فرسان الغيبة


شعر الأستاذ : عبد الله عيسى سلامة


إلى فرسان الغيبة ، الذين يمتنعون عن شرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير .. ويستمرئون لحوم إخوانهم ، في الغيب ، دون أن تكون ، لأيّ منهم ، ذرّة من المروءة ، تدعوه إلى التعفّف عن لحوم الغائبين.. ودون أن تكون لأحدهم الشجاعة ، التي تدفعه إلى مواجهة أخيه ، الذي يأكل لحمه .. بذكر بعض صفاته أمامه ، أو نصحه بما يجب ، من نصح الأخ لأخيه . أمّا التقوى ، التي تردع النفوس الطيّبة عن أكل لحوم الأموات ، فلا مكان لها هاهنا ! لأن لذّة الاستمتاع ، لدى النفوس الخبيثة ، أقوى من أيّة تقوى !

يامـُسـتـحـلـي إثـمِ الـغِـيـبـَـهْ
يـَسـتـَمـرئُ ، بـاللـغـوِ ، ذُنـوبـَـهْ
سـَـتـَراهـا ، يـومـاً ، مَـكـتـوبـهْ
وتـَـنـالُ ، بـهـا ، شـَـرّ عـقـوبـهْ

أتـَـرى الـشـيـطـانَ تـَـولاّكـا
حــتـّـى أعــمـاك وأشــقـاكـا
مـاعـدتَ تـَرى مِـنـه فـِكـاكـا
وغـَـدوت ، لـَـديـهِ ، أُلـعـوبـَـهْ

أُولـِـعــتَ بـغـَـرفِ الأوحـالِ
بـلـِسـان كـالــقـَـدَح الــبـالـي
يَـلـهـو بـالـقـيـلِ وبـالـقـالِ
ومَـزاعـمَ شـَـتـّـى مـَـكـذوبـَـهْ

تـَهـذي بـمـجـالـسَ مَـوبـوءهْ
لـِتـُـهـيـنَ الـغـائـبَ وتـَـسـوءهْ
وتـُـحـَـقـّـرَ ه دونَ مُــروءهْ
فـي جـَـلسـَـة فـِسـقٍ أو رِيـبـَـهْ

مـااللـَـذّة فـي لـَحـمِ أخــيـكـا !؟
هـلْ فـيـه طـرائـفُ تـُسـْـلـيـكـا !؟
أم فـيـه صـفـاتٌ تـُـعـْـلـيـكـا
فـتـَنـالُ مـَـكـاسـبَ مَـرغـوبـَـهْ !

إن كــنـتَ نـَـبـيـلاً ذا شـَـرفِ
فــتـَـرفـّـعْ عـن هـذا الـقـَـرفِ
وانْـهََ الـمـُـغـتـابَ ، أو انْـصَرِفِ
كـيـلا يَـغـرسَ فـيـكَ عـُـيـوبـَـه

إن كــنـتَ بـلا خُـلـقٍ يـَردعْ
أو كـنـتَ بـلا قــلـبٍ يـَخـشـَـعْ
فـاجـْـتَـرَّ لـحـومـاً ، وتَـمـتّـعْ
حـتـّى تَـلـقـى شَـرّ مـصـيـبـَـهْ