تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 16 من 80 الأولىالأولى ... 6789101112131415161718192021222324252666 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 301 إلى 320 من 1591

الموضوع: ثمرات التوحيد

  1. #301

    افتراضي

    [ 149 ]

    س : قد أخبرنا الله تعالى في كتابه
    وعلى لسان رسوله وبما علمنا من صفات
    أنه يحب المحسنين والمتقين والصابرين ،

    ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
    ولا يحب الكافرين ولا الظالمين
    ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد ،

    مع كون كل ذلك بمشيئة الله وإرادته
    وأنه لو شاء لم يكن ذلك
    فإنه لا يكون في ملكه ما لا يريد ،
    فما الجواب لمن قال :


    كيف يشاء ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه ؟

    جـ : اعلم أن الإرادة في النصوص جاءت على معنيين :

    إرادة كونية قدرية

    وهي المشيئة
    ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا

    بل يدخل فيها الكفر والإيمان
    والطاعات والعصيان

    والمرضيّ والمحبوب
    والمكروه وضده ،


    وهذه الإرادة ليس لأحد خروج منها
    ولا محيص عنها


    كقوله تعالى :
    { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ
    يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ
    وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ
    يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
    } ،

    وقوله تعالى :
    { وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ
    فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
    أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ
    أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ
    } .

    الآيات ، وغيرها .

    وإرادة دينية شرعية

    مختصة بمراضي الله ومحابه ،
    وعلى مقتضاها أمر عباده ونهاهم

    كقوله تعالى :
    { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
    وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
    } ،


    وقوله تعالى :
    { يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ
    وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ

    وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ
    وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
    } .


    وغيرها من الآيات ،

    وهذه الإرادة لا يحصل اتباعها
    إلا لمن سبقت له بذلك الإرادة الكونية ،


    فتجتمع الإرادة الكونية والشرعية
    في حق المؤمن الطائع


    وتنفرد الكونية
    في حق الفاجر العاصي ،


    فالله سبحانه دعا عباده عامة إلى مرضاته ،
    وهدى لإجابته من شاء منهم

    كما قال تعالى :
    { وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ
    وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
    } .

    فعمم سبحانه الدعوة
    وخص الهداية بمن شاء


    { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ
    وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى } .
    الحمد لله رب العالمين

  2. #302

    افتراضي

    [ 150 ]

    س : ما دليل المرتبة الرابعة من الإيمان بالقدر
    وهي مرتبة الخلق ؟

    جـ : قال الله تعالى :

    { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
    وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
    } ،


    وقال تعالى :
    { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ
    يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
    } ،

    وقال تعالى :

    { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ
    فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } ،

    وقال تعالى :
    { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
    ثُمَّ رَزَقَكُمْ
    ثُمَّ يُمِيتُكُمْ
    ثُمَّ يُحْيِيكُمْ
    هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ
    مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ
    } ،

    وقال تعالى :
    { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } ،

    وقال تعالى :
    { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
    فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } ،

    وقال تعالى :
    { مَنْ يَهْدِاللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي
    وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } ،

    وقال تعالى :
    { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ
    وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
    وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ
    الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
    } .

    وغير ذلك من الآيات ،

    وللبخاري في خلق أفعال العباد
    عن حذيفة مرفوعا :

    « أن الله يصنع كل صانع وصنعته » (1) ،

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « اللهم آت نفسي تقواها
    وزكها أنت خير من زكاها

    إنك وليها ومولاها » (2) ،

    وغير ذلك من الأحاديث .

    ==================
    (1) رواه البخاري ( 73 ) .
    (2) رواه مسلم ( الذكر / 73 )
    الحمد لله رب العالمين

  3. #303

    افتراضي

    [ 151 ]

    س : ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
    « والخير كله في يديك والشر ليس إليك » (1)
    مع أن الله سبحانه خالق كل شيء ؟


    جـ : معنى ذلك
    أن أفعال الله عز وجل كلها خير محض
    من حيث اتصافه بها وصدورها عنه
    ليس فيها شر بوجه ،

    فإنه تعالى حكم عدل وجميع أفعاله حكمة وعدل
    يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها
    كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى ،

    وما كان في نفس المقدور من شر

    فمن جهة إضافته إلى العبد
    لما يلحقه من المهالك ،
    وذلك بما كسبت يداه جزاءا وفاقا ،


    كما قال تعالى :

    { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ
    فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } ،

    وقال تعالى :

    { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ
    وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ
    } ،


    وقال تعالى :

    { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا
    وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } .

    ==================
    (1) رواه مسلم ( مسافرين / 201 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  4. #304

    افتراضي

    [ 152 ]


    س : هل للعباد قدرة ومشيئة
    على أفعالهم المضافة إليهم ؟


    جـ : نعم للعباد قدرة على أعمالهم ،
    ولهم مشيئة وإرادة ،

    وأفعالهم تضاف إليهم حقيقة
    وبحسبها كلفوا وعليها يثابون ويعاقبون ،

    ولم يكلفهم الله إلا وسعهم ،

    وقد أثبت لهم ذلك في الكتاب والسنة ووصفهم به ،
    ولكنهم لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه ،
    ولا يشاءون إلا أن يشاء الله ،
    ولا يفعلون إلا بجعله إياهم فاعلين ،
    كما تقدم في نصوص المشيئة والإرادة والخلق ،


    فكما لم يوجدوا أنفسهم لم يوجدوا أفعالهم ،
    فقدرتهم ومشيئتهم وإرادتهم وأفعالهم تابعة
    لقدرته ومشيئته وإرادته وفعله ،
    إذ هو خالقهم
    وخالق قدرتهم وإرادتهم ومشيئتهم وأفعالهم ،

    وليس مشيئتهم وإرادتهم وقدرتهم وأفعالهم
    هي عين مشيئة الله وإرادته وقدرته وأفعاله ،
    كما ليس هم إياه ،
    تعالى الله عن ذلك ،
    بل أفعالهم المخلوقة لله
    قائمة بهم لائقة بهم مضافة إليهم حقيقة ،

    وهي من آثار أفعال الله القائمة به
    اللائقة المضافة إليه حقيقة ،

    فالله فاعل حقيقة ،
    والعبد منفعل حقيقة ،

    والله هاد حقيقة ،
    والعبد مهتد حقيقة ،

    ولهذا أضاف كلا من الفعلين إلى من قام به ،

    فقال تعالى :
    { مَنْ يَهْدِ اللَّهُ } .

    فإضافة الهداية إلى الله حقيقة
    وإضافة الاهتداء إلى العبد حقيقة ،

    فكما ليس الهادي هو عين المهتدي ،
    فكذلك ليس الهداية هي عين الاهتداء ،

    وكذلك يضل الله من يشاء حقيقة
    وذلك العبد يكون ضالا حقيقة ،

    وهكذا جميع تصرف الله في عباده ،


    فمن أضاف الفعل والانفعال إلى العبد كفر ،
    ومن أضافه إلى الله كفر ،

    ومن أضاف الفعل إلى الخالق
    والانفعال إلى المخلوق كلاهما حقيقة ،
    فهو المؤمن حقيقة .

    الحمد لله رب العالمين

  5. #305

    افتراضي

    [ 153 ]


    س : ما جواب من قال :

    أليس ممكنا في قدرة الله
    أن يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين
    مع محبته ذلك منهم شرعا ؟


    جـ : بلى هو قادر على ذلك

    كما قال تعالى :

    { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } . الآية ،

    وقال :

    { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا } ،

    وغيرها من الآيات ،

    ولكن هذا الذي فعله بهم
    هو مقتضى حكمته
    وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته ؛


    فقول القائل :

    لم كان من عباده الطائع والعاصي


    كقول من قال :

    لم كان من أسمائه الضار النافع ،
    والمعطي والمانع ،
    والخافض الرافع ،
    والمنعم والمنتقم .
    ونحو ذلك ؛

    إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه وآثار صفاته ،
    فالاعتراض عليه في أفعاله
    اعتراض عليه في أسمائه وصفاته ،

    بل وعلى إلهيته وربَوبيته :

    { فَسُبْحَانَ اللَّهِ
    رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
    لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ
    وَهُمْ يُسْأَلُونَ } .
    الحمد لله رب العالمين

  6. #306

    افتراضي

    [ 154 ]

    س : ما منزلة الإيمان بالقدر من الدين ؟

    جـ : الإيمان بالقدر نظام التوحيد
    كما أن الإيمان بالأسباب التي توصل إلى خيره
    وتحجز عن شره هي نظام الشرع ،

    ولا ينتظم أمر الدين ويستقيم
    إلا لمن آمن بالقدر وامتثل الشرع ،

    كما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالقدر
    ثم قال لمن قال له :
    « أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟

    قال :
    اعملوا فكل ميسر لما خلق له » ،

    فمن نفى القدر زاعما منافاته للشرع
    فقد عطل الله تعالى عن علمه وقدرته
    وجعل العبد مستقلا بأفعاله خالقا لها ،
    فأثبت مع الله تعالى خالقا ،
    بل أثبت أن ( جميع المخلوقين خالقون ) ،

    ومن أثبته محتجا به على الشرع محاربا له به
    نافيا عن العبد قدرته واختياره
    التي منحه الله تعالى إياها وكلفه بحسبها
    زاعما أن الله كلف عباده ما لا يطاق ،
    كتكليف الأعمى بنقط المصحف ،
    فقد نسب الله تعالى إلى الظلم

    وكان إمامه في ذلك إبليس لعنه الله تعالى
    إذ يقول :
    { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي
    لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ } .

    وأما المؤمنون حقا فيؤمنون بالقدر خيره وشره
    وأن الله خالق ذلك كله ،
    وينقادون للشرع أمره ونهيه
    ويحكمونه في أنفسهم سرا وجهرا ،

    والهداية والإضلال بيد الله
    يهدي من يشاء بفضله ،
    ويضل من يشاء بعدله ،

    وهو أعلم بمواقع فضله وعدله

    { هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ
    وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى } .

    وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة ،
    وأن الثواب والعقاب مترتب على الشرع
    فعلا وتركا على القدر ،

    وإنما يعزون أنفسهم بالقدر عند المصائب ،
    فإذا وفقوا لحسنه عرفوا الحق لأهله فقالوا :

    { الْحَمْدُ لِلَّهِ
    الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا
    وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ
    لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } .

    ولم يقولوا
    كما قال الفاجر :
    { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } .

    وإذا اقترفوا سيئة
    قالوا كما قال الأبوان :
    { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا
    وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا
    لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .

    ولم يقولوا
    كقول الشيطان الرجيم :
    { رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي } .

    وإذا أصابتهم مصيبة قالوا :
    { إِنَّا لِلَّهِ
    وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } .

    ولم يقولوا
    كما قال الذين كفروا :
    { وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ
    إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى
    لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا
    لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ
    وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ
    وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } .

    الحمد لله رب العالمين

  7. #307

    افتراضي

    [ 155 ]

    س : كم شعب الإيمان ؟

    جـ : قال الله تعالى :

    { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
    وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
    وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ

    وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
    وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ

    وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
    وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا

    وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ
    أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
    وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
    } .


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « الإيمان بضع وستون » ،

    وفي رواية :

    « بضع وسبعون شعبة ،
    فأعلاها قول
    لا إله إلا الله
    وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ،

    والحياء شعبة من الإيمان » " (1) .


    ==================
    (1) رواه البخاري ( 9 ) ، ومسلم ( الإيمان / 57 ، 58 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  8. #308

    افتراضي

    [ 157 ]


    س : اذكر خلاصة ما عدوه ؟


    جـ : قد لخص الحافظ في الفتح ما أورده ابن حبان بقوله :
    إن هذه الشعب تتفرع

    من أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال البدن ،


    فأعمال القلب

    المعتقدات والنيات على أربع وعشرين خصلة ،
    الإيمان باللّه ،
    ويدخل فيها الإيمان بذاته وصفاته وتوحيده بأنه

    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

    واعتقاد حدوث ما دونه
    والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره ،
    والإيمان باليوم الآخر ،
    ويدخل فيه المسألة في القبر والبعث والنشور والحساب
    والميزان والصراط والجنة والنار ،

    ومحبة الله والحب والبغض فيه
    ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاد تعظيمه ،
    ويدخل فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
    واتباع سنته

    والإخلاص ،
    ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق والتوبة والخوف والرجاء

    والشكر والوفاء والصبر والرضا بالقضاء
    والتوكل والرحمة
    والتواضع ،
    ويدخل فيه توقير الكبير ورحمة الصغير وترك التكبر والعجب
    وترك الحسد وترك الحقد وترك الغضب ،


    وأعمال اللسان ،

    وتشتمل على سبع خصال :
    التلفظ بالتوحيد
    وتلاوة القرآن
    وتعلم العلم وتعليمه ،
    والدعاء والذكر
    ويدخل فيه الاستغفار
    واجتناب اللغو


    وأعمال البدن ،

    وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة

    منها ما يتعلق بالأعيان
    وهي خمس عشرة خصلة :

    التطهر حسا وحكما
    ويدخل فيه إطعام الطعام وإكرام الضيف ،

    والصيام فرضا ونفلا والاعتكاف والتماس ليلة القدر
    والحج والعمرة والطواف كذلك ،

    والفرار بالدين ويدخل فيه الهجرة من دار الشرك
    والوفاء بالنذر والتحري في الإيمان وأداء الكفارات ،

    ومنها ما يتعلق بالاتباع
    وهي ست خصال :

    التعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال ،
    وبر الوالدين ويدخل فيه اجتناب العقوق

    وتربية الأولاد وصلة الرحم
    وطاعة السادة والرفق بالعبيد ،


    ومنها ما يتعلق بالعامة ،
    وهي سبع عشرة خصلة :

    القيام بالإمارة مع العدل ومتابعة الجماعة
    وطاعة أولي الأمر والإصلاح بين الناس ،

    ويدخل فيه قتال الخوارج والبغاة والمعاونة على البر ،
    ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    وإقامة الحدود والجهاد ، ومنه المرابطة


    وأداء الأمانة ،

    ومنه أداء الخمس والقرض مع وفائه
    وإكرام الجار وحسن المعاملة ،

    ويدخل فيه جمع المال من حله وإنفاقه في حقه ،
    ويدخل فيه ترك التبذير والإسراف ،

    ورد السلام وتشميت العاطس وكف الضرر عن الناس
    واجتناب اللهو وإماطة الأذى عن الطريق ،


    فهذه تسع وستون خصلة ،
    ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة
    باعتبار إفراد ما ضم بعضها إلى بعض مما ذكر ،

    والله أعلم .
    الحمد لله رب العالمين

  9. #309

    افتراضي

    [ 158 ]

    س : ما دليل الإحسان من الكتاب والسنة ؟

    جـ : أدلته كثيرة منها قوِله تعالى :

    {
    وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ
    يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ،

    {
    إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا
    وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ
    } ،

    {
    وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
    فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
    } ،

    { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا

    الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ
    } ،

    {
    هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ
    إِلَّا الْإِحْسَانُ } .

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « إن الله كتب الإحسان على كل شيء » (1) ،


    وقال صلى الله عليه وسلم :

    « نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله
    وصحابة سيده نعما له
    » (2) .

    ==================
    (1) رواه مسلم ( الصيد / 57 )

    (2) رواه البخاري ( 2549 ) ، ومسلم ( 46 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  10. #310

    افتراضي

    [ 159 ]

    س : ما هو الإحسان في العبادة ؟

    جـ : فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم

    في حديث سؤال جبريل لما قال له :


    « فأخبرني عن الإحسان ؟

    قال :


    أن تعبد الله كأنك تراه
    فإن لم تكن تراه
    فإنه يراك » (1) ،

    فبين صلى الله عليه وسلم

    أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين ،


    أعلاهما

    عبادة الله كأنك تراه ،


    وهذا
    مقام المشاهدة ،

    وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه

    وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان

    حتى يصير الغيب كالعيان ،

    وهذا هو حقيقة مقام الإحسان .

    الثاني :

    مقام المراقبة

    وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه

    واطلاعه عليه وقربه منه

    فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه
    فهو
    مخلص لله تعالى ؛

    لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه

    من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل ،

    ويتفاوت أهل هذين المقامين

    بحسب نفوذ البصائر .


    ==================
    (1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  11. #311

    افتراضي

    [ 160 ]


    س : ما هو ضد الإيمان ؟


    جـ : ضد الإيمان الكفر ، وهو أصل له شعب ،

    كما أن الإيمان أصل له شعب ،

    وقد عرفت مما تقدم

    أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني

    المستلزم للانقياد بالطاعة ،

    فالكفر أصله الجحود والعناد

    المستلزم للاستكبار والعصيان ،

    فالطاعات كلها من شعب الإيمان

    وقد سمى في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا ،

    والمعاصي كلها من شعب الكفر

    وقد سمى في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي ،

    فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران ،

    كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية

    وهو الكفر الاعتقادي

    المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما ،

    وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان

    ولا ينافي مطلقه وهو الكفر العملي ،

    الذي لا يناقض قول القلب

    ولا عمله

    ولا يستلزم ذلك .

    الحمد لله رب العالمين

  12. #312

    افتراضي

    [ 161 ]


    س : بين كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية
    وفصِّل ليّ ما أجملته في إزالته إياه ؟


    جـ : قد قدمنا لك أن الإيمان قول وعمل :
    قول القلب واللسان ،
    وعمل القلب واللسان والجوارح ،

    فقول القلب هو : التصديق ،

    وقول اللسان هو : التكلم بكلمة الإسلام ،

    وعمل القلب هو : النية والإخلاص ،

    وعمل الجوارح هو الانقياد بجميع الطاعات ،

    فإذا زالت جميع هذه الأربعة

    قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح

    زال الإيمان بالكلية ،

    وإذا زال تصديق القلب لم تنفع البقية ،

    فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة ،

    وذلك كمن كذب بأسماء الله وصفاته

    أو بأي شيء مما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه ،

    وإنزال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ،

    فأهل السنة مجمعون

    على زوال الإيمان كله بزواله

    وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب ،

    وهو محبته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه

    واليهود والمشركين

    الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول

    بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون :

    ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به .
    الحمد لله رب العالمين

  13. #313

    افتراضي

    [ 162 ]

    س : كم أقسام الكفر الأكبر
    المخرج من الملة ؟

    جـ : علم مما قدمناه أنه أربعة أقسام :

    كفر الجهل والتكذيب ،

    وكفر جحود ،

    وكفر عناد واستكبار ،

    وكفر نفاق .
    الحمد لله رب العالمين

  14. #314

    افتراضي

    [ 163 ]

    س : ما هو كفر الجهل والتكذيب ؟




    جـ : هو ما كان ظاهرا وباطنا كغالب الكفار



    من قريش ومن قبلهم من الأمم


    الذين قال الله تعالى فيهم :



    { الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ
    وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا
    فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } ،

    وقال تعالى :

    { وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ،

    وقال تعالى :

    { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا
    مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ
    حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي
    وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا
    أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } . الآيات ،

    وقال تعالى :

    { بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ
    وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ } . الآيات ،

    وغيرها .
    الحمد لله رب العالمين

  15. #315

    افتراضي

    [ 164 ]

    س : ما هو كفر الجحود ؟

    جـ : هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا
    مع العلم به ومعرفته باطنا
    ككفر فرعون وقومه
    بموسى ،

    وكفر اليهود
    بمحمد صلى الله عليه وسلم .

    قال الله تعالى

    في كفر فرعون وقومه :

    { وَجَحَدُوا بِهَا
    وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ
    ظُلْمًا وَعُلُوًّا } ،

    وقال تعالى

    في اليهود :

    { فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ } ،

    وقال تعالى :

    { وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ
    وَهُمْ يَعْلَمُونَ } .
    الحمد لله رب العالمين

  16. #316

    افتراضي

    [ 165 ]

    س: ما هو كفر العناد والاستكبار ؟

    جـ : هو ما كان بعدم الانقياد للحق مع الإقرار به
    ككفر إبليس ؛


    إذ يقول الله تعالى فيه :

    { إِلَّا إِبْلِيسَ
    اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } ،

    وهو لم يمكنه جحود أمر الله بالسجود ولا إنكاره ،

    وإنما اعترض عليه وطعن في حكمه الآمر به وعدله وقال :
    { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } ،

    وقال :

    { لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ
    خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ
    } ،


    وقال :

    {
    أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ
    خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ
    } .
    الحمد لله رب العالمين

  17. #317

    افتراضي

    [ 166 ]

    س : ما هو كفر النفاق ؟

    جـ :

    هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله
    مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس
    ،
    ككفر ابن سلول وحزبه

    الذين قال الله تعالى فيهم :


    { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ
    وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ
    يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا
    وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
    فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا
    وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
    }

    إلى قوله تعالى :

    { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

    وغيرها من الآيات .
    الحمد لله رب العالمين

  18. #318

    افتراضي

    [ 167 ]

    س : ما هو الكفر العملي
    الذي لا يخرج من الملة ؟

    جـ :
    هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر

    مع بقاء اسم الإيمان على عامله ،


    كقول النبي
    صلى الله عليه وسلم :

    «
    لا ترجعوا بعدي كفارا ،
    يضرب بعضكم رقاب بعض
    » (1) ،

    وقوله صلى الله عليه وسلم :

    «
    سباب المسلم فسوق وقتاله كفر » (2)

    فأطلق صلى الله عليه وسلم
    على قتال المسلمين بعضهم بعضا أنه
    كفر ،

    وسمى من يفعل ذلك كفارا ،

    مع قول الله تعالى :

    {
    وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
    فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا
    }

    إلى قوله :

    {
    إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
    فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } .

    فأثبت الله تعالى لهم الإيمان وأخوة الإيمان
    ولم ينف عنهم شيئا من ذلك .


    وقال تعالى في آية القصاص :

    {
    فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ
    فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ
    } .

    فأثبت تعالى له أخوة الإسلام ولم ينفها عنه ،

    قال النبي صلى الله عليه وسلم :

    « لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،
    ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ،
    ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ،
    والتوبة معروضة بعد » .

    زاد في رواية :

    « ولا يقتل وهو مؤمن

    - وفي رواية -

    ولا ينتهب نهبة ذات شرف
    يرفع الناس إليه فيها أبصارهم
    » (3) .

    الحديث في الصحيحين
    مع حديث أبي ذر فيهما أيضا ،


    قال صلى الله عليه وسلم :

    « ما من عبد قال لا إله إلا الله ،
    ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة

    قلت :
    وإن زنى وإن سرق ؟

    قال :
    وإن زنى وإن سرق ثلاثا ،

    ثم قال في الرابعة :

    على رغم أنف أبي ذر » (4) .

    فهذا يدل على أنه لم ينف
    عن الزاني والسارق والشارب والقاتل
    مطلق الإيمان بالكلية مع التوحيد


    فإنه لو أراد ذلك
    لم يخبر بأن من مات على لا إله إلا الله
    دخل الجنة

    وإن فعل تلك المعاصي ،
    فلن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ،
    وإنما أراد بذلك نقص الإيمان ونفي كماله ،

    وإنما يكفر العبد بتلك المعاصي
    مع استحلاله إياها

    المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول
    في تحريمها

    بل يكفر باعتقاد حلها وإن لم يفعلها ،

    والله سبحانه وتعالى أعلم .


    ==================
    (1) رواه البخاري ( 121 ) ، ومسلم ( الإيمان / 118 ، 120 ) .
    (2) رواه البخاري ( 48 ، 6044 ) ، ومسلم ( الإيمان / 116 ) .
    (3) رواه البخاري ( 2475 ، 5578 ) ، ومسلم ( الإيمان / 100 ، 105

    (4) رواه البخاري ( 5827 ) ، ومسلم ( الإيمان / 154 ) .
    الحمد لله رب العالمين

  19. #319

    افتراضي

    [ 168 ]

    س : إذا قيل لنا :

    هل السجود للصنم
    والاستهانة بالكتاب
    وسب الرسول
    والهزل بالدين ونحو ذلك

    هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ،

    فلم كان مخرجا من الدين
    وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟

    جـ : اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي
    إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس
    ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب
    من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده ،
    لا يبقى معها شيء من ذلك ،

    فهي وإن كانت عملية في الظاهر
    فإنها مستلزمة
    للكفر الاعتقادي ولا بد ،
    ولم تكن هذه لتقع إلا من
    منافق مارق أو معاند مارد ،
    وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن


    { قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ
    وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ
    وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا
    }


    إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا :
    { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } .

    قال الله تعالى :
    { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
    لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } .

    ونحن لم نعرِّف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا ،
    بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد
    ولم يناقض قول القلب ولا عمله .
    الحمد لله رب العالمين

  20. #320

    افتراضي

    [ 169 ]


    س : إلى كم ينقسم كل من
    الظلم والفسوق والنفاق ؟


    جـ : ينقسم كل منهما إلى قسمين :

    أكبر هو الكفر ،

    وأصغر دون ذلك .
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •