قال زاذان: "كنت غلاما حسن الصوت جيد الضرب بالطنبور، وكنت أنا وصاحب لي في رابعة وعندنا نبيذ لنا وأنا أغنيهم إذ مر عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، فلما سمع الصوت دخل علينا فضرب الباطية برجله فأكفاها وانتزع الطنبور من يدي فضرب به الأرض فكسره، ثم قال: "لو كان ما أسمع من حسن صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت". قال: ثم مضى، قلت لأصحابي: "من هذا الذي فعل؟" قالوا: "هذا عبد الله بن مسعود". قال: فألقى الله في نفسي التوبة فسعيت وأنا أبكي، فلما بلغ الباب أراد أن يدخل فأخذت بثوبه فالتفت إلي فقال: "من أنت؟" قلت: "أنا صاحب الطنبور"، فأقبل علي فاعتنقني وبكى، ثم قال: "مرحبا بمن يحبه الله، اجلس مكانك"، قال: "ثم دخل فأخرج إلي تمرا فقال: "كل من هذا التمر، ولو كان غيره أخرجته إليك".
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/283).