تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: راوئع البيان - شرح مختصر لبعض أسماء الرحمن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي راوئع البيان - شرح مختصر لبعض أسماء الرحمن


    فِي ذِكْرِ شَرْحٍ مُخْتَصَرٍ لبَعْضِ
    أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى
    قال الامام ابن القيم رحمه الله
    -----
    اللهُ:
    (اللهُ … هوَ المَأْلُوهُ المَعْبودُ)، (وَلِهَذا كَانَ القَوْلُ الصَّحِيحُ أَنَّ " اللهَ " أَصْلُهُ " الإِلَهُ " كَمَا هوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وجُمْهُورِ أَصْحَابِهِ إِلاَّ مَنْ شَذَّ مِنْهم، وأَنَّ اسْمَ اللهَ تَعَالَى هوَ الجَامِعُ لجَمِيعِ مَعَانِي الأَسْمَاءِ الحُسْنَى والصِّفَاتِ العُلَى) ([2]) (وَلِهَذَا تُضَافُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى كُلُّها إِلَيْهِ فيُقَالُ: الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، العَزِيزُ، الغَفَّارُ، القَهَّارُ، مِنْ أسْمَاءِ اللهِ، وَلا يُقَالُ: اللهُ مِنْ أَسْمَاءِ الرَّحْمَنِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: 180]) ([3]).
    (فاسْمُ " اللهِ " دَالٌّ عَلَى كَوْنِهِ مَأْلُوهاً مَعْبُوداً، تأْلَهُهُ الخَلائِقُ مَحَبَّةً وتَعْظِيماً وخُضُوعاً، وفَزَعاً إليهِ في الحَوَائجِ والنَّوائبِ، وذلكَ مُسْتَلْزِمٌ لكَمَالِ رُبُوبِيَّتِهِ ورَحْمَتِهِ، المُتَضَمِّنَيْ نِ لكَمَالِ المُلْكِ والحَمْدِ. وإِلَهِيَّتُهُ ورُبُوبِيَّتُهُ ورَحْمَانِيَّتُ هُ ومُلْكُهُ مُسْتَلزِمٌ لجَمِيعِ صِفَاتِ كَمَالِهِ؛ إِذْ يَسْتَحِيلُ ثُبُوتُ ذلكَ لِمَنْ لَيْسَ بِحَيٍّ، ولا سَمِيعٍ , ولا بَصِيرٍ , وَلا قَادِرٍ , ولا مُتَكَلِّمٍ , ولا فَعَّالٍ لِمَا يُرِيدُ , ولا حَكِيمٍ في أَفْعَالِه) ([4]).

    الرَّبُّ:
    ( " الرَّبُّ " هوَ السَّيِّدُ والمَالِكُ والمُنْعِمُ والمُرَبِّي والمُصْلِحُ. واللهُ تعالى هوَ الرَّبُّ بهذه الاعْتِباراتِ كُلِّهَا) ([5])؛ (فهوَ الذي يُرَبِّي عَبْدَهُ، فيُعْطِيهِ خَلْقَهُ، ثُمَّ يَهْدِيهِ إلى مَصَالِحِه) ([6])، (وهو القَادِرُ، الخَالِقُ، البَارِئُ، المُصَوِّرُ، الحَيُّ، القَيُّومُ، العَلِيمُ، السَّمِيعُ، البَصِيرُ، المُحْسِنُ، المُنْعِمُ، الجَوَادُ، المُعْطِي، المَانِعُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، المُقَدِّمُ، المُؤَخِّرُ، الذي يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، ويُسْعِدُ مَنْ يَشَاءُ ويُشْقِي مَنْ يَشَاءُ، ويُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ ويُذِلُّ مَنْ يَشاءُ، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَعانِي رُبُوبِيَّتِهِ التي لهُ منها ما يَسْتَحِقُّهُ مِن الأسماءِ الحُسْنَى)([7]).
    (فَاسْمُ " الرَّبِّ " لَهُ الجَمْعُ الجَامِعُ لجَمِيعِ المَخْلُوقَاتِ. فهوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وخَالِقُهُ، والقَادِرُ عليهِ، لا يَخْرُجُ شَيْءٌ عنْ رُبُوبِيَّتِهِ. وكُلُّ مَنْ في السَّمَاواتِ والأرْضِ عَبْدٌ لَهُ في قَبْضَتِهِ، وتَحْتَ قَهْرِه) ([8]).

    الْمَلِكُ:
    ([و] مِنْ أَسْمائِهِ: " المَلِكُ "، ومَعْنَى المُلْكِ الحَقِيقِيُّ ثَابِتٌ لهُ سُبْحَانَهُ بكُلِّ وَجْهٍ) ([9])؛ (فهو الآمِرُ النَّاهِي المُعِزُّ المُذِلُّ الذي يُصَرِّفُ أمورَ عِبَادِهِ كما يُحِبُّ ويُقَلِّبُهُم كما يَشَاءُ.
    ولهُ مِنْ مَعْنى المُلْكِ ما يَسْتَحِقُّهُ مِن الأسْمَاءِ الحُسْنَى: كالعَزِيزِ الجَبَّارِ المُتَكَبِّرِ، الحَكَمِ العَدْلِ، الخَافِضِ الرَّافِعِ، المُعِزِّ المُذِلِّ، العَظِيمِ، الجَلِيلِ، الكَبِيرِ، الحَسِيبِ، المَجِيدِ، الوَالِي، المُتَعالِي، مَالِكِ المُلْكِ، المُقْسِطِ، الجَامِعِ، إلى غَيْرِ ذلكَ مِن الأسْمَاءِ العَائِدَةِ إلى المَلِكِ)([10])؛
    (واسمُه "المَلِكُ" يَدُلُّ على ما يَسْتَلزِمُ حقيقةَ مُلكِه: من قدرتِه وتدبيرِه، وعطائِه ومَنعِه، وثوابِه وعِقابِه، وبثِّ رُسلِه في أقطارِ مَملكَتِه، وإعلامِ عَبِيدِه بمراسيمِه، وعهودِه إليهِم، واستوائِه على سريرِ مملكتِه الذي هو عَرْشُه المجيدُ) ([11])؛ ([فــ] هذهِ الصِّفَةُ تَسْتَلْزِمُ سَائِرَ صِفَاتِ الكَمَالِ) ([12]).

    الإلهُ:
    ( " الإلَهُ ": المَعْبُودُ المَحْبُوبُ الذي لا تَصْلُحُ العِبَادَةُ والذُّلُّ والخُضُوعُ والحُبُّ إِلا له)([13])؛ (فإنَّ " الإلهَ " هوَ الذي يأْلَهُهُ العِبادُ ذُلاًّ، وخَوْفاً ورَجَاءً، وتَعْظِيماً وطَاعَةً لهُ، بِمَعْنَى "مَأْلُوهٍ" وهوَ الذي تَأْلَهُهُ القلوبُ؛ أيْ: تُحِبُّهُ وتَذِلُّ لهُ. وأَصْلُ التَّأَلُّهِ: التَّعَبُّدُ، والتَّعَبُّدُ آخِرُ مَرَاتِبِ الحُبِّ، يُقَالُ: عَبَّدَهُ الحبُّ وتَيَّمَهُ: إذا مَلَكَهُ الذُّلُّ لمَحْبوبِهِ)([14])؛ [فـ] (الإلَهُ هوَ المُسْتَحِقُّ لكَمَالِ الحُبِّ بكَمَالِ التَّعْظِيمِ والإجْلالِ والذُّلِّ لهُ والخُضُوعِ لَهُ) ([15]).

    الصَّمَدُ:
    ( " الصَّمَدُ ": مَنْ تَصْمُدُ نَحْوَهُ القُلُوبُ بالرَّغْبَةِ والرَّهْبَةِ، وذلكَ لكَثْرَةِ خِصَالِ الخَيْرِ فيهِ، وكَثْرَةِ الأوصافِ الحَمِيدةِ لهُ …
    ((قال ابْنُ الأنْبَارِيِّ: لا خِلافَ بَيْنَ أَهْلِ اللُّغَةِ أنَّ الصَّمَدَ: السَّيِّدُ الذي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ، الذي يَصْمُدُ إليهِ النَّاسُ في حَوَائِجِهِم وأُمُورِهم، واشْتِقَاقُهُ يَدُلُّ عَلَى هَذَا؛ فإنَّهُ مِن الجَمْعِ والقَصْدِ الذي اجْتَمَعَ القَصْدُ نَحْوَهُ، واجْتَمَعَتْ فيهِ صِفَاتُ السُّؤْدَدِ، وهذا أَصْلُهُ في اللُّغَةِ كَمَا قَالَ:
    أَلا بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَدْ = بعَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
    والعَرَبُ تُسَمِّي أَشْرَافَها بالصَّمَدِ لاجْتِمَاعِ قَصْدِ القَاصِدِينَ إليهِ، واجْتِمَاعِ صِفَاتِ السِّيادَةِ فيهِ)).([16])
    ومَنْ قَالَ: " إِنَّهُ الذي لا جَوْفَ لَهُ " فقَوْلُهُ لا يُنَاقِضُ هذا التَّفْسِيرَ؛ فإنَّ اللَّفْظَ مِن الاجْتِمَاعِ، فهوَ الذي اجْتَمَعَتْ فيهِ صِفَاتُ الكَمَالِ، وَلا جَوْفَ لَهُ) ([17]).

    {الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ}:
    (مِنْ أَسْمَائِهِ الحُسْنَى: " الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ " ) ([18]) (فالرَّحْمَنُ: الذي الرَّحْمَةُ وَصْفُهُ، والرَّحِيمُ: الرَّاحِمُ لعِبَادِه) ([19])؛ (فَالرَّحْمَنُ: دَالٌّ على الصِّفَةِ القَائِمَةِ بهِ سُبْحَانَهُ، والرَّحِيمُ: دَالٌّ على تَعَلُّقِها بالمَرْحُومِ؛ فكَانَ الأوَّلُ للوَصْفِ، والثَّانِي للفِعْلِ.
    فالأَوَّلُ دَالٌّ على أَنَّ الرَّحْمَةَ صِفَتُهُ، والثَّانِي دَالٌّ على أَنَّهُ يَرْحَمُ خَلْقَهُ بِرَحْمَتِهِ؛ وإِذَا أَرَدْتَ فَهْمَ هذا فتأمَّلْ قولـَهُ: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِين َ رَحِيمًا (43)} [الأحزاب: 43]، {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)} [التوبة: 117] وَلَمْ يَجِئْ قَطُّ: رَحْمَنُ بِهِمْ، فعُلِمَ أَنَّ “ رَحْمَنُ “ هوَ المُوصُوفُ بالرَّحْمَةِ، و“ رَحِيمٌ “ هوَ الرَّاحِمُ برَحْمَتِهِ)([20]).

    الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والبَاطِنُ:
    (الأَوَّلُ: الذي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ، الآخِرُ: الذي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، الظَّاهِرُ: الذي لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ، البَاطِنُ: الذي لَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ؛ سبَقَ كلَّ شيءٍ بأوَّلِيَّتِهِ، وبَقِيَ بعدَ كُلِّ شَيْءٍ بآخِريَّتِهِ، وعَلا فَوْقَ كلِّ شيءٍ بظُهورِهِ، وأحاطَ بكلِّ شيءٍ ببُطُونِهِ) ([21]).
    (فأوليَّةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَابِقَةٌ على أَوَّليَّةِ كُلِّ مَا سِوَاهُ، وآخِرِيَّتُهُ ثَابِتَةٌ بعدَ آخِرِيَّةِ كُلِّ ما سِوَاهُ، فأوَّلِيَّتُهُ سَبْقُهُ لكُلِّ شَيْءٍ، وآخِرِيَّتُهُ بقَاؤُهُ بعدَ كُلِّ شَيْءٍ، وظَاهِرِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ فَوْقِيَّتُهُ وعُلُوُّهُ على كُلِّ شَيْءٍ، ومَعْنَى الظُّهُورِ يَقْتَضِي العُلُوَّ، وظَاهِرُ الشَّيْءِ هوَ مَا عَلا منهُ وأَحَاطَ ببَاطِنِهِ، وبُطُونُهُ سُبْحانَهُ إِحَاطَتُهُ بكُلِّ شَيْءٍ بِحَيْثُ يَكُونُ أَقْرَبَ إليهِ مِنْ نَفْسِهِ، وهذا قُرْبٌ غَيْرُ قُرْبِ المُحِبِّ مِنْ حَبِيبِهِ، هذا لَوْنٌ وهذا لَوْنٌ.
    ((فهذه الأسماءُ الأَرْبَعَةُ مُتَقَابِلَةٌ: اسمانِ لأَزَلِ الرَّبِّ تعالى وأَبَدِهِ، واسمانِ لعُلُوِّهِ وقُرْبِه)). ([22])، [ومَدَا رُها].. على الإحاطَةِ، وهيَ إحاطتانِ: زَمَانِيَّةٌ ومَكَانِيَّةٌ، فأَحَاطَتْ أَوَّلِيَّتُهُ، وآخِرِيَّتُهُ بالقَبْلِ والبَعْدِ، فكُلُّ سَابِقٍ انْتَهَى إلى أَوَّلِيَّتِهِ، وكُلُّ آخِرٍ انْتَهَى إلى آخِرِيَّتِهِ، فأَحَاطَتْ أَوَّلِيَّتُهُ وآخِرِيَّتُهُ بالأَوَائِلِ والأَوَاخِرِ، وأَحَاطَتْ ظَاهِرِيَّتُهُ وبَاطِنِيَّتُهُ بكُلِّ ظَاهِرٍ وبَاطِنٍ، فما مِنْ ظَاهِرٍ إلاَّ واللهُ فَوْقَهُ، ومَا مِنْ بَاطِنٍ إلاَّ واللهُ دُونَهُ، وما مِنْ أَوَّلٍ إلاَّ واللهُ قَبْلَهُ، وما مِنْ آخِرٍ إلاَّ واللهُ بَعْدَهُ: فالأَوَّلُ قِدَمُهُ، والآخِرُ دَوَامُهُ وبَقَاؤُهُ، والظَّاهِرُ عُلُوُّهُ وعَظَمَتُهُ، والبَاطِنُ قُرْبُهُ ودُنُوُّهُ، فسَبَقَ كلَّ شَيْءٍ بأَوَّلِيَّتِهِ ، وبَقِيَ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ بآخِرِيَّتِهِ، وعَلا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بظُهُورِهِ، ودَنَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ببُطُونِهِ، فَلا تُوارِي منهُ سَماءٌ سَماءً، ولا أَرْضٌ أَرْضاً , ولا يَحْجُبُ عنهُ ظَاهِرٌ باطناً، بل البَاطِنُ لهُ ظَاهِرٌ، والغَيْبُ عندَهُ شَهَادَةٌ، والبَعِيدُ منهُ قَرِيبٌ، والسِّرُّ عندَهُ عَلانِيَةٌ.
    فهذه الأَسْماءُ الأَرْبَعَةُ تَشْتَمِلُ على أَرْكَانِ التَّوْحِيدِ فهوَ الأَوَّلُ في آخِرِيَّتِهِ والآخِرُ في أَوَّلِيَّتِهِ، والظَّاهِرُ في بُطُونِهِ، والبَاطِنُ في ظُهُورِهِ، لَمْ يَزَلْ أَوَّلاً وآخِراً وظَاهِراً وباطِناً). ([23])

    الحَيُّ:
    ([اللهُ] سُبْحانَهُ " حَيٌّ " حَقِيقَةً، وحَيَاتُهُ أَكْمَلُ الحَيَاةِ وأَتَمُّها، وهيَ حَيَاةٌ تَسْتَلْزِمُ جَمِيعَ صِفَاتِ الكَمَالِ ونَفْيَ أَضْدادِهَا مِنْ جَمِيعِ الوُجُوهِ) ([24])، (فَالحَيُّ المُطْلَقُ التَّامُّ الحَيَاةِ لا تَفُوتُهُ صِفَةُ الكَمَالِ البَتَّةَ) ([25]).

    القَيُّومُ:
    ( " القَيُّومُ " هوَ القَائِمُ بنَفْسِهِ، الذي قِيامُ كُلِّ شَيْءٍ بهِ؛ أيْ: هوَ المُقِيمُ لغَيْرِهِ، لا قِيَامَ لغَيْرِهِ بدُونِ إِقَامَتِهِ لهُ، وقِيَامُهُ هوَ بنَفْسِهِ لا بِغَيْرِه)([26]).
    ([فـ]هو الذي قامَ بنَفْسِهِ فَلَمْ يَحْتَجْ إلى أَحَدٍ، وقَامَ كُلُّ شَيْءٍ بهِ. فكُلُّ مَا سِوَاهُ مُحْتَاجٌ إليهِ بالذَّاتِ) ([27]).

    الحَمِيدُ:
    ( " الحَمِيدُ " … هوَ الذي لَهُ الحَمْدُ كُلُّهُ) ([28]) (فَالحَمِيدُ “ فَعِيلٌ “ مِن الحَمْدِ، وهوَ بمَعْنَى “ مَحْمُودٍ “... وهوَ أَبْلَغُ مِن المَحْمُودِ؛ فإنَّ “ فَعِيلاً “ إذا عُدِلَ بهِ عنْ “ مَفْعُولٍ “ دَلَّ على أَنَّ تلكَ الصِّفَةَ قدْ صَارَتْ مِثْلَ السَّجِيَّةِ الغَرِيزِيَّةِ والخُلُقِ اللازِمِ , كما إذا قُلْتَ: فُلانٌ ظَرِيفٌ أوْ شَرِيفٌ أوْ كَرِيمٌ …؛ فـ " الحَمِيدُ ": الذي لهُ مِن الصِّفَاتِ وأَسْبَابِ الحَمْدِ مَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ مَحْمُوداً وإِنْ لَمْ يَحْمَدْهُ غَيْرُهُ، فهوَ حَمِيدٌ في نَفْسِهِ، والمَحْمُودُ مَنْ تَعَلَّقَ بِهِ حَمْدُ الحَامِدِينَ …
    وكُلَّمَا كَانَتْ هذهِ الصِّفَاتُ أَجْمَعَ وأَكْمَلَ كَانَ الحَمْدُ والحُبُّ أَتَمَّ وأَعْظَمَ، واللهُ سُبْحَانَهُ لهُ الكَمَالُ المُطْلَقُ الذي لا نَقْصَ فيهِ بِوَجْهٍ ما، والإحْسَانُ كُلُّهُ لَهُ ومنهُ؛ فهوَ أَحَقُّ بكُلِّ حَمْدٍ، وبكُلِّ حُبٍّ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ؛ فهوَ أَهْلٌ أَنْ يُحَبَّ لذَاتِهِ ولصِفَاتِهِ ولأفْعَالِهِ ولأسْمَائِهِ ولإحْسَانِهِ ولكُلِّ مَا صَدَرَ منهُ سُبْحانَهُ) ([29])، (و.. لهُ الحَمْدُ كُلُّهُ بِجَمِيعِ وجُوهِهِ واعْتِبَارَاتِه ِ وتَصَارِيفِهِ، فَمَا خَلَقَ شيئاً ولا حَكَمَ بشَيْءٍ إلاَّ ولهُ فيهِ الحَمْدُ؛ فوَصَلَ حَمْدُهُ إلى حَيْثُ وَصَلَ خَلْقُهُ وأَمْرُهُ؛ حَمْداً حَقِيقِيًّا يَتَضَمَّنُ: مَحَبَّتَهُ، والرِّضَا بهِ، والثَّنَاءَ عليهِ، والإقْرَارَ بِحِكْمَتِهِ البالِغَةِ في كُلِّ مَا خَلَقَهُ وأَمَرَ به) ([30]).

    المَجِيدُ:
    ( " المَجِيدُ " مَن اتَّصَفَ بصِفَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنْ صِفَاتِ الكَمَالِ، ولَفْظُهُ يَدُلُّ على هذا؛ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ للسَّعَةِ والكَثْرَةِ والزِّيادَةِ؛ لأنَّ لَفْظَ “ م ج د “ في لُغَتِهم يَدُورُ على مَعْنَى الاتِّساعِ والكَثْرَةِ، فمنهُ قَوْلُهم: أَمْجَدَ النَّاقَةَ عَلَفاً؛ أيْ: أَوْسَعَها عَلَفاً، ومنهُ: مَجُدَ الرَّجُلُ فهوَ مَاجِدٌ إذا كَثُرَ خَيْرُهُ وإِحْسَانُهُ إلى النَّاسِ , قَالَ الشَّاعِرُ:

    أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ نَبِيلُ = إِذَا تَهُبُّ شَمْأَلٌ بَلِيلُ

    ومنهُ قَوْلُهم: في كُلِّ شَجَرٍ نَارٌ، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ؛ أيْ: كَثُرَت النَّارُ فيهما)([31])، ومنهُ: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)} [البروج: 15]، صِفَةٌ للعَرْشِ لِسَعَتِهِ وعَظَمَةِ شَرَفِهِ) ([32]) .
    ([فالمَجْدُ.. مُسْتَلْزِمٌ للعَظَمَةِ والسَّعَةِ والجَلالِ كَمَا يَدُلُّ عليهِ مَوضُوعُهُ في اللُّغَةِ. فهوَ دَالٌّ عَلى صِفَاتِ العَظَمَةِ والجَلالِ) ([33]). (و… التَّمْجِيدُ هوَ الثَّناءُ بصِفَاتِ العَظَمَةِ والجَلالِ)([34]).
    العَلِيُّ:
    (و [هو سُبْحَانَه] … " العَلِيُّ " )([35]) (العَالِي على كُلِّ شَيْءٍ) ([36]) (الذي عَلا عَن كُلِّ عَيْبٍ وسُوءٍ ونَقْصٍ) ([37]).
    (و … مِنْ لَوَازِمِ اسْمِ " العَلِيِّ ": العُلُوُّ المُطْلَقُ بكُلِّ اعْتِبَارٍ، فَلَهُ العُلُوُّ المُطْلَقُ مِنْ جَمِيعِ الوُجُوهِ: عُلُوُّ القَدْرِ، وعُلُوُّ القَهْرِ، وعُلُوُّ الذَّاتِ) ([38]).

    العَظِيمُ:
    (وهو " العَظِيمُ " الذي لهُ العَظَمَةُ) ([39]) (ذَاتاً ووصْفاً) ([40]).
    (وكُلُّ مَوْصُوفٍ فصِفَتُهُ بحَسَبِهِ؛ فَعِظَمُ الذَّاتِ شَيْءٌ، وعِظَمُ صِفَاتِهَا شَيْءٌ، وعِظَمُ القَوْلِ شَيْءٌ، وعِظَمُ الفِعْلِ شَيْءٌ، والرَّبُّ تَعَالَى لَهُ العَظَمَةُ بكُلِّ اعْتِبَارٍ وكُلِّ وَجْهٍ بذَاتِه) ([41]).
    [فهو – تعالى -] (أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.. في ذَاتِهِ وصِفَاتِهِ وأَفْعَالِه) ([42]).

    (وَهْوَ العَظِيمُ بِكُلِّ مَعْنًى يُوجِبُ الْـ = تَّعْظِيمَ لا يُحْصِيهِ مِنْ إِنْسَانِ) ([43]).

    السَّمِيعُ:
    ( " السَّمِيعُ ": الذي لَهُ السَّمْعُ) ([44])، (الذي قَدِ اسْتَوَى في سَمْعِهِ سِرُّ القَوْلِ وجَهْرُهُ، وَسِعَ سَمْعُهُ الأصْوَاتَ، فلا تَخْتَلِفُ عليهِ أَصْوَاتُ الخَلْقِ ولا تَشْتَبِهُ عليهِ ولا يَشغَلُهُ منها سَمْعٌ عنْ سَمْعٍ، ولا تُغْلِطُهُ المَسَائِلُ، ولا يُبْرِمُهُ كَثْرَةُ السَّائِلِينَ) ([45]).
    ([فَوَسِعَ] سَمْعُهُ – تَبَارَكَ وتعالى – لأصْوَاتِ عِبَادِهِ على اخْتِلافِهَا وجَهْرِها وخَفَائِها، وسَوَاءٌ عندَهُ مَنْ أسَرَّ القَوْلَ ومَنْ جَهَرَ بهِ، لا يَشْغَلُهُ جَهْرُ مَنْ جَهَرَ عنْ سَمْعِهِ لِصَوتِ مَنْ أَسَرَّ، ولا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عنْ سَمْعٍ، ولا تُغْلِطُهُ الأصْواتُ على كَثْرَتِها واخْتِلافِها واجْتِمَاعِها، بلْ هيَ عندَهُ كُلُّها كصَوْتٍ واحِدٍ، كَمَا أَنَّ خَلْقَ الخَلْقِ جَمِيعِهم وبَعْثَهم عندَهُ بمَنْزِلَةِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) ([46]).
    (وأَمَّا قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)} [إبراهيم: 39] فالمُرادُ بالسَّمْعِ هنا: السَّمْعُ الخَاصُّ وهوَ سَمْعُ الإجَابَةِ والقَبُولِ، لا السَّمْعُ العَامُّ؛ لأنَّهُ سَمِيعٌ لكُلِّ مَسْموعٍ.
    وإذا كانَ كذلكَ؛ فالدُّعاءُ هنا يَتناولُ دُعاءَ الثَّناءِ ودُعاءَ الطَّلَبِ، وسَمْعُ الرَّبِّ تَبارَكَ وتعالى لهُ إِثَابَتُهُ على الثَّناءِ وإِجَابَتُهُ للطَّلَبِ، فهوَ سَميعٌ لهذا وهذا) ([47]).

    البَصِيرُ:
    ( " البَصِيرُ " الذي لَهُ البَصَرُ) ([48])، (الذي لكَمَالِ بَصَرِهِ يَرَى تَفَاصِيلَ خَلْقِ الذَّرَّةِ الصَّغِيرَةِ وأَعْضَائِها ولَحْمِها ودَمِها ومُخِّها وعُرُوقِها , ويَرَى دَبِيبَها على الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ في الليْلَةِ الظَّلْماءِ، ويَرَى ما تَحْتَ الأَرَضِينَ السَّبْعِ كما يَرَى ما فَوْقَ السَّمَاواتِ السَّبْعِ) ([49])، (لَقَدْ أحَاطَ.. بَصَرُهُ بجَمِيعِ المُبْصَرَاتِ، وعِلْمُهُ بجَمِيعِ المَعْلُوماتِ)([50]).

    اللَّطِيفُ:
    ( " اللَّطِيفُ " الذي لَطُفَ صُنْعُهُ وحِكْمَتُهُ ودَقَّ حَتَّى عَجَزَت عنهُ الأَفْهَامُ) ([51]).
    (وَهْوَ اللَّطِيفُ بِعَبْدِهِ ولِعَبْدِه = واللُّطْفُ في أَوْصَافِهِ نَوْعَانِ:
    إِدْرَاكُ أَسْرَارِ الأُمُورِ بِخِبْرَةٍ، = واللُّطْفُ عِنْدَ مَوَاقِعِ الإحْسَانِ
    فيُرِيكَ عِزَّتَهُ ويُبْدِي لُطْفَهُ = والعَبْدُ في الغَفَلاتِ عَنْ ذَا الشانِ) ([52])
    الخَبِيرُ:
    ( " الخَبِيرُ " الذي انْتَهَى عِلْمُهُ إلى الإحَاطَةِ ببَوَاطِنِ الأشْياءِ وخَفَايَاهَا كما أَحَاطَ بظَوَاهِرِها) ([53]).

    العَلِيمُ:
    ( " العَليمُ ": الذِي لَهُ العِلْمُ) ([54])، (العَالِمُ بكُلِّ شَيْءٍ، الذي لكَمَالِ عِلْمِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِي الخَلائِقِ وما خَلْفَهُم؛ فلا تَسْقُطُ ورَقَةٌ إلاَّ بعِلْمِهِ، ولا تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ إلاَّ بإِذْنِهِ، يَعْلَمُ دَبِيبَ الخَوَاطِرِ في القُلُوبِ حيثُ لا يَطَّلِعُ عليها المَلَكُ، ويَعْلَمُ ما سَيَكُونُ منها حَيْثُ لا يَطَّلِعُ عليهِ القَلْبُ) ([55]).
    ([فـ] يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفَى (([أي]: ما تُسِرُّهُ القُلُوبُ وأَخْفَى منهُ: وهوَ مَا لَمْ يَخْطُرْ لها أَنَّهُ سَيَخْطُرُ لها))([56])، ويَعْلَمُ ما كَانَ ومَا يَكُونُ [وَمَا لَمْ يَكُنْ] لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ، وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُها ولا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ، ولا سَاكِنٍ ولا مُتَحَرِّكٍ، إلاَّ وهوَ يَعْلَمُهُ على حَقِيقَتِهِ) ([57]).
    ([فـ] لا تَخْفَى عليهِ خَافِيَةٌ، ولا يَعْزُبُ عنهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ في السَّمَاواتِ والأَرْضِ، بلْ قَدْ أَحَاطَ بكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً …
    و… عِلمُهُ [تعالى].. لا يُشارِكُهُ فيهِ خَلْقُهُ، ولا يُحِيطونَ بشَيْءٍ منهُ إلاَّ بما شَاءَ أَنْ يُطْلِعَهُم عليهِ ويُعْلِمَهُم بهِ، وما أَخْفَاهُ عنهم ولم يُطْلِعْهم عليهِ … لا نِسْبَةَ لما عَرَفُوهُ إليهِ إلاَّ دونَ نِسْبَةِ قَطْرَةٍ واحِدَةٍ إلى البِحَارِ كُلِّهَا , كَمَا قَالَ الخَضِرُ لمُوسَى – وهما أَعْلَمُ أَهْلِ الأَرْضِ حِينَئذٍ -: ((مَا نَقَصَ عِلْمِي وعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ إلاَّ كَمَا نَقَصَ هَذَا العُصْفُورُ مِن البَحْرِ)) ([58]).
    ويَكْفِي أَنَّ ما يَتَكَلَّمُ بهِ مِنْ عِلْمِهِ لوْ قُدِّرَ أنَّ البَحْرَ - يَمُدُّهُ مِنْ بعدِهِ سبعةُ أَبْحُرٍ- مِدَادٌ، وأَشْجَارُ الأَرْضِ كُلُّها مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إلى آخِرِهِ أَقْلامٌ، يَكْتُبُ بهِ ما يَتَكَلَّمُ بهِ ما يَعْلَمُهُ لنَفِدَت البِحَارُ وفَنِيَت الأَقْلامُ ولم تَنْفَدْ كَلِمَاتُهُ.
    فنِسْبَةُ عُلُومِ الخَلائقِ إلى عِلْمِهِ سُبْحانَهُ كنِسْبَةِ قُدْرَتِهِم إلى قُدْرَتِهِ، وغِنَاهُم إلى غِنَاهُ، وحِكْمَتِهم إلى حِكْمَتِه)([59]).

    المُحِيطُ:
    ( " المُحِيطُ ":.. مُحِيطٌ بالعَالَمِ كُلِّه) ([60])، (و.. العَوَالِمُ كلُّها في قَبْضَتِهِ، و… السَّمَاواتُ السَّبْعُ والأَرَضُونَ السَّبْعُ في يَدِهِ كخَرْدَلَةٍ في يَدِ العَبْدِ، قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} [الإسراء: 60]، وقال: {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)} [البروج: 20]) ([61]).
    (فإذا كَانَ مُحِيطاً بالعَالَمِ فهوَ فَوْقَهُ بالذَّاتِ عَالٍ عليهِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وبكُلِّ مَعْنًى؛ فالإحاطَةُ تَتَضَمَّنُ العُلُوَّ والسَّعَةَ والعَظَمَةَ) ([62]).

    الوَاسِعُ:
    ([واللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ] " الوَاسِعُ " [أي]: وَاسِعُ العَطَاءِ، وَاسِعُ الغِنَى، وَاسِعُ الفَضْلِ)([63]).
    (و … السَّعَةُ … تكونُ في الذَّوَاتِ والمَعَانِي) ([64]).

    الخَالِقُ:
    ([اللهُ سُبْحَانَه].. هوَ " الخَالِقُ " … وكُلُّ شَيْءٍ في الخَارِجِ فَبِخَلْقِهِ وُجِدَ) ([65])، (وهو [الذي] … أَخْرَجَهُم مِن العَدَمِ إلى الوُجودِ وأَنْشَأهُم واخْتَرَعَهُم وَحْدَهُ بلا شَرِيكٍ … وخَلْقُهُ تعالى لهم مُتَضَمِّنٌ لكَمَالِ قُدْرَتِهِ وإِرَادَتِهِ وعِلْمِهِ وحِكْمَتِهِ وحَيَاتِهِ، وذلكَ يَسْتَلْزِمُ سَائِرَ صِفَاتِ كَمَالِهِ ونُعُوتِ جَلالِه) ([66]).

    البَارِئُ:
    ([اللهُ – سُبْحَانَهُ هو] " البَارِئُ " … الذي بَرَأَ الخَلِيقَةَ وأَوْجَدَها بعدَ عَدَمِها) ([67]).

    بَدِيعُ السَّمَاواتِ والأرْضِ:
    (مُبْدِعُ الشَّيْءِ وبَدِيعُهُ لا يَصِحُّ إِطْلاقُهُ إلاَّ على الرَّبِّ، كقولِهِ: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117]. والإبْدَاعُ إِيجادُ المُبْدَعِ على غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ) ([68]).

    الرَّزَّاقُ:
    (وكَذَلِكَ " الرَّزَّاقُ " مِنْ أَسْمَائِهِ = والرَِّزْقُ في أَفْعَالِهِ نَوْعَانِ
    رِزْقٌ عَلَى يَدِ عَبْدِهِ ورَسُولِهِ = نَوْعَانِ أَيْضاً ذَانِ مَعْرُوفَانِ
    رِزْقُ القُلُوبِ العِلْمَ والإيمَانَ والرِّ = زقُ المُعَدُّ لهذِهِ الأَبْدَانِ
    هَذَا هُوَ الرِّزْقُ الحَلالُ ورَبُّنَا = رَزَّاقُهُ والفَضْلُ للمَنَّانِ
    والثَّانِ سَوْقُ القُوتِ للأعْضَاءِ في = تِلْكَ المَجَارِي سَوْقُهُ بوِزَانِ
    هَذَا يَكُونُ مِن الحَلالِ كَمَا يَكُو = نُ مِن الحَرَامِ كِلاهُمَا رِزْقَانِ
    واللهُ رَازِقُهُ بهذا الإعْتِبَا = رِِ ولَيْسَ بالإطْلاقِ دُونَ بَيَانِ) ([69])

    القَوِيُّ:
    ( " القَوِيُّ " مِنْ أَسْمَائِهِ، ومَعْنَاهُ: المَوْصُوفُ بالقُوَّةِ) ([70])، (وَلَو اجْتَمَعَتْ قُوَى الخَلائقِ على شَخْصٍ واحِدٍ منهم , ثُمَّ أُعْطِيَ كُلٌّ منهم مِثْلَ تلكَ القُوَّةِ لكانتْ نِسْبَتُها إلى قُوَّتِهِ سُبْحَانَهُ دونَ نِسْبَةِ قُوَّةِ البَعُوضَةِ إلى حَمَلَةِ العَرْشِ) ([71])

    العَزِيزُ:
    ( " العَزِيزُ " الذي لَهُ العِزَّةُ التَّامَّةُ) ([72]) ([التي] تتَضَمَّنُ كَمَالَ قُدْرَتِهِ وقُوَّتِهِ وقَهْرِهِ … فاسْمُهُ " العَزِيزُ " يَتَضَمَّنُ المُلْكَ) ([73]).
    (وَهْوَ العَزِيزُ فَلَنْ يُرَامَ جَنَابُهُ = أَنَّى يُرَامُ جَنَابُ ذِي السُّلْطَانِ
    وَهْوَ العَزِيزُ القَاهِرُ الغَلاَّبُ لَمْ = يَغْلِبْهُ شَيْءٌ هَذِهِ صِفَتَانِ
    وَهْوَ العَزِيزُ بِقُوَّةٍ هِيَ وَصْفُهُ = فَالعِزُّ حِينَئِذٍ ثَلاثُ مَعَانِ
    وَهْيَ الَّتِي كَمُلَتْ لَهُ سُبْحَانَهُ = مِنْ كُلِّ وَجْهٍ عَادِمِ النُّقْصَانِ) ([74])

    (وَمِنْ تَمامِ عِزَّتِهِ بَرَاءَتُهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وشَرٍّ وعَيْبٍ؛ فإنَّ ذَلكَ يُنَافِي العِزَّةَ التَّامَّةَ) ([75]).

    القَدِيرُ:
    (وَهْوَ " الْقَدِيرُ " وَلَيْسَ يُعْجِزُهُ إِذَا = مَا رَامَ شَيْئاً قَطُّ ذُو سُلْطَانِ) ([76])

    ([فَهُو الـ]قَادِرُ على كُلِّ شَيْءٍ فَلا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ يُرِيدُهُ بلْ هوَ الفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ) ([77])، (و[هو] على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فلا يَخْرُجُ عنْ مَقْدُورِهِ شَيْءٌ مِن المَوْجُودَاتِ؛ أَعْيَانُها وأَفْعَالُها وصِفَاتُها، كَمَا لا يَخْرُجُ عنْ عِلْمِهِ، فكُلُّ مَا تَعَلَّقَ بهِ عِلْمُهُ مِن العَالَمِ تَعَلَّقَتْ بهِ قُدْرَتُهُ ومَشِيئَتُهُ) ([78]).

    الجَبَّارُ:
    ( " الجَبَّارُ " في صِفَةِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ يَرْجِعُ إلى ثَلاثَةِ مَعَانٍ: المُلْكُ، والقَهْرُ، والعُلُوُّ: فإِنَّ النَّخْلَةَ إذا طَالَتْ وارْتَفَعَتْ وفَاتَت الأيْدِيَ سُمِّيَتْ جَبَّارَةً) ([79]).

    وَكَذَلِكَ الجَبَّارُ مِنْ أَوْصَافِهِ = وَالجَبْرُ في أَوْصَافِهِ قِسْمَانِ
    جَبْرُ الضَّعِيفِ وَكُلُّ قَلْبٍ قَدْ غَدَا = ذَا كَسْرَةٍ فالجَبْرُ مِنْهُ دَانِ
    والثَّانِِ جَبْرُ القَهْرِ بالعِزِّ الَّذِي = لا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ
    وَلَـهُ مُسَمًّى ثَالِثٌ وَهْوَ الْعُلُوُّ = فَلَيْسَ يَدْنُو مِنْهُ مِنْ إِنْسَانِ
    مِنْ قَوْلِهِمْ جَبَّارَةٌ للنَّخْلَةِ الْـ = ـعَلْيَا الَّتِي فَاتَتْ لِكُلِّ بَنَانِ )([80])

    القَهَّارُ:
    (وكَذَلِكَ القَهَّارُ مِنْ أَوْصَافِهِ = فَالخَلْقُ مَقْهُورُونَ بالسُّلْطَانِ
    لَوْ لَمْ يَكُنْ حَيًّا عَزِيزاً قَادِراً = مَا كَانَ مِنْ قَهْرٍ وَلا سُلْطَانِ)([81]).

    الكَبِيرُ – المُتَكَبِّرُ:
    (وَكَذَلِكَ " الكَبِيرُ " مِنْ أَسْمَائِهِ و " المُتَكَبِّرُ ". قَالَ قَتَادَةُ وغَيْرُهُ: هوَ الذي تَكَبَّرَ عَن السُّوءِ. وقَالَ أَيْضاً: الذي تَكَبَّرَ عَن السَّيِّئَاتِ. وقَالَ مُقَاتِلٌ: المُتَعَظِّمُ عنْ كُلِّ سُوءٍ.
    وقَالَ أبو إِسْحاقَ: الذي يَكْبُرُ عَنْ ظُلْمِ عِبَادِه) ([82]).
    ([و] " الكَبِيرُ " يُوصَفُ بِهِ الذَّاتُ وصِفَاتُها القَائِمَةُ بها) ([83]).
    (فاللهُ سُبْحَانَهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: ذَاتاً، وقَدْراً، ومَعْنًى، وعِزَّةً، وجَلالَةً؛ فهوَ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ في ذَاتِهِ وصِفَاتِهِ وأَفْعَالِهِ كَمَا هوَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وعَالٍ على كُلِّ شَيْءٍ، وأَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَجَلُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ في ذَاتِهِ وصِفَاتِهِ وأَفْعَالِه) ([84]).


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: راوئع البيان لشرح مختصر لبعض أسماء الرحمن

    القُدُّوسُ:
    ( " القُدُّوسُ " المُنَزَّهُ مِنْ كُلِّ شَرٍّ ونَقْصٍ وعَيْبٍ، كما قال أَهْلُ التَّفْسيرِ: هوَ الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ , المُنَزَّهُ عَمَّا لا يَلِيقُ بهِ. وهذا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ. وأَصْلُ الكَلِمَةِ مِن الطَّهَارَةِ والنَّزَاهَةِ. ومنهُ: " بَيْتُ المَقْدِسِ "؛ لأنَّهُ مَكَانٌ يُتَطَهَّرُ فيهِ مِن الذُّنُوبِ، ومَنْ أمَّهُ لا يُرِيدُ إلاَّ الصَّلاةَ فيهِ رَجَعَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كيومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، ومنهُ سُمِّيَت الجَنَّةُ "حَظِيرَةَ القُدُسِ " لطَهَارَتِهَا مِنْ آفاتِ الدُّنيا. ومنهُ سُمِّيَ جِبْرِيلُ " رُوحَ القُدُسِ "؛ لأنَّهُ طَاهِرٌ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ. ومنهُ قَوْلُ المَلائِكَةِ: {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: 30].
    فقِيلَ: المَعْنَى: ونُقَدِّسُ أَنْفُسَنَا لَكَ، فعُدِّيَ باللاَّمِ. وهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ. والصَّوَابُ أَنَّ المَعْنَى نُقَدِّسُكَ ونُنَزِّهُكَ عَمَّا لا يَلِيقُ بِكَ. هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ أَهْلِ التَّفْسيرِ) ([85]).

    السَّلامُ:
    ( " السَّلامُ " … مِنْ أَسْماءِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وتَعَالَى، وهوَ اسْمُ مَصْدَرٍ في الأَصْلِ – كالكَلامِ والعَطَاءِ – بمَعْنَى السَّلامَةِ، … [و] الرَّبُّ تَعَالى أَحَقُّ بِهِ مِنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ؛ لأنَّهُ السَّالِمُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وعَيْبٍ ونَقْصٍ وذَمٍّ؛ فَإِنَّ لهُ الكَمَالَ المُطْلَقَ مِنْ جَمِيعِ الوُجُوهِ، وكَمَالُهُ مِنْ لوَازِمِ ذَاتِهِ، فَلا يَكُونُ إلاَّ كَذَلكَ.
    و " السَّلامُ " يَتَضَمَّنُ:
    - سَلامَةَ أَفْعَالِهِ مِن العَبَثِ والظُّلْمِ وخِلافِ الحِكْمَةِ.
    - وسَلامَةَ صِفَاتِهِ مِنْ مُشَابَهَةِ صِفَاتِ المَخْلُوقِينَ.
    - وسَلامَةَ ذَاتِهِ مِنْ كُلِّ نَقْصٍ وعَيْبٍ.
    - وسَلامَةَ أسْمَائِهِ مِنْ كُلِّ ذَمٍّ.
    فاسْمُ " السَّلامِ " يَتَضَمَّنُ إِثْباتَ جَمِيعِ الكَمَالاتِ لَهُ وسَلْبَ جَمِيعِ النَّقَائِصِ عنهُ.
    وهَذَا مَعْنَى: (( سُبْحَانَ اللهِ والحَمْدُ للهِ ))، ويَتَضَمَّنُ إِفْرَادَهُ بالألُوهِيَّةِ، وإِفْرَادَهُ بالتَّعْظِيمِ؛ وهَذَا مَعْنَى: (( لا إِلَهَ إِلا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ ))، فَانْتَظَمَ اسْمُ " السَّلام " البَاقِياتِ الصَّالِحَاتِ التي يُثْنَى بها على الرَّبِّ جَلَّ جلالُهُ) ([86]).

    المُؤْمِنُ:
    (ومِنْ أَسْمَائِهِ تعالى " المُؤْمِنُ " وهوَ في أحَدِ التَّفْسِيرَيْن ِ: المُصَدِّقُ الذي يَصْدُقُ الصَّادِقِينَ بِمَا يُقِيمُ لَهُم مِنْ شَوَاهِدِ صِدْقِهِم. فهوَ الذي صَدَقَ رُسُلَهُ وأَنْبِياءَهُ فيما بَلَّغُوا عنهُ. وشَهِدَ لَهُم بأَنَّهُم صَادِقُونَ بالدَّلائِلِ التي دَلَّ بها عَلَى صِدْقِهِم قَضَاءً وخَلْقاً) ([87]).

    الحَقُّ:
    ([اللهُ] سُبْحَانَهُ هوَ الحَقُّ، وقَوْلُهُ الحَقُّ، ودِينُهُ الحَقُّ، ووَعْدُهُ حَقٌّ، ولِقَاؤُهُ حَقٌّ، وفِعْلُهُ كُلُّهُ حَقٌّ؛ لَيْسَ في أَفْعَالِهِ شَيْءٌ بَاطِلٌ، بلْ أَفْعَالُهُ سُبْحانَهُ بَرِيئَةٌ مِن البَاطِلِ) ([88]) (فـ.. [هُوَ] الحَقُّ المُطْلَقُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وبِكُلِّ اعْتِبَارٍ) ([89]).

    الحَكِيمُ:
    (و … مِنْ أَسْمائِهِ " الحَكِيمُ " ) ([90]) (الذي لا يَضَعُ الشَّيْءَ إلاَّ فِي مَوْضِعِه) ([91]) (و.. مِنْ لوَازِمِهِ ثُبُوتُ الغَايَاتِ المَحْمُودَةِ لَهُ بأَفْعَالِهِ، ووَضْعُهُ الأَشْيَاءَ في مَوْضِعِها، وإِيقَاعُها على أَحْسَنِ الوُجُوهِ)([92]).
    [فهو سُبْحَانَه] ( " الحَكِيمُ " الذي بَهَرَتْ حِكْمَتُهُ الألْبابَ) ([93])، ([فـ] اسْمُهُ سُبْحانَهُ “ الحَكِيمُ “ يَتَضَمَّنُ حِكْمَتَهُ في خَلْقِهِ , وأَمْرَهُ في إِرَادَتِهِ الدِّينِيَّةِ والكَوْنِيَّةِ، وهوَ حَكِيمٌ في كُلِّ مَا خَلَقَ، حَكِيمٌ في كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ) ([94]). (وهو الحَكِيمُ الذي لَهُ الحُكْمُ. قَالَ تَعَالَى: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} [غافر: 12] ) ([95]).

    العَدْلُ:
    (وَمِنْ أَسْمَائِهِ الحُسْنَى " العَدْلُ " الذي كُلُّ أَفْعَالِهِ وأَحْكَامِهِ سَدَادٌ وصَوَابٌ وحَقٌّ) ([96]).
    ([فهو] العَدْلُ الذي لا يَجُورُ ولا يَظْلِمُ، ولا يَخَافُ عِبَادُهُ منهُ ظُلْماً) ([97]).

    (والعَدْلُ مِنْ أَوْصَافِهِ في فِعْلِهِ = ومَقَالِهِ والحُكْمُ بالمِيزَانِ
    فَعَلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ إِلَهُنَا = قَوْلاً وفِعْلاً ذَاكَ في القُرْآنِ) ([98]).

    الرَّشِيدُ:
    (وَهْوَ الرَّشِيدُ فَقَوْلُهُ وفِعَالُهُ = رُشْدٌ ورَبُّكَ مُرْشِدُ الحَيْرَانِِ
    وكِلاهُمَا حَقٌّ فَهَذَا وَصْفُه = والفِعْلُ للإرْشَادِ ذَاكَ الثَّانِي) ([99])

    الطَّيِّبُ:
    ([اللهُ] سُبْحَانَهُ طَيِّبٌ، ((وأَفْعَالُهُ طَيِّبَةٌ، وصِفَاتُهُ أَطْيَبُ شَيْءٍ، وأَسْمَاؤُهُ أَطْيَبُ الأَسْمَاءِ، واسْمُهُ “ الطَّيِّبُ “ لا يَصْدُرُ عنهُ إلاَّ طَيِّبٌ، ولا يَصْعَدُ إليهِ إلاَّ طَيِّبٌ، ولا يَقْرُبُ منهُ إلاَّ طَيِّبٌ، فكُلُّهُ طَيِّبٌ)) ([100])؛ فالطَّيِّباتُ لهُ وَصْفاً وفِعْلاً وقَوْلاً ونِسْبَةً، وكُلُّ طَيِّبٍ مُضَافٌ إليهِ، وكُلُّ مُضَافٍ إليهِ طَيِّبٌ) ([101]).

    الأَكْرَمُ:
    ( " الأَكْرَمُ " الذي فيهِ كُلُّ خَيْرٍ وكُلُّ كَمَالٍ، فَلَهُ كُلُّ كَمَالٍ وَصْفاً، ومنهُ كُلُّ خَيرٍ فِعْلاً فهوَ الأَكْرَمُ في ذَاتِهِ وأَوْصَافِهِ وأَفْعَالِه)([102]).
    [و] " الأَكْرَمُ " … هوَ الأَفْعَلُ مِن الكَرَمِ وهوَ: كَثْرَةُ الخَيْرِ. ولا أَحَدَ أَوْلَى بذَلِكَ منهُ سُبْحَانَهُ فَإِنَّ الخَيْرَ كُلَّهُ بيَدَيْهِ، والخَيْرَ كُلَّهُ منهُ، والنِّعَمَ كُلَّها هوَ مَوْلاها، والكَمَالَ كُلَّهُ، والمَجْدَ كُلَّهُ لَهُ، فهوَ الأَكْرَمُ حَقًّا)([103]).

    الغَنِيُّ:
    (الرَّبُّ تَعالَى.. هوَ الغَنِيُّ بذَاتِهِ، الذي كُلُّ مَا سِوَاهُ مُحْتاجٌ إليهِ وَلَيْسَ بِهِ حَاجَةٌ إلى أَحَدٍ)([104]).
    ([كَمَا] أَنَّهُ … لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ ولا يَحْتَاجُ إلى شَيْءٍ مِمَّا يَحْتَاجُ إليهِ خَلْقُهُ بوَجْهٍ مِن الوُجُوهِ)([105]).
    (فَلَهُ الغِنَى الكَامِلُ التَّامُّ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ عنْ كُلِّ أَحَدٍ بكُلِّ اعْتِبَارٍ) ([106]).

    الجَوَادُ:
    ([اللهُ] سُبْحَانَهُ هوَ " الجَوَادُ " الذي لا يَنْقُصُ خَزَائنَهُ الإنْفَاقُ، ولا يَغِيضُ مَا في يَمِينِهِ سَعَةُ عَطَائِه) ([107]).
    ([فـ]هو " الجَوَادُ المَاجِدُ " الذي لَهُ الجُودُ كُلُّهُ، وجُودُ الخَلائِقِ في جَنْبِ جُودِهِ أَقَلُّ مِنْ ذَرَّةٍ في جِبَالِ الدُّنيا ورِمَالِها) ([108]).

    (وَهْوَ الجَوَادُ فُجُودُهُ عَمَّ الوُجُـ = ودَ جَمِيعَهُ بالفَضْلِ والإِحْسَانِ
    وَهْوَ الجَوَادُ فَلا يُخَيِّبُ سَائِلاً = وَلَو اَنَّهُ مِنْ أُمَّةِ الكُفْرَانِ) ([109])

    الوَاجِدُ:

    ( " الوَاجِدُ " في أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ … بمَعْنَى: ذُو الوُجْدِ والغِنَى، وهوَ ضِدُّ الفَاقِدِ. وهوَ كالمُوسِعِ ذِي السَّعَةِ. قَالَ تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)} [الذاريات: 47]؛ أيْ: ذُو سَعَةٍ وقُدْرَةٍ ومُلْكٍ؛ كَمَا قَالَ تعالى: {
    ومتعوهن على الموسع
    قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236]) ([110]).

    الوَدُودُ:
    ( " الوَدُودُ " مِنْ أَسْمَاءِ الرَّبِّ تَعَالى، وفيهِ قَوْلانِ:
    - أَحَدُهما: أَنَّهُ المَوْدُودُ، قال البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ في صَحِيحِهِ: (( "الوَدُودُ ": الحَبِيبُ )) (([فـ] هوَ المَحْبوبُ الذي يَسْتَحِقُّ أنْ يُحَبَّ الحُبَّ كُلَّهُ , وأَنْ يَكُونَ أَحَبَّ إلى العَبْدِ مِنْ سَمْعِهِ وبَصَرِهِ ونَفْسِهِ وجَمِيعِ مَحْبُوبَاتِه)) ([111]).
    - والثاني: أَنَّهُ الوَادُّ لعِبَادِهِ؛ أي: المُحِبُّ لَهُم) ([112]) (الذي يُحِبُّ أَنْبِياءَهُ ورُسُلَهُ وأَوْلِياءَهُ وعِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ) ([113]).

    المَنَّانُ:
    ([ " المَنَّانُ ": ذُو المَنِّ] الذي إِنَّما يَتَقَلَّبُ الخَلائِقُ في بَحْرِ مِنَّتِهِ عَلَيْهِم، ومَحْضِ صَدَقَتِهِ عَلَيْهِم، بلا عِوَضٍ منهم أَلْبَتَّةَ. وإِنْ كَانَتْ أَعَْمالُهُم أَسْباباً لِمَا يَنَالُونَهُ مِنْ كَرَمِهِ وجُودِهِ، فهوَ المَنَّانُ عَلَيْهم بأَنْ وَفَّقَهُم لتِلْكَ الأسْبَابِ وهَدَاهُم لَهَا، وأَعانَهم عَلَيْها، وكَمَّلَها لَهُم، وقَبِلَها مِنْهُم علَى مَا فِيهَا) ([114]).

    المُحْسِنُ:
    ([المُحْسِنُ الذي] تَعَرَّفَ إلى عِبَادِهِ بأَوْصافِهِ وأَفْعَالِهِ وأَسْمَائِهِ، وتَحَبَّبَ إليهم بنِعَمِهِ وآلائِهِ، وابْتَدَأَهُم بإِحْسَانِهِ وعَطَائِهِ، فهوَ المُحْسِنُ إليهم والمُجَازِي على إِحْسَانِهِ بالإحْسَانِ، فَلَهُ النِّعْمَةُ والفَضْلُ والثَّنَاءُ الحَسَنُ الجَمِيلُ) ([115]).
    (وهو سُبْحَانَهُ كَتَبَ على نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ والإحْسَانَ، فَرَحْمَتُهُ وإِحْسَانُهُ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ، فلا يَكُونُ إلاَّ رَحِيماً مُحْسِناً)([116]).؛ ([فـ]لإحْسَانُ صِفَتُهُ، وهوَ المُحْسِنُ ويُحِبُّ المُحْسِنِينَ). ([117])

    الوَهَّابُ:
    (وَكَذَلِكَ الوَهَّابُ مِنْ أَسْمَائِه = فَانْظُرْ مَوَاهِبَهُ مَدَى الأَزْمَانِ
    أَهْلُ السَّمَاواتِ الْعُلَى وَالأَرْضِ عَنْ = تِلْكَ المَوَاهِبِ لَيْسَ يَنْفَكَّانِ) ([118]).

    الحَسِيبُ:
    ( " الحَسِيبُ ": الكَافِي) ([119]) (قَالَ اللهُ تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]؛ أيْ: كَافِيه) ([120]). (وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)} [الأنفال: 64]؛ أي: اللهُ وَحْدَهُ كَافِيكَ وكَافِي أَتْبَاعِكَ فلا تَحْتَاجُونَ مَعَهُ إلى أَحَدٍ) ([121]).

    (وَهْوَ الحَسِيبُ كِفَايَةً وَِحِمَايَةً = والحَسْبُ كَافِي العَبْدِ كُلَّ أَوَانِ) ([122])

    الشَّهِيدُ:
    (مِنْ أَسْمَائِهِ " الشَّهِيدُ " الذي لا يَغِيبُ عنهُ شَيْءٌ، ولا يَعْزُبُ عنهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍِ في الأَرْضِ ولا في السَّماءِ، بلْ هوَ مُطَّلِعٌ على كُلِّ شَيْءٍ مُشَاهِدٌ لَهُ، عَلِيمٌ بتَفَاصِيلِهِ … بِحَيْثُ لا يَغِيبُ عنهُ وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ تَفَاصِيلِهِ، ولا ذَرَّةٌ مِنْ ذَرَّاتِهِ بَاطِناً وظَاهِراً) ([123]).
    ([فهو] الشَّاهِدُ الذي لا يَغِيبُ، ولا يَسْتَخْلِفُ أَحَداً علَى تَدْبِيرِ مُلْكِهِ. ولا يَحْتَاجُ إلى مَنْ يَرْفَعُ إليهِ حَوَائِجَ عِبَادِهِ، أوْ يُعَاوِنُهُ عَلَيْهَا، أوْ يَسْتَعْطِفُهُ عليهم، ويَسْتَرْحِمُهُ لهم) ([124]).

    الرَّقِيبُ:
    (وَهْوَ الرَّقِيبُ عَلَى الخَوَاطِرِ واللَّوَا = حِظِ كَيْفَ بالأَفْعَالِ بالأَرْكَانِ) ([125])

    القَرِيبُ:
    (وَهْوَ القَرِيبُ وقُرْبُهُ المُخْتَصُّ بالدَّ = اعِي وعَابِدِهِ علَى الإيمَانِ) ([126])

    ([فـ[قُرْبُ الرَّبِّ تَعالى إِنَّما وَرَدَ خَاصًّا لا عَامًّا، وهوَ نَوْعَانِ: قُرْبُهُ مِنْ دَاعِيهِ بالإِجَابَةِ، ومِنْ مُطِيعِهِ بالإِثَابَةِ)([127]).

    المُجِيبُ:
    (وَهْوَ المُجِيبُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُو أُ جِبـْ = ـهُ أَنَا المُجِيبُ لكُلِّ مَنْ نَادَانِي
    وَهْوَ المُجِيبُ لدَعْوَةِ المُضْطَرِّ إِذْ = يَدْعُوهُ في سِرٍّ وفي إِعْلانِ) ([128])

    المُسْتَعَانُ:
    ( " المُسْتَعانُ " هوَ الذي يُسْتَعانُ بهِ عَلَى حُصُولِ المَطْلُوبِ، ودَفْعِ المَكْرُوهِ) ([129]) .

    المُغِيثُ:
    وَهْو المُغِيثُ لِكُلِّ مَخْلُوقَاتِهِ = وكَذَا يُجِيبُ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ) ([130])
    الكَفِيلُ:
    (وَهْوَ الكَفِيلُ بكُلِّ مَا يَدْعُونَهُ = لا يَعْتَرِي جَدْوَاهُ مِنْ نُقْصَانِ
    فَتَوَسُّطُ الشُّفَعاءِ والشُّرَكاءِ والْـ = ـظُهَرَاءِ أَمْرٌ بَيِّنُ البُطْلانِ) ([131])

    الحَفِيظُ:
    (وَهْوَ الحَفِيظُ عَلَيهِمُ وَهْوَ الكَفِيـ = ـلُ بِحِفْظِهِم مِنْ كُلِّ أَمْرٍ عَانِ) ([132])

    الرَّفيقُ:
    (وَهْوَ الرَّفِيقُ يُحِبُّ أَهْلَ الرِّفْقِ بَلْ = يُعْطِيهِمُ بالرِّفْقِ فَوْقَ أَمَانِ) ([133])

    العَفُوُّ:
    (وَهْوَ العَفُوُّ فعَفْوُهُ وَسِعَ الوَرَى = لَوْلاهُ غَارَ الأَرْضُ بالسُّكَّانِ) ([134])

    الغَفُورُ:
    (وَهْوَ الغَفُورُ فَلَوْ أُتِي بقُرَابِها = مِنْ غَيْرِ شِرْكٍ بَلْ مِنَ العِصْيانِ
    لأَتَاهُ بالغُفْرَانِ مِلءَ قُرَابِها = سُبْحَانَهُ هُوَ وَاسِعُ الغُفْرَانِ) ([135])

    التَّوَّابُ:
    (كَذَلِكَ التَّوَّابُ مِنْ أَوْصَافِهِ = والتَّوْبُ في أَوْصَافِهِ نَوْعَانِ
    إِذْنٌ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ وقَبُولُهَا = بَعْدَ المَتَابِ بِمِنَّةِ المَنَّانِ) ([136])

    ([فـ[تَوْبَةُ العَبْدِ إلى اللهِ مَحْفُوفَةٌ بتَوْبَةٍ مِن اللهِ عَلَيْهِ قَبْلَها، وتَوْبَةٍ مِنْهُ بَعْدَها، فتَوْبَتُهُ بَيْنَ تَوْبَتَيْنِ مِنْ رَبِّهِ: سَابِقَةٍ وَلاحِقَةٍ؛ فإِنَّهُ تَابَ عليهِ أَوَّلاً إِذْناً وتَوْفِيقاً وإِلْهَاماً فَتَابَ العَبْدُ، فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِ ثانياً قَبُولاً وإِثَابَةً) ([137]).

    الحَلِيمُ:
    (وَهْوَ الحَلِيمُ فَلا يُعَاجِلُ عَبْدَهُ = بِعُقُوبَةٍِ لِيَتُوبَ مِنْ عِصْيَانِ) ([138]) *

    الوَلِيُّ:
    ([وَلِيُّ الصَّالِحِينَ و … مُقِيلُ عَثَرَاتِهِم، وغَافِرُ زَلاَّتِهِم، ومُقِيمُ أَعْذَارِهِم، ومُصْلِحُ فَسَادِهِم، والدَّافِعُ عنهم، والمُحامِي عَنْهُم، والنَّاصِرُ لهم، والكَفِيلُ بمَصَالِحِهم، والمُنْجِي لهم مِنْ كُلِّ كَرْبٍ، والمُوفِي لَهُم بوَعْدِهِ، … ولِيُّهم الذي لا وَلِيَّ لهم سِوَاهُ، فهوَ مَوْلاهُم الحقُّ، ونَصِيرُهم عَلَى عَدُوِّهِم، فنِعْمَ المَوْلَى ونِعْمَ النَّصِيرُ) ([139]).
    (وَكَذَا الوَلايَةُ كُلُّها للهِ لا = لِسِواهُ مِنْ مَلَكٍ ولا إِنْسَانِ
    فَلَهُ الوَلايَةُ والوِلايَةُ مَا لَنَا = مِنْ دُونِهِ وَالٍ مِن الأَكْوَانِ
    فَإِذَا تَوَلاَّهُ امْرُؤٌ دُونَ الوَرَى = طُرًّا تَوَلاَّهُ العَظِيمُ الشَّانِ
    وإِذَا تَولَّى غَيْرُهُ مِنْ دُونِهِ = وَلاَّهُ مَا يَرْضَى بِهِ لِهَوَانِ
    في هَذِهِ الدُّنْيَا وبَعْدَ مَمَاتِهِ = وكَذَاكَ عِنْدَ قِيَامَةِ الأَبْدَانِ) ([140])

    البَرُّ:
    (ومِنْ أَسْمَائِهِ " البَرُّ " و [وهو ذُو] … البِرِّ والإِحْسانِ والكَرَمِ) ([141]).

    (والبِرُّ مِنْ أَوْصَافِهِ سُبْحَانَهُ = هُوَ كَثْرَةُ الخَيْرَاتِ والإِحْسَانِ
    صَدَرَتْ عَنِ البِرِّ الَّذِي هُوَ وَصْفُهُ = فَالْبِرُّ حِينَئذٍ لَهُ نَوْعَانِ
    وَصْفٌ وفِعْلٌ فَهْوَ بَرٌّ مُحْسِنٌ = مُوْلِي الجَمِيلِ ودَائِمُ الإحْسَانِ) ([142])
    ([فهو] " البَرُّ "، ويُحِبُّ أَهْلَ البِرِّ فيُقَرِّبُ قُلُوبَهم منهُ بِحَسَبِ مَا قَامُوا بهِ مِن البِرِّ، ويَبْغَضُ الفُجُورَ وأَهْلَهُ، فيُبْعِدُ قُلُوبَهم منهُ بِحَسَبِ مَا اتَّصَفُوا بِهِ مِن الفُجُورِ) ([143]).
    (ومِنْ … بِرِّهِ سُبحانَهُ … سَتْرُهُ [العَبْدَ] حَالَ ارْتِكَابِ المَعْصِيَةِ، مَعَ كَمَالِ رُؤْيَتِهِ لهُ، وَلَو شَاءَ لَفَضَحَهُ بَيْنَ خَلْقِهِ فَحَذِرُوهُ، وهَذَا مِنْ كَمَالِ بِرِّهِ) ([144]).

    الحَيِيُّ السِّتِّيرُ:
    ([اللهُ سُبْحَانَهُ وتعالى] حَيِيٌّ سِتِّيرٌ بُّ أَهْلَ الحَياءِ والسَّتْرِ) ([145]) (فـ… يُحِبُّ السِّتْرَ وإنْ كَرِهَ ما يَسْتُرُ عبدَهُ عليه) ([146]).
    (وهو الحَيِيُّ فَلَيسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ = عندَ التَّجَاهُرِ مِنْهُ بالعِصْيَانِ
    لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ = فَهَْو السَّتِيرُ وصَاحِبُ الغُفْرَانِ) ([147]) *

    الجَلِيلُ:
    ([اللهُ] سُبْحانَهُ [هو] الجَلِيلُ) ([148])، (أَجَلُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ في ذَاتِهِ وصِفَاتِهِ وأَفْعَالِه) ([149]).
    (وَهْوَ الجَلِيلُ فكُلُّ أَوْصَافِ الجَلا = لِ لَهُ مُحَقَّقَةٌ بلا بُطْلانِ) ([150])

    الجَمِيلُ:
    ([اللهُ] سُبْحانَهُ [هو] " الجَمِيلُ " الذي لا أَجْمَلَ منهُ، بلْ لوْ كَانَ جَمَالُ الخَلْقِ كُلِّهم على رَجُلٍ وَاحِدٍ منهم، وكانوا جَمِيعُهم بذلكَ الجمالِ، لَمَا كَانَ لجَمَالِهِم قَطُّ نِسْبَةٌ إلى جَمَالِ اللهِ، بلْ كَانَت النِّسْبَةُ أَقَلَّ مِنْ نِسْبَةِ سِرَاجٍ ضَعِيفٍ إلى حِذَاءِ جِرْمِ الشَّمْسِ وَللهِ المثَلُ الأَعْلَى …
    ومِنْ أسْمَائِهِ الحُسْنَى: " الجَمِيلُ "، ومَنْ أَحَقُّ بالجَمَالِ مِمَّن كُلُّ جَمَالٍ في الوُجُودِ فهوَ مِنْ آثارِ صُنْعِهِ، فَلَهُ: جَمَالُ الذَّاتِ، وجَمَالُ الأوْصَافِ، وجَمَالُ الأَفْعالِ، وجَمَالُ الأَسْماءِ.
    فأَسْمَاؤُهُ كُلُّها حُسْنَى، وصِفَاتُهُ كُلُّها كَمَالٌ، وأَفْعَالُهُ كُلُّها جَمِيلَةٌ، فلا يَسْتَطِيعُ بَشَرٌ النَّظَرَ إلى جَلالِهِ وجَمَالِهِ في هذهِ الدَّارِ، فإذا رَأَوْهُ سبحانَهُ في جَنَّاتِ عَدْنٍ أَنْسَتْهم رُؤْيَتُهُ ما هم فيهِ مِن النَّعِيمِ، فلا يَلْتَفِتونَ حِينَئذٍ إلى شَيْءٍ غَيْرِه) ([151]).

    (وَهْوَ الجَمِيلُ عَلَى الحَقِيقَةِ كَيْفَ لا = وَجَمالُ سَائِرِ هَذِهِ الأَكْوَانِ
    مِنْ بَعْضِ آثَارِ الجَمِيلِ فَرَبُّها = أَوْلَى وَأَجْدَرُ عِنْدَ ذِي العِرْفَانِ
    فجَمَالُهُ بالذَّاتِ والأَوْصَافِ والْـ = أَفْعَالِ والأَسْمَاءِ بالبُرْهانِ
    لا شَيْءَ يُشْبِهُ ذَاتَهُ وصِفَاتِهِ = سُبْحَانَهُ عَنْ إِفْكِ ذِي البُهْتَانِ) ([152])

    النُّورُ:
    (وَلَمَّا كَانَ " النُّورُ " مِنْ أَسْمَائِهِ الحُسْنَى وصِفَاتِهِ كَانَ دِينُهُ نُوراً، ورَسُولُهُ نوراً، وكَلامُهُ نُوراً، ودَارُهُ نُوراً يَتَلأْلأُ، والنُّورُ يَتَوَقَّدُ في قُلُوبِ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، ويَجرِي علَى أَلْسِنَتِهِم، ويَظْهَرُ علَى وُجُوهِهِم) ([153]).
    (فَدِينُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ نُورٌ، وكِتَابُهُ نُورٌ، ورَسُولُهُ نُورٌ، ودَارُهُ التي أَعَدَّهَا لأَوْلِيائِهِ نُورٌ يَتَلأْلأُ، وهوَ تَبارَكَ وتعالى نُورُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ، ومِنْ أَسْمَائِهِ النُّورُ، وأَشْرَقَت الظُّلُماتُ لنورِ وَجْهِهِ، وفي دُعاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الطَّائِفِ: ((أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُماتُ، وصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا والآخِرَةِ، أَنْ يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ، أوْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ، لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ)) ([154]))([155]).
    (فَنِسْبَةُ الأَنْوارِ كُلِّها إلى نُورِ الرَّبِّ كنِسْبَةِ العُلُومِ إِلَى عِلْمِهِ، والقُوَى إلى قُوَّتِهِ، والغِنَى إلى غِنَاهُ، والعِزَّةِ إلى عِزَّتِهِ، وكذلكَ باقي الصِّفَاتِ. والعَبْدُ إذا سَمَا بَصَرُهُ صُعُوداً إلى نُورِ الشَّمْسِ غُشِيَ دونَ إِدْرَاكِهِ وتَعَذَّرَ عليهِ غَايَةَ التَّعَذُّرِ!!، وأيُّ نِسْبَةٍ لنُورِ الشَّمْسِ إلى نورِ خالِقِهَا ومُبْدِعِها؟!!.
    وإِذَا كَانَ نُورُ البَرْقِ يَكَادُ يَلْتَمِعُ البَصَرَ ويَخْطَفُهُ، ولا يَقْدِرُ العَبْدُ علَى إِدْرَاكِهِ، فَكَيْفَ بنورِ الحِجَابِ؟!! فكَيْفَ بما فَوْقَهُ؟!!.
    والأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَصِفَهُ واصِفٌ، أوْ يَتَصَوَّرَهُ عَاقِلٌ. فتَبارَكَ اللهُ ربُّ العالَمِينَ الذي أَشْرَقَت الظُّلُماتُ بنُورِ وَجْهِهِ، وعَجَزت الأَفْكَارُ عنْ إِدْرَاكِ كُنْهِهِ، ودَلَّت الآياتُ وشَهِدَت الفِطَرُ باسْتِحَالَةِ شَبَهِهِ. فلولا وَصَفَ نَفْسَهُ لعِبَادِهِ لَمَا أَقْدَمُوا عَلَى وَصْفِهِ، فهوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ وأَثْنَى على نَفْسِهِ، وفَوْقَ مَا يَصِفُهُ الوَاصِفونَ)([156]).

    الفَتَّاحُ:
    (وَكَذِلكَ الفَتَّاحُ مِنْ أَسْمَائِهِ = والفَتْحُ في أَوْصَافِهِ أَمْرَانِ
    فَتْحٌ بِحُكْمٍ وَهْوَ شَرْعُ إِلَهِنَا = والفَتْحُ بالأَقْدَارِ فَتْحٌ ثانِ
    والربُّ فَتَّاحٌ بذَيْنِ كِلَيْهِمَا = عَدْلاً وإِحْسَاناً مِنَ الرَّحْمَنِ) ([157])

    الشَّكُورُ:
    (أَمَّا تَسْمِيَتُهُ سُبْحَانَهُ بـ " الشَّكُورِ " فهوَ في حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وفي القُرْآنِ تَسْمِيَتُهُ "شَاكِراً " قَالَ اللهُ تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)} [النساء: 147].
    وتَسْمِيَتُهُ أيضاً "شَكُوراً " قَالَ اللهُ تعالى: {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)} [التغابن: 17] ) ([158]).
    (وَهْوَ الشَّكُورُ فَلَن يُضَيِّعَ سَعْيَهُم = لَكِنْ يُضَاعِفُهُ بِلا حُسْبَانِ
    مَا لِلْعِبَادِ عَلَيْهِ حَقٌّ واجِبٌ = هُوَ أَوْجَبَ الأَجْرَ العَظِيمَ الشَّانِ
    كَلاَّ ولا عَمَلٌ لَدَيْهِ ضَائِعٌ = إِنْ كَانَ بالإِخْلاصِ والإِحْسَانِ
    إِنْ عُذِّبُوا فَبِعَدْلِـهِ أوْ نُعِّمُوا = فَبِفَضْلِهِ والحَمْدُ للمَنَّانِ) ([159])

    ([فـ[اللهُ – تعالى – شَكُورٌ إذا رَضِيَ مِن العَبْدِ عَمَلاً مِنْ أَعْمَالِهِ نَجَّاهُ، وأَسْعَدَهُ بهِ، وثَمَّرَهُ لهُ وبَارَكَ لَهُ فيهِ، وأَوْصَلَهُ بهِ إليهِ، وأَدْخَلَهُ بِهِ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَقْطَعْهُ بهِ عنْهُ) ([160]).
    (فهو أَوْلَى بصِفَةِ الشُّكْرِ مِنْ كُلِّ شَكُورٍ، بلْ هوَ الشَّكُورُ على الحَقِيقَةِ؛ فإِنَّهُ يُعْطِي العَبْدَ ويُوَفِّقُهُ لِمَا يَشْكُرُهُ عَلَيْهِ، ويَشْكُرُ القَلِيلَ مِن العَمَلِ والعَطَاءِ فَلا يَسْتَقِلُّهُ أَنْ يَشْكُرَهُ، ويَشْكُرُ الحَسَنَةَ بعَشْرِ أَمْثالِها إلى أَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ ويَشْكُرُ عَبْدَهُ بقَوْلِهِ؛ بأَنْ يُثْنِيَ عَلَيْهِ بَيْنَ مَلائِكَتِهِ وفي مَلَئِهِ الأَعْلى، ويُلْقِيَ لهُ الشُّكْرَ بَيْنَ عِبَادِهِ.
    ويَشْكُرُهُ بفِعْلِهِ: فَإِذَا تَرَكَ لهُ شَيْئاً أَعْطَاهُ أَفْضَلَ منهُ، وإِذَا بَذَل لهُ شَيْئاً رَدَّهُ عَلَيْهِ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً، وهوَ الذي وَفَّقَهُ للتَّرْكِ والبَذْلِ , وشُكْرُهُ على هَذَا وذَاكَ) ([161]).

    الصَّبُورُ:
    (وفي أَسْمَائِهِ الحُسْنَى: " الصَّبُورُ " وهوَ مِنْ أَمْثِلَةِ المُبالَغَةِ، أَبْلَغُ مِن الصَّابِرِ والصَّبَّارِ، وصَبْرُهُ تعالى يُفَارِقُ صَبْرَ المَخْلُوقِ ولا يُمَاثِلُهُ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ:
    - منها: أَنَّهُ على قُدْرَةٍ تَامَّةٍ.
    - ومنها: أَنَّهُ لا يَخَافُ الغَوْثَ، والعَبْدُ إِنَّما يَسْتَعْجِلُ الخَوْفَ بالغَوْثِ.
    - ومنها: أَنَّهُ لا يَلْحَقُهُ بصَبْرِهِ أَلَمٌ ولا حُزْنٌ ولا نَقْصٌ بوَجْهٍ ما.
    وظُهُورُ أَثَرِ هذا الاسْمِ في العَالَمِ مَشْهُودٌ بالعِيانِ كظُهُورِ اسْمِهِ الحَلِيمِ. والفَرْقُ بَيْنَ الصَّبْرِ والحِلْمِ أَنَّ الصَّبْرَ ثَمَرَةُ الحِلْمِ ومُوجَبُهُ …
    [فهو] " الصَّبُورُ " الذي لا أَحَدَ أَصْبَرُ منهُ، ولا نِسْبَةَ لصَبْرِ جَمِيعِ الخَلْقِ مِنْ أَوَّلِهِم إلى آخِرِهِم إلى صَبْرِهِ سُبحانَهُ) ([162])
    ).

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: راوئع البيان لشرح مختصر لبعض أسماء الرحمن


    ([2]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/32).
    ([3]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/249).
    ([4]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (45).
    ([5]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/56).
    ([6]) بَدَائِعُ الفوائدِ (4/132).
    ([7]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/249).
    ([8]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/58).
    ([9]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/152).
    ([10]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/149).
    ([11]) مدارِجُ السالكينَ (3/334).
    ([12]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/152).
    ([13]) بَدَائِعُ الفوائدِ (4/132).
    ([14]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/27،28)
    ([15]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (3/1435).
    ([16]) بَدَائِعُ الفوائدِ (1/160)
    ([17]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (3/1023-1027)
    ([18]) مُختصَرُ الصواعقِ المُرسَلةِ (300)
    ([19]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/56)
    (20) بَدَائِعُ الفوائدِ (1/24).
    ([21]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/111).
    ([22]) مُختصَرُ الصواعقِ المُرسَلةِ (357).
    ([23]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (23).
    ([24]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/82).
    ([25]) زَادُ المَعادِ (4/204).
    ([26]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/114).
    ([27]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (2/111).
    ([28]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/66).
    ([29]) جَلاءُ الأفهامِ (164-165).
    ([30]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/191).
    ([31]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/93)، الضوءُ المُنيرُ (1/33).
    ([32]) بَدَائِعُ الفوائدِ ( 1/160).
    ([33]) جَلاءُ الأفهامِ (165).
    ([34]) الكلامُ على مسألةِ السَّماعِ ( 198).
    ([35]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/66).
    ([36]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (132). وقال – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في الصواعقِ المُرسَلةِ (4/1365): ( يُثبِتُ بذلكَ عُلُوَّهُ على المخلوقاتِ وعَظمَتَهُ، فالعلوُّ: رِفْعَتُه).
    ([37]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/66).
    ([38]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/55).
    ([39]) مَدارِجُ السَّالكِينَ ( 1/53).
    ([40]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (4/1365).
    ([41]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (4/1365).
    ([42]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (4/1379).
    ([43]) القصيدةُ النونيةُ (240).
    ([44]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/128).
    ([45]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (131-132).
    ([46]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (43-44).
    ([47]) بَدَائِعُ الفوائدِ (3/4).
    ([48]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/128).
    ([49]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (131).
    ([50]) هدايةُ الحيارَى (523 – 524).
    ([51]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (2/492).
    ([52]) القصيدةُ النونيةُ (244).
    ([53]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ ( 2/492).
    ([54]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/128).
    ([55]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (131).
    ([56]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (3/1083).
    ([57]) هدايةُ الحيارَى (523).
    ([58]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 447.
    ([59]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/79-82).
    ([60]) مُختصَرُ الصواعقِ المُرسَلةِ (399).
    ([61]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (21).
    ([62]) مُختصَرُ الصواعقِ المُرسَلةِ (399).
    ([63]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (374).
    ([64]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (1375).
    ([65]) مِفتاحُ دارِ السَّعادةِ (1/243).
    ([66]) بَدَائِعُ الفوائدِ (4/132-133).
    ([67]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/332).
    ([68]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/332).
    ([69]) القصيدةُ النونيةُ (247 – 248).
    ([70]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/52).
    ([71]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/279).
    ([72]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/66).
    ([73]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/427).
    ([74]) توضيحُ المقاصدِ لابنِ عِيسَى (2/214). تنبيهٌ: سَقَطَ البيتُ الثانِي من كتابِ "القصيدةِ النونيةِ" ( ص242).
    ([75]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/66).
    ([76]) القصيدةُ النونيةُ (242).
    ([77]) هدايةُ الحيارَى (523).
    ([78]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (116).
    ([79]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/310-312).
    (80) القصيدةُ النونيةُ (246)
    ([81]) القصيدةُ النونيةُ (246).
    ([82]) شِفَاءُ العَلِيلِ ( 2/66).
    ([83]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (4/1375).
    ([84]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (4/1387-1379).
    وقال – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في هِدايةِ الحَيارَى (524): ( إنه قُدُّوسٌ سَلامٌ فهو المُبَرَّأُ مِن كلِّ عيبٍ ونقصٍ وآفةٍ).
    ([85]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/64-65).
    ([86]) أحكامُ أهلِ الذِّمَّةِ (1/153).
    ([87]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/432-433).
    ([88]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (246).
    ([89]) بَدَائِعُ الفوائدِ (4/165).
    ([90]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/187).
    ([91]) شِفَاءُ العَلِيلِ (2/67).
    ([92]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/55).
    ([93]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/409).
    ([94]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (114).
    ([95]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/53).
    ([96]) الفوائدُ (47).
    ([97]) هدايةُ الحيارَى (525).
    ([98]) القصيدةُ النونيةُ (247). ويشيرُ – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في البيتِ الأخيرِ إلى قولِه تعالى في سورةِ هودٍ: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}، وقولِه في سورةِ النحلِ:{وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)}.
    وقد تقدمَ الكلامُ على هاتينِ الآيتينِ في البابِ الثامنَ عَشَرَ.
    ([99]) القصيدةُ النونيةُ (247).
    * - وقالَ – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في شِفاءِ العليلِ (1/272): ( وهو ….. رَشِيدٌ يُحبُّ أهلَ الرُّشْدِ، وهو الذي جعلَ مَنْ يُحِبُّهُ مِن خَلقِه كذلك، وأعطاهُ من الصفاتِ ما شاءَ، وأمسكَها عمَّن يُبغِضُه، وجعلَهُ على أَضدادِها، فهذا عدلُه، وذاك فَضلُه، واللهُ ذُو الفضلِ العَظيمِ).
    ([100]) كتابُ الصلاةِ (182-183).
    ([101]) الكلامُ على مسألةِ السماعِ (208-209).
    ([102]) مِفتاحُ دارِ السَّعادةِ (2/241).
    ([103]) مِفتاحُ دارِ السَّعادةِ (1/142).
    ([104]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/328).
    ([105]) هدايةُ الحيارَى (523).
    ([106]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/45).
    ([107]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (2/450).
    ([108]) إغاثة اللَّهفان (2/253).
    ([109]) القصيدةُ النونيةُ (245).
    ([110]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/383-385).
    * وقال – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في شِفاءِ العَلِيلِ (1/332): ( ووَقَعَ فِي أسمائِه الوَاجِدُ، وهو بمَعنَى: الغنيِّ الذي له الوَجْدُ).
    ([111]) جَلاءُ الأفهامِ (164).
    ([112]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/29).
    ([113]) جَلاءُ الأفهامِ (164).
    ([114]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/115-116).
    ([115]) الفُروسِيَّةُ (16).
    ([116]) شِفَاءُ العَلِيلِ (135).
    ([117]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/272). وقال – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في طريقِ الهجرتَينِ (133): ( مُحْسِنٌ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ).
    ([118]) القصيدةُ النونيةُ (247).
    ([119]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/103).
    ([120]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/103).
    ([121]) زَادُ المَعادِ (1/34).
    ([122]) القصيدةُ النونيةُ (247).
    ([123]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/433).
    ([124]) هدايةُ الحيارَى (524).
    ([125]) القصيدةُ النونيةُ (244).
    ([126]) القصيدةُ النونيةُ (365).
    ([127]) مُختصَرُ الصواعقِ المُرسَلةِ (395).
    ([128]) القصيدةُ النونيةُ (254).
    ([129]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (56). وقال – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في إغاثةِ اللَّهفانِ (1/43): ("المستعانُ" هو الذي يُستَعَانُ به على المطلوبِ).
    ([130]) القصيدةُ النونيةُ (245).
    ([131]) القصيدةُ النونيةُ (341).
    ([132]) القصيدةُ النونيةُ (244).
    ([133]) القصيدةُ النونيةُ (245).
    ([134]) القصيدةُ النونيةُ (244).
    ([135]) القصيدةُ النونيةُ (246)، وقال – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في روضةِ المُحبِّينَ (81): ( فإنه سُبحانَهُ وتَعالَى يُحِبُّ المَغفِرَةَ وإن كَرِهَ مَعاصِيَ عِبادِهِ).
    ([136]) القصيدةُ النونيةُ (246).
    ([137]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/319-320).
    ([138]) القصيدةُ النونيةُ (244).
    * وقال – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في مَدارجِ السَّالكِينَ (1/223): ( و …. شُهودُ [ العَبدِ] حِلْمَ اللهِ سبحانه وتعالَى في إمهالِ راكبِ الخطيئةِ، ولو شاءَ لعاجَلَهُ بالعُقوبةِ، ولكنهُ الحليمُ الذي لا يَعْجَلُ… يُحدِثُ له معرفةَ ربِّه سبحانَه باسمِه "الحليمِ" ومُشاهدةَ صفةِ "الحِلْمِ" والتعبدَ بهذا الاسمِ).
    ([139]) الفوائدُ (52).
    ([140]) القصيدةُ النونيةُ (340).
    ([141]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/223).
    ([142]) القصيدةُ النونيةُ (247).
    ([143]) الفوائدُ (189).
    ([144]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/223).
    ([145]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (133).
    ([146]) روضةُ المحبينَ (81).
    ([147]) القصيدةُ النونيةُ (244).
    * وقال – رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى – في روضةِ المحبينَ (81): ( حَيِيُّ يحبُّ أهلَ الحياءِ). – وقال أيضًا في شفاءِ العليلِ (1/272): (سِتِّيرٌ يُحِبُّ أَهلَ السَّتْرِ).
    ([148]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (300).
    ([149]) الصَّواعِقُ المُرْسَلَةُ (4/1379).
    ([150]) القصيدةُ النونيةُ (240).
    ([151]) روضةُ المحبينَ (420-422).
    ([152]) القصيدةُ النونيةُ (240).
    ([153]) شِفَاءُ العَلِيلِ (1/272).
    ([154]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 505.
    ([155]) الوابلُ الصيِّبُ (101).
    ([156]) مُختصَرُ الصواعقِ المُرسَلةِ (355 – 356).
    ([157]) القصيدةُ النونيةُ (247).
    ([158]) عُدَّةُ الصابرينَ (310).
    ([159]) القصيدةُ النونيةُ (245).
    ([160]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/390).
    ([161]) عُدَّةُ الصابرينَ (310).
    ([162]) عُدَّةُ الصابرينَ (305 – 309).
    جمع وإختصار الاخ والشيخ الفاضل أبو عمر عبد العزيز بن داخل المطيري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •