تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 13 من 22 الأولىالأولى ... 345678910111213141516171819202122 الأخيرةالأخيرة
النتائج 241 إلى 260 من 433

الموضوع: تفسير آيات التوحيد في القرآن المجيد

  1. #241

    افتراضي

    ( 163 )


    من سورة إبراهيم ( عليه الصلاة والسلام )


    { وَإِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ رَبّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ امِنًا

    وَٱجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأصْنَامَ

    رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ ٱلنَّاسِ

    فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

    { 35 -36 }


    { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا } أي:

    { و } اذكر إبراهيم عليه الصلاة والسلام في هذه الحالة الجميلة،

    إذ قَال: { رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ } أي: الحرم

    { آمِنًا } فاستجاب الله دعاءه شرعا وقدرا،

    فحرمه الله في الشرع ويسر من أسباب حرمته قدرا ما هو معلوم،

    حتى إنه لم يرده ظالم بسوء إلا قصمه الله

    كما فعل بأصحاب الفيل وغيرهم.


    ولما دعا له بالأمن دعا له ولبنيه بالأمن فقال:

    { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ }

    أي: اجعلني وإياهم جانبا بعيدا عن عبادتها والإلمام بها،

    ثم ذكر الموجب لخوفه عليه وعلى بنيه

    بكثرة من افتتن وابتلي بعبادتها

    فقال:
    { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ }
    أي: ضلوا بسببها،


    { فَمَنْ تَبِعَنِي }

    على ما جئت به من التوحيد والإخلاص لله رب العالمين

    { فَإِنَّهُ مِنِّي } لتمام الموافقة ومن أحب قوما وتبعهم التحق بهم.


    { وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

    وهذا من شفقة الخليل عليه الصلاة والسلام

    حيث دعا للعاصين بالمغفرة والرحمة من الله

    والله تبارك وتعالى أرحم منه بعباده

    لا يعذب إلا من تمرد عليه.

    الحمد لله رب العالمين

  2. #242

    افتراضي

    ( 164 )


    من سورة الحجر


    { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ

    وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }


    { 9 }



    { إنا نحن نزلنا الذكر }

    أي: القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء

    من المسائل والدلائل الواضحة، وفيه يتذكر من أراد التذكر،


    { وإنا له لحافظون }

    أي: في حال إنزاله وبعد إنزاله،

    ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم،

    وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله،

    واستودعه فيه ثم في قلوب أمته،

    وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص،

    ومعانيه من التبديل،

    فلا يحرف محرف معنى من معانيه

    إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين،


    وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين،

    ومن حفظه أن الله يحفظ أهله من أعدائهم،

    ولا يسلط عليهم عدوا يجتاحهم.

    الحمد لله رب العالمين

  3. #243

    افتراضي

    ( 165 )


    من سورة الحجر


    { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
    { 99 }

    { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } أي: الموت

    أي: استمر في جميع الأوقات على التقرب إلى الله بأنواع العبادات،

    فامتثل صلى الله عليه وسلم أمر ربه،

    فلم يزل دائبا في العبادة،

    حتى أتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.




    الحمد لله رب العالمين

  4. #244

    افتراضي

    ( 166 )


    من سورة النحل

    { أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ *

    وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ *

    وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ *

    وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ *

    أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ *

    إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ

    فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ *

    لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ

    إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِ ينَ }


    { 17 - 23 }


    لما ذكر تعالى ما خلقه من المخلوقات العظيمة،

    وما أنعم به من النعم العميمة

    ذكر أنه لا يشبهه أحد ولا كفء له ولا ند له

    فقال: { أَفَمَنْ يَخْلُقُ } جميع المخلوقات وهو الفعال لما يريد

    { كَمَنْ لَا يَخْلُقُ } شيئا لا قليلا ولا كثيرا،


    { أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }

    فتعرفون أن المنفرد بالخلق أحق بالعبادة كلها،

    فكما أنه واحد في خلقه وتدبيره

    فإنه واحد في إلهيته وتوحيده وعبادته.


    وكما أنه ليس له مشارك إذ أنشأكم وأنشأ غيركم،

    فلا تجعلوا له أندادا في عبادته بل أخلصوا له الدين،


    { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ } عددا مجردا عن الشكر

    { لَا تُحْصُوهَا } فضلا عن كونكم تشكرونها،

    فإن نعمه الظاهرة والباطنة على العباد بعدد الأنفاس واللحظات،

    من جميع أصناف النعم مما يعرف العباد،

    ومما لا يعرفون وما يدفع عنهم من النقم فأكثر من أن تحصى،

    { إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }

    يرضى منكم باليسير من الشكر مع إنعامه الكثير.


    وكما أن رحمته واسعة وجوده عميم ومغفرته شاملة للعباد

    فعلمه محيط بهم، { يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }


    بخلاف من عبد من دونه،

    فإنهم { لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا } قليلا ولا كثيرا

    { وَهُمْ يُخْلَقُونَ }

    فكيف يخلقون شيئا مع افتقارهم في إيجادهم إلى الله تعالى؟"


    ومع هذا ليس فيهم من أوصاف الكمال شيء لا علم، ولا غيره

    { أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ } فلا تسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئا،

    أفتتخذ هذه آلهة من دون رب العالمين،

    فتبا لعقول المشركين ما أضلها وأفسدها،

    حيث ضلت في أظهر الأشياء فسادا،

    وسووا بين الناقص من جميع الوجوه فلا أوصاف كمال،

    ولا شيء من الأفعال،

    وبين الكامل من جميع الوجوه

    الذي له كل صفة كمال وله من تلك الصفة أكملها وأعظمها،

    فله العلم المحيط بكل الأشياء والقدرة العامة

    والرحمة الواسعة التي ملأت جميع العوالم،

    والحمد والمجد والكبرياء والعظمة،

    التي لا يقدر أحد من الخلق أن يحيط ببعض أوصافه،

    الحمد لله رب العالمين

  5. #245

    افتراضي

    ولهذا قال:

    { إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ }

    وهو الله الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يكن له كفوا أحد.

    فأهل الإيمان والعقول أجلته قلوبهم وعظمته،

    وأحبته حبا عظيما،

    وصرفوا له كل ما استطاعوا من القربات البدنية والمالية،

    وأعمال القلوب وأعمال الجوارح،

    وأثنوا عليه بأسمائه الحسنى وصفاته وأفعاله المقدسة،



    { فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ }

    لهذا الأمر العظيم الذي لا ينكره إلا أعظم الخلق جهلا وعنادا

    وهو: توحيد الله

    { وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ } عن عبادته.


    { لَا جَرَمَ } أي: حقا لا بد

    { أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } من الأعمال القبيحة


    { إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِ ينَ }

    بل يبغضهم أشد البغض، وسيجازيهم من جنس عملهم


    { إن الذين يستكبرون عن عبادتي

    سيدخلون جهنم داخرين }
    الحمد لله رب العالمين

  6. #246

    افتراضي

    ( 167 )

    من سورة النحل

    { قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ

    فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ *

    ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ

    وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَالَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ

    قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ * }

    { 26 - 27 }


    { قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ }

    برسلهم واحتالوا بأنواع الحيل على رد ما جاءوهم به

    وبنوا من مكرهم قصورا هائلة،

    { فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ }

    أي: جاءها الأمر من أساسها وقاعدتها،

    { فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ }

    فصار ما بنوه عذابا عذبوا به،

    { وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ }

    وذلك أنهم ظنوا أن هذا البنيان سينفعهم ويقيهم العذاب

    فصار عذابهم فيما بنوه وأصَّلوه.

    وهذا من أحسن الأمثال في إبطال الله مكر أعدائه.

    فإنهم فكروا وقدروا فيما جاءت به الرسل لما كذبوهم

    وجعلوا لهم أصولا وقواعد من الباطل يرجعون إليها،

    ويردون بها ما جاءت [ به] الرسل،

    واحتالوا أيضا على إيقاع المكروه والضرر بالرسل ومن تبعهم،

    فصار مكرهم وبالا عليهم، فصار تدبيرهم فيه تدميرهم،

    وذلك لأن مكرهم سيئ

    { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله }


    هذا في الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى،


    ولهذا قال: { ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ }

    أي: يفضحهم على رءوس الخلائق

    ويبين لهم كذبهم وافتراءهم على الله.


    { وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ }

    أي: تحاربون وتعادون الله وحزبه لأجلهم

    وتزعمون أنهم شركاء لله،

    فإذا سألهم هذا السؤال

    لم يكن لهم جواب إلا الإقرار بضلالهم، والاعتراف بعنادهم


    فيقولون

    { ضلوا عنا

    وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين }



    { قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ }أي: العلماء الربانيون

    { إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ }أي: يوم القيامة

    { وَالسُّوءَ } أي: العذاب { عَلَى الْكَافِرِينَ }


    وفي هذا فضيلة أهل العلم،

    وأنهم الناطقون بالحق في هذه الدنيا ويوم يقوم الأشهاد،

    وأن لقولهم اعتبارا عند الله وعند خلقه.
    الحمد لله رب العالمين

  7. #247

    افتراضي

    ( 168 )


    من سورة النحل

    { وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ

    نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ

    كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

    فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }


    { 35 }


    أي: احتج المشركون على شركهم بمشيئة الله،

    وأن الله لو شاء ما أشركوا، ولا حرموا شيئا من [الأنعام]

    التي أحلها كالبحيرة والوصيلة والحام ونحوها من دونه،


    وهذه حجة باطلة،

    فإنها لو كانت حقا ما عاقب الله الذين من قبلهم

    حيث أشركوا به فعاقبهم أشد العقاب.

    فلو كان يحب ذلك منهم لما عذبهم،

    وليس قصدهم بذلك إلا رد الحق الذي جاءت به الرسل،

    وإلا فعندهم علم أنه لا حجة لهم على الله.


    فإن الله أمرهم ونهاهم ومكنهم من القيام بما كلفهم

    وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها أفعالهم.

    فاحتجاجهم بالقضاء والقدر من أبطل الباطل،

    هذا وكل أحد يعلم بالحس قدرة الإنسان على كل فعل يريده

    من غير أن ينازعه منازع،

    فجمعوا بين تكذيب الله وتكذيب رسله

    وتكذيب الأمور العقلية والحسية،



    { فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ْ}

    أي: البين الظاهر الذي يصل إلى القلوب،

    ولا يبقى لأحد على الله حجة،

    فإذا بلغتهم الرسل أمر ربهم ونهيه،

    واحتجوا عليهم بالقدر، فليس للرسل من الأمر شيء،

    وإنما حسابهم على الله عز وجل.

    الحمد لله رب العالمين

  8. #248

    افتراضي

    ( 169 )


    من سورة النحل


    { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا

    أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

    فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ

    فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ
    فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ


    إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ

    وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ }


    { 36 - 37 ْ}


    يخبر تعالى أن حجته قامت على جميع الأمم،

    وأنه ما من أمة متقدمة أو متأخرة إلا وبعث الله فيها رسولا،

    وكلهم متفقون على دعوة واحدة ودين واحد،

    وهو عبادة الله وحده لا شريك له


    { أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }

    فانقسمت الأمم بحسب استجابتها لدعوة الرسل وعدمها قسمين،

    { فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ } فاتبعوا المرسلين علما وعملا،


    { وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ } فاتبع سبيل الغي.


    { فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ } بأبدانكم وقلوبكم

    { فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }

    فإنكم سترون من ذلك العجائب،

    فلا تجدون مكذبا إلا كان عاقبته الهلاك.



    { إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ } وتبذل جهدك في ذلك

    { فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ }

    ولو فعل كل سبب لم يهده إلا الله،

    { وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ }

    ينصرونهم من عذاب الله ويقونهم بأسه.
    الحمد لله رب العالمين

  9. #249

    افتراضي

    ( 170 )


    من سورة النحل


    { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ

    بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا

    وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ *

    لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ

    وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ *

    إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ

    أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }

    { 38 - 40 }


    يخبر تعالى عن المشركين المكذبين لرسوله أنهم

    { أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ }

    أي: حلفوا أيمانا مؤكدة مغلظة على تكذيب الله،

    وأن الله لا يبعث الأموات،

    ولا يقدر على إحيائهم بعد أن كانوا ترابا،


    قال تعالى مكذبا لهم:

    { بَلَى } سيبعثهم ويجمعهم ليوم لا ريب فيه

    { وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا } لا يخلفه ولا يغيره

    { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }

    ومن جهلهم العظيم إنكارهم للبعث والجزاء،


    ثم ذكر الحكمة في الجزاء والبعث فقال:

    { لِيُبَيِّنَ لَهُم الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ }

    من المسائل الكبار والصغار، فيبين حقائقها ويوضحها.



    { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ }

    حين يرون أعمالهم حسرات عليهم،

    وما نفعتهم آلهتهم التي يدعون مع الله من شيء

    لما جاء أمر ربك،

    وحين يرون ما يعبدون حطبا لجهنم،

    وتكور الشمس والقمر وتتناثر النجوم،

    ويتضح لمن يعبدها أنها عبيد مسخرات،

    وأنهن مفتقرات إلى الله في جميع الحالات،

    وليس ذلك على الله بصعب ولا شديد

    فإنه إذا أراد شيئا قال له:

    كن فيكون،

    من غير منازعة ولا امتناع،

    بل يكون على طبق ما أراده وشاءه.

    الحمد لله رب العالمين

  10. #250

    افتراضي

    ( 171 )


    من سورة النحل




    { أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ

    أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ *

    أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ *

    أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ

    فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }



    { 45 - 47 ْ}


    هذا تخويف من الله تعالى لأهل الكفر والتكذيب وأنواع المعاصي،

    من أن يأخذهم بالعذاب على غرَّة وهم لا يشعرون،

    إما أن يأخذهم العذاب من فوقهم،

    أو من أسفل منهم بالخسف وغيره،

    وإما في حال تقلُّبهم وشغلهم وعدم خطور العذاب ببالهم،

    وإما في حال تخوفهم من العذاب،

    فليسوا بمعجزين لله في حالة من هذه الأحوال،

    بل هم تحت قبضته ونواصيهم بيده .



    ولكنه رءوف رحيم لا يعاجل العاصين بالعقوبة،

    بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهم وهم يؤذونه ويؤذون أولياءه،

    ومع هذا يفتح لهم أبواب التوبة،

    ويدعوهم إلى الإقلاع من السيئات التي تضرهم،

    ويعدهم بذلك أفضل الكرامات،

    ومغفرة ما صدر منهم من الذنوب،


    فليستح المجرم من ربه


    أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع اللحظات

    ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات،

    وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل

    وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر،

    فليتب إليه، وليرجع في جميع أموره إليه فإنه رءوف رحيم.


    فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة وبره العميم

    وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم،

    ألا وهي تقواه والعمل بما يحبه ويرضاه.

    الحمد لله رب العالمين

  11. #251

    افتراضي

    ( 172 )


    من سورة النحل


    { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ

    عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ *

    وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

    مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَة ُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ *

    يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }

    { 48 - 50 ْ}


    يقول تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْا }

    أي: الشاكون في توحيد ربهم وعظمته وكماله،

    { إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ }

    أي: إلى جميع مخلوقاته وكيف تتفيأ أظلتها،

    { عَن الْيَمِينِ } وعن { الشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ }

    أي: كلها ساجدة لربها خاضعة لعظمته وجلاله،

    { وَهُمْ دَاخِرُونَ }

    أي: ذليلون تحت التسخير والتدبير والقهر،

    ما منهم أحد إلا وناصيته بيد الله وتدبيره عنده.



    { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ }

    من الحيوانات الناطقة والصامتة،

    { وَالْمَلَائِكَة ِ } الكرام

    خصهم بعد العموم لفضلهم وشرفهم وكثرة عبادتهم

    ولهذا قال: { وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ }

    أي: عن عبادته على كثرتهم وعظمة أخلاقهم وقوتهم


    كما قال تعالى:

    { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ

    وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ }


    { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ }

    لما مدحهم بكثرة الطاعة والخضوع لله،

    مدحهم بالخوف من الله

    الذي هو فوقهم بالذات والقهر، وكمال الأوصاف،

    فهم أذلاء تحت قهره.


    { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }

    أي: مهما أمرهم الله تعالى امتثلوا لأمره، طوعا واختيارا،



    وسجود المخلوقات لله تعالى قسمان:

    سجود اضطرار ودلالة على ما له من صفات الكمال،

    وهذا عام لكل مخلوق من مؤمن وكافر

    وبر وفاجر وحيوان ناطق وغيره،


    وسجود اختيار

    يختص بأوليائه وعباده المؤمنين من الملائكة وغيرهم [من المخلوقات].
    الحمد لله رب العالمين

  12. #252

    افتراضي

    ( 173 )


    من سورة النحل


    { وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ

    إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ *

    وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا

    أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ *

    وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ

    ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ *

    ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ

    إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ *

    لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }


    { 51 - 55 ْ}

    يأمر تعالى بعبادته وحده لا شريك له،

    ويستدل على ذلك بانفراده بالنعم والوحدانية

    فقال: { لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ }

    أي: تجعلون له شريكا في إلهيته،

    وهو { إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ }

    متوحد في الأوصاف العظيمة متفرد بالأفعال كلها.

    فكما أنه الواحد في ذاته وأسمائه ونعوته وأفعاله،

    فلتوحِّدوه في عبادته،


    ولهذا قال: { فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ }

    أي: خافوني وامتثلوا أمري، واجتنبوا نهيي

    من غير أن تشركوا بي شيئا من المخلوقات،

    فإنها كلها لله تعالى مملوكة.



    { وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا }

    أي: الدين والعبادة والذل في جميع الأوقات لله وحده

    على الخلق أن يخلصوه لله وينصبغوا بعبوديته.


    { أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ } من أهل الأرض أو أهل السماوات

    فإنهم لا يملكون لكم ضرا ولا نفعا،

    والله المنفرد بالعطاء والإحسان


    { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ } ظاهرة وباطنة

    { فَمِنَ اللَّهِ } لا أحد يشركه فيها،

    { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ } من فقر ومرض وشدة


    { فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } أي: تضجون بالدعاء والتضرع

    لعلمكم أنه لا يدفع الضر والشدة إلا هو،


    فالذي انفرد بإعطائكم ما تحبون، وصرف ما تكرهون،

    هو الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده.

    ولكن كثيرا من الناس يظلمون أنفسهم،

    ويجحدون نعمة الله عليهم إذا نجاهم من الشدة

    فصاروا في حال الرخاء أشركوا به بعض مخلوقاته الفقيرة،


    ولهذا قال:

    { ِليَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ }

    أي: أعطيناهم حيث نجيناهم من الشدة، وخلصناهم من المشقة،

    { فَتَمَتَّعُوا } في دنياكم قليلا

    { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } عاقبة كفركم.
    الحمد لله رب العالمين

  13. #253

    افتراضي

    ( 174 )


    من سورة النحل


    { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ

    تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ *

    وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ *

    وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ *

    يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ

    أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ

    أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ *

    لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ

    وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى

    وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

    { 56 - 60 }



    يخبر تعالى عن جهل المشركين وظلمهم وافترائهم على الله الكذب،

    وأنهم يجعلون لأصنامهم

    التي لا تعلم ولا تنفع ولا تضر -

    نصيبا مما رزقهم الله وأنعم به عليهم،

    فاستعانوا برزقه على الشرك به،

    وتقربوا به إلى أصنام منحوتة،



    كما قال تعالى:

    { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا

    فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا

    فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ } الآية،


    { لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ }

    وقال: { ءَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ *

    وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }

    فيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة.



    { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ }

    حيث قالوا عن الملائكة العباد المقربين: إنهم بنات الله

    { وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ }

    أي: لأنفسهم الذكور حتى إنهم يكرهون البنات كراهة شديدة،

    فكان أحدهم { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا }

    من الغم الذي أصابه

    { وَهُوَ كَظِيمٌ } أي: كاظم على الحزن والأسف إذا بشِّر بأنثى،

    وحتى إنه يفتضح عند أبناء جنسه

    ويتوارى منهم من سوء ما بشر به.


    ثم يعمل فكره ورأيه الفاسد فيما يصنع بتلك البنت التي بشّر بها

    { أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ } أي: يتركها من غير قتل على إهانة وذل

    { أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ }

    أي: يدفنها وهي حية وهو الوأد الذي ذم الله به المشركين،


    { أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }

    إذ وصفوا الله بما لا يليق بجلاله من نسبة الولد إليه.

    ثم لم يكفهم هذا حتى نسبوا له أردأ القسمين،

    وهو الإناث اللاتي يأنفون بأنفسهم عنها ويكرهونها،

    فكيف ينسبونها لله تعالى؟! فبئس الحكم حكمهم.


    ولما كان هذا من أمثال السوء التي نسبها إليه أعداؤه المشركون،

    قال تعالى: { لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ }

    أي: المثل الناقص والعيب التام،



    { وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى }

    وهو كل صفة كمال وكل كمال في الوجود فالله أحق به،

    من غير أن يستلزم ذلك نقصا بوجه،

    وله المثل الأعلى في قلوب أوليائه،

    وهو التعظيم والإجلال والمحبة والإنابة والمعرفة.


    { وَهُوَ الْعَزِيزُ }

    الذي قهر جميع الأشياء وانقادت له المخلوقات بأسرها،

    { الْحَكِيمُ }

    الذي يضع الأشياء مواضعها

    فلا يأمر ولا يفعل إلا ما يحمد عليه ويثنى على كماله فيه.
    الحمد لله رب العالمين

  14. #254

    افتراضي

    ( 175 )


    من سورة النحل


    { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ

    وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى

    لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وأَنَّهُم مُفْرَطُونَ *

    تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ

    فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ

    فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم }

    { 62 - 63 }



    يخبر تعالى أن المشركين { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ }

    من البنات، ومن الأوصاف القبيحة وهو الشرك

    بصرف شيء من العبادات إلى بعض المخلوقات

    التي هي عبيد لله،

    فكما أنهم يكرهون، ولا يرضون أن يكون عبيدهم

    -وهم مخلوقون من جنسهم-

    شركاء لهم فيما رزقهم الله

    فكيف يجعلون له شركاء من عبيده ؟"


    { وَ } هم مع هذه الإساءة العظيمة

    { تَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى }

    أي: أن لهم الحالة الحسنة في الدنيا والآخرة،

    رد عليهم بقوله: { لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ }

    مقدمون إليها ماكثون فيها غير خارجين منها أبدا.


    بيَّن تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم

    أنه ليس هو أول رسول كُذِّب فقال [تعالى]:

    { تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ }

    رسلا يدعونهم إلى التوحيد،


    { فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ }

    فكذبوا الرسل، وزعموا أن ما هم عليه هو الحق

    المنجي من كل مكروه

    وأن ما دعت إليه الرسل فهو بخلاف ذلك،

    فلما زين لهم الشيطان أعمالهم،

    صار وليهم في الدنيا، فأطاعوه واتبعوه وتولوه.


    { أَفَتَتَّخِذُون َهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي

    وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا }


    { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

    في الآخرة حيث تولوا عن ولاية الرحمن،

    ورضوا بولاية الشيطان فاستحقوا لذلك عذاب الهوان.
    الحمد لله رب العالمين

  15. #255

    افتراضي

    ( 176 )


    من سورة النحل

    { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

    مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا

    وَلَا يَسْتَطِيعُونَ

    فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ

    إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

    ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ

    وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا

    هَلْ يَسْتَوُونَ

    الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

    وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ

    وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ

    هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ

    وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }


    { 73 - 76 }


    يخبر تعالى عن جهل المشركين وظلمهم

    أنهم يعبدون من دونه آلهة اتخذوها شركاء لله،

    والحال أنهم لا يملكون لهم رزقا من السماوات والأرض،

    فلا ينـزلون مطرا،

    ولا رزقا ولا ينبتون من نبات الأرض شيئا،

    ولا يملكون مثقال ذرة في السماوات والأرض

    ولا يستطيعون لو أرادوا،

    فإن غير المالك للشيء ربما كان له قوة واقتدار على ما ينفع من يتصل به،

    وهؤلاء لا يملكون ولا يقدرون.


    فهذه صفة آلهتهم كيف جعلوها مع الله،

    وشبهوها بمالك الأرض والسماوات

    الذي له الملك كله والحمد كله والقوة كلها؟"



    ولهذا قال: { فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ }

    المتضمنة للتسوية بينه وبين خلقه

    { إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }

    فعلينا أن لا نقول عليه بلا علم

    وأن نسمع ما ضربه العليم من الأمثال

    الحمد لله رب العالمين

  16. #256

    افتراضي

    فلهذا ضرب تعالى مثلين له ولمن يعبد من دونه،


    أحدهما عبد مملوك أي:

    رقيق لا يملك نفسه ولا يملك من المال والدنيا شيئا،

    والثاني حرٌّ غنيٌّ

    قد رزقه الله منه رزقا حسنا من جميع أصناف المال

    وهو كريم محب للإحسان، فهو ينفق منه سرا وجهرا،

    هل يستوي هذا وذاك؟!

    لا يستويان مع أنهما مخلوقان،




    فإذا كانا لا يستويان،

    فكيف يستوي المخلوق العبد

    الذي ليس له ملك ولا قدرة ولا استطاعة،

    بل هو فقير من جميع الوجوه

    بالرب الخالق المالك لجميع الممالك

    القادر على كل شيء؟"



    ولهذا حمد نفسه واختص بالحمد بأنواعه فقال:

    { الْحَمْدُ لِلَّهِ }

    فكأنه قيل:

    إذا كان الأمر كذلك فلم سوَّى المشركون آلهتهم بالله؟

    قال: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }

    فلو علموا حقيقة العلم لم يتجرؤوا على الشرك العظيم.



    والمثل الثاني مثل { رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ } لا يسمع ولا ينطق

    و { لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ } لا قليل ولا كثير

    { وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ }

    أي: يخدمه مولاه، ولا يستطيع هو أن يخدم نفسه

    فهو ناقص من كل وجه،

    فهل يستوي هذا ومن كان يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم،

    فأقواله عدل وأفعاله مستقيمة،


    فكما أنهما لا يستويان

    فلا يستوي من عبد من دون الله وهو لا يقدر على شيء من مصالحه،

    فلولا قيام الله بها لم يستطع شيئا منها،

    ولا يكون كفوا وندا

    لمن لا يقول إلا الحق،

    ولا يفعل إلا ما يحمد عليه.

    الحمد لله رب العالمين

  17. #257

    افتراضي

    ( 177 )


    من سورة النحل


    { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

    وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ

    إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

    { 77 }

    أي: هو تعالى المنفرد بغيب السماوات والأرض،

    فلا يعلم الخفايا والبواطن والأسرار إلا هو،

    ومن ذلك علم الساعة فلا يدري أحد متى تأتي إلا الله،

    فإذا جاءت وتجلت لم تكن

    { إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ }

    من ذلك فيقوم الناس من قبورهم إلى يوم بعثهم ونشورهم

    وتفوت الفرص لمن يريد الإمهال،


    { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

    فلا يستغرب على قدرته الشاملة إحياؤه للموتى.
    الحمد لله رب العالمين

  18. #258

    افتراضي

    ( 178 )


    من سورة النحل


    { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا

    ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ *

    وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ

    وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ *

    وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ

    قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ

    فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ *

    وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ

    وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }

    { 84 - 87 }

    يخبر تعالى عن حال الذين كفروا في يوم القيامة

    وأنه لا يقبل لهم عذر ولا يرفع عنهم العقاب

    وأن شركاءهم تـتبرأ منهم

    ويقرون على أنفسهم بالكفر والافتراء على الله


    فقال: { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا }

    يشهد عليهم بأعمالهم وماذا أجابوا به الداعي إلى الهدى

    وذلك الشهيد الذي يبعثه الله أزكى الشهداء وأعدلهم

    وهم الرسل الذين إذا شهدوا تم عليهم الحكم.


    فـ { لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا } في الاعتذار

    لأن اعتذارهم بعد ما علم يقينا بطلان ما هم عليه،

    اعتذار كاذب لا يفيدهم شيئا،

    وإن طلبوا أيضا الرجوع إلى الدنيا ليستدركوا

    لم يجابوا ولم يعتبوا،


    بل يبادرهم العذاب الشديد الذي لا يخفف عنهم

    من غير إنظار ولا إمهال من حين يرونه

    لأنهم لا حساب عليهم لأنهم لا حسنات لهم

    وإنما تعد أعمالهم وتحصى ويوقفون عليها ويقرون بها ويفتضحون.



    { وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ }

    يوم القيامة وعلموا بطلانها ولم يمكنهم الإنكار.


    { قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ }

    ليس عندها نفع ولا شفع،

    فنوَّهوا بأنفسهم ببطلانها، وكفروا بها،

    وبدت البغضاء والعداوة بينهم وبينها،


    { فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ }

    أي: ردت عليهم شركاؤهم قولهم،

    فقالت لهم: { إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ }

    حيث جعلتمونا شركاء لله ،

    وعبدتمونا معه فلم نأمركم بذلك،

    ولا زعمنا أن فينا استحقاقا للألوهية فاللوم عليكم.


    فحينئذ استسلموا لله

    وخضعوا لحكمه

    وعلموا أنهم مستحقون للعذاب.


    { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }

    فدخلوا النار وقد امتلأت قلوبهم من مقت أنفسهم

    ومن حمد ربهم وأنه لم يعاقبهم إلا بما كسبوا.

    الحمد لله رب العالمين

  19. #259

    افتراضي

    ( 179 )


    من سورة النحل


    { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ

    مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *

    إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا

    وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *

    إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ

    وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ }


    { 98 - 100 }


    أي: فإذا أردت القراءة لكتاب الله الذي هو أشرف الكتب وأجلها

    وفيه صلاح القلوب والعلوم الكثيرة

    فإن الشيطان أحرص ما يكون على العبد

    عند شروعه في الأمور الفاضلة،

    فيسعى في صرفه عن مقاصدها ومعانيها.


    فالطريق إلى السلامة من شره الالتجاء إلى الله،

    والاستعاذة به من شره،


    فيقول القارئ: { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم }

    متدبرا لمعناها، معتمدا بقلبه على الله في صرفه عنه،

    مجتهدا في دفع وساوسه وأفكاره الرديئة

    مجتهدا على السبب الأقوى في دفعه،

    وهو التحلي بحلية الإيمان والتوكل.



    فإن الشيطان { لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } أي: تسلط

    { عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ } وحده لا شريك له

    { يَتَوَكَّلُونَ } فيدفع الله عن المؤمنين المتوكلين عليه

    شر الشيطان ولا يبق له عليهم سبيل.



    { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ } أي: تسلطه

    { عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } أي: يجعلونه لهم وليا،

    وذلك بتخليهم عن ولاية الله،

    ودخولهم في طاعة الشيطان،

    وانضمامهم لحزبه،

    فهم الذين جعلوا له ولاية على أنفسهم،

    فأزَّهم إلى المعاصي أزًّا وقادهم إلى النار قَوْدًا.
    الحمد لله رب العالمين

  20. #260

    افتراضي

    ( 180 )


    من سورة النحل


    { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ

    إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ

    وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا

    فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *

    ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ

    وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ *

    أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ

    وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ *

    لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }

    { 106 - 109 }



    يخبر تعالى عن شناعة حال { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ }

    فعمى بعد ما أبصر ورجع إلى الضلال بعد ما اهتدى،

    وشرح صدره بالكفر راضيا به مطمئنا

    أن لهم الغضب الشديد من الرب الرحيم

    الذي إذا غضب لم يقم لغضبه شيء وغضب عليهم كل شيء،


    { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } أي: في غاية الشدة مع أنه دائم أبدا.



    و { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ }

    حيث ارتدوا على أدبارهم طمعا في شيء من حطام الدنيا،

    ورغبة فيه وزهدا في خير الآخرة،

    فلما اختاروا الكفر على الإيمان منعهم الله الهداية فلم يهدهم

    لأن الكفر وصفهم، فطبع على قلوبهم فلا يدخلها خير،

    وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فلا ينفذ منها ما ينفعهم

    ويصل إلى قلوبهم.


    فشملتهم الغفلة وأحاط بهم الخذلان،

    وحرموا رحمة الله التي وسعت كل شيء،

    وذلك أنها أتتهم فردوها، وعرضت عليهم فلم يقبلوها.


    { لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }

    الذين خسروا أنفسهم وأموالهم وأهليهم يوم القيامة

    وفاتهم النعيم المقيم وحصلوا على العذاب الأليم.



    وهذا بخلاف من أكره على الكفر وأجبر عليه،

    وقلبه مطمئن بالإيمان؛ راغب فيه

    فإنه لا حرج عليه ولا إثم،

    ويجوز له النطق بكلمة الكفر عند الإكراه عليها.


    ودل ذلك على أن كلام المكره على الطلاق أو العتاق

    أو البيع أو الشراء أو سائر العقود أنه لا عبرة به،

    ولا يترتب عليه حكم شرعي،

    لأنه إذا لم يعاقب على كلمة الكفر إذا أكره عليها

    فغيرها من باب أولى وأحرى.

    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •