوفة على جملة أسر ...
    وجملة: «إنّه مصيبها ما ... » لا محلّ لها تعليل للاستثناء.
    وجملة: «مصيبها ما أصابهم» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «إنّ موعدهم الصبح» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أليس الصبح بقريب» لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- (فلمّا جاء أمرنا) مرّ إعرابها «9» ، (جعلنا) فعل ماض وفاعله (عالي) مفعول به منصوب و (ها) مضاف إليه (سافل) مفعول به ثان منصوب و (ها) مثل الأخير (الواو) عاطفة (أمطرنا) مثل جعلنا (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمطر) بتضمينه معنى أنزلنا أو أسقطنا (حجارة) مفعول به منصوب (من سجّيل) جارّ ومجرور نعت لحجارة (منضود) نعت لسجّيل مجرور.
    وجملة: «جاء أمرنا ... » في محل جرّ مضاف إليه ... والشرط وفعله وجوابه معطوف على جملة قالوا الاستئنافيّة.
    وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
    وجملة: «أمطرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    (مسوّمة) حال منصوبة من حجارة «10» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مسوّمة) ، (ربّك) مضاف إليه مجرور و (الكاف) مضاف إليه (الواو) واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما، (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ببعيد (الباء) حرف جرّ زائد (بعيد) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
    وجملة: «ما هي ... » في محلّ نصب حال من حجارة «11» .
    الصرف:
    (أسر) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يسري، وفيه عودة الهمزة المحذوفة في المضارع، ماضيه أسرى.. وزنه أفع.
    (قطع) ، اسم ومعناه نصف الليل لأن قطعة منه مساوية لباقيه..
    وانظر الآية (27) من سورة يونس.
    (مصيب) ، اسم فاعل من أصاب الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي الكلمة إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب.. أمّا التسكين ففي جعل حرف العلة ساكنا ونقل الحركة إلى الصاد قبله، أصله مصيب- بكسر الياء- فأصبح مصيب- بكسر الصاد وسكون الياء.
    والإعلال بالقلب هو قلب الواو- لأنه من الصواب- إلى ياء لسكونها وكسر ما قبلها، والأصل مصوب نقل إلى مصيب.
    (الصبح) ، اسم للوقت المحدد المعروف ويمتد إلى ما قبل طلوع الشمس.
    (سافل) ، اسم فاعل من سفل يسفل باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فاعل، وهو الجزء المنخفض من البناء أو المدينة.
    (سجّيل) ، اسم جامد ذات، بمعنى الطين اليابس، وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشدّدة.
    (منضود) ، اسم مفعول من نضد الثلاثيّ، وزنه مفعول.
    البلاغة
    إرسال المثل أو التمثيل: في قوله تعالى «أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ» وهو فن يمكن تعريفه: أن يكون ما يخرجه المتكلم ساريا مسير الأفعال السائرة.
    [سورة هود (11) : الآيات 84 الى 86]
    وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)

    الإعراب:
    (وإلى مدين ... إله غيره) مرّ إعراب نظيرها «12» ، (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تنقصوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (المكيال) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الميزان) معطوف على المكيال منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أراكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنا.. و (كم) ضمير مفعول به (بخير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان- أو حال- (الواو) عاطفة (إنّي أخاف) مثل إنّي أرى (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخاف) ، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (محيط) نعت ليوم مجرور.
    جملة: « (أرسلنا) إلى مدين ... » معطوفة على جملة (أرسلنا) المذكورة في سياق قصص الأنبياء المتقدّم ذكرها «13» .
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ما لكم من إله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «لا تنقصوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبدوا.
    وجملة: «إنّي أراكم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «أراكم بخير ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الأول) .
    وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي أراكم.
    وجملة: «أخاف عليكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) .
    (الواو) عاطفة (يا قوم) مرّ إعرابها «14» ، (أوفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (المكيال) مفعول به منصوب (الميزان) معطوف على المكيال بالواو منصوب (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل أوفوا (الواو) عاطفة (لا تبخسوا الناس) مثل ولا تنقصوا المكيال (أشياءهم) مفعول به ثان منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تعثوا) مثل لا تنقصوا (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعثوا) ، (مفسدين) حال مؤكّدة لمضمون الجملة منصوبة وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم السابقة.
    وجملة: «أوفوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «لا تبخسوا الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    (بقيّة) مبتدأ مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخير (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (ما أنا عليكم بحفيظ) مثل ما هي من الظالمين ببعيد «15» .
    وجملة: «بقيّة الله خير» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «إن كنتم مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فإنّ بقيّة الله خير لكم، فالخير مشروط بالإيمان.
    وجملة: «ما أنا.. بحفيظ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة إن كنتم مؤمنين.
    الصرف:
    (المكيال) ، اسم آلة من كال الثلاثيّ المتعدّي، وزنه مفعال بكسر الميم.
    (بقيّة) ، رسمت في المصحف بالتاء المفتوحة، وليس في القرآن غيرها رسمت كذلك.
    البلاغة
    التكرار: في قوله تعالى «وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ» .
    فقد وقع التكرار في هذه القصة من ثلاثة أوجه، لأنه قال ولا تنقصوا المكيال والميزان، وهذا عين الأول، وليس فيه إلا التعبير بتبخسوا الناس أشياءهم. والفائدة فيه، أن القوم لما كانوا مصرين على ذلك العمل القبيح احتيج في المنع منه إلى المبالغة في التأكيد، والتكرير يفيد شدة الاهتمام بالشيء وقد نهوا أولا عن القبيح الذي كانوا عليه من نقص المكيال والميزان، ثم ورد الأمر بالإيفاء مصرحا بلفظه، ليكون أهيج عليه وأدعى إلى الترغيب فيه.
    __________

    (1) أجاز العكبريّ جعلها استفهاميّة في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة نريد، والجملة مفعول تعلم وقد علّق بالاستفهام وأجاز الجمل جعلها حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل مفعول تعلم.
    (2) أي: قوة لصدّكم، فالباء للتعليل، وفيه حذف مضاف. [.....]
    (3) هذا رأي المبرّد على الرغم من مجيّ (آوي) مضارعا.. أو هي خبر ل (أنّي) مقدّرة أي وأنّي آوي، والمصدر المؤوّل معطوف على المصدر المؤول فاعل ثبت.. هذا ويجوز على رأي أبي البقاء أن تكون الجملة مستأنفة أي بل اوي.
    (4) في الآية (62) من هذه السورة.
    (5) في الآية (70) من هذه السورة.
    (6) والاستثناء منقطع سواء أكان المستثنى منه (أهل) أو (أحد) . قال أبو حيّان في البحر: « ... لم يقصد بالاستثناء إخراجها- أي امرأته- عن المأمور بالإسراء بهم ولا من المنهييّن عن الالتفات فكان يجب فيه إذ ذاك النصب قولا واحدا» أهـ أي إنّ الاستثناء هنا منقطع.
    (7) أو هو مبتدأ والموصول بعده خبر.
    (8) جملة جواب النداء أتت في المعنى تعليلا لجملة لن يصلوا إليك فهي كالتمهيد للبدل فجاز أن تكون الجملة بدلا من جواب النداء.
    (9) في الآية (66) من هذه السورة.
    (10) صحّ مجيّ الحال من حجارة لأنها وصفت.. ويجوز أن تكون نعتا.
    (11) يجوز قطع الجملة على الاستئناف، فلا محلّ لها.
    (12) في الآية (50) من هذه السورة.. وانظر الآية (85) من سورة الأعراف.
    (13) في الآية (50) من هذه السورة.
    (14) في الآية (50) من هذه السورة.
    (15) في الآية (83) من هذه السورة.


  7. #307
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة هود
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (307)
    من صــ 333 الى ص
    ـ 341






    [سورة هود (11) : آية 87]
    قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)

    الإعراب:
    «قالوا يا شعيب» مثل قالوا يا صالح «1» ، (الهمزة) للاستفهام التهكّميّ (صلاتك) مبتدأ مرفوع.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (تأمرك) مضارع مرفوع.. و (الكاف) ضمير مفعول به والفاعل هي (أن) حرف مصدريّ ونصب (نترك) مضارع منصوب، والفاعل نحن (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يعبد) مثل تأمر (آباؤنا) فاعل مرفوع.. و (نا) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (أن نفعل) مثل أن نترك (في أموالنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نفعل) .. و (نا) مثل الأخير (ما) مثل الأول (نشاء) مثل تأمر، والفاعل نحن.
    والمصدر المؤوّل (أن نترك) في محلّ نصب مفعول به عامله تأمر «2» .
    والمصدر المؤوّل (أن نفعل..) في محلّ نصب- أو جرّ- معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
    (إنّك) مثل إنّي «3» ، (اللام) المزحلقة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الحليم) خبر مرفوع (الرشيد) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يا شعيب ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أصلاتك تأمرك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «تأمرك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ صلاتك.
    وجملة: «نترك» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول.
    وجملة: «يعبد آباؤنا» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «نفعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
    وجملة: «نشاء» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
    وجملة: «إنك لأنت الحليم» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «أنت الحليم» في محلّ رفع خبر (إنّك) .
    الصرف:
    (شعيب) اسم علم، وزنه فعيل على وزن التصفير وهو من الأوزان الأعلق بالأسماء ولذلك صرف.
    الفوائد
    - رأي سديد في إعراب (أن نفعل) :
    قال تعالى في هذه الآية أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا فإنه يتبادر إلى الذهن عطف (أَنْ نَفْعَلَ) على (أَنْ نَتْرُكَ) وذلك باطل لأنه لم يأمرهم أن يفعلوا في أموالهم ما يشاءون، وإنما هو عطف على ما، فهو معمول للترك، والمعنى أن نترك أن نفعل نعم من قرأ تفعل وتشاء بالتاء لا بالنون فالعطف على أن نترك، وموجب الوهم المذكور أن المعرب يرى أن والفعل مرتين، وبينهما حرف عطف.
    وقد أكد أبو البقاء العكبري نفس هذا الإعراب فقال: (أَوْ أَنْ نَفْعَلَ) في موضع نصب عطفا على ما يعبد، والتقدير أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نترك أن نفعل، وليس بمعطوف على أن نترك إذ ليس بالمعنى أصلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا.
    [سورة هود (11) : الآيات 88 الى 89]
    قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)

    الإعراب:
    (قال يا قوم ... رزقا حسنا) مرّ إعراب نظيرها «4» ، والمفعول الثاني محذوف تقديره هل أخالف أمره «5» (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (أريد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أن أخالفكم) مثل أن نترك «6» ، و (كم) مفعول به والمصدر المؤوّل (أن أخالفكم) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد المنفي.
    (إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخالف) «7» ، (أنهاكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنا.. و (كم) ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنهاكم) ، (إن) حرف نفي (أريد) مثل الأول (إلّا) أداة حصر (الإصلاح) مفعول به منصوب (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (استطعت) فعل ماض وفاعله.
    والمصدر المؤوّل (ما استطعت..) في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (أريد) ، أي أريد الإصلاح مدة استطاعتي.
    (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (توفيقي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه (إلّا) مثل الأولى (بالله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (عليه) مثل عنه متعلّق ب (توكّلت) ويعرب مثل استطعت (الواو) عاطفة (إليه) مثل عنه متعلّق ب (أنيب) ويعرب مثل أريد.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أرأيتم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إن كنت ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام السابق.
    وجملة: «رزقني ... » لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
    وجملة: «ما أريد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «أخالفكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أنهاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «إن أريد ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «استطعت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «ما توفيقي إلّا بالله» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
    وجملة: «عليه توكّلت ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
    وجملة: «إليه أنيب» لا محلّ لها معطوفة على جملة توكّلت.
    (الواو) عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (يجرمنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. و (النون) نون التوكيد و (كم) ضمير مفعول به أوّل (شقاقي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه «8» ، (أن يصيبكم) مثل أن أخالفكم «9» ، (مثل) فاعل مرفوع «10» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أصاب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (قوم) مفعول به منصوب (نوح) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف في الموضعين (قوم هود- قوم صالح) مثل قوم نوح معطوفان عليه (الواو) استئنافيّة (ما قوم لوط منكم ببعيد) مثل ما هي من الظالمين ببعيد «11» .
    والمصدر المؤوّل (أن يصيبكم) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يجرمنّكم.
    وجملة: «يا قوم» في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم الأولى.
    وجملة: «لا يجرمنكم شقاقي» لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «يصيبكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أصاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «ما قوم.. ببعيد» لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة.
    الصرف:
    (استطعت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله استطاعت، فلمّا بني الفعل على السكون لاتّصاله بضمير الرفع حذف الألف لالتقاء الساكنين، وزنه استفلت.
    [سورة هود (11) : آية 90]
    وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ربّكم) مفعول به منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا) ، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (رحيم) خبر إنّ مرفوع (ودود) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «استغفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في السابقة.
    وجملة: «توبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفروا.
    وجملة: «إنّ ربّي رحيم» لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (ودود) ، من صيغ المبالغة لفعل ودّ يودّ المتعدّي باب فتح، وزنه فعول.
    [سورة هود (11) : آية 91]
    قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ (91)

    الإعراب:
    (قالوا يا شعيب) مثل قالوا يا صالح «12» ، (ما) نافية (نفقه) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (كثيرا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا) «13» ، (تقول) مثل نفقه والفاعل أنت (الواو) عاطفة (إنّا) مثل إنّي «14» ، (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (نراك) مضارع مثل أراكم «15» ، والفاعل نحن (في) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نراك) ، (ضعيفا) حال منصوبة من ضمير الخطاب «16» ، (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (رهطك) مبتدأ مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه، والخبر محذوف (اللام) واقعة في جواب لولا (رجمنا) فعل ماض وفاعله (الكاف) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (علينا) مثل فينا متعلّق ب (عزيز) ، (الباء) حرف جرّ زائد (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما نفقه ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «تقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
    وجملة: «إنّا لنراك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «نراك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «لولا رهطك» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
    وجملة: «رجمناك» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «ما أنت.. بعزيز» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «17» .
    الصرف:
    (رهط) ، اسم جمع.. قال الزمخشريّ من الثلاثة إلى العشرة، وقيل إلى التسعة، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أرهط، وهذا يجمع على أراهط.
    [سورة هود (11) : آية 92]
    قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُو هُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)

    الإعراب:
    (قال يا قوم) مرّ إعرابها «18» ، (الهمزة) للاستفهام (رهطي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (أعزّ) خبر مرفوع (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأعزّ (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بأعزّ (الواو) واو الحال (اتّخذتم) فعل ماض وفاعله و (الواو) زائدة، إشباع حركة الميم (الهاء) ضمير مفعول به (وراءكم) ظرف منصوب متعلّق ب (اتّخذتم) «19» . و (كم) ضمير مضاف إليه (ظهريّا) مفعول به ثان منصوب لفعل اتّخذتم «20» ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.. و (الياء) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «21» ، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (محيط) خبر إنّ مرفوع.
    والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحيط.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أرهطي أعزّ ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «اتّخذتموه ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
    وجملة: «إنّ ربّي.. محيط» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
    الصرف:
    (ظهريّا) ، لفظ منسوب إلى الظهر، وزنه فعليّ بكسر الفاء، والكسر من تغييرات النسب، والفتح أقيس.
    __________
    (1) في الآية (62) من هذه السورة. [.....]
    (2) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (تأمر) ، أي تأمرك بأن نترك.
    (3) في الآية (84) من هذه السورة.
    (4) في الآية (28) من هذه السورة.
    (5) أو هل أخون وحيه.. أو أأتّبع الضلال. أو هل أبخس الناس أشياءهم.. إلخ.
    (6) في الآية (87) من هذه السورة.
    (7) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة في محلّ جرّ.. والجملة بعدها نعت لها في محلّ جرّ.
    (8) هذا الضمير في المعنى هو مفعول المصدر أي معاداتكم لي.
    (9) في الآية (88) من هذه السورة.
    (10) وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف أي عذاب مثل ما أصاب ...
    (11) في الآية (83) من هذه السورة.
    (12) في الآية (62) من هذه السورة.
    (13) يجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.
    (14، 15) في الآية (84) من هذه السورة.
    (16) أو مفعول به ثان لفعل الرؤية إذا كانت قلبيّة. [.....]
    (17) يجوز أن تكون حالا من ضمير الخطاب في (رجمناك) .
    (18) في الآية (78) من هذه السورة.
    (19) يجوز أن يكون متعلّقا بحال من (ظهريّا) ويجوز أن يكون المفعول الثاني ل (اتّخذتم) ، وظهريّا حال.
    (20) وهو حال من المفعول إذا كان الفعل متعديّا لمفعول واحد.

    (21) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.

  8. #308
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة هود
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (308)
    من صــ 341 الى ص
    ـ 351





    [سورة هود (11) : آية 93]
    وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (يا قوم) مرّ إعرابها «1» ، (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (على مكانة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اعملوا أي حاصلين على مكانتكم.. و (كم) ضمير مضاف إليه (إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه (عامل) خبر إنّ مرفوع (سوف) حرف استقبال (تعلمون) مثل تعملون «2» ، (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «3» ، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الهاء) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (يخزيه) مثل يأتيه (الواو) عاطفة (من) مثل الأول ومعطوف عليه (هو) ضمير منفصل مبتدأ (كاذب) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (ارتقبوا) مثل اعملوا (إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معكم) ظرف منصوب متعلّق برقيب..
    و (كم) ضمير مضاف إليه (رقيب) خبر إنّ مرفوع.
    جملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء المتقدّمة «4» .
    وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إنّي عامل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «سوف تعلمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
    وجملة: «يأتيه عذاب» لا محلّ لها صلة الموصول (من) «5» .
    وجملة: «هو كاذب» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
    وجملة: «ارتقبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.. وما بين المعطوف والمعطوف عليه نوع من الاعتراض.
    وجملة: «إنّي معكم رقيب» لا محلّ لها تعليليّة.
    البلاغة
    1- الاستئناف البياني: في قوله تعالى «وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ» .
    فإن قلت: أي فرق بين إدخال الفاء ونزعها في «سَوْفَ تَعْلَمُونَ» ؟
    قلت: إدخال الفاء: وصل ظاهر بحرف موضوع للوصل، ونزعها: وصل خفي تقديريّ بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدّر، كأنهم قالوا: فماذا يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت؟ فقال: سوف تعلمون، فوصل تارة بالفاء، وتارة بالاستئناف، للتفنن في البلاغة، كما هو عادة بلغاء العرب وأقوى الوصلين وأبلغهما الاستئناف، وهو باب من أبواب علم البيان تتكاثر محاسنه.
    2- التعريض: في قوله تعالى «إِنِّي عامِلٌ» فقد ذكر لهم احدى العاقبتين، دون ذكر الثانية وهو تعريض أبلغ من التصريح. وقد تقدم نظير هذا في سورة الأنعام إذ قال «قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ» فذكر هناك إحدى العاقبتين لأن المراد بهذه العاقبة عاقبة الخير واستغنى عن ذكر مقابلتها.
    [سورة هود (11) : الآيات 94 الى 95]
    وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لمّا جاء أمرنا ... برحمة منّا) مرّ إعراب نظيرها «6» ، (الواو) عاطفة (أخذت الذين ... جاثمين) مرّ إعراب نظيرها «7» .
    جملة: «جاء أمرنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «نجّينا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «أخذت ... الصيحة» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «أصبحوا ... جاثمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذت ...
    (كأن لم يغنوا ... بعدا لمدين) مرّ إعراب نظيرها «8» ، (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (بعدت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (ثمود) فاعل مرفوع.
    والمصدر المؤوّل (ما بعدت ثمود) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (بعدا) .
    وجملة: «كأن لم يغنوا ... » في محلّ نصب خبر ثان للفعل الناقص أصبحوا «9» .
    وجملة: «لم يغنوا فيها ... » في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة.
    وجملة: (بعدت) بعدا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «بعدت ثمود» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    [سورة هود (11) : الآيات 96 الى 97]
    وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (96) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه في محلّ جر (الواو) عاطفة (سلطان) معطوف على آيات مجرور (مبين) نعت لسلطان مجرور.
    جملة: «القسم المقدّرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
    (إلى فرعون) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا) ، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الواو) عاطفة (ملئه) معطوف على فرعون مجرور.. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله (أمر) مفعول به منصوب (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) حاليّة «10» ، (ما) نافية عاملة عمل ليس (أمر) اسم ما مرفوع (فرعون) مثل الأخير (الباء) حرف جرّ زائد (رشيد) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
    وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة «11» .
    وجملة: «ما أمر فرعون برشيد» في محلّ نصب حال «12» .
    [سورة هود (11) : آية 98]
    يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)

    الإعراب:
    (يقدم) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي فرعون (قومه)مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقدم) ، (القيامة) مضاف إليه مجرور (الفاء) عاطفة (أورد) فعل ماض «13» ، والفاعل هو و (هم) ضمير مفعول به أوّل (النار) مفعول به ثان منصوب (الواو) استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذم (الورد) فاعل بئس مرفوع، وفيه حذف مضاف أي مكان الورد «14» ، (المورود) وهو المخصوص بالذم خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «15» .
    جملة: «يقدم قومه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أوردهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «بئس الورد ... » لا محلّ لها استئنافيّة «16» .
    الصرف:
    (الورد) ، الاسم لفعل ورد يرد باب ضرب، وزنه فعل بكسر فسكون، وقد يأتي بمعنى الورود مصدرا.
    (المورود) ، اسم مفعول من الثلاثي ورد وزنه مفعول.
    الفوائد
    - أفعال المدح والذم:
    ورد في هذه الآية قوله تعالى فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ فالفعل بئس هو فعل جامد من أفعال الذم، وسنورد فيما يلي شيئا عن أفعال المدح والذم.
    1- نعم وحبذا فعلان للمدح، بئس ولا حبذا فعلان للذم.
    2- يجب في فاعل نعم وبئس أن يكون مقترنا ب ال: (نعم الخلق الصدق) (بئس الخلق الكذب) ، أو مضافا لمقترن بها (نعم فعل الرجل الإحسان) (بئس فعل الرجل الإساءة) أو ضميرا مميزا بنكرة (نعم خلقا الكرم) (بئس خلقا البخل) ، أو مميزا بكلمة (ما) (بئس ما صنعت الخديعة) .
    3- يجوز تقديم المخصوص بالمدح أو الذم على فعله مثل: الصدق نعم الخلق، الكذب بئس الخلق.
    4- وتستعمل حبذا كنعم، ولا حبذا كبئس. مثل: حبذا الصدق. لا حبذا الكذب.
    5- نعرب نعم: فعل ماض لإنشاء المدح، وبئس فعل ماض لإنشاء الذم، ونعرب حبذا فعل ماض للمدح، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل. ونعرب لا حبذا:
    فعل ماض جامد دل تركيبه مع لا على إنشاء الذم، وذا اسم إشارة فاعل.
    6- المشهور في إعراب المخصوص بالمدح أو الذم أنه يعرب خبرا لمبتدأ محذوف.
    ويجوز إعرابه مبتدأ والجملة قبله خبره.
    أما إذا تقدم على الفعل فوجب إعرابه مبتدأ والجملة بعده خبره.
    [سورة هود (11) : آية 99]
    وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (أتبعوا في هذه ... يوم القيامة) مرّ إعراب نظيرها «17» ، (بئس الرفد المرفود) مثل بئس الورد المورود «18» .
    جملة: «أتبعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «بئس الرفد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (الرفد) ، الاسم لفعل رفد يرفد باب ضرب وهو ما يستعان به من مال وغيره، وزنه فعل بكسر فسكون، أمّا المصدر فبفتح الفاء.
    (المرفود) ، مثل المورود، اسم مفعول من فعل رفد الثلاثيّ، وزنه مفعول.
    [سورة هود (11) : الآيات 100 الى 102]
    ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)

    الإعراب:
    (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب والإشارة إلى المذكور من قصص الأنبياء (من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر «19» (القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (نقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (الهاء) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ) ، (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (قائم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة (حصيد) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره منها حصيد.
    جملة: «ذلك من أنباء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نقّصه عليك ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (ذلك) .
    وجملة: «منها قائم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «20» .
    وجملة: « (منها) حصيد» لا محلّ لها معطوفة على جملة منها قائم.
    (الواو) عاطفة (ما) نافية (ظلمنا) فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (ظلموا) فعل ماض وفاعله (أنفسهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) مثل الأولى (أغنت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفتح مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أغنت) ، (آلهتهم) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لآلهة (يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من آلهة (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي إغناء ما (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى (زادوا) مثل ظلموا.. (هم) ضمير مفعول به (غير) مفعول به ثان منصوب (تتبيب) مضاف إليه مجرور.
    وجملة: «ما ظلمناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك من أنباء.
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم.
    وجملة: «ما أغنت.. آلهتهم» جواب شرط مقدّر أي لمّا جاء أمر الله فما أغنت «21» .
    وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «لمّا جاء أمر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا جاء أمر ربّك فما أغنت ...
    وجملة: «ما زادوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنت جواب الشرط.
    (الواو) عاطفة (الكاف) حرف جرّ «22» ، (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (أخذ) مبتدأ مؤخر مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مجرّد من الشرط متعلّق بالمصدر أخذ «23» (أخذ) فعل ماض، والفاعل هو (القرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف «24» ، (الواو) واو الحال (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ظالمة) خبر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (أخذه) اسم إنّ منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (أليم) خبر إنّ مرفوع (شديد) خبر ثان مرفوع.
    وجملة: «كذلك أخذ ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم «25» .
    وجملة: «أخذ القرى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «هي ظالمة..» في محلّ نصب حال من القرى.
    وجملة: «إنّ أخذه أليم» لا محلّ لها تعليليّة «26» .
    الصرف:
    (أغنت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، أصله أغنات، جاءت الألف ساكنة مع تاء التأنيث فحذفت، وزنه أفعت.
    (تتبيب) ، مصدر قياسيّ لفعل تبّب الرباعيّ، وزنه تفعيل.
    (أخذ) ، مصدر سماعيّ لفعل أخذ الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر سماعيّ آخر هو تأخاذ وزنه تفعال بفتح التاء.
    __________
    (1) في الآية (78) من هذه السورة.
    (2) في الآية السابقة.
    (3) أو اسم استفهام مبتدأ خبره جملة: يأتيه عذاب.
    (4) في الآية السابقة (92) .
    (5) أو هي خبر للمبتدأ (من) الاستفهاميّة.
    (6) في الآية (66) من هذه السورة.
    (7) في الآية (67) من هذه السورة.
    (8) في الآية (68) من هذه السورة.
    (9) أو في محلّ نصب حال من الضمير الفاعل في (أصبحوا) التام.. ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير المستكن في (جاثمين) خبر الفعل الناقص أصبحوا.. [.....]
    (10) أو استئنافيّة.
    (11) أي: فكفر بها فرعون، وأمرهم فرعون بالكفر، فاتّبعوا أمر فرعون.. ويجوز أن تكون معطوفة على جملة أرسلنا.
    (12) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.
    (13) قال أبو حيان في البحر: «عدل عن فيوردهم إلي فأوردهم لتحقّق وقوعه لا محالة فكأنه قد وقع، ولما في ذلك من الإرهاب والتخويف.. أو هو ماض حقيقة أي فأوردهم في الدنيا النار أي موجبه وهو الكفر، ويبعد هذا التأويل الفاء» أهـ.
    (14) احتيج إلى تقدير المضاف ليطابق فاعل بئس المخصوص بالذم.
    (15) أجاز ابن عطيّة أن يكون (المورود) نعتا للورد فاعل بئس، والمخصوص بالذم محذوف تقديره النار، وردّ ذلك ابن السّراج والفارسيّ وتبعهما أبو حيّان لأن فاعل أفعال المدح والذم لا يوصف على الصحيح.
    (16) أو حاليّة.
    (17) في الآية (60) من هذه السورة.
    (18) في الآية السابقة (98) .. والمخصوص بالذم محذوف في رأي الزمخشريّ تقديره رفدهم بجعل المرفود نعتا للرفد وهذا ما ردّه ابن السرّاج وغيره، والظاهر أن المعنى في الآية بئس عاقبة الرفد العذاب المرفود بلعنة الآخرة.
    (19) واختار أبو حيّان أن يكون الجارّ والمجرور حالا من الهاء في (نقّصه) .
    (20) هي عند العكبريّ حال من الضمير في (نقصّه) وجعل ذلك أبو حيّان من باب التجوّز.
    (21) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة.
    (22) أو اسم بمعنى مثل في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر أخذ.
    (23) يجوز أن يكون الظرف شرطيّا والجواب محذوف أي إذا أخذ القرى كان أخذه كذلك. [.....]
    (24) في الكلام تنازع بين المصدر أخذ والفعل أخذ، وقد أعمل الثاني وحذف الضمير من المصدر أي أخذ ربّك إياها.
    (25) أو على جملة ذلك من أنباء ...
    (26) أو هي تفسير لجواب الشرط المقدّر إذا ضمّن الظرف معنى الشرط.


  9. #309
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة هود
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (309)
    من صــ 351 الى ص
    ـ 359




    [سورة هود (11) : الآيات 103 الى 109]
    إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (107)
    وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)

    الإعراب:
    (انّ) حرف توكيد (في) حرف جرّ (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام التوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لآية (خاف) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (عذاب) مفعول به منصوب (الآخرة) مضاف إليه مجرور (ذلك) مرّ إعرابه «1» والإشارة إلى يوم القيامة (يوم) خبر مرفوع (مجموع) نعت ليوم مرفوع «2» ، (اللام) جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمجموع (الناس) نائب الفاعل لمجموع فهو اسم مفعول مرفوع (الواو) عاطفة (ذلك يوم مشهود) مثل ذلك يوم مجموع.
    جملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «خاف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ذلك يوم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
    (الواو) عاطفة (ما) نافية (نؤخّرة) مضارع مرفوع، و (الهاء) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (إلّا) أداة حصر (لأجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نؤخّره) ، (معدود) نعت لأجل مجرور مثله.
    وجملة: «ما نؤخّره» لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك يوم مجموع..
    (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تكلّم) ، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرّة على الياء، والفاعل هو يعود على يوم في (يوم مجموع..) «3» ، (لا) نافية (تكلّم) مضارع مرفوع حذف منه إحدى التاءين (نفس) فاعل مرفوع (إلّا) مثل الأولى (بإذنه) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا تكلّم) «4» .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) تعليليّة (منهم شقيّ وسعيد) مثل منها قائم وحصيد «5» .
    وجملة: «يأتي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «لا تكلم نفس» في محلّ نصب حال من فاعل يأتي، والعائد في الجملة محذوف أي: لا تكلّم نفس فيه.
    وجملة: «منهم شقيّ..» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: « (منهم) سعيد» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
    (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين بعد الإعلال.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب أمّا (في النار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ الذين (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محل جرّ متعلّق بالخبر المحذوف «6» ، (زفير) مبتدأ مؤخّر مرفوع (شهيق) معطوف على زفير بالواو مرفوع مثله.
    وجملة: «الذين شقوا ... » لا محلّ لها معطوفة التعليليّة.
    وجملة: «شقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لهم.. زفير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «7» .
    (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، والعامل فيها ما عمل في الجارّ والمجرور وعلامة النصب الياء (فيها) مثل الأول متعلّق بخالدين (ما) مصدريّة ظرفيّة (دامت) فعل ماض تام.. و (التاء) للتأنيث (السموات) فاعل مرفوع (الأرض) معطوف على السموات بالواو مرفوع مثله.
    والمصدر المؤوّل (ما دامت..) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بخالدين أي مدّة بقائهما «8» (إلا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبني في محل نصب على الاستثناء المتصل أو المنقطع «9» (شاء) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه، ومفعول شاء محذوف أي إنقاذه من النار، أو زيادة مدّتهما (إنّ ربّك فعّال) مثل إنّ أخذه أليم «10» ، (اللام) زائدة للتّقوية (ما) اسم موصول محلّه البعيد النصب على أنّه مفعول به للمبالغة فعّال (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي الله.
    وجملة: «دامت السموات» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «شاء ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
    وجملة: «إنّ ربّك فعّال» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
    (الواو) عاطفة (أمّا الذين.. شاء ربّك) مثل الأولى نظيرها و (سعدوا) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (عطاء) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة السابقة (غير) نعت لعطاء منصوب (مجذوذ) مضاف إليه مجرور.
    وجملة: «الذين سعدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين شقوا..
    وجملة: «دامت السموات ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «شاء ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (في مرية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبرتك (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «11» ، (يعبد) مضارع مرفوع (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ما) نافية (يعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (الكاف) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «12» (يعبد) مثل الأول (آباؤهم) فاعل مرفوع.. و (هم) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يعبد) .
    والمصدر المؤوّل (ما يعبد..) الأول في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بمرية.
    والمصدر المؤوّل (ما يعبد..) الثاني في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل يعبدون أي: ما يعبدون إلّا عبادة كعبادة آبائهم.
    (الواو) عاطفة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة (موفّوهم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و (هم) ضمير مضاف إليه (نصيبهم) مفعول به لاسم الفاعل موفّوهم.. و (هم) مثل الأخير (غير) حال منصوبة من نصيب (منقوص) مضاف إليه مجرور.
    وجملة: «لا تك في مرية ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءك العلم بهذا فلا تك «13» .
    وجملة: «يعبد هؤلاء» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «ما يعبدون إلّا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يعبد آباؤهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
    وجملة: «إنّا لموفّوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
    الصرف:
    (مجموع) ، اسم مفعول من جمع الثلاثيّ، وزنه مفعول.
    (مشهود) اسم مفعول من شهد الثلاثيّ، وزنه مفعول.
    (شقيّ) ، صفة مشبّهة من شقي يشقى باب فرح وزنه فعيل.. وفيه إعلال بالقلب، قلبت الواو إلى الياء لأن أصله شقيو، والمصدر الشقاوة والشقوة.. اجتمعت الياء والواو والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأولى..
    (سعيد) ، صفة مشبّهة من سعد يسعد باب فرح، وزنه فعيل.
    (زفير) ، مصدر زفر يزفر باب ضرب وزنه فعيل، وهذا الوزن هو ضابط مصدر الفعل الدالّ على صوت.. وثمّة مصدر آخر هو زفر بفتح فسكون.. والزفير إخراج النفس، وقد يكون مأخوذا من الزفر وهو الحمل على الظهر.
    (شهيق) ، مصدر شهق يشهق باب فرح وزنه فعيل، وهو ضدّ الزفير.
    (شقوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله شقيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها بعد تسكينها، ولمّا اجتمع ساكنان حذفت الياء، وزنه فعوا بضمّ العين.
    (فعّال) صيغة مبالغة اسم الفاعل، ووزنه هو لفظه.
    (عطاء) ، اسم مصدر من فعل أعطى الرباعيّ، مصدره القياسيّ إعطاء، والهمزة الأخيرة منقلبة عن حرف العلة الياء لمجيئها متطرّفة بعد ألف زائدة.
    (مجذوذ) ، اسم مفعول من جذّ الثلاثيّ على وزن مفعول بفكّ إدغامه.
    (مرية) ، انظر الآية (17) من هذه السورة.
    (موفّوهم) ، اسم فاعل من وفّى الرباعيّ، وزنه مفعوّهم بضمّ الميم والعين.. في الكلمة إعلال بالحذف أصله موفّيوهم بضمّ الميم والياء وكسر الفاء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الفاء، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين.
    (منقوص) ، اسم مفعول من نقص الثلاثيّ، وزنه مفعول.
    البلاغة
    1- استعمال اسم المفعول مكان فعله: في قوله تعالى «ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» والسر في ذلك هو لما في اسم المفعول من دلالة على ثبات معنى الجمع لليوم، وأنه يوم لا بدّ من أن يكون ميعادا مضروبا لجمع الناس له، وأنه الموصوف بذلك صفة لازمة، وهو أثبت أيضا لإسناد الجمع إلى الناس، وأنهم لا ينفكون منه ونظيره قول المتهدد: إنك لمنهوب مالك عروب قومك، فيه من تمكن الوصف وثباته ما ليس في الفعل والاتساع في الظرف.
    2- الكناية: في قوله تعالى «وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ» أي لانتهاء مدة قليلة، فالعد كناية عن القلة، وقد يجعل كناية عن التناهي.
    3- الجمع مع التفريق: فالجمع في قوله تعالى «لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ» والتفريق في قوله «فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ» .
    4- التقسيم: في قوله تعالى «فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا» إلى آخر الآية.
    5- الاستعارة: في قوله تعالى «لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ» . والمراد الدلالة على كربهم وغمهم، وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة وانحصر فيه روحه، أو تشبيه أصواتهم بأصوات الحمير. ففي الكلام استعارة تمثيلية أو استعارة مصرحة.
    الفوائد
    - الاستثناء الوارد في الآيتين: (107- 108) ورد في هاتين الآيتين بيان خلود أهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة، بيد أنه ورد استثناء وهو قوله تعالى إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ. وسنورد فيما يلي آراء العلماء في هذا الاستثناء: اختلف العلماء في الاستثناءين، فقال ابن عباس والضحاك.
    الاستثناء الأول، المذكور في أهل الشقاء، يرجع إلى قوم من المؤمنين يدخلهم الله النار بذنوب اقترفوها ثم يخرجهم منها، ويدل على صحة هذا التأويل ما
    روي عن جابر قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) إن الله سبحانه وتعالى يخرج قوما من النار بالشفاعة فيدخلهم الجنة، وفي رواية أن الله يخرج ناسا من النار فيدخلهم الجنة. أخرجه البخاري ومسلم.
    وأما الاستثناء الثاني المذكور في أهل السعادة، فيرجع إلى مدة لبث هؤلاء في النار قبل دخولهم الجنة، فعلى هذا القول يكون معنى الآية: فأما الذين شقوا ففي النار، لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، إلا ما شاء ربك أن يخرجهم منها فيدخلهم الجنة. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ أن يدخلهم النار أولا ثم يخرجهم منها فيدخلهم الجنة، فحاصل هذا القول أن الاستثناءين يرجع كل واحد منهما إلى قوم مخصوصين، هم في الحقيقة سعداء، أصابوا ذنوبا استوجبوا بها عقوبة يسيرة في النار، ثم يخرجون منها فيدخلون الجنة، لأن إجماع الأمة على أن من دخل الجنة لا يخرج منها أبدا. وقيل: إن الاستثناءين يرجعان إلى الفريقين السعداء والأشقياء، وهو مدة تعميرهم في الدنيا، واحتباسهم في البرزخ، وهو ما بين الموت إلى البعث، ومدة وقوفهم للحساب. وقيل معنى إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ: سوى ما شاء ربك، فيكون المعنى خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة على ذلك. وهو كقولك لفلان عليّ ألف إلا ألفين، أي سوى ألفين. وقيل: إلا بمعنى الواو، يعني وقد شاء ربك خلود هؤلاء في النار وخلود هؤلاء في الجنة. وقيل: لو شاء ربك لأخرجهم منها، ولكنه لم يشأ، لأنه حكم لهم بالخلود فيها. قال الفراء: هذا استثناء استثناه الله ولا يفعله. والصحيح هو القول الأول عن ابن عباس. ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى «إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ» بإخراج من أراد من النار وإدخالهم الجنة.
    والله أعلم.
    __________
    (1) في الآية (100) من هذه السورة.
    (2) أجاز ابن عطيّة أن يكون خبرا مقدّما للمبتدأ (الناس) ، وردّ ذلك أبو حيّان لأن ضمير مجموع هو مفرد وحقّه أن يكون جمعا أي مجموعون له الناس.
    (3) أو على لفظ الجلالة كقوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ.. ولكن الإعراب أعلاه أظهر.
    (4) أو بمحذوف نعت لنفس أي: إلّا متحدّثة بإذنه.
    (5) في الآية (100) من هذه السورة.
    (6) أو بمحذوف حال من زفير- نعت تقدّم على المنعوت-.
    (7) أو في محلّ نصب حال من النار.
    (8) المراد بهذا التوقيت التأبيد لقول العرب ما أقام ثبير، وما لاح كوكب، وضع العرب ذلك للتأبيد من غير نظر لفناء ثبير أو الكوكب أو لعدم فنائهما.
    (9) من المحتمل أن يكون (ما) بمعنى (من) ويعني بذلك الكافرين الذين شقوا..
    ومن المحتمل أن يكون بمعنى المدّة أي مدّة بقاء السموات والأرض إلّا المدّة التي يريد الله زيادتها على ذلك.
    (10) في الآية (102) من السورة.
    (11) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة.. ويجوز التعليق بنعت لمرية. [.....]
    (12) أو اسم موصول في محل جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة وتقدير المعنى.
    ما يعبدون إلّا أصناما كالتي يعبدها آباؤهم.
    (13) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.



  10. #310
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة هود
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (310)
    من صــ 359 الى ص
    ـ 369






    [سورة هود (11) : آية 110]
    وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)

    الإعراب:
    (ولقد آتينا موسى) الآية مرّ إعرابها «1» ، (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة (اختلف) فعل ماض مبنيّ للمجهول (في) حرف جرّ و (الهاء) في محلّ جرّ، والجارّ والمجرور نائب الفاعل في محلّ رفع (الواو) عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا (سبقت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (سبقت) .. و (الكاف) ضمير مضاف اليه (اللام) رابطة لجواب لولا (قضي) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل محذوف مفهوم من السياق تقديره العذاب (بين) ظرف منصوب متعلق ب (قضي) و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّهم) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة (في شك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بشك (مريب) نعت لشك مجرور.
    جملة: «آتينا موسى ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اختلف فيه» لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.
    وجملة: «لولا كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «سبقت ... » في محلّ رفع نعت لكلمة.
    وجملة: «قضي بينهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «إنّهم لفي شكّ..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    [سورة هود (11) : آية 111]
    وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّه ُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (كلّا) اسم إنّ منصوب (لمّا) حرف نفي وجزم وقلب حذف فعله المجزوم به، والتقدير لمّا يوفوا أعمالهم «2» ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يوفّينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع و (النون) نون التوكيد و (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (أعمالهم) مفعول به ثان منصوب.. و (هم) مضاف إليه (إنّه) مثل الأول مع اسمه (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يعملون) مضارع مرفوع..
    والواو فاعل (خبير) خبر إنّ مرفوع.
    والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير) .
    جملة: «إنّ كلّا لمّا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لمّا (يوفوا أعمالهم) » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «يوفّينّهم ربّك ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
    وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» .
    وجملة: «إنّه ... خبير» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «4» .
    الفوائد
    - أسرار القرآن الكريم:

    حار علماء النحو واللغة في إعراب قوله تعالى في هذه الآية وهو وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّه ُمْ ولم يصلوا إلى رأي قاطع، وهذا وإن دلّ على شيء فإنما يدل على عظمة كلام الله عز وجل وأن عقول البشر مهما بلغت لا تستطيع أن تدرك أسراره ومعانيه إدراكا تاما، فكلام الله عز وجل فوق البشر وفوق عقولهم وتصوراتهم، ومن ناحية أخرى فكلام الله أكبر من أن تتسع له قواعد اللغة وعقول النحاة، فهو فيض عظيم لا يمكن أن ينحصر في قوالب النحاة، ويأتي على قياس القواعد، فهو الأصل، وهو النبع، وهو الفيض، وما سواه ضحل قاصر لا يبلغ قطرة من بحره، ولا زهرة من جنانه وقصارى القول: إنه كلام الله.
    [سورة هود (11) : الآيات 112 الى 113]
    فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (113)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (استقم) فعل أمر، والفاعل أنت (الكاف) حرف جر «5» ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق (أمرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون..
    و (التاء) نائب الفاعل، والعائد محذوف أي أمرتها (الواو) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على فاعل استقم «6» (تاب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (معك) ظرف منصوب متعلق ب (تاب) «7» و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تطغوا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إنّه بما تعملون بصير) مثل إنّه ... خبير «8» .
    جملة: «استقم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أمرت» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «لا تطغوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «إنّه ... بصير» لا محل لها تعليليّة.
    وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    (الواو) عاطفة (لا تركنوا) مثل لا تطغوا (إلى) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تركنوا) ، (ظلموا) فعل ماض وفاعله (الفاء) فاء السببيّة (تمسّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء و (كم) ضمير مفعول به (النار) فاعل مرفوع.
    والمصدر المؤوّل (أن تمسّكم..) في محلّ رفع معطوف على مصدر متصيّد من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم ركون إلى الذين ظلموا فمسّ النار لكم.
    (الواو) واو الحال (ما) نافية (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلق بخبر مقدّم (من دون) جارّ ومجرور حال من أولياء (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (أولياء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (تنصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
    وجملة: «لا تركنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تطغوا.
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «تمسّكم النار» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «ما لكم.. من أولياء» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (تمسّكم) «9» .
    وجملة: «لا تنصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة ما لكم.. من أولياء.
    الصرف:
    (استقم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أستقيم، بسكون الياء والميم، حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه استفل.
    (تطغوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تطغاوا، لمّا التقى ساكنان حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه تفعوا، بفتح العين.. والألف في الفعل منقلبة عن ياء لأن مصدره الطغيان.
    البلاغة
    1- الإيجاز: في قوله تعالى «فَاسْتَقِمْ» ذلك لأن الاستقامة هي الاستمرار في جهة واحدة وأن لا يعدل يمينا أو شمالا، وبالجملة فهذا الأمر منتظم لجميع محاسن الأحكام الأصلية والفرعية والكمالات النظرية والعملية، والخروج من عهدته في غاية ما يكون من الصعوبة، ولذلك قال رسول الله : شيبتني سوره هود.
    2- ائتلاف اللفظ مع المعنى: في قوله تعالى «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» .
    إذ لما كان الركون إلى الذين ظلموا دون فعل الظالمين، وجب أن يكون العقاب عليه دون عقاب الظالمين، ومسّ النار في الحقيقة دون الإحراق، ولما كان الإحراق عقابا للظالم، أوجب العدل أن يكون المسّ عقاب الراكن إلى الظالم.
    ولم يقل الظالمين، وعدل عن ذلك إلى قوله «الَّذِينَ ظَلَمُوا» ، لما يحتمل الأول من استمرار الظلم الذي لا يلائم المساس، ولا تحصل به المبالغة التي تحصل من لفظ الثاني من وقوع الظلم على سبيل الندور ليلائم المعنى.
    [سورة هود (11) : الآيات 114 الى 115]
    وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (أقم) فعل أمر، والفاعل أنت (الصلاة) مفعول به منصوب (طرفي) ظرف زمان منصوب متعلّق بأقم، وعلامة النصب الياء (الليل) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (زلفا) معطوف على طرفي منصوب (من الليل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (زلفا) ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الحسنات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (يذهبن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع.. و (النون) ضمير في محلّ رفع فاعل (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى طلب الاستقامة.. و (اللام) للبعد، (والكاف) للخطاب (ذكرى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (للذاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بذكرى «10» ، وعلامة الجرّ الياء.
    جملة: «أقم الصلاة» لا محلّ لها معطوفة على الجملة الطلبيّة في الآية السابقة «11» .
    وجملة: «إنّ الحسنات يذهبن ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يذهبن ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «ذلك ذكرى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (الواو) عاطفة (اصبر) مثل أقم (الفاء) تعليليّة (إنّ الله لا يضيع) مثل إنّ الحسنات يذهبن و (لا) نافية (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «اصبر» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
    وجملة: «إنّ الله لا يضيع ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «لا يضيع ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    الصرف:
    (طرفي) ، اسم استعمل ظرفا لأنه أضيف إلى الظرف..
    وانظر الآية (127) من سورة آل عمران.
    (زلفا) ، جمع زلفة، وهي الطائفة من الليل، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين، ووزن زلف فعل بضمّ ففتح، وقد يجمع زلفة على زلفات بضمّتين.
    (الذاكرين) ، جمع الذاكر، اسم فاعل من ذكر الثلاثيّ وزنه فاعل.
    الفوائد
    - شروط التوبة:

    دلت هذه الآية الكريمة على التوبة، وأن فعل الحسنات يكون سببا لانمحاق الذنوب والسيئات.
    وورد حديث صحيح عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم بمعنى هذه الآية وهو: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»
    لكن الأمر يحتاج إلى توبة نصوح ولها شروط:
    1- الإقلاع عن الذنب بالكلية 2- الندم على فعله.
    3- العزم التام ألا يعود إليه في المستقبل. فإذا حصلت هذه الشرائط صحت التوبة، وكانت مقبولة، إن شاء الله تعالى. وأضاف العلماء أنه ينبغي للتائب أن يرد الحقوق إلى أهلها، وأن يقضي ما فاته من حقوق الله كصلاة وصيام، فإن عاجلته المنية قبل أن يتمكن من الوفاء كلا أو بعضا، فإن الله عز وجل يغفر له.
    [سورة هود (11) : آية 116]
    فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ (116)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (لولا) حرف تحضيض فيه معنى النفي (كان) ماض تام (من القرون) جارّ ومجرور متعلّق ب (كان) «12» ، (من قبل) جار ومجرور متعلّق بنعت للقرون «13» ، و (كم) ضمير مضاف إليه (أو لو) فاعل مرفوع لفعل كان، وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (بقية) مضاف إليه مجرور (ينهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (عن الفساد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينهون) ، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بالفساد «14» ، (إلّا) حرف للاستثناء (قليلا) مستثنى منصوب والاستثناء متّصل أو منقطع «15» (من) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (قليلا) ، (أنجينا) فعل ماض وفاعله (من) كالأول و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من المفعول المحذوف أي أنجيناه منهم (الواو) عاطفة (اتّبع) فعل ماض (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (ظلموا) فعل ماض وفاعله (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أترفوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (فيه) مثل منهم متعلّق ب (أترفوا) ، (الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (مجرمين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
    جملة: «لولا كان من القرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ينهون ... » في محلّ رفع نعت ل (أولو) «16» .
    وجملة: «أنجينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «اتّبع الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فما نهوا عن الفساد واتّبع الذين ...
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «أترفوا فيه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «كانوا مجرمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع الذين «17» .
    الصرف:
    (بقيّة) ، فيها وجهان: صفة على فعيلة للمبالغة بمعنى فاعلة ولذلك دخلت عليها التاء، والمراد بها جيّد الشيء وخياره.. أو مصدر بمعنى البقوى كالتقيّة بمعنى التقوى أي ذوو بقاء.. وانظر الآية (86) من هذه السورة.
    __________
    (1) في الآية (96) من هذه السورة.
    (2) أي إنهم إلى الآن لم يوفّوها وسيوفّونها.. هذا رأي ابن هشام في المغني..
    وقدره ابن الحاجب: لمّا يهملوا، أو لمّا يتركوا.. وقد ردّ ابن هشام هذا التقدير بقوله: «إنّ منفيّ (لمّا) متوقّع الثبوت، والإهمال غير متوقّع الثبوت» .. أمّا أبو حيّان فقد قدّر الفعل بقوله: وإنّ كلّا لمّا ينقص من جزاء عمله، لأن جواب القسم في قوله تعالى: ليوفّينهم ربّك أعمالهم يدلّ عليه. هذا وإنّ حذف منفيّ (لمّا) وارد في لسان العرب يقولون: قاربت المدينة ولمّا.. أي ولمّا أدخلها. وثمّة أقوال كثيرة في تأويل (لمّا) المشدّدة وكلّها ضعيفة.
    (3) جملة القسم المقدّرة مع جوابها لا محلّ لها صلة الموصول أو نعت ل (ما) ..
    عند من يجعل كلمة (لمّا) مركبة من ثلاث كلمات: اللام- وهي المزحلقة- ومن حرف الجرّ، وما اسم موصول أو نكرة موصوفة.
    (4) يجوز أن تكون صلة ل (ما) وهو اسم موصول، والعائد محذوف أي بما يعملونه.
    (5) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي استقم استقامة مثل التي أمرت بها.
    (6) لم يؤكّد بالضمير المنفصل لوجود الفاصل.. ويجوز أن يكون الموصول مفعولا معه بعد واو المعيّة.
    (7) أو بمحذوف حال من فاعل تاب.
    (8) في الآية السابقة (111) .
    (9) أي تمسّكم في حال انتفاء الناصر لكم.
    (10) أو بنعت لذكرى.
    (11) أو هي استئنافيّة بعد واو الاستئناف.
    (12) أو بمحذوف حال من (أولو بقيّة) . [.....]
    (13) وذلك بكون (ال) جنسيّة لا تعرّف الداخلة عليه.. وإذا كانت عهديّة فالجار والمجرور حال من القرون.
    (14) أو بحال منه.
    (15) إذا كان التحضيض على معناه فالاستثناء منقطع و (إلّا) بمعنى لكن.
    (16) أو في محلّ نصب حال من (أولو) لأنه تخصّص بالإضافة.
    (17) يجوز أن تكون اعتراضا تذييليّا.


  11. #311
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (311)
    من صــ 369 الى ص
    ـ 378





    [سورة هود (11) : آية 117]
    وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ (117)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) ماض ناقص (ربّك) اسم كان مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) لام الجحود أو الإنكار (يهلك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (القرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بظلم) جارّ ومجرور حال من فاعل يهلك. (الواو) واو الحال (أهلها) مبتدأ مرفوع.. و (ها) ضمير مضاف إليه (مصلحون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
    والمصدر المؤوّل (أن يهلك) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
    جملة: «ما كان ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يهلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «أهلها مصلحون» في محلّ نصب حال من القرى «2» .
    [سورة هود (11) : الآيات 118 الى 120]
    وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) رابطة لجواب لو (جعل) مثل شاء، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (أمّة) مفعول به ثان منصوب (واحدة) نعت لأمة منصوب (الواو) عاطفة (لا يزالون) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع.. والواو اسم لا يزال (مختلفين) خبر لا يزالون منصوب وعلامة النصب الياء.
    جملة: «شاء ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جعل الناس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «لا يزالون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استئنافيّة مقدّرة أي لكنه لم يشأ فاختلف الناس ولا يزالون مختلفين.
    (إلّا) حرف استثناء (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب على الاستثناء (رحم ربّك) مثل شاء ربّك (الواو) استئنافيّة (اللام) حرف جرّ «1» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقهم) «3» ..
    و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (خلق) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة (تمّت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (أملأن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع..
    و (النون) نون التوكيد، والفاعل أنا (جهنّم) مفعول به منصوب (من الجنّة) جار ومجرور متعلّق ب (أملأن) ، (الناس) معطوف على الجنّة بالواو مجرور مثله (أجمعين) توكيد معنويّ للناس مجرور وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «رحم ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «خلقهم» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تمّت كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقهم.
    وجملة: «أملأن ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة وجوابها لا محلّ لها تفسيريّة.
    (الواو) عاطفة (كلّا) مفعول به مقدّم عامله نقصّ «4» ، (نقص) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ) ، (من أنباء) جار ومجرور متعلّق بنعت ل (كلّا) «5» ، (الرسل) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من (كلّا) «6» ، (نثبّت) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (فؤادك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) واو الحال (جاءك) فعل ماض.. و (الكاف) مفعول به (في) حرف جرّ (ها)حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من (الحقّ) «7» وهو فاعل جاء مرفوع (الواو) عاطفة في الموضعين (موعظة، ذكرى) اسمان معطوفان على الحقّ مرفوعان، وعلامة الرفع في ذكرى الضمّة المقدّرة على الألف (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بذكرى وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «نقصّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقهم.
    وجملة: «نثبّت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «8» .
    وجملة: «جاءك.. الحقّ» في محلّ نصب حال من الأنباء بتقدير قد.
    الصرف:
    (مختلفين) ، جمع مختلف، اسم فاعل من اختلف الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
    [سورة هود (11) : الآيات 121 الى 122]
    وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (اللام) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قل) ، (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (على مكانتكم إنّا عاملون) مرّ إعراب نظيرها «9» ، وعلامة رفع الخبر الواو.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يؤمنون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «اعملوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّا عاملون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. أو تعليليّة.
    (الواو) عاطفة (انتظروا إنّا منتظرون) مثل اعملوا.. إنّا عاملون.
    وجملة: «انتظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اعملوا.
    وجملة: «إنّا منتظرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. أو تعليليّة.
    [سورة هود (11) : آية 123]
    وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لله) جارّ ومجرور خبر مقدّم (غيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل (يرجع) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الأمر) نائب الفاعل مرفوع (كلّه) توكيد معنويّ للأمر مرفوع مثله.. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اعبد) فعل أمر، والفاعل أنت و (الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (توكّل) مثل اعبد (عليه) مثل إليه متعلّق ب (توكّل) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ربّك) اسم ما مرفوع و (الكاف) مضاف إليه (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «10»(تعملون) مثل يؤمنون «11» .
    والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بغافل.
    جملة: «لله غيب السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يرجع الأمر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
    وجملة: «اعبده..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان الأمر كلّه لله فاعبده.
    وجملة: «توكّل ... » معطوفة على جملة اعبده.
    وجملة: «ما ربّك بغافل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لله غيب ...
    وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    انتهت سورة هود
    سورة يوسف
    من الآية 1- إلى الآية 52
    [سورة يوسف (12) : آية 1]

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (1)

    الإعراب:
    (الر) حرف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب «12» ، (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى آيات السورة.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (آيات) خبر المبتدأ مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (المبين) نعت للكتاب مجرور.
    جملة: «تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
    البلاغة
    براعة التخلص: في السورة الكريمة:

    وهو فن مشهور ذائع في كلام البلغاء، وهو امتزاج ما يقدمه الكاتب أو الشاعر في البسط بأول ما استهل به كلامه- كالبيت الأول من القصيدة والفقرة الأولى من المقالة- على أن يختلس ذلك اختلاسا رشيقا دقيق المعنى، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع في الثاني، لشدة الممازجة والالتئام، كأنهما أفرغا في قالب واحد، أو يوطئ الكاتب فيه بفصل لفصل يريد أن يأتي بعده، وإما بنكتة تشير إلى معنى الفصل المستقبل كقوله تعالى «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ» فإنه سبحانه وطأ بهذا الفصل إلى ما يأتي بعده من سرد قصة يوسف عليه السلام، فتخلص به إلى ذكر القصة تخلصا بارعا، فإن النكتة التي أشارت إلى وصف هذه القصة بنهاية الحسن دون سائر قصص الأنبياء المذكورة في القرآن، وهي قوله: «أَحْسَنَ الْقَصَصِ» فإن المخاطب إذا قرع سمعه هذا الوصف للقصة تنبه إلى تأملها، فيجد كل قضية فيها ختمت بخير، وكل ضيق انتهى إلى سعة، وكل شدة آلت إلى رخاء.
    الفوائد
    أسباب نزول السورة:
    1- في سبب نزولها قولان:
    آ-
    روي عن سعيد بن أبي العاص رضي الله عنه قال: لما أنزل القرآن على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله حدثنا، فأنزل الله عز وجل اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا، فأنزل الله تعالى الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ إلى قوله تعالى نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ.
    ب-
    روى الضحاك عن ابن عباس قال: سألت اليهود النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فقالوا: حدثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف، فأنزل الله عز وجل الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ
    [سورة يوسف (12) : آية 2]
    إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)

    الإعراب:
    (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أنزلنا) فعل ماض.. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (قرآنا) حال موطّئة منصوبة «13» ، (عربيّا) نعت ل (قرآنا) منصوب (لعلّكم) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و (كم) ضمير اسم لعل في محلّ نصب (تعقلون) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
    جملة: «إنّا أنزلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أنزلناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ، أو تعليليّة.
    وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    الفوائد
    1- ورود الحال جامدة:
    من المعلوم أن الحال تأتي اسما مشتقا تبين حال اسم سابق لها يسمى صاحب الحال، والحالة العامة أن تأتي الحال مشتقة لشبهها بالصفة، والصفة شيء مشتق، لكننا كما نعلم بأنه لكل قاعدة شواذ، وقد أجاز النحويون مجيء الحال جامدة إذا أمكن تأويلها بمشتق، وقد ورد هذا في الآية الكريمة في قوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا فقرآنا اسم جامد وقد جاء حالا، وهذا كثير في لغة العرب وأساليبهم، ومثله قولنا: (كرّ علي أسدا) يمكن تأويلها ب (كر علي شجاعا) .
    2- هل يمكن أن يقال: في القرآن شيء بغير العربية؟
    قال أبو عبيدة من زعم أن في القرآن لسانا غير العربية فقد قال بغير الحق، وأعظم على الله القول. واحتج بهذه الآية إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا. وروي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة، أن فيه من لسان غير العربية مثل: سجيل- المشكاة- اليمّ- إستبرق. وهذا هو الصحيح المختار. وكلا القولين صواب إن شاء الله تعالى ووجه الجمع بينهما، أن هذه الألفاظ لما تكلمت بها العرب، ودارت على ألسنتهم، صارت عربية فصيحة، وإن كانت غير عربية في الأصل وبهذا نجمع بين القولين، وفي علم أصول النحو قرر العلماء قاعدة مفادها بأنه إذا دخل كلمة أو أكثر إلى لغة قوم وتداولوها وصارت شائعة بينهم ومستعملة، فإنها تصبح من صميم لغتهم، ولا ضير في ذلك، فأمم الأرض يتأثر بعضها ببعض ويكتسب بعضها من بعض، وهذه ظاهرة عالمية، بل في جميع لغات الدنيا
    __________
    (1) ولكن لا باعتبار تقييد الفعل بما وقع حالا من فاعله بل مطلقا عن ذلك.
    (2) قال أبو حيّان: «هذه اللام في التحقيق هي لام الصيرورة.. أي خلقهم ليصير أمرهم إلى الاختلاف، ولا يتعارض هذا مع قوله: وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون لأن معنى هذا الأمر بالعبادة.
    (3) وقد اختلف المفسّرون في المشار إليه كثيرا والأظهر أنه يعود إلى الاختلاف وإلى الرحمة.
    (4) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر أي كلّ قصص نقصّ، ومفعول نقصّ قوله: ما نثبّت..
    (5) أو متعلّق ب (نقصّ) .
    (6) أو نكرة موصوفة، أو مصدريّة.
    أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
    (7) أو متعلّق ب (جاء) .
    (8) أو في محلّ نصب نعت للنكرة الموصوفة (ما) .. أو هي صلة الموصول الحرفيّ (ما) ، والمصدر المؤوّل في محلّ نصب.
    (9) في الآية (93) من هذه السورة. [.....]
    (10) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف في الحالين أي تعملونه.
    (11) في الآية (121) من هذه السورة.
    (12) انظر الآية الأولى من سورة البقرة (الم)
    (13) جاز مجيء الحال لفظا جامدا لأنه وصف.. ويجوز إعرابه بدلا من الهاء في (أنزلناه) .



  12. #312
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (312)
    من صــ 378 الى ص
    ـ 388





    [سورة يوسف (12) : الآيات 3 الى 4]
    نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (3) إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (4)

    الإعراب:
    (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ) ، (أحسن) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر «1» ، (القصص) مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أوحينا) مثل أنزلنا «2» ، (إليك) مثل عليك متعلّق ب (أوحينا) ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «3» ، (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان له- منصوب (الواو) واو الحال (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- و (التاء) اسم كان (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بالغافلين، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (اللام) هي الفارقة لا عمل لها (من الغافلين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كنت، وعلامة الجرّ الياء.
    والمصدر المؤوّل (ما أوحينا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (نقصّ) .
    جملة: «نحن نقصّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نقصّ ... » في محلّ رفع خبر نحن.
    وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «إنّه كنت ... » في محلّ نصب حال.
    وجملة: «كنت.. من الغافلين» في محلّ رفع خبر (إن) المخفّفة.
    (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالغافلين «4» ، (قال) فعل ماض (يوسف) فاعل مرفوع، وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة (لأبيه) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة، و (الهاء) مضاف إليه (يا) حرف نداء (أبت) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم، ونقلت الكسرة- كسرة المناسبة- إلى التاء المبدلة من ياء المتكلّم.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّي) مثل إنّا «5» (رأيت) فعل ماض وفاعله (أحد عشر) جزءان عدديان مبنيّان على الفتح في محلّ نصب مفعول به (كوكبا) تمييز منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (الشمس، القمر) اسمان معطوفان على أحد عشر منصوبان (رأيت) مثل الأول و (هم) ضمير مفعول به (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ساجدين) ، وهو حال من مفعول رأيت لأن الرؤية بصريّة وإن كانت في النوم.
    وجملة: «قال يوسف ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «يا أبت ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّي رأيت ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «رأيت أحد عشر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «رأيتهم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    الصرف:
    (يوسف) اسم أعجمي عبرانيّ..
    (أبت) ، يجوز كتابة التاء المبدلة من ياء المتكلّم مبسوطة (أبت) ، أو مربوطة (أبة) ، وقد كسرت التاء في قراءة حفص «6» .
    (أحد عشر) ، لفظ (أحد) لا يكون إلّا مع العشرة، أمّا مع ألفاظ العقود فيستعمل (واحد) زنة فاعل وانظر الآية (102) من سورة البقرة في تصريف (أحد) .
    البلاغة
    1- في قوله سبحانه وتعالى «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» فذكر كلمة رأيتهم ليس بتكرار، وإنما هو كلام مستأنف على تقدير سؤال وقع جوابا له، كأن يعقوب عليه السلام قال له عند قوله «إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً» : كيف رأيتها سائلا عن حال رؤيتها؟ فقال: «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» .
    2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» حيث شبه المذكورات بقوم عقلاء ساجدين، والضمير والسجود قرينة، أو أحدهما قرينة تخيلية والآخر ترشيح.
    الفوائد
    - الرؤيا:

    ورد في هذه الآية ما يثبت أن الرؤيا حق، وأنّ وراءها ما وراءها. وقد جاءت (1) ويجوز فتحها على تقدير إبدال الياء ألفا ثمّ حذفت الألف، والأصل يا أبتا.
    أحداث القصة لتثبت رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام.
    وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي قتادة قال: كنت أرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى أحدكم ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنها لا تضره.
    وهناك ما يسمّى بأضغاث الأحلام، وهو عبارة عن أوهام يراها النائم، نتيجة لوضعه النفسي، ولا شيء وراءها.
    [سورة يوسف (12) : الآيات 5 الى 6]
    قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)

    الإعراب:
    (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يعقوب (يا) حرف نداء (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (لا) ناهية جازمة (تقصص) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (رؤياك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) ضمير مضاف إليه (على إخوة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقصص) .. و (الكاف) مضاف إليه (الفاء) فاء السببيّة (يكيدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكيدوا) بمعنى يحتالوا «7» ، (كيدا) مفعول به منصوب «8» ، (إنّ) حرف توكيد ونصب، (الشيطان) اسم إنّ منصوب (للإنسان) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (عدو) «9» ، وهو خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لعدوّ.
    والمصدر المؤوّل (أن يكيدوا) معطوف على مصدر مقدّر مستخرج من الكلام المتقدّم أي لا يكن منك قصّ للرؤيا فكيد منهم لك.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يا بنيّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لا تقصص ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «يكيدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «إنّ الشيطان.. عدوّ» لا محلّ تعليليّة.
    (الواو) عاطفة (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «10» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يجتبيك.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (يجتبي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (الكاف) مفعول به (ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة «11» ، (يعلّمك) مثل يجتبيك (من تأويل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعلّم) ، (الأحاديث) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (يتمّ) مثل يجتبي (نعمته) مفعول به منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه (عليك) مثل لك متعلّق ب (يتمّ) «12» ، (الواو) عاطفة (على آل) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (عليك) فهو معطوف عليه (يعقوب) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (أتمّ) فعل ماض، والفاعل هو و (ها) ضمير مفعول به (على أبويك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتمّها) وعلامة الجرّ الياء.. و (الكاف) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أتمّها) .
    والمصدر المؤوّل (ما أتمّها) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يتمّ.. أي يتمّ نعمته إتماما كإتمامها على أبويك.
    (إبراهيم) بدل من أبويك مجرور وعلامة الجرّ الفتحة- أو عطف بيان- (إسحاق) معطوف على إبراهيم بالواو مجرور (إنّ ربك عليم) مثل إنّ الشيطان عدوّ.. و (الكاف) في ربّك مضاف إليه (حكيم) خبر ثان مرفوع.
    وجملة: «يجتبيك ربّك» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء «13» .
    وجملة: «يعلّمك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يتمّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلّمك.
    وجملة: «أتمّها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «إنّ ربّك عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.
    الصرف:
    (بنيّ) ، صيغة التصغير لابن، والتصغير يعيد الأشياء إلى أصولها، فالألف في ابن عوض من واو، أصله بنو، فلمّا أريد التصغير أعيدت الواو إلى أصلها وهي حرف علّة فقلبت ياء وأدغمت مع ياء التصغير فأصبح بنيّ زنة فعيل، ولمّا أضيف إلى ياء المتكلّم اجتمعت الياءات الثلاث فحذفت واحدة لتوالي الأمثال، فظلّ لفظه (بنيّ) مع الإضافة.
    (رؤيا) ، اسم لما يراه الإنسان في نومه، فعله رأى، وزنه فعلى بضمّ الفاء، والألف رسمت طويلة- وإن كانت رابعة- لأن ما قبلها ياء، جمعه رؤي زنة فعل بفتح العين وضمّ الفاء.
    (إخوة) ، جمع أخ، اسم محذوف اللام أصله أخو لأن مثنّاه أخوان، وزنه فع، ووزن إخوة فعلة.
    (كيدا) ، مصدر كاد، واستعمل في موضع الاسم، وزنه فعل بفتح فسكون.
    [سورة يوسف (12) : آية 7]
    لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)

    الإعراب:
    (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (في يوسف) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كان مقدّم، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) عاطفة (إخوته) معطوف على يوسف مجرور.. و (الهاء) مضاف إليه (آيات) اسم كان مؤخّر مرفوع (للسائلين) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآيات «14» .
    جملة: «كان في يوسف.. آيات» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر..
    وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    [سورة يوسف (12) : آية 8]
    إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (8)

    الإعراب:
    (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قالوا) فعل ماض وفاعله (اللام) لام الابتداء (يوسف) مبتدأ مرفوع وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة (الواو) عاطفة (أخوه) معطوف على يوسف مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و (الهاء) مضاف إليه (أحبّ) خبر مرفوع (إلى أبينا) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحبّ) ، وعلامة الجرّ الياء..
    و (نا) مضاف إليه «15» ، (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب.
    (أحبّ) ، (الواو) واو الحال (نحن) ضمير مبتدأ (عصبة) خبر مرفوع (إنّ) حرف توكيد ونصب (أبانا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الألف.. و (نا) ضمير مضاف إليه (أبانا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الألف.. و (نا) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (مبين) نعت لضلال مجرور.
    جملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ليوسف ... أحبّ» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «نحن عصبة» في محلّ نصب حال، والرابط الواو.
    وجملة: «إنّ أبانا لفي ضلال..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    الصرف:
    (أحبّ) ، اسم تفصيل من حبّ الثلاثيّ وزنه أفعل، وقد أدغمت عين الكلمة مع لأمها.
    (عصبة) ، لفظ يدلّ على ما زاد على عشرة، وقيل: الثلاثة نفر، فإذا زادوا إلى تسعة كانوا رهطا، فإذا بلغوا العشرة فما فوق فهم عصبة، وقيل غير ذلك، فهو من نوع اسم الجمع، والمادّة تدلّ على الإحاطة من العصابة لإحاطتها بالرأس.

    [سورة يوسف (12) : آية 9]
    اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ (9)

    الإعراب:
    (اقتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (يوسف) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (اطرحوا) مثل اقتلوا و (الهاء) ضمير مفعول به (أرضا) منصوب على نزع الخافض أي في أرض «16» ، (يخل) مضارع مجزوم جواب الطلب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخل) ، (وجه) فاعل مرفوع (أبيكم) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم معطوف على (يخل) ، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم تكون، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بصالحين، و (الهاء) مضاف إليه (قوما) خبر الناقص منصوب (صالحين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء.
    جملة: «اقتلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اطرحوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوا..
    وجملة: «يخل لكم وجه ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تطرحوه يخل ...
    وجملة: «تكونوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخل لكم وجه..
    الصرف:
    (يخل) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يخلو، وزنه يفع.
    البلاغة
    الكناية: في قوله تعالى «يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ» وفي الكلام كناية تلويحية عن خلوص المحبة. والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها وينازعهم إياها.
    [سورة يوسف (12) : آية 10]
    قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (10)

    الإعراب:
    (قال) فعل ماض (قائل) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لقائل (لا) ناهية جازمة (تقتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (يوسف) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (ألقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
    والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (في غيابه) جارّ ومجرور متعلّق ب (ألقوه) ، (الجبّ) مضاف إليه مجرور (يلتقطه) مضارع مجزوم و (الهاء) مفعول به (بعض) فاعل مرفوع (السيّارة) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (نا) اسم كان (فاعلين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الباء.
    جملة: «قال قائل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا تقتلوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ألقوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «يلتقطه بعض ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إنّ تلقوه يلتقطه بعض السيّارة.
    وجملة: «كنتم فاعلين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم فاعلين فافعلوا هذا القدر من التفريق.
    الصرف:
    (قائل) ، اسم فاعل من قال الثلاثيّ وزنه فاعل، وقد قلبت عينه إلى همزة لأنها جاءت بعد ألف فاعل وهذا القلب مطّرد في اسم الفاعل للفعل الأجوف.
    (ألقوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله ألقيوا- بكسر القاف وضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى القاف- وهذا إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- (غيابة) ، اسم لسدّ أو طاق في البئر قريب من الماء يغيب ما فيه عن العيون.. أو هو قعر الجبّ، وزنه فعالة بفتح الفاء.
    (الجبّ) ، اسم للبئر، وسمّي بذلك لأنه قطع في الأرض، وزنه فعل بضمّ فسكون.
    (السيّارة) ، جمع السيّار من صيغ المبالغة، وزنه فعّال.
    (فاعلين) ، جمع فاعل، اسم فاعل من الثلاثيّ، ووزنه هو لفظه.
    __________
    (1) هذا إذا كان لفظ (القصص) مصدرا صرفا، ومفعول نقصّ محذوف أي القصص.. أما إذا كان مصدرا واقعا موقع المفعول- أي المقصوص- كان لفظ (أحسن) مفعولا به، والمعنى نقصّ عليك أحسن الأشياء المقصوصة.
    (2) في الآية (2) السابقة.
    (3) الظاهر أن في الكلام تنازعا، ففعل (نقصّ) ، وفعل (أوحينا) كلاهما متسلّط على (هذا القرآن) يطلبه مفعولا به له، ولكن أعمل الثاني وأضمر الأول ثمّ حذف لأنه فضلة، والتقدير: نقصّه عليك ...
    (4) يجوز أن يتعلّق بفعل قال يا بنيّ في الآية الآتية.. وهو اسم ظرفيّ- عند غير أبي حيّان- مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ...
    (5) في الآية (2) من هذه السورة.
    (6) ويجوز فتحها على تقدير إبدال الياء ألفا ثمّ حذفت الألف، والأصل يا أبتا.
    (7) أي يحتالون لك أمرا يكيدونك به.. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا واللام في (لك) زائدة لأن كاد يتعدّى بنفسه.
    (8) أو مفعول مطلق منصوب.
    (9) أو متعلّق بعدوّ.
    (10) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته. [.....]
    (11) وليست للعطف لأن التعليم غير داخل في حيّز التشبيه.
    (12) أو بنعمة فهو مصدر.
    (13) أو هي استئناف في حيّز القول.
    (14) أو متعلّق بآيات فهو بمعنى العبر.
    (15) في استعمال أحبّ شيء من التفريق إذا تعدّى ب (إلى) أو باللام فإذا قلت خالد أحبّ إليّ من زيد كان خالد محبوبا منك أكثر من زيد- أي كان حبّك لخالد أكثر من زيد- وإذا قلت خالد أحبّ لي من زيد كان حبّ خالد لك أكثر من حبّ زيد.. وفي الآية حبّ الأب ليوسف وأخيه أكثر من حبّه لإخوتهما.
    (16) والزمخشريّ يجعله ظرفا كالظروف المبهمة وقد ردّ ذلك ابن عطيّة وتبعه في ذلك أبو حيّان.. ولكن إذا ضمّن فعل (اطرحوه) معنى أنزلوه ف (أرضا) مفعول به ثان.


  13. #313
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (313)
    من صــ 388 الى ص
    ـ 399


    [سورة يوسف (12) : الآيات 11 الى 12]
    قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (12)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة نداء (أبانا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف.. و (نا) مضاف إليه (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما (لا) نافية (تأمنّا) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على النون لمناسبة الإدغام.. و (نا) ضمير مفعول به،والفاعل أنت (على يوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأمنّا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (الواو) واو الحال (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ اسم إنّ (له) مثل لك متعلّق ب (ناصحون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو و (اللام) المزحلقة.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يا أبانا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما لك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «لا تأمنّا» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب.
    وجملة: «إنّا له لناصحون» في محلّ نصب حال من (يوسف) أو من ضمير المفعول في (تأمنّا) .
    (أرسله) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت، و (الهاء) مفعول به (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسله) ، و (نا) ضمير مضاف إليه (غدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أرسله) ، (يرتع) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هو (يلعب) مجزوم معطوف على (يرتع) بالواو (الواو) واو الحال (إنّا له لحافظون) مثل إنّا له لناصحون.
    وجملة: «أرسله ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «يرتع..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «يلعب..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يرتع.
    وجملة: «إنّا له لحافظون» في محلّ نصب حال من ضمير المتكلم في (معنا) ، أو من ضمير الغائب في (أرسله) .
    [سورة يوسف (12) : آية 13]
    قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (13)

    الإعراب:
    (قال) فعل ماض والفاعل هو (إنّي) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) للتوكيد (يحزن) مضارع مرفوع و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ (تذهبوا) مضارع منصوب، وعلامة النصب حذف النون..
    والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تذهبوا) .
    والمصدر المؤوّل (أن تذهبوا..) في محلّ رفع فاعل يحزن.
    (الواو) عاطفة (أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أن) مثل الأول (يأكله) مضارع منصوب.. و (الهاء) مفعول به (الذئب) فاعل مرفوع.
    والمصدر المؤوّل (أن يأكله..) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.
    (الواو) واو الحال (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عنه) مثل به متعلّق ب (غافلون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «إنّي ليحزنني ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يحزنني ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أخاف ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «يأكله، ومثلها تذهبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أنتم عنه غافلون ... » في محلّ نصب حال.
    الصرف:
    (الذئب) ، اسم جامد للحيوان المفترس المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون.
    الفوائد
    - لام الابتداء:
    1- تفيد توكيد مضمون الجملة، ولهذا زحلقوها في باب إن عن صدر الجملة كراهية ابتداء الكلام بمؤكدين، لأن (إنّ) كذلك تفيد التوكيد. وتفيد أيضا تخليص المضارع للحال، أي دلالته على الزمن الحاضر. ومثال ذلك قوله تعالى في هذه الآية إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ.
    2- وتدخل باتفاق في موضعين:
    1- المبتدأ: كقوله تعالى لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً.
    2- بعد إن (وتسمى المزحلقة) لزحلقتها من المبتدأ إلى الخبر. وتدخل بعد إن على ثلاثة أشياء:
    آ- الاسم: كقوله تعالى إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ ب- والمضارع: إِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ.
    ج- والجار والمجرور أو الظرف كقوله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ

    [سورة يوسف (12) : آية 14]
    قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (14)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل ماض وفاعله (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أكل) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط و (الهاء) مفعول به (الذئب) فاعل مرفوع (الواو) واو الحال (نحن عصبة) مرّ إعرابها «1» ، (إنّا.. لخاسرون) مثل إنّا لناصحون «2» ، (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إن أكله الذئب ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «نحن عصبة ... » في محلّ نصب حال والرابط الواو.
    وجملة: «إنّا إذا لخاسرون ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
    البلاغة
    المجاز: في قوله تعالى «إنا إذا لخاسرون ... » مجاز عن الضعف والعجز والعلاقة هي السببية.
    [سورة يوسف (12) : آية 15]
    فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّه ُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب، (ذهبوا) فعل ماض وفاعله (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ذهبوا) ، (الواو) عاطفة «3» ، (أجمعوا) مثل ذهبوا (أن) حرف مصدريّ (يجعلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (في غيابة الجبّ) جارّ ومجرور ومضاف إليه، متعلّق ب (يجعلوه) .
    والمصدر المؤوّل (أن يجعلوه..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي على أن يجعلوه، متعلّق ب (أجمعوا) بتضمينه معنى عزموا «4» .
    (الواو) استئنافيّة (أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (إليه) مثل به متعلّق ب (أوحينا) ، (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (تنبّئنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد و (هم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تنبّئنّ) ، و (هم) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بدل من أمر- أو عطف بيان- (الواو) واو الحال (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «ذهبوا به ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجواب لمّا محذوف تقديره جعلوه فيها «5» .
    وجملة: «أجمعوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ذهبوا «6» .
    وجملة: «يجعلوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «7» .
    وجملة: «تنبّئنّهم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم وجوابها لا محلّ لها تفسيريّة «8» .
    وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (تنبّئنّهم) .
    وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    [سورة يوسف (12) : آية 16]
    وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (16)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (جاؤوا) فعل ماض وفاعله (أباهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (عشاء) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (جاؤوا) ، (يبكون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يبكون ... » في محلّ نصب حال من فاعل جاؤوا.
    الصرف:
    (عشاء) ، اسم للوقت بين المغرب والعتمة، وقيل أوّل الظلام، وقيل آخر النهار، وزنه فعال بكسر الفاء ومثله العشيّ.
    [سورة يوسف (12) : آية 17]
    قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (17)

    الإعراب:
    (قالوا يا أبانا) مرّ إعرابها «9» ، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ذهبنا) مثل أوحينا «10» ، (نستبق) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (الواو) عاطفة (تركنا) مثل أوحينا «11» ، (يوسف) مفعول به منصوب (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (تركنا) ، (متاعنا) مضاف إليه مجرور.. و (نا) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أكل) فعل ماض و (الهاء) ضمير مفعول به (الذئب) فاعل مرفوع (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد (مؤمن) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (الواو) اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم (كنّا) فعل ماض ناقص- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان (صادقين) خبر كنّا منصوب وعلامة النصب الياء.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يا أبانا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «إنّا ذهبنا ... » في محلّ نصب مقول القول «12» .
    وجملة: «ذهبنا نستبق ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «نستبق ... » في محلّ نصب حال من فاعل ذهبنا.
    وجملة: «تركنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة ذهبنا.
    وجملة: «أكله الذئب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا ذهبنا.
    وجملة: «ما أنت بمؤمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كنّا صادقين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «13» .. وجواب لو محذوف تقديره فما أنت بمؤمن لنا لأنك محبّ ليوسف.
    [سورة يوسف (12) : آية 18]
    وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (18)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (جاؤوا) مرّ إعرابه «14» ، (على قميصه) جارّ ومجرور ومضاف إليه، متعلّق بمحذوف حال من دم «15» ، (بدم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاؤوا) ، (كذب) نعت لدم مجرور وهو على حذف مضاف أي ذي كذب (قال) فعل ماض، والفاعل هو (بل) حرف إضراب (سوّلت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سوّلت) ، (أنفسكم) فاعل مرفوع، و (كم) ضمير مضاف إليه (أمرا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (صبر) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره صبري أو أمري أو شأني (جميل) نعت لصبر مرفوع (الواو) عاطفة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (المستعان) خبر المبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول «16» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بالمستعان (تصفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «جاؤوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أنت بمؤمن «17» .
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «سوّلت لكم أنفسكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليل لكلام مقدّر هو مقول القول والتقدير: لم تصدقوا في كلامكم بل سوّلت لكم ...
    وجملة: « (صبري) صبر جميل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّلت لكم أنفسكم.
    وجملة: «اللَّه المستعان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (صبري) صبر جميل.
    وجملة: «تصفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف أي تصفونه.
    الصرف:
    (قميص) ، اسم لما يلبس على الجلد، يذكّر ويؤنّث جمعه أقمصة وقمص بضمّتين وقمصان بضمّ القاف، وزنه فعيل.
    (المستعان) ، اسم مفعول من فعل استعان السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وفتح العين وفي الفعل إعلال بالقلب، مجردة عان أصله عون من العون تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وبقي الإعلال في المزيد والمشتق.
    البلاغة
    المبالغة: في قوله تعالى «بِدَمٍ كَذِبٍ ... » وصف بالمصدر مبالغة، كأنه نفس الكذب وعينه، كما يقال للكذاب: هو الكذب بعينه، والزور بذاته.
    ونحوه:
    - فهنّ به جود وأنتم به بخل-
    [سورة يوسف (12) : آية 19]
    وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ (19)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (جاءت) مثل سوّلت «18» ، (سيارة) فاعل مرفوع (الفاء) عاطفة (أرسلوا) مثل جاؤوا «19» (واردهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أدلى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (دلوه) مثل واردهم (قال) مرّ إعرابه «20» ، (يا) أداة نداء وتعجّب (بشرى) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (غلام) خبر مرفوع (الواو) استئنافيّة (أسرّوا) مثل جاؤوا «21» ، و (الهاء) ضمير مفعول به وهو على حذف مضاف أي أمره «22» ، (بضاعة) حال من فاعل أسرّوا «23» ، (الواو) استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ «24» ، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    والمصدر المؤوّل (ما يعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بعليم.
    جملة: «جاءت سيّارة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أرسلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «أدلى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلوا.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ متعلّق بالكلام المقدّر في مجرى القصّة أي: فتعلّق يوسف بالدلو فأخرجه الوارد فلمّا رآه قال يا بشرى.
    وجملة: «التعجّب يا بشرى ... » لا محلّ لها اعتراض تعجّبي.
    وجملة: «هذا غلام ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أسرّوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اللَّه عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
    الصرف:
    (وارد) ، اسم فاعل من ورد الثلاثيّ، وزنه فاعل.
    (أدلى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أدلي، مضارعه يدلي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل.
    (دلو) ، اسم جامد لما يستقى به، يذكّر ويؤنّث غالبا، جمعه دلاء بكسر الدال وأدل بتنوين اللام وحذف الواو من آخره، ودليّ بضمّ الدال وكسرها وتشديد الياء، ودلى بفتح الدال مع ألف مقصورة بعد اللام، ووزن دلو فعل بفتح فسكون.
    (بضاعة) ، اسم لما أعدّ للتجارة، جمعه بضائع، وزنه فعائل، ووزن بضاعة فعالة بكسر الفاء.
    __________
    (1) في الآية (8) من هذه السورة.
    (2) في الآية (11) من هذه السورة.
    (3) يجوز أن تكون حاليّة، والجملة بعدها حال بتقدير قد.
    (4) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به لفعل أجمعوا، لأنه يقال: أجمع الأمر وأزمعه.
    (5) يجوز أن يكون الجواب جملة قالوا يا أبانا.. الآتية..
    (6) يجوز أن تكون حاليّة بتقدير قد.
    (7) هذه الجملة هي جواب لمّا عند الكوفيّين بزيادة الواو، ونظيره كثير في القرآن على قولهم.. كقوله تعالى: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ أي ناديناه.
    وقوله: حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها أي فتحت.. وهو رأي صائب.
    (8) لأن أوحينا فيه معنى القول دون حروفه. [.....]
    (9) في الآية (11) من هذه السورة.
    (10، 11) في الآية (15) من هذه السورة.
    (12) يجوز أن تكون جوابا للنداء لا محلّ لها، وجملة النداء في محلّ نصب مقول القول.
    (13) أو حاليّة.. وبعض النحويين يجعل (لو) بمعنى إنّ الشرطيّة أي تعليق معناها بالمستقبل فلا يصحّ كونها حالا.
    (14) في الآية (16) من هذه السورة.
    (15) هذا رأي العكبريّ وقد أيّده أبو حيّان على الرغم من أن الحال المتقدّمة على المجرور بحرف جرّ أصليّ فيها خلاف بين النحويين، والظاهر صحة مجيئها كذلك.
    (16) أو هو حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ.. أي على وصفكم الكاذب.
    (17) في الآية السابقة (17) .
    (18، 19، 20، 21) في الآية السابقة (18) .
    (22) والضمير في أسرّوا عائد على إخوة يوسف، وقيل يعود على السيّارة.
    (23) هو في حقيقة المعنى مفعول به لعامل مقدّر هو حال من فاعل أسروا أي جاعليه بضاعة.. وقد جاز جعله حالا وهو جامد لأن الكلام بتأويل مشتقّ أي مكسبا.
    (24) أو اسم موصول، والعائد محذوف أي يعملونه.


  14. #314
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (314)
    من صــ 399 الى ص
    ـ 420




    [سورة يوسف (12) : آية 20]
    وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (شروا) مثل جاؤوا «1» ، و (الهاء) ضمير مفعول به (بثمن) جارّ ومجرور متعلّق ب (شروا) (بخس) نعت لثمن مجرور (دراهم) بدل من ثمن مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (معدودة) نعت لدراهم مجرور (الواو) عاطفة «2» ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالزاهدين، هذا التعليق صحيح- خلافا لرأي البصريين الذين يمنعون تقدم الصلة على الموصول- ذلك لعدم وجود اللبس وللبعد عن التكلف والتأويل. انظر النحو الوافي ج 1 ص 273 هامش «3» .
    والضمير يعود على يوسف أو على الثمن على اختلاف في التفسير (من) الزاهدين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كانوا، وعلامة الجرّ الياء.
    جملة: «شروه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسرّوه «4» .
    وجملة: «كانوا فيه من الزاهدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة شروه.
    الصرف:
    (بخس) ، صفة مشبّهة بلفظ المصدر من بخس يبخس باب فتح، بمعنى نقصه أو عابه، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (دراهم) ، جمع درهم، اسم جامد أعجميّ من اليونانية للقطعة المضروبة للمعاملة (دراخمة) ، وهي كلمة تطلق اليوم على النقد بعامّة، وزنه فعلل بكسر الفاء وفتح اللام أو كسرها. ويجوز أن يكون دراهم جمعا لدرهام بكسر الدال.. ووزن دراهم فعالل.
    (الزاهدين) ، جمع الزاهد، اسم فاعل لفعل زهد الثلاثيّ، وزنه فاعل.
    الفوائد
    البدل: ورد في هذه الآية قوله تعالى وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ فدراهم بدل من ثمن، مجرورة مثلها بالفتحة عوضا عن الكسرة، لأنها ممنوعة من الصرف، وإتماما للفائدة سنوضح أهم ما يتعلق بهذا البحث:
    البدل: هو تابع (أي يتبع المبدل منه في الإعراب) يمهّد له بذكر اسم قبله (وهو المبدل منه) غير مقصود لذاته (وإنما يذكر تمهيدا للبدل) . والبدل أربعة أنواع:
    1- بدل مطابق، كقوله تعالى اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ فصراط الثانية بدل من الصراط.
    2- بدل بعض من كل، نحو (انقضى النهار ربعه) ربعه بدل من النهار.
    3- بدل اشتمال، نحو (يسعك الأمير عفوه) 4- بدل الخطأ: أعط السائل ثلاثة أربعة. يريد أربعة ولكنه أخطأ فقال: ثلاثة.
    فأربعة بدل من ثلاثة. ويجب في بدل البعض والاشتمال أن يتصلا بضمير يعود على المبدل منه، كما مر في الأمثلة. فالهاء ب (ربعه) تعود إلى النهار وب (عفوه) تعود للأمير.
    كما يبدل الفعل من الفعل، كقوله تعالى وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فالفعل (يضاعف) أبدل من الفعل (يلق) .
    [سورة يوسف (12) : آية 21]
    وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اشتراه) فعل ماض و (الهاء) مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (من مصر) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اشترى، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (لامرأته) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، و (الهاء) مضاف إليه (أكرمي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
    و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (مثواه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (الهاء) مضاف إليه (عسى) فعل ماض تام مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (أن ينفع) مضارع منصوب بأن الناصب و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو.
    والمصدر المؤوّل (أن ينفعنا..) في محلّ رفع فاعل عسى.
    (أو) حرف عطف (نتّخذ) مضارع منصوب معطوف على ينفع، و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل، والفاعل نحن (ولدا) مفعول به ثان منصوب (الواو) استئنافيّة (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «5» (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مكّنا، والإشارة إلى التمكين من قلب العزيز.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (مكّنّا) مثل أوحينا «6» ، (ليوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنّا) ، وعلامة الجرّ الفتحة (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنّا) ، (الواو) عاطفة، (اللام) لام التعليل (نعلّمه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. و (الهاء) مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (من تأويل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نعلّمه) ، (الأحاديث) مضاف إليه مجرور.
    والمصدر المؤوّل (أن نعلّمه) في محلّ جرّ باللام معطوف على مصدر مؤوّل محذوف متعلّق ب (مكّنّا) أي مكّنّا ليوسف لنملّكه ولنعلّمه «7» .
    (الواو) استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غالب) خبر مرفوع (على أمره) جارّ ومجرور متعلّق بغالب، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب- ناسخ- (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «قال الذي اشتراه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اشتراه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «أكرمي ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «عسى أن ينفعنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «ينفعنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «نتّخذه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفعنا.
    وجملة: «مكّنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نعلمه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «اللَّه غالب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لكنّ أكثر الناس ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
    وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ.
    [سورة يوسف (12) : آية 22]
    وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (آتيناه) ، (بلغ) فعل ماض، والفاعل هو أشدّه مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (آتيناه) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به أوّل (حكما) مفعول به ثان منصوب (علما) معطوف على المفعول الثاني بالواو منصوب (وكذلك) مرّ إعرابه «8» ، (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
    جملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «نجزي ... » لا محلّ استئنافيّة.
    الصرف:
    (أشدّ) ، جمع شدّة- على رأي سيبويه- مثل نعمة وأنعم.. وقال آخرون هو جمع لا واحد له، أو مفرد جاء على بناء الجمع، وزنه أفعل بفتح الهمزة وضمّ العين. وقد أدغمت العين واللام معا.
    [سورة يوسف (12) : الآيات 23 الى 29]
    وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ (25) قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (26) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)
    فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ (29)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (راودت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في بيتها) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ و (ها) مضاف إليه (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودت) ، و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (غلّقت) مثل راودت والفاعل هي (الأبواب) مفعول به (الواو) عاطفة (قالت) مثل راودت، والفاعل هي (هيت) اسم فعل ماض بمعنى تهيّأت «9» ، (اللام) حرف جرّ- وهي لام التبيين «10» -، و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف تقديره أقول (قال) فعل ماض، والفاعل هو (معاذ) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ (اللَّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ «11» ، (ربيّ) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه (أحسن) فعل ماض، والفاعل هو (مثواي) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (الياء) مضاف إليه (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
    جملة: «راودته التي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هو في بيتها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «غلّقت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «هيت لك» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
    وجملة: « (أعوذ) معاذ اللَّه» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّه ربيّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «أحسن مثواي» في محلّ رفع خبر إنّ ثان «12» .
    وجملة: «إنّه لا يفلح الظالمون» لا محلّ لها بدل من التعليليّة.
    وجملة: «لا يفلح الظالمون» في محلّ رفع خبر إنّ.
    (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (همت) مثل راودت (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (همت) ، (الواو) عاطفة (همّ) فعل ماض، والفاعل هي (بها) مثل به، متعلّق ب (همّ) ، (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (رأى)فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (برهان) مفعول به منصوب (ربّه) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه (كذلك) مرّ إعرابه «13» ، والجارّ متعلّق بمحذوف يقدّر بحسب التفسير: أريناه، أو عصمناه، أو فعلنا به ... إلخ (اللام) للتعليل (نصرف) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل نحن للتعظيم (عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نصرف) ، (السوء) مفعول به منصوب (الفحشاء) معطوف على السوء بالواو منصوب.
    والمصدر المؤوّل (أن رأى) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجودة.. وجواب لولا محذوف يفسره الكلام قبله أي: لولا أن رأى ...
    لهمّ بها «14» .
    والمصدر المؤوّل (أن نصرف..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المحذوف الذي تعلّق به كذلك.
    (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ (من عبادنا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. و (نا) ضمير مضاف إليه (المخلصين) نعت لعباد مجرور، وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «همت به ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
    وجملة: «همّ بها» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم «15» .
    والجملة الاسميّة: «لولا رؤية البرهان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «رأى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
    وجملة: «نصرف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
    وجملة: «إنّه من عبادنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (الواو) عاطفة (استبقا) فعل ماض.. و (الألف) ضمير في محلّ رفع فاعل (الباب) منصوب على نزع الخافض أي إلى الباب «16» ، (الواو) عاطفة (قدّت) مثل راودت (قميصه) مفعول به منصوب. و (الهاء) مضاف إليه (من دبر) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّت) ، (الواو) عاطفة (ألفيا) مثل استبقا (سيدها) مفعول به منصوب.. و (ها) مضاف إليه (لدى) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان أي موجودا لدى الباب (الباب) مضاف إليه مجرور (قالت) مثل راودت (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (جزاء) خبر مرفوع (من) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (أراد) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (سوءا) .. و (الكاف) مضاف إليه (سوءا) مفعول به منصوب (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (يسجن) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
    والمصدر المؤوّل (أن يسجن..) في محلّ رفع بدل من جزاء.
    (أو) حرف عطف (عذاب) معطوف على محلّ المصدر المؤوّل مرفوع مثله (أليم) نعت لعذاب مرفوع.
    وجملة: «استبقا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المقدّر.
    وجملة: «قدّت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب.
    وجملة: «ألفيا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب.
    وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ما جزاء ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أراد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «يسجن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
    (قال) فعل ماض، والفاعل هو (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (راودت) مثل الأول و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل هي (عن نفسي) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودت) ، و (الياء) مضاف إليه، (الواو) عاطفة (شهد) فعل ماض (شاهد) فاعل مرفوع (من أهلها) جارّ ومجرور نعت لشاهد.. و (ها) مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (قميصه) اسم كان مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (قدّ) فعل ماضي مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّ) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (صدقت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث «17» ، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (من الكاذبين) جارّ ومجرور خبر، وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
    وجملة: «هي راودتني ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «راودتني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هي.
    وجملة: «شهد شاهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال..
    وجملة: «كان قميصه قدّ ... » لا محلّ لها تفسر الشهادة «18» .
    وجملة: «قدّ من قبل» في محلّ نصب خبر كان.
    وجملة: « (قد) صدقت ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «هو من الكاذبين» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
    (الواو) عاطفة (إن كان ... وهو من الصادقين) مثل نظيرها مفردات وجملا.
    (الفاء) عاطفة (لما رأى قميصه) مثل لما بلغ أشدّه «19» ، (قدّ من دبر) مثل قدّ من قبل (قال) كالسابق (إنّه من كيدكنّ) مثل إنّه من عبادنا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (كيدكنّ) اسم منصوب.. و (كنّ) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه.. و (النون) المشدّدة علامة جمع الإناث (عظيم) خبر مفوع.
    وجملة: «رأى قميصه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قدّ من دبر ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «إنّه من كيدكنّ» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّ كيدكنّ عظيم» لا محلّ لها في حكم التعليليّة.
    (يوسف) منادى مفرد علم محذوف منه أداة النداء، مبنيّ على الضم في محلّ نصب (أعرض) فعل أمر، والفاعل أنت (عن) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض) ، (الواو) عاطفة (استغفري) مثل أكرمي «20» ، (لذنبك) جارّ ومجرور متعلّق ب (استغفري) «21» .. و (الكاف) مضاف إليه (إنّك) حرف مشبه بالفعل..
    و (الكاف) اسم إنّ (كنت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) ضمير اسم كان (من الخاطئين) جارّ ومجرور خبر كان وجملة النداء: «يوسف ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «22» .
    وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «استغفري ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
    وجملة: «إنّك كنت ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «كنت من الخاطئين» في محلّ رفع خبر إنّ.

    يتبع


  15. #315
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (315)
    من صــ 399 الى ص
    ـ 420





    الصرف:
    (هيت) ، اختلف في تخريج هذا اللفظ، فبعضهم جعل التاء أصليّة، واللفظ هو اسم فعل ماض أو أمر، وبعضهم جعل التاء ضمير الرفع دخل على فعل هاء يهيء مثل جاء يجيء، أو هاء يهاء مثل شاء يشاء، وخفّفت الهمزة ياء ساكنة على لغة أهل الحجاز ... إلخ.
    (معاذ) ، مصدر ميميّ من عاذ يعوذ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين..
    وفيه إعلال بالقلب لأن الألف أصلها واو، والأصل فيه معوذ بفتح الميم والواو، فلما جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
    (المخلصين) ، جمع المخلص، اسم مفعول من الرباعي أخلصهم اللَّه أي اجتباهم واختارهم، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
    (لدى) اسم ظرفي فيه إعلال قلبت الياء ألفا لمجيئها بعد فتح، وتعود الياء بإضافة الظرف إلى ضمير.
    (قبل) ، اسم ضد الدبر مأخوذ من قبل قبلا أي قدم وقرب، وزنه فعل بضمّتين، وقد يلفظ بسكون الباء.
    (الخاطئين) ، جمع الخاطئ، اسم فاعل من خطئ يخطأ باب فرح، وزنه فاعل، مؤنّثه خاطئة.
    البلاغة
    1- تقرير الغرض المسوق له الكلام: وذلك في قوله تعالى «وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ» فإيراد الموصول، دون امرأة العزيز، مع أنه أخصر وأظهر لتقرير المراودة، فإن كونه في بيتها مما يدعو إلى ذلك، قيل لواحدة: ما حملك على ما أنت عليه مما لا خير فيه؟ قالت: قرب الوساد، وطول السواد ولإظهار كمال نزاهته عليه السلام، فإن عدم ميله إليها مع دوام مشاهدته لمحاسنها، واستعصاءه عليها مع كونه تحت يدها، ينادى بكونه عليه السلام في أعلى معارج العفة.
    2- قوله تعالى «هِيَ راوَدَتْنِي» فإن «هي» ضمير باتفاق، وليس هو للغائب بل لمن بالحضرة، وكذا (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) وهذا في المتصل وذاك في المنفصل.
    وقال السراج البلقيني في رسالته المسماة «نشر العبير لطي الضمير» :
    الضمير المفسر لضمير الغائب، إما مصرح به، أو مستغنى بحضور مدلوله حسا أو علما. فالحسن نحو قوله تعالى «هِيَ راوَدَتْنِي» و «يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ» كما ذكر ابن مالك، وتعقبه بأنه ليس كما مثل به، لأن هذين الضميرين عائدان على ما قبلهما، فضمير «هِيَ راوَدَتْنِي» عائد على الأهل في قولها: (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا) ولما كنت عن نفسها بذلك ولم تقل بي بدل (بأهلك) كنى هو عليه السلام عنها بضمير الغيبة فقال: (هِيَ راوَدَتْنِي) ولم يخاطبها بأنت راودتني، ولا أشار إليها بهذه راودتني، وكل هذا على سبيل الأدب في الألفاظ والاستحياء في الخطاب الذي يليق بالأنبياء عليهم السلام، فأبرز الاسم في صورة ضمير الغائب تأدبا مع العزيز وحياء منه، وضمير (استأجره) عائد على موسى فمفسره مصرح بلفظه، وكأن ابن مالك تخيل أن هذا موضع إشارة لكون صاحب الضمير حاضرا عند المخاطب، فاعتقد أن المفسر يستغني عنه بحضور مدلوله حسا، فجرى الضمير مجرى اسم الإشارة.
    الفوائد
    1- عصمة الأنبياء:

    ورد في هذه الآية قوله تعالى وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ لقد كثرت أقوال المفسرين بصدد هذه الآية. وسنورد أقربها إلى الصواب إن شاء اللَّه تعالى، ولكونها مثار تساؤل الكثيرين.
    1- ولقد همّت به وهمّ بها: قال بعض المحققين الهمّ همّان همّ ثابت، وهو ما كان معه العزم والقصد والعقيدة والرضا، مثل هم امرأة العزيز فالعبد مأخوذ به ومحاسب عليه، بدليل قوله تعالى وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ والهم الثاني، هو الهم العارض، وهو الخطرة في القلب، وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم، مثل هم يوسف عليه الصلاة والسلام فالعبد غير مأخوذ به ما لم يتكلم أو يعمل به. والدليل على أن يوسف عليه الصلاة والسلام لم يكن عازما ولا راضيا بالفاحشة قوله تعالى قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.
    2- لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ للمفسرين أقوال كثيرة بهذا الصدد وسننقل أهمها:
    1- قال جعفر بن محمد الصادق: البرهان هو النبوة التي جعلها الله عز وجل في قلبه، حالت بينه وبين ما يسخط الله عز وجل.
    2- البرهان حجة الله عز وجل على العبد في تحريم الزّنا، والعلم بما على الزاني من العقاب.
    3- إن الله عز وجل طهر نفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الأخلاق الذميمة والأفعال الرذيلة، وجبلهم على الأخلاق الشريفة الطاهرة، التي تحجزهم عن فعل ما لا يليق فعله، وتكرّه إليهم الفسوق والعصيان، وتزين الإيمان والطاعة في قلوبهم بدليل قوله تعالى كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ.
    2- حذف أداة النداء:
    قال النحويون: إنه يجوز حذف أداة النداء وتقديرها، وقد ورد ذلك في الآية الكريمة بقوله تعالى يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وفي آيات أخرى كقوله تعالى رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا أي يا ربنا، وهذا كثير وشائع في أساليب العرب، وأداة النداء المحذوفة المقدرة هي (يا) لكونها أشهر أدوات النداء، ولا ينادى اسم الله عز وجل إلا بها.
    وإذا ولي (يا) ما ليس بمنادى كالفعل (ألا يا اسجدوا) والحرف كقوله تعالى (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً وقولهم يا ربّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة والجملة الاسمية: كقول الشاعر
    يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من جار
    فقيل بأن (يا) فيما سبق للنداء والمنادي محذوف، وقيل هي لمجرد التنبيه، لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها. وهذا هو الصواب والله تعالى أعلم. وقال ابن مالك إن وليها دعاء كالبيت السابق أو أمر كما في قولنا (ألا يا اسجدوا) فهي للنداء، لكثرة وقوع النداء قبل الدعاء والأمر كقوله تعالى يا آدَمُ اسْكُنْ يا نُوحُ اهْبِطْ وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ وإلا فهي للتنبيه.
    [سورة يوسف (12) : الآيات 30 الى 31]
    وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (نسوة) فاعل مرفوع (في المدينة) جارّ ومجرور نعت لنسوة (امرأة) مبتدأ مرفوع (العزيز) مضاف إليه مجرور (تراود) مضارع مرفوع (فتاها) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (ها) مضاف إليه (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تراود) .. و (الهاء) مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (شغفها) فعل ماض.. و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (حبّا) تمييز منصوب منقول عن الفاعل (إنّا) مرّ إعرابه «23» ، (اللام) للتوكيد (نراها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و (ها) مفعول به، والفاعل نحن (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مبين) نعت لضلال مجرور.
    جملة: «قال نسوة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «امرأة العزيز تراود ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «تراود فتاها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ.
    وجملة: «قد شغفها ... » لا محلّ لها تعليليّة «24» .
    وجملة: «إنّا لنراها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نراها ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (الفاء) عاطفة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (أرسلت) ، (سمعت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (بمكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (سمعت) ، (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أرسلت) مثل سمعت (إلى) حرف جرّ و (هن) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت) ، (الواو) عاطفة (أعتدت) مثل سمعت (لهنّ) مثل إليهنّ متعلّق ب (أعتدت) ، (متّكأ) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتت) مثل سمعت (كلّ) مفعول به أوّل منصوب (واحدة) مضاف إليه مجرور (منهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بنعت لكلّ واحدة (سكّينا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (قالت) مثل سمعت (اخرج) فعل أمر، والفاعل أنت (عليهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بحال من فاعل اخرج «25» ، (فلما) مثل الأول (رأين) فعل ماض مبني على السكون.. و (النون) ضمير فاعل و (الهاء) مفعول به (أكبرنه) مثل رأينه (الواو) عاطفة (قطّعن) مثل رأين (أيدي) مفعول به منصوب و (هنّ) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (قلن) مثل رأين (حاش) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة للتخفيف»
    ، والفاعل هو أي يوسف (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من(26) فاعل حاش أي مطيعا لله «27» ، (ما) نافية عاملة عمل ليس (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (بشرا)خبر ما منصوب (إنّ) حرف نفي (هذا) مبتدأ (إلّا) أداة حصر (ملك) خبر مرفوع (كريم) نعت لملك مرفوع.
    وجملة: «سمعت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «أرسلت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «أعتدت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
    وجملة: «آتت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
    وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
    وجملة: «اخرج عليهنّ» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «رأينه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «أكبرنه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «قطّعن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه.
    وجملة: «قلن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه.
    وجملة: «حاش لله» في محلّ نصب مقول القول «28» .
    وجملة: «ما هذا بشرا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «إن هذا إلّا ملك....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ للاستئناف السابق.
    الصرف:
    (نسوة) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه، مفرده امرأة، وهو بكسر النون- قالوا وقد تضمّ- وهو حينئذ اسم جمع بلا خلاف.
    (العزيز) ، لقب للوزير الذي كان على خزائن مصر واسمه (قطفير) كما جاء في التفاسير.
    (فتاها) ، الألف فيه منقلبة عن ياء، جمعه فتية، ومثنّاه فتيان، أصله فتي، فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
    (مكرهنّ) ، مصدر سماعيّ لفعل مكر يمكر باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
    (متّكأ) ، اسم مكان من اتكأ الخماسيّ، استعمل في الآية اسما بمعنى الوسادة أو الطعام الذي يحتاج إلى اتّكاء، وسكين لقطعه ... فهو على وزن اسم المفعول.. وفي الكلمة إبدال فاء الكلمة تاء لمجيئها بعد تاء الافتعال، وأصله موتكأ.. ثمّ أدغمت التاءان معا.
    (سكّينا) ، اسم جامد للآلة القاطعة، وزنه فعّيل بكسر الفاء مع تشديد العين.
    (حاشى) ، هو فعل رباعيّ مضارعه يحاشي، ورسم الألف فيه قصيرة جاء لكونها رابعة، فإذا كان حرف جرّ رسمت الألف طويلة (حاشا) ، وهو عند آخرين اسم بمعنى تنزيها حيث ينوّن آخره، وقد يخفّف التنوين ضرورة أي حاشا- بالتنوين- وحاشا- من غير تنوين- (كريم) ، صفة مشبّهة باسم الفاعل من كرم يكرم وزنه فعيل.
    البلاغة
    1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ» فقد شبهن يوسف بالملك من دون ذكر الأداة، والمقصود منه إثبات الحسن لأنه تعالى ركب في الطبائع أن لا شيء أحسن من الملك، وقد عاين ذلك قوم لوط في ضيف إبراهيم في الملائكة، كما ركب في الطباع أن لا شيء أقبح من الشيطان، وكذلك قوله تعالى في صفة جهنم «طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ» فكذلك قد تقرر أن لا شيء أحسن من الملك، فلما أرادت النسوة وصف يوسف بالحسن شبهنه بالملك. ولكن الأسلوب القرآني شاء أن يتجاوز المألوف من تشبيهات العرب لكل ما راعهم حسنه من البشر بالجن فأدخل فيه فنا آخر لا يبدو للناظر للوهلة الأولى، وهو فن عرفوه بأنه سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة تجاهلا منه.
    ليخرج كلامه مخرج المدح، أو ليدل- كما هنا- على شدة الوله في الحب وقد يقصد به الذم أو التعجب أو التوبيخ أو التقرير، ويسمى هذا الفن تجاهل العارف.
    2- المجاز: في قوله تعالى «وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً» أي ما يتكئن عليه من النمارق والوسائد،
    فقد نهى النبي صلّى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله وأن يأكل متكئا
    ، وقيل أريد به نفس الطعام. قال العتبي: يقال: اتكأنا عند فلان أي أكلنا، ومن ذلك قول جميل:
    فظللنا بنعمة واتكأنا ... وشربنا الحلال من قلله
    وعبّر بالهيئة التي يكون الآكل المترف عن ذلك مجازا، وقيل: هو باب الكناية.
    الفوائد
    - حاشا:
    ورد في هذه الآية قوله تعالى وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً يقول أبو البقاء العكبري بصدد (حاشى) في هذه الاية الكريمة: يقرأ بألفين (حاشا) . والجمهور على أنه هنا فعل. وقد صرف منه أحاشي. ويؤيد ذلك دخول اللام على اسم الله تعالى. ولو كان حرف جر لما جاء بعده حرف جر وفاعله مضمر تقديره (حاشا يوسف) : أي بعد من المعصية بحرف الله. وأصل الكلمة من حاشيت الشيء، ويقرأ بحذف الألف للتخفيف.
    هذا ما أورده أبو البقاء العكبري. وإتماما للفائدة، فإننا سنوضح ما يتعلق ب (حاشا) لأنها تبهم على الكثير فحاشا ترد على ثلاثة أوجه:
    1- أن نكون فعلا متعديا متصرفا، تقول: حاشيته بمعنى استثنيته، والدليل قول النابغة الذبياني:ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوام من أحد
    2- أن تكون تنزيهيه، كما مر في الآية الكريمة (حاشى لله) وهي اسم للتنزيه كقوله تعالى مَعاذَ اللَّهِ ونعربها نائب مفعول مطلق.
    3- وتكون للاستثناء، وغالب أحوالها أنها حرف جر يفيد الاستثناء، والاسم بعدها مجرور، كقولنا: كلكم مخطئ حاشا زيد وذهب بعض النحاة إلى جواز وجه آخر وهو أن نعتبرها فعلا جامدا يفيد الاستثناء والاسم بعدها مفعول به منصوب كقولهم: (اللهم اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان) .
    __________
    (1) في الآية (18) من هذه السورة.. وإذا فسّر (شروه) بمعنى باعوه كان الضمير عائدا على إخوة يوسف، وإن فسّر بمعنى اشتروه فالضمير يعود على السيّارة، وقد أخذه هؤلاء بثمن بخس لظنّهم أن به عيبا.
    (2) أو حاليّة، وجملة كانوا.. في محلّ نصب حال بتقدير (قد) . [.....]
    (3) في الآية (18) من هذه السورة.
    (4) في الآية (19) السابقة.
    (5) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي مثل ذلك التمكين ...
    (6) في الآية (15) من هذه السورة.
    (7) أو متعلّق بمحذوف يأتي تاليا، والواو قبله حينئذ استئنافيّة أي ولنعلّمه من تأويل الأحاديث كان ذلك الإنجاء.. هذا ويجوز أن تكون الواو زائدة فيتعلّق الجارّ ب (مكّنا) .
    (8) في الآية السابقة (21) .
    (9) أو اسم فعل أمر بمعنى أقبل أو أسرع، والفاعل أنت.
    (10) «أي تبيين المفعول أي المخاطب ... فكأنها تقول: أقول لك أو الخطاب لك كما في سقيا لك ورعيا لك» 1 هـ ملخّصا من الجمل.
    (11) وهو يعود على سيّده، أو يعود على الباري تعالى وهو أحسن.. وقال بعضهم:
    الضمير هو ضمير الشأن و (ربي أحسن مثواي) مبتدأ وخبر، وهذه الجملة خبر إنّ.
    (12) أو في محلّ نصب حال من (ربّ) ، والعامل فيها ما في إنّ من معنى التوكيد.
    (13) في الآية (21) من هذه السورة.
    (14) قال أبو حيان في كتاب البحر: «طوّل المفسّرون في تفسير هذين الهمّين، ونسب بعضهم ليوسف ما لا يجوز نسبته لآحاد الفسّاق، والذي أختاره أن يوسف عليه السلام لم يقع منه همّ بها البتّة بل هو منفي لرؤية البرهان كما تقول: لقد قارفت لولا أن عصمك اللَّه ... نقول: إن جواب لولا محذوف لدلالة ما قبله عليه.. فهنا التقدير لولا أن رأى برهان ربّه لهم بها، وجدت رؤية البرهان فانتفى الهمّ ... » هـ ملخّصا.
    (15) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة إذا جاء الوقف على (همت به) .
    (16) أو هو مفعول به إذا ضمّن استبق معنى بادر. [.....]
    (17) اقترن الماضي بالفاء لأنه ماض لفظا ومعنى، ولهذا تقدّر (قد) معه ليقترب الماضي من الحاضر.
    (18) لأن شهد بمعنى القول دون حروفه.. ويجوز أن تكون الجملة مقول القول لقول مقدّر أي شهد يقول.
    (19) في الآية (22) من هذه السورة.
    (20) في الآية (21) من هذه السورة.
    (21) أي اطلبي الغفران من أجل هذا الذنب، فاللام سببيّة.
    (22) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
    (23) في الآية (17) من هذه السورة.
    (24) أو هي في محلّ نصب حال إمّا من فاعل تراود أو من مفعوله.
    (25) أو متعلّق بفعل اخرج، ومعنى: اخرج عليهنّ.. ابرز لهنّ.
    (26) أي جانب يوسف المعصية.. ويجوز أن يكون اسما منصوبا على المصدر أي تنزيها لله. قال الغلاييني في جامع الدروس: «متى استعملت (حاشا) للتنزيه المجرّد كانت اسما مرادفا للتنزيه منصوبا على المفعولية المطلقة.. وإن لم تضف ولم تنوّن كانت مبنيّة ... » .
    (27) أو اللام للتعليل، وهو متعلّق بالفعل، وذلك على حذف مضاف أي جانب يوسف المعصية لأجل طاعة الله.
    (28) أو هي اعتراضيّة دعائية، ومقول القول جملة ما هذا بشرا.



  16. #316
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (316)
    من صــ 420 الى ص
    ـ 431




    [سورة يوسف (12) : آية 32]
    قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)

    الإعراب:
    (قالت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي (الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ذلكنّ) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، و (اللام) للبعد و (كنّ) حرف خطاب جمع الإناث (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (لمتنّ) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تنّ) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (النون) نون الوقاية (الياء) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (لمتنّ) على حذف مضاف أي في حبّه «1» ، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (راودت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودته) .. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (استعصم) فعل ماض والفاعل هو (الواو) استئنافيّة (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمره) مضارع مرفوع، و (الهاء) مفعول به، والفاعل أنا (اللام) لام القسم (يسجننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع..
    و (النون) نون التوكيد وهو مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (ليكوننّ) لام القسم ومضارع ناقص مثل يسجننّ في البناء، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الصاغرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر يكونن.
    جملة: «قالت» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ذلكنّ الذي» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتنّ قد لمتنني فذلك الذي لمتنني فيه.. وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لمتنّني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «راودته» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة لا محلّ لها.
    وجملة: «استعصم» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
    وجملة: «إن لم يفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «آمره» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف.
    وجملة: «يسجننّ» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
    وجملة: «يكونن من الصاغرين» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
    الصرف:
    (لمتنّ) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فهو فعل معتل أجوف حذفت عينه لذلك، وزنه فلتنّ.
    البلاغة
    الحذف: في قوله تعالى «فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ» والتقدير في حبه، لأن الذوات لا يتعلق بها لوم. ودليل تقدير في حبه قوله «قَدْ شَغَفَها حُبًّا» في مراودته، ولعلها أولى بدليل قوله: «تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ» . وإنما قلنا أولى لأنه فعلها، بخلاف الحب، فإنه أمر قهري لا يلام عليه إلا من حيث تعاطي أسبابه، أما المراودة فهي حاصلة باكتسابها، فهي قادرة على دفعها، فيتأتى اللوم عليها، بخلاف الحب، فإنه ليس فعلا لها، ولا تقدر على دفعه، لأن الحب المفرط قد يقهر صاحبه ولا يطيق أن يدفعه، وحينئذ فلا يلام عليه. وعلى كل حال فهو من أسبابه.
    [سورة يوسف (12) : الآيات 33 الى 35]
    قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (33) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)

    الإعراب:
    (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (السجن) مبتدأ مرفوع (أحبّ) خبر مرفوع (إلى) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ، (يدعون) مضارع مبنيّ على السكون.. و (النون) نون النسوة فاعل و (النون) الثانية للوقاية و (الياء) مفعول به (إليه) مثل إليّ متعلّق ب (يدعون) ، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لا) حرف نفي (تصرف) مضارع مجزوم فعل الشرط (عنّي) مثل إليّ متعلّق ب (تصرف) ،(كيدهنّ) مفعول به منصوب.. و (هنّ) ضمير مضاف إليه (أصب) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنا (إليهنّ) مثل إليّ متعلّق ب (أصب) ، (الواو) عاطفة (أكن) مضارع ناقص مجزوم معطوف على (أصب) ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكن.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
    وجملة: «السجن أحبّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يدعونني إليه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «إلّا تصرف عنّي ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
    وجملة: «أصب إليهنّ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «أكن من الجاهلين» لا محلّ لها جواب معطوفة على جملة أصب.
    (الفاء) عاطفة (استجاب) فعل ماض (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق به (استجاب) ، (ربّه) فاعل مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (صرف) مثل استجاب، والفاعل هو (عنه) مثل له متعلّق ب (صرف) ، (كيدهنّ) مثل الأول (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير فصل «2» ، (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.
    وجملة: «استجاب له ربّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
    وجملة: «صرف عنه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استجاب..
    وجملة: «إنّه.. السميع ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (ثمّ) حرف عطف (بدا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم في قوله (السجن أحبّ) ، والتقدير: بدا لهم أن يسجنوه «3» ..، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بدا) ، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بدا) ، (ما) حرف مصدريّ (رأوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (الآيات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة.
    والمصدر المؤوّل (ما رأوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يسجننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين- الواو والنون من الأولى المشدّدة- فاعل.. و (النون) المشدّدة نون التوكيد، و (الهاء) ضمير مفعول به (حتّى) حرف جرّ (حين) مجرور بحرف الجرّ متعلّق ب (يسجننّه) .
    وجملة: «بدا لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صرف..
    وجملة: «رأوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «يسجننّه» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم وجوابها في محلّ نصب معمولة لقول مقدّر هو حال من ضمير الغائب في لهم أي: بدا لهم أن يسجنوه قائلين والله ليسجننّه حتّى حين «4» .
    الصرف:
    (السجن) ، اسم جامد للمكان المخصّص لحجر الحرّيّة، وزنه فعل بكسر فسكون.. وبفتح السين هو مصدر.
    (أصب) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أصبو، وزنه أفع.
    الفوائد
    هل تقع الجملة فاعلا أو نائب فاعل أو مبتدأ؟ هذا مثار خلاف بين النحاة. وسنورد ما ذكره ابن هشام في المغني بهذا الصدد.
    قوله تعالى ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ فجملة ليسجننه، قيل: هي مفسرة للضمير في بدا الراجع إلى البداء المفهوم منه، والتقدير ثم بداء لهم البداء سجنه. والتحقيق أنها جواب لقسم مقدر، وأن القسم المقدر مع جوابه هو الجملة المفسرة. وقال الكوفيون الجملة (ليسجننه) فاعل، ثم قال هشام وثعلب وجماعة: يجوز ذلك في كل جملة، وقال الفراء وجماعة: جوازه مشروط بكون الجملة السابقة فعلها قلبي، وأن تقترن الجملة الواقعة فاعلا بأداة معلقة، نحو: ظهر لي أقام زيد، وعلم هل قعد عمرو، ويقول ابن هشام تعليقا على ذلك: وبعد فعندي أن المسألة صحيحة، ولكن مع الاستفهام خاصة دون سائر المعلقات. وفي قوله تعالى وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ زعم ابن عصفور أن البصريين يقدرون نائب الفاعل في قيل ضمير المصدر، أي وإذا قيل لهم قول وجملة لا تفسدوا مفسرة لذلك الضمير، والصواب أن النائب عن الفاعل هي الجملة (لا تفسدوا) لأنها كانت قبل حذف الفاعل منصوبة بالقول، فكيف انقلبت مفسرة؟ والمفعول به هو الذي ينوب عن الفاعل؟ وقولهم «الجملة لا تكون فاعلا ولا نائبا عنه» جوابه أن التي يراد بها لفظها يحكم لها بحكم المفردات، ولهذا تقع في محل رفع مبتدأ أيضافي قوله عليه الصلاة والسلام: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة» وفي المثل «زعموا مطية الكذب» فجملة (لا حول ولا قوة إلا با لله) في محل رفع مبتدأ.
    ومن هنا لم يحتج الخبر إلى رابط في نحو «قولي لا إله إلا الله» .
    [سورة يوسف (12) : آية 36]
    وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (دخل) فعل ماض (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (دخل) .. و (الهاء) ضمير مضاف إليه (السجن) مفعول به منصوب (فتيان) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الألف (قال) مثل دخل (أحدهما) فاعل مرفوع، و (هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّي أراني) مثل إنّا لنراها «5» ، و (النون) للوقاية، والفاعل أنا (أعصر) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (خمرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (قال الآخر ...
    أحمل) مثل المتقدّمة (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أحمل) «6» ، (رأسي) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (خبزا) مفعول به منصوب (تأكل) مضارع مرفوع (الطير) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأكل) ، (نبّئنا) فعل أمر.. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (بتأويله) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق ب (نبّئ) ، (إنّا نراك من المحسنين) مثل إنّا لنراها في ضلال «7» ، وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «دخل.. فتيان» لا محلّ لها معطوفة على محذوف مستأنف أي فسجن يوسف ومعه دخل السجن فتيان..
    جملة: «قال أحدهما ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّي أراني ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أراني أعصر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أعصر خمرا» في محلّ نصب حال «8» .
    وجملة: «قال الآخر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال أحدهما.
    وجملة: «إنّي أراني ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أراني أحمل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أحمل.. خبزا» في محلّ نصب حال- أو مفعول به ثان- وجملة: «تأكل الطير منه» في محلّ نصب نعت ل (خبزا) .
    وجملة: «نبّئنا بتأويله» لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
    وجملة: «إنّا تراك ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «نراك من المحسنين» في محلّ رفع خبر إنّ.
    الصرف:
    (خبزا) ، اسم جامد، وزنه فعل بضمّ فسكون.
    البلاغة
    المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً» أي عنبا. والعلاقة ما يؤول إليه، فقد سمى العنب خمرا لأنه يؤول إلى الخمر لكونه المقصود من العصر. وقيل الخمر هو العنب حقيقة بلغة عمان. وفي قراءة ابن مسعود أعصر عنبا.
    [سورة يوسف (12) : الآيات 37 الى 38]
    قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38)

    الإعراب:
    (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (لا) حرف نفي (يأتيكما) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كما) ضمير مفعول به (طعام) فاعل مرفوع (ترزقانه) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الألف) ضمير نائب الفاعل، و (الهاء) مفعول به (إلّا) أداة حصر (نبأت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (التاء) فاعل و (كما) ضمير مثل الأول (بتأويله) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبّأت) ..
    و (الهاء) مضاف إليه (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نبّأت) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتيكما) مضارع منصوب.. و (كما) مثل الأول، والفاعل هو أي طعام.
    والمصدر المؤوّل (أن يأتيكما) في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (ما) حرف للتثنية (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ، والعائد محذوف أي علّمني إيّاه ربّي (علّمني) فعل ماض و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ. و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (تركت) مثل نبّأت (ملّة) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (لا) مثل الأول (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يؤمنون (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (كافرون) ، (هم) مثل الأول وتأكيد له (كافرون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «لا يأتيكما طعام ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ترزقانه ... » في محلّ رفع نعت لطعام.
    وجملة: «نبّأتكما» في محلّ رفع نعت ثان لطعام «9» .
    وجملة: «يأتيكما» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «ذلكما ممّا علّمني ... » لا محلّ لها استئناف بياني- أو تعليليّة- وجملة: «علّمني ربّي» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «إنّي تركت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تركت ملّة ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «لا يؤمنون بالله» في محلّ جرّ نعت لقوم.
    وجملة: «هم.. كافرون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يؤمنون.
    (الواو) عاطفة (اتّبعت ملّة آبائي) مثل تركت ملّة قوم، وعلامة نصب آباء الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (إبراهيم) بدل من آباء مجرور وعلامة الجرّ الفتحة، ومثله (إسحاق، يعقوب) معطوفين عليه بحرفي العطف (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان (أن نشرك) مثل أن يأتي، والفاعل نحن (باللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (نشرك) ، (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به.
    والمصدر المؤوّل (أن نشرك..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
    (ذلك من فضل..) مثل ذلكما ممّا علّمني (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (علينا) لأنه معطوف عليه، (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا يشكرون) مثل لا يؤمنون.
    وجملة: «اتّبعت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تركت.
    وجملة: «ما كان لنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «نشرك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «ذلك من فضل الله..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك من فضل الله.
    وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ.
    __________
    (1) أو متعلّق بمحذوف حال من مفعول لمتنّ، أي لمتنّني مغرمة في حبّه.
    (2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره (السميع) ، والجملة الاسميّة خبر إنّ. [.....]
    (3) يجوز أن يكون الفاعل هو مصدر الفعل بدا أي: بدا لهم بداء، كما يقال: بدا لي رأي.
    (4) يجوز أن تكون جملة القسم وجوابه تفسيرا لما قبلها، لا محلّ لها.
    (5، 6) في الآية (30) من هذه السورة.
    (7) أو متعلّق بمحذوف حال من (خبزا) .
    (8) أجاز بعضهم أن تكون الجملة مفعولا ثانيا لأن الرؤية هي من نوع الرؤية القلبيّة.
    (9) أو في محلّ نصب حال من طعام لأنه موصوف بالجملة.


  17. #317
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (317)
    من صــ 431 الى ص
    ـ 439





    [سورة يوسف (12) : آية 39]
    يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (39)

    الإعراب:
    (يا) أداة نداء (صاحبي) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الياء (السجن) مضاف إليه مجرور (الهمزة) للاستفهام (أرباب) مبتدأ مرفوع (متفرّقون) نعت لأرباب مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خير) خبر مرفوع (أم) حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام (الله) معطوف على أرباب مرفوع (الواحد) نعت للفظ الجلالة (القهّار) نعت ثان مرفوع.
    جملة النداء: «يا صاحبي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أأرباب.. خير» لا محلّ لها جواب النداء.
    الصرف:
    (متفرّقون) ، جمع متفرّق اسم فاعل من تفرّق الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
    (القهّار) ، من صيغ المبالغة، وزنه فعّال من قهر الثلاثيّ.
    [سورة يوسف (12) : آية 40]
    ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40)

    الإعراب:
    (ما) نافية (تعبدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من أسماء.
    و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (أسماء) مفعول به منصوب (سمّيتموها) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائدة بتباع حركة الميم و (ها) ضمير مفعول به (أنتم) ضمير منفصل تأكيد للمتّصل فاعل الفعل في محلّ رفع (الواو) عاطفة (آباؤكم) معطوف على ضمير الفاعل مرفوع.. و (كم) مضاف إليه (ما) كالأول (أنزل) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) على حذف مضاف أي بعبادتها (من سلطان) مثل من شيء «1» (إن) حرف نفي (الحكم) مبتدأ مرفوع (إلّا) مثل الأول (لله) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (أمر) فعل ماض، والفاعل هو (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تعبدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إلّا) مثل الأول (إيّاه) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدوا.
    والمصدر المؤوّل (ألّا تعبدوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله أمر وهو المفعول الثاني، أمّا الأول محذوف أي: أمر الناس عدم عبادة إله غير الله.. أو عبادة الله.
    (ذلك) اسم إشارة مبتدأ، والإشارة إلى التوحيد (الدين) خبر مرفوع (القيّم) نعت للدين مرفوع (الواو) عاطفة (لكنّ ... لا يعلمون) مثل لكنّ ... يشكرون «2» .
    جملة: «ما تعبدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «سمّيتموها» في محلّ نصب نعت لأسماء.
    وجملة: «ما أنزل الله بها من سلطان» في محلّ نصب نعت ثان لأسماء «3» .
    وجملة: «إن الحكم إلّا لله» لا محلّ لها استئنافيّة تعليل لما سبق.
    وجملة: «أمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليل آخر.
    وجملة: «ذلك الدين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك الدين.
    وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكنّ.
    [سورة يوسف (12) : آية 41]
    يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ (41)

    الإعراب:
    (يا صاحبي السجن) مرّ إعرابها «4» ، (أمّا) حرف شرط وتفصيل (أحدكما) مبتدأ مرفوع.. و (كما) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط «5» ، (يسقي) مضارع مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (ربّه) مفعول به منصوب، و (الهاء) مضاف إليه (خمرا) مفعول به ثان «6» منصوب (الواو) عاطفة (أمّا الآخر) مثل أما أحدكما (الفاء) رابطة (يصلب) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفاء) عاطفة (تأكل) مضارع مرفوع (الطير) فاعل مرفوع (من رأسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأكل) ، و (الهاء) مضاف إليه (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمر) نائب الفاعل مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للأمر (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تستفتيان) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الألف) فاعل.
    جملة النداء: «يا صاحبي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أحدكما فيسقي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «يسقي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أحدكما) .
    وجملة: «الآخر فيصلب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «يصلب..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الآخر) .
    وجملة: «تأكل الطير ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يصلب.
    وجملة: «قضي الأمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تستفتيان» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    [سورة يوسف (12) : آية 42]
    وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (اللام) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قال) ، (ظنّ) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (ناج) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتنوين، فهو اسم منقوص (من) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الضمير في ناج (اذكرني) فعل أمر، و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به،والفاعل أنت (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (اذكر) ، (ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه.
    والمصدر المؤوّل (أنّه ناج..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
    (الفاء) عاطفة (أنساه) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و (الهاء) مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (ذكر) مفعول به ثان منصوب (ربّه) مثل ربّك (الفاء) عاطفة (لبث) مثل قال (في السجن) جارّ ومجرور متعلّق ب (لبث) ، (بضع) ظرف زمان منصوب نائب عن الظرف الصريح متعلّق ب (لبث) ، (سنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ظنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «اذكرني ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنساه الشيطان» لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فخرج فأنساه «7» ...
    وجملة: «لبث ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنساه الشيطان.
    الصرف:
    (ناج) ، اسم فاعل من نجا الثلاثيّ، وزنه فاعل، وفيه إعلال بالحذف فهو اسم منقوص حذف حرف العلّة لمناسبة التنوين، وحرف العلّة قبل الحذف ياء منقلبة عن واو، وأصله الناجو- بكسر الجيم- قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.. ثمّ حذفت الياء للتنوين.
    (بضع) ، كناية عن عدد يتراوح بين الثلاثة والتسعة، ويكون مذكّرا مع المؤنّث وبالعكس، مفردا ومركّبا ومعطوفا عليه، وزنه فعل بكسر فسكون.
    الفوائد
    التعليق والإلغاء في أفعال القلوب:
    ورد في هذه الآية قوله تعالى وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا فنقول الفعل ظن يتعدى إلى مفعولين، وقد علق عن العمل ولم يظهر مفعولاه. ولكن المصدر المؤوّل من أن واسمها وخبرها (أنه ناج) سد مسد المفعولين. وسنوضح هذه القاعدة لأهميتها ودقتها:
    التعليق إبطال عمل أفعال القلوب لفظا لا محلا، وذلك لقيام مانع يمنعها من عملها، فتكون الجملة في محل نصب تسد مسد مفعول أو أكثر، وهذه مواضع التعليق:
    1- أن يلي الفعل ماله الصدارة، وهو هنا الاستفهام، أو لام الابتداء، أو لام القسم.
    مثل: علمت أين أخوك، قلت لعليّ أحبّ إليّ، ولقد علمت لتأتينّ منيتي.
    2- أن يليه إحدى الأدوات النافية مثل: وجدت لا المدّعي صادق ولا المدّعى عليه. فالجمل في جميع الأمثلة السابقة سدت مسد المفعولات.
    وأما الإلغاء فإبطال العمل لفظا ومحلا. وذلك جائز حين يتوسط الفعل بين مفعولين أو يتأخر عنهما. مثل: خالدا ظننت مسافرا أو خالد ظننت مسافر، خالدا مسافرا ظننت أو خالد مسافر ظننت، فإذا توسط الفعل فالإلغاء والإعمال سواء، أما إذا تأخر الفعل فالإلغاء أحسن.
    [سورة يوسف (12) : آية 43]
    وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (43)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (قال الملك إنيّ أرى) مثل قال أحدهما إنّي أراني «8» ، (سبع) مفعول به منصوب (بقرات) مضاف إليه مجرور (سمان) نعت لبقرات مجرور (يأكلهنّ) مضارع مرفوع.. و (هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (سبع) فاعل مرفوع (عجاف) نعت لسبع مرفوع (الواو) عاطفة (سبع سنبلات) مثل سبع بقرات فهو معطوف عليه (خضر) نعت لسنبلات مجرور (الواو) عاطفة (أخر) معطوف على سبع سنبلات منصوب، ومنع من التنوين لأنه نعت معدول عن لفظ آخر «9» ، (يابسات) نعت لأخر «10» ، (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و (ها) حرف تنبيه (الملأ) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (أفتوني) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل، و (النون) للوقاية، والياء مفعول به (في رؤياي) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفتوا) على حذف مضاف أي في تفسير رؤياي..
    علامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، و (الياء) مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (تم) ضمير اسم كان (اللام) زائدة للتقوية (الرؤيا) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به مقدّم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (تعبرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «قال الملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّي أرى ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أرى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «يأكلهنّ» في محلّ جرّ نعت لبقرات «11» وجملة النداء: «يأيّها الملأ» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أفتوني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «كنتم.. تعبرون» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم.. فأفتوني.
    وجملة: «تعبرون» في محلّ نصب خبر كنتم.
    الصرف:
    (سمان) ، جمع سمينة مؤنّث سمين، صفة مشبّهة من فعل سمن يسمن باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سمان فعال بكسر الفاء.
    (عجاف) ، جمع عجفاء مؤنّث أعجف، صفة مشبّهة من عجف يعجف باب فرح وباب كرم، وزنه أفعل والمؤنّث فعلاء، والجمع فعال بكسر الفاء. وقد يكون عجاف جمعا لعجفة مؤنّث عجف زنة فعل بفتح الفاء وكسر العين، أي ضعيف هزيل.
    (خضر) ، جمع خضراء مؤنّث أخضر، صفة مشبّهة من خضر يخضر باب فرح وزنه أفعل والمؤنّث فعلاء والجمع فعل بضم الفاء وسكون العين.
    (أفتوني) ، فيه إعلال بالحذف، أصله أفتيوني بضمّ الياء قبل الواو، ثمّ سكّنت ونقلت الضمّة إلى التاء قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه أفعوني.
    الفوائد
    - عقد بعض النحاة فصلا ضمنه خصائص كان من بين سائر أخواتها فوجدها ستة أشياء:
    أ- أنها قد تأتي زائدة وتكون زيادتها بشرطين:
    أولا: أن تكون بلفظ الماضي وشذت زيادتها بلفظ المضارع.
    ثانيا: أن تكون بين شيئين متلازمين.
    وأكثر ما تزاد بين «ما» وفعل التعجب نحو: ما «كان» أعدل عمر!» .
    ب- انها تحذف هي واسمها ويبقى خبرها. وكثر ذلك بعد إن ولو الشرطيتين. نحو:
    سر مسرعا إن راكبا وإن ماشيا.
    قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من قول إذا قيلا
    ج- قد تحذف وحدها ويبقى اسمها وخبرها كقول الشاعر:
    أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر
    د- قد تحذف هي واسمها وخبرها جميعا ويعوض عن الجميع «ما» الزائدة وذلك بعد إن الشرطية، نحو «افعل هذا إمّا لا..!» .
    هـ- قد تحذف هي واسمها وخبرها بلا عوض، نحو:
    قالت بنات الحي يا سلمى وإن ... كان فقيرا معدما قالت وإن
    وانه يجوز حذف نون المضارعة منها، بشرط أن يكون مجزوما بالسكون، وأن لا يكون بعده ساكن ولا ضمير متصل، نحو قوله تعالى: «لَمْ أَكُ بَغِيًّا» وقول الشاعر:
    فإن لم تك المرآة أبدت وسامة ... فقد أبدت المرأة جبهة ضيغم
    __________
    (1، 2) في الآية (38) من هذه السورة.
    (3) أو في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (سمّيتموها) .
    (4) في الآية (39) من هذه السورة.
    (5) هذه الفاء تأخّرت من تقديم والأصل: مهما يكن من أمر فأحدكما يسقي.
    (6) جاء في لسان العرب: سقاه الله الغيث وأسقاه.. ويقال: سقيته لشفته وأسقيته لدابّته وأرضه.. سيبويه: سقاه وأسقاه جعل له ماء أو سقيا- بكسر السين- فسقاه ككساه، وأسقى كألبس. أبو الحسن يذهب إلى التسوية بين فعلت وأفعلت، وأن (أفعلت) غير منقولة من فعلت بضرب من المعاني كنقل أدخلت» هـ فالفعل متعدّ لاثنين كما ترى.
    (7) وإذا كان الضمير الغائب في (أنساه) يعود على يوسف، فإنّ الجملة استئنافيّة لا محلّ لها.
    (8) في الآية (36) من هذه السورة.
    (9) عدل عن (آخر) بفتح الخاء وهو مفرد مذكّر إلى الجمع (أخر) - أي جمع أخرى- خلافا للقياس لأن اسم التفضيل إذا لم يكن مضافا ولا محلّى ب (ال) وجب أن يبقى مفردا مذكّرا. [.....]
    (10) وهو صفة نابت عن موصوف أي: سنبلات أخر يابسات.
    (11) أو في محلّ نصب نعت لسبع.. ويجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حال من سبع أو من بقرات لأنها وصفت وبعضهم يجعل الرؤيا في المنام قلبيّة، فالجملة مفعول به ثان.


  18. #318
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثانى عشر
    الحلقة (318)
    من صــ 439 الى ص
    ـ 448





    [سورة يوسف (12) : الآيات 44 الى 45]
    قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ (44) وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل ماض وفاعله (أضغاث) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه أو تلك (أحلام) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (بتأويل) جارّ ومجرور متعلّق بعالمين (الأحلام) مضاف إليه مجرور (الباء) حرف جرّ زائد (عالمين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: « (هي) أضغاث ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما نحن.. بعالمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    (الواو) عاطفة (قال) فعل ماض (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (نجا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وهو العائد (من) حرف جرّ و (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل نجا (الواو) عاطفة (ادّكر) مثال قال (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ادّكر) ، (أمّة) مضاف إليه مجرور (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنبّئكم) مضارع مرفوع.. و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا ضمير مستتر (بتأويله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبّئكم) ..
    و (الهاء) مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب «1» ، (أرسلون) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل، و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة للتخفيف وفاصلة الآية ضمير مفعول به.
    وجملة: «قال الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا ...
    وجملة: «نجا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «ادّكر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «أنا أنبّئكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنبّئكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) .
    وجملة: «أرسلون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    تهيّؤوا فأرسلون.
    الصرف:
    (أضغاث) ، جمع ضغث، اسم لما اختلط من النبات- أصلا- كالحزمة من الحشيش فاستعير للرؤيا الكاذبة، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أضغاث أفعال.
    (أحلام) ، جمع حلم اسم للرؤيا، وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أحلام أفعال.
    (عالمين) ، جمع عالم، اسم فاعل من علم الثلاثيّ، وزنه فاعل.
    (نجا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله نجو، مضارعه ينجو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
    (ادّكر) ، فيه إبدالان، الأول إبدال التاء دالا، أصله اذتكر على وزن افتعل- مجرّدة ذكر- تقلب تاء الافتعال دالا بعد الذال، ثمّ قلبت الذال دالا لاقتراب المخرجين، ثمّ أدغمت الدالان فأصبح ادّكر.
    (أمّة) ، بضمّ الهمزة وتشديد الميم وتاء منونة، ومعناها المدة أو الحين، وسمّي الحين أمّة لأنه جماعة أيّام لأن الأمة في الأصل الجماعة.
    البلاغة
    1- المبالغة: في قوله تعالى «أَضْغاثُ أَحْلامٍ» فقد جمعوا الضغث، فقالوا أضغاث أحلام. وجعلوه خيرا للرؤيا، مع أنها واحدة، للمبالغة في وصف الحلم بالبطلان، وهو كما تقول: فلان يركب الخيل ويلبس عمائهم الخز، لمن لا يركب إلا فرسا واحدا وماله إلا عمامة فردة.
    2- نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى «قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ» .
    فقد أراد البارئ جل وعلا نفي الأحلام الباطلة خاصة، كأنهم قالوا:
    ولا تأويل للأحلام الباطلة فنكون به عالمين. وقول الملك لهم أولا (إن كنتم للرؤيا تعبرون) للتدليل على أنهم لم يكونوا في علمه عالمين بها، لأنه أتى بكلمة «إن» التي تفيد التشكيك رجاء اعترافهم بالقصور مطابقا لشك الملك الذي أخرجه مخرج الاستفهام عن كونهم عالمين بالرؤيا أولا، وقول الفتى أنا أنبئكم بتأويله إلى قوله لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون دليل على ذلك أيضا والله أعلم.
    [سورة يوسف (12) : آية 46]
    يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)

    الإعراب:
    (يوسف) منادى مفرد علم حذف منه أداة النداء، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أيّ) بدل من يوسف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب «2» ، (ها) حرف تنبيه (الصدّيق) نعت لأي- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (أفتنا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (في سبع) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفت) على حذف مضاف أي في رؤيا سبع.. (بقرات) مضاف إليه مجرور (سمان) نعت لبقرات مجرور- أو لسبع- (يأكلهنّ سبع عجاف) مرّ إعرابها «3» ، (الواو) عاطفة (سبع سنبلات ... يابسات) مرّ إعرابها «4» ، (لعلّي) حرف مشبّه بالفعل للترجي- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (أرجع) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرجع) ، (لعلّهم) مثل لعلّي (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة النداء: «يوسف ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أفتنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «يأكلهنّ سبع ... » في محلّ جرّ نعت لبقرات أو لسبع «5» .
    وجملة: «لعلّي أرجع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أرجع ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
    وجملة: «لعلّهم يعلمون» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر لعلّهم.
    الصرف:
    (الصدّيق) ، انظر الآية (75) من سورة المائدة.
    (أفتنا) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء.. مضارعه يفتي بضمّ الياء الأولى، وزنه أفعنا.

    [سورة يوسف (12) : الآيات 47 الى 49]
    قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)

    الإعراب:
    (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (تزرعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (سبع) ظرف زمان منصوب ناب عن الظرف الأصليّ متعلّق ب (تزرعون) ، (سنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (دأبا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب «6» ، (الفاء) عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حصدتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ذروة) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
    والواو فاعل، و (الهاء) ضمير مفعول به (في سنبلة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذروة) ، و (الهاء) مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء من الهاء في (ذروة) ، (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (قليلا) ، (تأكلون) مثل تزرعون.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «تزرعون ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «حصدتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تزرعون.
    وجملة: «ذروة ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «تأكلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف.
    (ثمّ) حرف عطف (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء (من) بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي) ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (سبع) فاعل يأتي مرفوع (شداد) نعت لسبع مرفوع (يأكلن) مضارع مبنيّ على السكون.. و (النون) ضمير في محلّ رفع فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (قدّمتم) فعل ماض مثل حصدتم (اللام) حرف جرّ و (هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل قدّمتم «7» ، (إلّا قليلا ممّا تحصنون) مثل إلّا قليلا ممّا تأكلون.
    وجملة: «يأتي.. سبع» في محلّ نصب معطوفة على جملة تزرعون.
    وجملة: «يأكلن ... » في محلّ رفع نعت لسبع «8» .
    وجملة: «قدّمتم لهنّ» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تحصنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
    (ثم يأتي.. عام) مثل ثمّ يأتي ... سبع (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغاث) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الناس) نائب الفاعل مرفوع (الواو) عاطفة (فيه) مثل الأول متعلّق ب (يعصرون) وهو مثل تزرعون.
    وجملة: «يأتي.. عام» في محلّ نصب معطوفة على جملة يأتي سبع.
    وجملة: «يغاث الناس» في محلّ رفع نعت لعام.
    وجملة: «يعصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يغاث.
    الصرف:
    (دأبا) ، مصدر سماعي للثلاثي دأب، وزنه فعل بفتحتين وثمة مصدر آخر بفتح فسكون.
    (شداد) ، جمع شديد، صفة مشبّهة، وزنه فعيل، ووزن شداد فعال.. وثمة جمع آخر هو أشدّاء وكذلك شدود بضمّ الشين.
    (يغاث) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يغيث بضمّ الياء الأولى وفتح الثانية، إذ المضارع المعلوم يغيث «9» فلمّا أصبح مجهولا وتحرّكت الياء ثقلت الحركة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الغين، ثمّ قلبت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها فأصبح يغاث.
    الفوائد
    - القرآن كلام الله عز وجل:
    ورد في هذه الآية قوله تعالى فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ في هذه الآية لفتة علمية، وهي أن الحصيد إذا بقي في سنبله فإنه يبقى مصونا من السوس والتلف وقد ثبت ذلك بالخبرة والعلم، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لم يكن مزارعا وليست لديه خبرة كهذه الخبرة، مما يثبت قطعا بأن هذا القرآن ليس من عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بل هو من عند الله عز وجل. وفي القرآن الكريم لفتات كثيرة من هذا القبيل، سنوردها في مواضعها إن شاء الله تعالى.
    [سورة يوسف (12) : آية 50]
    وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)

    الإعراب
    - (الواو) استئنافيّة (قال الملك) فعل وفاعل (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائتوني) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (جاءه) فعل ماض.. و (الهاء) مفعول به (الرسول) فاعل مرفوع (قال) مثل جاء، والفاعل هو أي يوسف (ارجع) فعل أمر، والفاعل أنت (إلى ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارجع) .. و (الكاف) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (اسأله) فعل أمر ومفعول به.. والفاعل أنت (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بال) خبر مرفوع (النسوة) مضاف إليه مجرور (اللاتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للنسوة (قطّعن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (النون) فاعل (أيديهنّ) مفعول به منصوب.. و (هنّ) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء..
    و (الياء) مضاف إليه (بكيد) جارّ ومجرور متعلّق بعليم و (هنّ) مثل الأول (عليم) خبر إنّ مرفوع.
    وجملة: «قال الملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ائتوني به ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لمّا جاءه ... قال» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الملك.
    وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «ارجع ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اسأله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثاني.
    وجملة: «ما بال ... » لا محلّ لها تفسير للسؤال «10» .
    وجملة: «قطّعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) .
    وجملة: «إن ربّي ... عليم» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (بال) اسم بمعنى الحال والعيش والشأن، وقد يأتي بمعنى القلب، والألف منقلبة عن واو.
    انتهى المجلد السادس
    __________
    (1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر أي: إن أردتم تفسير الرؤيا فأرسلون.
    (2) أو هي منادى لأداة نداء ثانية محذوفة.
    (3، 4) في الآية (43) من هذه السورة.
    (5) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال، لأن النكرة وصفت.
    (6) أو مصدر في موضع الحال أي دائبين، أو ذوي دأب.
    (7) أي ما قدم للناس فيهنّ، فالتعبير على هذا مجازيّ.
    (8) أو في محلّ نصب حال من سبع لأنه وصف.
    (9) وقد يكون اللفظ من الغوث أي يغوث.
    (10) لأن سأل بمعنى القول دون حروفه.. أو هي استئناف بيانيّ.. أو هي مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام (ما) .


  19. #319
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث عشر
    الحلقة (319)
    من صــ 5 الى ص
    ـ 13



    الجزء الثالث عشر
    بقية سورة يوسف
    من الآية 51- إلى الآية 111

    [سورة يوسف (12) : آية 51]
    قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)

    الإعراب
    - (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الملك (ما خطبكنّ) مثل ما بال النسوة «1» (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بخطب (راودتنّ) فعل ماض مبنيّ على السكون.
    و (تنّ) ضمير في محلّ رفع فاعل (يوسف) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راود) و (الهاء) مضاف إليه (قلن) مثل قطّعن «2» ، (حاش لله) مرّ إعرابها «3» ، (ما) نافية (علمنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (علمنا) بتضمينه معنى أخذنا (من) حرف جرّ زائد (سوء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (قالت) فعل ماض.. و (التاء) تاء التأنيث (امرأة) فاعل مرفوع (العزيز) مضاف إليه مجرور (الآن) ظرف زمان مبنىّ على الفتح في محلّ منصب متعلّق ب (حصحص) وهو فعل ماض (الحقّ) فاعل مرفوع (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (راودته عن نفسه) مثل راودتنّ يوسف عن نفسه (الواو) عاطفة (إنّه) حرف مشبّه بالفعل واسمه، (اللام) المزحلقة (من الصادقين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر (إنّ) ، وعلامة الجرّ الياء.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما خطبكنّ..» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «راودتنّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قلن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «حاش لله» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية.
    وجملة: «ما علمنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قالت امرأة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «حصحص الحقّ) في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنا راودته ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق.
    وجملة: «راودته ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) .
    وجملة: «إنّه لمن الصادقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنا راودته ...
    الصرف:
    (خطب) ، اسم بمعنى الشأن، وفيه معنى الفعل في الآية أي: ما فعلتنّ وما أردتنّ به.. ولهذا صح تعليق الظرف (الآن) به، وزنه فعل بفتح فسكون.
    الفوائد
    1- الآن حصحص الحق:
    في الرباعي المضعّف مذهبان:
    أ- الكوفيون يرون أن العرب يبدلون إذا توالت الأمثال في مثل: وسّس، وحثّث ولبّب الحرف الثاني من الأحرف المتماثلة بالحرف الأول من الفعل فيصبح وسوس، وحثحث، ولبلب، وهكذا.
    ب- البصريون يرون أنهما لغتان: حصّص لغة، وحصحص لغة أخرى وينكرون تبادل الحروف إذا تباعدت مخارجها.
    2- الآن ظرف يدل على الزمن الحاضر. وهو مبني على الفتح. ولبنائه على الفتح تعليلان:
    أ- ذهب أبو العباس المبرد والزمخشري وغيرهما، أن سبب بنائه على الفتح أنه جاء من أصله معرفا بالألف واللام فشبّه بالحرف وبني بناء الحروف.
    ب- أما الفراء فقال: إن أصله من آن أو أنى، وهما فعلان ماضيان، فلما أدخلنا عليه الألف واللام بقي على بنائه على الفتح. فتدبّر واختر ألهمك الله الصواب.

    [سورة يوسف (12) : آية 52]
    ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ (52)

    الإعراب
    - (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره قلت، والمتكلّم هي امرأة العزيز و (اللام) للبعد، و (الكاف)للخطاب»(4)
    ، (اللام) لام التعليل (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل هو أي يوسف «5» والمصدر المؤوّل (أن يعلم) في محلّ جرّ متعلّق بالفعل المقدّر.
    (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لم) حرف نفي وجزم وقلب (أخنه) مضارع مجزوم و (الهاء) مفعول به، والفاعل أنا (بالغيب) جارّ ومجرور حال من فاعل أخنه أو من مفعوله «6» .
    والمصدر المؤوّل (أنّى لم أخنه) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
    (الواو) حرف عطف (أنّ) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (كيد) مفعول به منصوب (الخائنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
    والمصدر المؤوّل (أنّ الله لا يهدي..» في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
    جملة: « (قلت) ذلك ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق لامرأة العزيز «7» .
    وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «لم أخنه ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الأوّل) .
    وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني) .
    الصرف:
    (أخنه) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أخونه، حذفت الواو لالتقائها ساكنة مع النون في حال الجزم، وزنه أفله بضمّ الفاء وذلك للدلالة على نوع الحرف المحذوف.
    الفوائد
    1- رجح البلاغيون أن يكون الكلام «ذلِكَ لِيَعْلَمَ ... » من قول زليخا، لأنه أقرب إلى المقام، وأليق بمقام الغزل، حيث يفدي المحب من يحب بنفسه ألا ترى أنه عند ما استحكمت المحنة، وبلغت النهاية، فدته بنفسها فقالت:
    (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) وتقربت إلى قلبه بقولها (ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ) . ويثبت ذلك أيضا قولها للنسوة اللواتي سمعت بمكرهن: فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ غير مكترثة لما فضحها به.
    2- قال صاحب (الانتصاف) : «الصحيح من مذاهب أهل السنة تنزيه الأنبياء عن الكبائر والصغائر جميعا، وتتبع الآي المشعرة بوقوع الصغائر بالتأويل.
    وذهب منهم طائفة مع القدرية الى تجويز الصغائر عليهم، بشرط أن لا تكون منفرة، والصحيح عندنا في قصة يوسف عليه السلام أنه مبرأ عن الوقوع فيما يؤاخذ به، وإن الوقف عند قوله هَمَّتْ بِهِ ثم يبدأ وَهَمَّ بِها. لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كما تقول: قتلت زيدا لولا أنني أخاف الله، فلا يكون الهم واقعا لوجود المانع منه، وهو رؤية البرهان.
    3- إن وأخواتها حروف مشبّهة بالفعل، لوجود معنى الفعل في كل واحدة منها. فإن التأكيد والتّشبيه والاستدراك والتّمني والتّرجي من معاني الأفعال، والحروف هي: إنّ وأنّ للتّوكيد، لكنّ للاستدراك كأنّ للتّشبيه، ليت للتّمنّي لعلّ للتّرجي.
    عملها: يدخل الحرف من هذه الحروف على المبتدأ والخبر فينصب الأول ويسمّى اسمها ويرفع الثاني ويسمّى خبرها.
    [سورة يوسف (12) : آية 53]
    وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (ما) حرف نفى (أبرّئ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (نفسي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (النّفس) اسم إنّ منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد (أمّارة) خبر إنّ مرفوع (بالسوء) جارّ ومجرور متعلّق بأمّارة (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل «8» ، (رحم) فعل ماض (ربّى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مثل الأول (إنّ ربّي) مثل إنّ النفس (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «ما أبرّئ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «9» .
    وجملة: «إنّ النفس لأمّارة ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «رحم ربّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «إنّ ربّي غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
    الصرف:
    (أمّارة) ، صيغة مبالغة من فعل أمر الثلاثيّ، وزنه فعّالة، والتاء إمّا للتأنيث فمذكّره أمّار، وإمّا للمبالغة مثل فهّامة.
    [سورة يوسف (12) : آية 54]
    وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (قال) فعل ماض (الملك) فاعل مرفوع (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون. والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائتوني) ، (أستخلصه) مضارع مجزوم بجواب الطلب، و (الهاء) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (لنفسي) جارّ ومجرور متعلّق ب (أستخلصه) ، و (الياء) ضمير في محلّ جر مضاف إليه (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قال) ، (كلّمه) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، أي الملك «10» .. و (الهاء) مفعول به (قال) مثل كلّم، والفاعل هو أي الملك (إنّك) حرف مشبّه بالفعل ... و (الكاف) اسم إنّ في محلّ نصب (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مكين) (لدينا) ظرف مكان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمكين ... و (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (مكين) خبر إنّ مرفوع (أمين) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «قال الملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ائتوني به ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أستخلصه ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «كلّمه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لمّا) .
    وجملة: «إنّك ... مكين» في محلّ نصب مقول القول.
    الصرف:
    (مكين) ، صفة مشبّهة من مكن يمكن باب كرم، وزنه فعيل.
    [سورة يوسف (12) : آية 55]
    قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)

    الإعراب:
    (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (اجعلني) فعل أمر دعائي، و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به، والفاعل أنت (على خزائن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «11» ، (الأرض) مضاف إليه مجرور (إنّي حفيظ عليم) مثل إنّك مكين أمين.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
    وجملة: «اجعلني ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّي حفيظ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    [سورة يوسف (12) : الآيات 56 الى 57]
    وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (57)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (الكاف) حرف جرّ وتشبيه «12» ، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مكّنا ...
    و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (مكّنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (ليوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنا) ، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنا) ، (يتبوّأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (من) حرف جرّ (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتبوّأ) ، (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يتبوّأ) ، (يشاء) مثل يتبوّأ، والفاعل هو (نصيب) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (برحمتنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصيب) .. و (نا) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نشاء) مثل نصيب (الواو) عاطفة (لا) نافية (نضيع) مثل نصيب (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
    جملة: «مكّنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يتبوّأ ... » في محلّ نصب حال من يوسف.
    وجملة: «يشاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «نصيب ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «لا نضيع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نصيب.
    (الواو) واو الحال (اللام) لام الابتداء تفيد التوكيد (أجر) مبتدأ مرفوع (الآخرة) مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (كانوا) مثل آمنا وهو ناقص- ناسخ- و (الواو) اسم كان في محلّ رفع (يتّقون) مضارع مرفوع ... و (الواو) فاعل.
    وجملة: «أجر الآخرة خير ... » في محلّ نصب حال.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
    وجملة: «يتّقون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
    الفوائد
    1- حيث: ظرف للمكان مبنيّ على الضم نحو «اجلس حيث يجلس أهل الفضل» . وهي في لغة بعض الأعراب «حوث» . وهي تلازم الإضافة إلى الجملة والأكثر ما تكون جملة فعلية، نحو: الآية التي نحن بصددها «حيث يشاء» ولا تضاف إلى المفرد، فإن ورد بعدها مفرد رفع على أنه مبتدأ خبره محذوف، مثل «اجلس حيث خالد» وقد تجرّ ب «من أو إلى» : ارجع من حيث أتيت. وإذا لحقتها «ما» كانت اسم شرط.
    2- نسج أرباب السير حوادث حول هذه القصة الرائعة من نسج الخيال، ولفقوا روايات يبدو عليها البطلان لتفاهتها وركاكتها، أو منافاتها للعقل فعلى المرء أن يمحص تلك الروايات البادية التلفيق.
    __________

    (1، 2) في الآية السابقة (50) .
    (3) في الآية (31) من هذه السورة.. ووجه إعراب (حاش) مفعولا مطلقا بمعنى تنزيها لله هنا هو أولى من كونه فعلا.
    (4) هذا اختيار أبي حيّان، وقد ردّ توجيهات المفسّرين الأخرى قال: «.. ومن ذهب إلى أن قوله (ذلك ليعلم..) من كلام يوسف يحتاج إلى تكلّف ربط بينه وبين ما قبله، ولا دليل يدلّ على أنه من كلام يوسف..» أهـ. [.....]
    (5) أو هو عزيز مصر إن كان الكلام قد قاله يوسف على الرأي الآخر.
    (6) أو هو ظرف محض متعلّق ب (أخنه) .
    (7) أو هي في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف على التأويل الآخر، أي فقال يوسف: (طلبت) ذلك ليعلم ... وجملة الفعل المحذوف معطوفة على جملة مستأنفة أي: فأخبر يوسف فقال....
    (8) لأنّ (ما) بمعنى (من) تعبّر عن نفس من النفوس، و (ال) في النفس دالّة على استغراق الجنس.
    (9) في الآية السابقة أي جملة: (قلت) ذلك ليعلم أنّي لم أخنه..
    (10) يجوز أن يكون الفاعل هو يوسف لا الملك.
    (11) وإذا كان الفعل متعدّيا لواحد فالجار متعلّق بمحذوف حال من مفعول اجعلني.
    (12) يجوز أن يكون اسما بمعنى مثل فهو في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، والعامل فعل مكّنّا أي: مثل ذلك التمكين في نفس الملك مكّنا ليوسف في الأرض، والمعنى مكّنا له في الأرض تمكينا مثل ذلك التمكين


  20. #320
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة يوسف
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث عشر
    الحلقة (320)
    من صــ 15 الى ص
    ـ 24



    [سورة يوسف (12) : الآيات 58 الى 60]
    وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ (60)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (جاء) فعل ماض (إخوة) فاعل مرفوع (يوسف) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) عاطفة (دخلوا) مثل آمنوا «1» ، (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (دخلوا) (الفاء) عاطفة (عرفهم) فعل ماض.. و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (له) مثل عليه متعلّق ب (منكرون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو «2» .
    جملة: «جاء إخوة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «دخلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «عرفهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دخلوا.
    وجملة: «هم له منكرون ... » في محلّ نصب حال من مفعول عرفهم «3» .
    (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قال) ، (جهّزهم) مثل عرفهم (بجهازهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جهّزهم) بتضمينه معنى أكرمهم ... و (هم) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض والفاعل هو (ائتوني) مرّ إعرابه «4» ، (بأخ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) ، (اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأخ (من أبيكم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأخ، وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة ...
    و (كم) ضمير مضاف إليه (ألا) أداة عرض «5» (ترون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل (أنّي) حرف مشبّه بالفعل ... و (الياء) اسم أنّ (أوفي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (الكيل) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أنا) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (خير) خبر مرفوع (المنزلين) مضاف إليه مجرور.
    والمصدر المؤوّل (أنّي أوفي ... ) في محلّ نصب سد مسد مفعولي ترون.
    وجملة: «جهزهم ... » في محل جر مضاف إليه.
    وجملة: «قال ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «ائتوني ... » في محل نصب مقول القول.
    وجملة: «ألا ترون ... » لا محل لها استئناف في حيز القول «6» .
    وجملة: «أوفي ... » في محل رفع خبر أن.
    وجملة: «أنا خير ... » في محل رفع معطوفة على جملة أوفي.
    (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (تأتوا) مضارع مجزوم فعل الشرط «7» .. والواو فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به (الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر بالباء متعلق ب (تأتوا) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (كيل) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (لكم) مثل الأول متعلق بخبر لا (عندي) ظرف منصوب متعلق بالخبر وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة «8» ، (تقربون) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) فاعل، و (النون) حرف وقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به.
    وجملة: «لم تأتوني ... » في محل نصب معطوفة على جملة ائتوني.
    وجملة: «لا كيل لكم ... » في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «لا تقربون ... » في محل جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
    الصرف:
    (منكرون) ، جمع منكر، اسم فاعل من (أنكر) الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين.
    (جهاز) ، اسم لحوائج المسافر أو غيره، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد تكسر على قلة.
    (المنزلين) ، جمع المنزل، اسم فاعل من (أنزل) الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين.
    [سورة يوسف (12) : آية 61]
    قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَإِنَّا لَفاعِلُونَ (61)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعل (السين) حرف استقبال (نراود) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (عن) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (نراود) ، (أباه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف و (الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إن) حرف مشبه بالفعل للتوكيد و (نا) ضمير في محل نصب اسم إن (اللام) المزحلقة (فاعلون) خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الواو.
    جملة: «قالوا ... » لا محل لها استئناف بياني.
    وجملة: «سنراود ... » في محل نصب مقول القول.
    وجملة: «إنا لفاعلون ... » في محل نصب معطوفة على جملة مقول القول للتوكيد.

    [سورة يوسف (12) : الآيات 62 الى 63]
    وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (63)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافية (قال) فعل ماض، والفاعل هو (لفتيانه) جار ومجرور متعلق ب (قال) ، و (الهاء) مضاف إليه (اجعلوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (بضاعتهم) مفعول به منصوب ... و (هم) ضمير متصل مضاف إليه (في رحالهم) جار ومجرور متعلق ب (اجعلوا) ، و (هم) مثل الأخير (لعل) حرف مشبه بالفعل للترجي- ناسخ- و (هم) ضمير في محل نصب اسم لعل (يعرفون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محل نصب متعلّق بمضمون الجواب (انقلبوا) مثل قالوا «9» ، (إلى أهلهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (انقلبوا) .. و (هم) مضاف إليه (لعلّهم يرجعون) مثل لعلّهم يعرفون.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اجعلوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لعلّهم يعرفونها ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يعرفونها ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
    وجملة: «انقلبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف. دلّ عليه ما قبله أي: إذا انقلبوا ... فلعلّهم يعرفونها.
    وجملة: «لعلّهم يرجعون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «يرجعون ... » في محلّ رفع خبر (لعلّ) الثاني.
    (الفاء) عاطفة (لمّا) مرّ إعرابه «10» ، (رجعوا) مثل قالوا «11» ، (إلى أبيهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (رجعوا) وعلامة الجرّ الياء، و (هم) مضاف إليه (قالوا) مثل السابق «12» ، (يا) أداة نداء (أبانا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف ... و (نا) مضاف إليه (منع) ماض مبنيّ للمجهول (من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (منع) (الكيل) نائب الفاعل مرفوع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أرسل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (معنا) ظرف منصوب متعلّق بحال من (أخانا) ... و (نا) مضاف إليه (أخانا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف ... و (نا) مثل الأخير (نكتل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل نحن (الواو) حاليّه (إنّا له لحافظون) مثل إنّا لفاعلون «13» ، والجارّ متعلّق ب (حافظون) .
    وجملة: «رجعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «يا أبانا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «منع منا الكيل ... » لا محلّ لها جواب النداء «14» .
    وجملة: «أرسل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رغبت في الكيل فأرسل.
    وجملة: «نكتل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن ترسل معنا أخانا نكتل ...
    وجملة: «إنّا له لحافظون ... » في محلّ نصب حال من فاعل نكتل «15» .
    الصرف:
    (بضاعة) ، اسم قصد به الثمن المدفوع لقاء ما اشترى من ميرة.
    (رحال) ، جمع رحل اسم لما يجعل على ظهر البعير كالسرج أو الوعاء الذي يحمل الحوائج، وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن رحال فعال بكسر الفاء، وثمّة جمع آخر هو أرحل بفتح الهمزة وضمّ الحاء.
    (نكتل) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله نكتال، فلمّا التقى ساكنان حذفت الألف، وزنه نفتل.. والألف منقلبة عن ياء، وأصل اللفظ نكتيل- بفتح التاء وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت ألفا لانفتاح ما قبلها وتحرّكها في الأصل، فأصبح نكتال.
    [سورة يوسف (12) : آية 64]
    قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)

    الإعراب:
    (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يعقوب (هل) حرف استفهام وفيه معنى النفي (آمنكم) مضارع مرفوع ... و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل أنا (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنكم) ، (إلّا) أداة حصر (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (أمنت) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (التاء) فاعل و (كم) مفعول به (على أخيه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أمنتكم) ، وعلامة الجرّ الياء ...
    و (الهاء) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أمنتكم) ، (الفاء) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خير) خبر مرفوع (حافظا) تمييز منصوب «16» ، (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أرحم) خبر مرفوع (الراحمين) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء.
    والمصدر المؤوّل (ما أمنتكم ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: آمنكم عليه أمانا كأماني على أخيه.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هل آمنكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أمنتكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «الله خير حافظا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «17» .
    وجملة: «هو أرحم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله خير ...
    الصرف:
    (آمن) ، المدّة مكوّنة من همزتين، همزة المضارعة وهمزة فاء الكلمة، وإذا جاءت الهمزة الثانية ساكنة أدغمت الألفان ووضع فوقها مدّة، وزنه أفعل.
    (أرحم) ، اسم تفضيل من رحم الثلاثيّ، وزنه أفعل.
    (الراحمين) ، جمع الراحم، اسم فاعل من رحم الثلاثيّ، وزنه فاعل.
    الفوائد
    1- خَيْرٌ حافِظاً، جوّز النحاة إعراب «حافظا» أنها منصوبة على التمييز أو على الحال.
    ويبدو أن الرأي الوجيه هو التمييز، لأننا لو اعتبرنا «خير» صفة مشبهة باسم الفاعل فيصبح نصب الاسم بعدها على التمييز «وفي بحثها تفصيل» .
    ولو اعتبرنا «خير» اسم تفضيل فهو ينصب ما بعده على التمييز فهو وجه من وجوه إعراب الاسم بعده. كقولنا فلان أكرم نفسا وأجمل وجها إلخ.
    [سورة يوسف (12) : آية 65]
    وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (لمّا فتحوا ... وجدوا) مثل لمّا رجعوا ...
    قالوا «18» ، (متاعهم) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه (بضاعتهم) مثل متاعهم (ردّت) فعل ماض مبنيّ للمجهول ... و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (إلى) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ردّت) ، (قالوا: يا أبانا) مرّ إعرابها «19» (ما) اسم استفهام «3» مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله (نبغي) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل نحن (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بضاعتنا) بدل مرفوع- أو عطف بيان- و (نا) مضاف إليه (ردّت إلينا) مثل ردّت إليهم (الواو) عاطفة (نمير) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (أهلنا) مثل متاعهم (الواو) عاطفة (نحفظ أخانا) مثل نمير أهلنا ... وعلامة النصب هنا الألف (الواو) عاطفة (نزداد) مثل نمير (كيل) تمييز منصوب (بعير) مضاف إليه مجرور (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب (كيل) خبر مرفوع (يسير) نعت لكيل مرفوع.
    جملة: «فتحوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «وجدوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر.
    وجملة: «ردّت إليهم ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يا أبانا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما نبغي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «هذه بضاعتنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «20» .
    وجملة: «ردّت إلينا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذه) .
    وجملة: «نمير أهلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذه بضاعتنا.
    وجملة: «نحفظ أخانا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذه بضاعتنا.
    وجملة: «نزداد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذه بضاعتنا.
    وجملة: «ذلك كيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
    الصرف:
    (بعير) ، اسم جامد للجمل البازل يطلق للذكر والأنثى، جمعه بعران- بضمّ الباء- وأبعرة وجمع الجمع أباعر وأباعير، والأوزان على التوالي فعيل بفتح الفاء، وفعلان بضمّها، وأفعلة، وأفاعل، وأفاعيل.
    __________
    (1) في الآية السابقة (57) .
    (2) أو اللام في (له) زائدة للتقوية، فمحلّ الهاء البعيد مفعول به لاسم الفاعل.
    (3) يجوز أن تكون معطوفة على جملة عرفهم فلا محل لها.
    (4) في الآية (54) من هذه السورة.
    (5) - أو الهمزة للاستفهام و (لا) نافية.
    (6) أو لا محل لها اعتراضية بين المتعاطفين في هذه الآية والآية التالية. [.....]
    (7) لأن (لم) تقلب معنى الفعل من المضارع إلى الماضي، لهذا كانت هنا نافية فقط ولم تكن هي الجازمة.
    (8) أو هي نافية، والجملة بعدها استئنافية.. قال أبو حيان: «هو نفي مشتق ومعناه النهي، وحذفت النون وهو مرفوع كما حذف في (فبم تبشرون) ، أو هو نفي داخل في الجزاء معطوف على محل (لا كيل) أي مجزوم ... » أهـ.
    (9) في الآية (61) من هذه السورة.
    (10) في الآية (59) من هذه السورة.
    (11، 12) في الآية (61) من هذه السورة.
    (13) في الآية 63 من هذه السورة.
    (14) ذلك بجعل (منع) ماضيا حقيقة ... أمّا إذا كان الفعل ماضيا لفظا مستقبلا معنى فالجملة جواب شرط مقدّر أي إن لم يذهب معنا أخانا يمنع منّا الكيل في المرّة القادمة ... والظاهر أنّ المعنى الأول أقوى لقراءة (يكتل) بالياء قراءة سبعيّة.
    (15) يجوز أن تكون الجملة جوابا لقسم مقدّر لوجود اللام في الخبر.. كما يجوز أن تكون معطوفة على جملة نكتل ...
    (16) أو حال منصوبة.
    (17) أو هي جواب شرط مقدّر أي إن أرسلته معكم فالله خير حافظا.
    (18) في الآية (63) من هذه السورة.
    (19) في الآية (63) من هذه السورة.
    (20) وقال أبو حيّان: هي موضّحة لقولهم ما نبغي والجمل بعدها معطوفة ... [.....]


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •