حتى يكون حجُّنا وفق مرادِ الله تعالى – مقاصدُ الحجِّ العقديَّة




من أجلِّ مقاصد الحج تحقيق الاستسلام والانقياد لله سبحانه وتعالى ولشرعه وهذا يظهر في كل أعمال الحج
معرفة مقاصد الحج وغاياته في غاية الأهمية فمُهِمٌّ جمعُها وتحريرها وبثُّها في الناس حتى يعرفوا مراد الله من هذه الشعيرة العظيمة
أعظم مقاصد الحج العقديّة أنه يذكِّر الإنسان بوظيفته الحقيقية في هذه الحياة وهي توحيد الله سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة
من أعظم مظاهر الاتباع استلام الحجر الأسود فليس في ذلك إلا الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
من مقاصد الحج العقدية ربط الإنسان بالأنبياء ودعوتهم حتى يحرص المسلم على ما حرصوا عليه
الحج يظهر قوة المسلمين واعتزازهم بدينهم وتنمية هذا الشعور لديهم يحرص عليه الشرع ويؤكده
من أعظم مقاصده الحج أن يكون خالصًا لله وأداؤه لوجه الله لا يريد الحاج بذلك رياءً ولا فخرًا ولا سمعة
أمر الله -سبحانه وتعالى- إبراهيم -عليه السلام- أن يؤذِّن في الناس بالحج، يقول -تعالى-: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج: 27)، أي: يأتُون مشاةً وعلى إبلٍ ضامرة من كل طريق ومسلكٍ بعيد، يحدوهم الشَّوق، ويؤنسهم توقهم إلى البيت العتيق، والحجُّ قد شرعه الله لغاياتٍ عظمى، ومقاصد جليلة، ومنافع عاجلة وآجلة، {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (الحج: 28).
{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} ما أعجب هذه الكلمة وأجملها! وما أوجزها وأجمعها! يقول ابن عباس - رضي الله عنه -: «منافع الدنيا والآخرة، أمَّا منافع الآخرة فرضوان الله -تعالى-، وأمَّا منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن، والذبائح والتجارات»، ولأنَّ الحج مكانته عظيمة في الدين الإسلامي، فهو ركنٌ من أركان الإسلام كما في حديث ابن عمر - رضي الله عنه -: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»، وتترتَّب عليه أجور عظيمة، فـ«الحجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنَّة»، وقد سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله، ثم الجهاد، ثم حج مبرور».
معرفة مقاصد الحج وغاياته
ولأجل هذا كلِّه كان معرفة مقاصد الحج وغاياته من أجل السعي إلى تحقيقها في غاية الأهمية، فمُهِمٌّ جمعُها وتحريرها وبثُّها في الناس؛ حتى يعرفوا مراد الله من هذه الشعرة العظيمة، ويؤدُّونها كما أرادها -سبحانه- وبما يحقِّق مقاصده وغاياته، وإن كان للحجِّ غايات متنوّعة ومقاصد متعدِّدة، فإنَّنا في هذه الورقة سنتناول مقاصده العقدية؛ إذ إنَّ العقيدة رأس مال المسلم، فتحقيقها من أوجب الواجبات على كل من يريد قصد بيت الله الحرام.
المقصد الأول: تحقيق التوحيد لله -تعالى
أعظم مقاصد الحج العقديّة أنه يذكِّر الإنسان بوظيفته الحقيقية في هذه الحياة وهي: توحيد الله -سبحانه وتعالى- وإفراده بالعبادة، وإنَّك لترى مظاهر هذا المقصد واضحةً جليَّةً في كل عمل من أعمال الحج منذ أن ينوي الحاج فيخلص النية لله في هذه العبادة، إلى أن ينتهي وهو يطوف بالبيت طواف الوداع، فهذه الوفود التي تأتي من أصقاع مختلفة وتهتف بلغات متعدِّدة يجمعها شعار واحد، وينظمها توحيد الله -سبحانه وتعالى-، وهذه الجموع كلُّها تترجم عن ذلك بالتلبية الموحّدة التي تنبض بالتوحيد، فمبدؤها: لبيك اللهم لبيك، أي: استجابة لك -يا رب- بعد استجابة، وآخرها: لا شريك لك، نفيٌ تام لأيِّ مظهر من مظاهر الشرك بالله -سبحانه وتعالى-. هذه التَّلبية التي تهتزُّ بها الأودية والفجاج والحجاج يهتفون بها تظهر ما تُضمره النُّفوس من توحيد لله -سبحانه وتعالى-، فأول شيء يبدأ به قاصد البيت العتيق هو توحيد الله -سبحانه وتعالى-، وإخلاص العبادة له وحده، والتوجُّه إليه، والإقرارُ بأنه -سبحانه- الواحد الأحد لا شريك له، فإذا كان الحاج يدور مع هذه المناسك وهو يصدح صباح مساء بهذه التلبية ثم لا يستشعر هذا المعنى، فإن هذا حرمانٌ عظيم، وليست التلبيةُ هي وحدها التي تنطق بالتوحيد، بل إنَّ أعمال الحج كلّها توحيد، وكلّ أقوال الحج توحيد، ومنها الطواف بالبيت الحرام؛ فإنَّه تعظيم لله وعبادة له، وما يحصل فيه من دعاء وتضرع والتجاء لا يكون إلا لله وحده، فمبدأ الحج وختامه ومقصده الأعظم هو توحيد الله، وأن يكون الناس حنفاء لله غير مشركين به.
المقصد الثاني: الإخلاص لله -تعالى
إن الحج من أعظم مقاصده أن يكون خالصًا لله، وأداؤه لوجه الله، لا يريد الحاج بذلك رياءً ولا فخرًا ولا سمعة، ويجب على الحاج حين يتجرد من كل ملابسه ويلبس الإحرام، أن يتجرد أيضًا من كل حظوظ النفس؛ ولذلك قال الله -سبحانه وتعالى في آيات الحج-: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} يقول الطبري: «يقول -تعالى ذكره-: اجتنبوا -أيها الناس- عبادة الأوثان وقول الشرك، مستقيمين لله على إخلاص التوحيد له، وإفراد الطاعة والعبادة له خالصًا دون الأوثان والأصنام، غير مشركين به شيئًا من دونه». والحج من الأعمال التي يُداخلها الرياء من أوجه كثيرة، إما بكثرة النفقة أمام الناس، أو بكثرة الحاشية والأتباع، أو بكثرة الحج وتكراره مع إشاعة ذلك والتباهي به، أو بحب معرفة الناس بأنه حاج؛ ولذلك كان أكمل الناس وأفضلهم محمد -صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من الرياء والسمعة في الحج، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: حجَّ النبي -صلى الله عليه وسلم - على رحل رث، وقطيفة تساوي أربعة دراهم، أو لا تساوي، ثم قال: «اللهم حجة، لا رياء فيها، ولا سمعة»، قال ابن رجب: «وما يجب اجتنابه على الحاج وبه يتمُّ برُّ حجِّه أن لا يقصد بحجِّه رياء ولا سمعةً، ولا مباهاة ولا فخرًا ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله ورضوانه، ويتواضع في حجِّه، ويستكين ويخشَع لربِّه».
المقصد الثالث: تحقيق الانقياد والاستسلام لله والاتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم
من أجلِّ مقاصد الحج تحقيق الاستسلام والانقياد لله -سبحانه وتعالى- ولشرعه، وهذا يظهر في كل أعمال الحج؛ فهذه الجموع الغفيرة حين تحرَّكت وانطلقت من كل فجٍّ عميق ما الذي دعاها إلى ذلك؟ إنها الاستجابة لنداء الله -سبحانه وتعالى- والانقياد لطاعته. والحج رغم أنه ينطوي على حكمٍ عظيمة ومقاصد كبيرة، إلا أن كثيرًا من أعماله لا نعرف لها حكمة إلا ما نتحدث عنه، وهو: تحقيق التسليم والانقياد. فوقت الحج ومكانه وترتيب شعائره ومواقيته كلها يتجلى فيها التسليم لله -سبحانه وتعالى.
مقصدُ الاتِّباع
ومقصدُ الاتِّباع قد حثَّنا على تحقيقه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث قال: «لتأخذوا مناسككم؛ فإنِّي لا أدري لعلي لا أحجُّ بعد حجتي هذه»، وقد فهم الصَّحابة هذا المقصد فهمًا تامًّا، فكانوا يحرصون على سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم - عن كل شيء، ويحكي جابر حال الناس حين أرادوا الخروج مع النبي -صلى الله عليه وسلم -، ويبين مقصدهم من ذلك فيقول: «إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في النَّاس في العاشرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حاجّ، فقدم المدينة بشرٌ كثير، كلُّهم يلتمس أن يأتمَّ برسول الله -صلى الله عليه وسلم -، ويعمل مثل عمله».
المقصد الرابع: الوحدة ونبذ التفرق
لا شكَّ أنَّ الاجتماع والتآلف من مقاصد الشَّريعة العظمى، وهو مقصد عقدي لكثير من مسائل العقيدة كالسَّمع والطاعة، وذمِّ الاختلاف في أصول الدين، وذمِّ البدع وأهلها، كلّ ذلك من أجل الحفاظ على وحدة المسلمين وعدم تفرقهم، ومن أجلِّ الأعمال وأكثرها إظهارًا لهذا المقصد هو الحج، ففي أيام معيَّنة من السنة، وأماكن مخصوصة من الأرض، تلتقي ملايين الناس من مشارق الأرض ومغاربها، على اختلاف ألسنتهم وأعراقهم وألوانهم وطبقاتهم الاجتماعية، كلهم يجتمعون في صعيدٍ واحد، بلباسٍ واحد، لا يصلح لتمييز أحدٍ عن أحد، يؤدّون شعيرة واحدة، تكسوهم سيماء العبودية والذلِّ لله -سبحانه وتعالى- والافتقار إليه، والتجرد من حظوظ الدنيا، كل ذلك من مظاهر الوحدة بين المسلمين في الحج.
من أهم مظاهر أعمال الحجّ
وانظر إلى أعمال الحجّ كلها، ومرِّر بصرك عليها؛ تجد أن من أهمِّ مظاهرها هذه الوحدة والتآلف بين المسلمين كلهم، فتراهم جميعًا بثوب واحد وزي واحد، وعلى هيئة واحدة، وفي مقام واحد وصعيدٍ واحد، كل ذلك لكي يشعروا بأخوة الإسلام، وما ربط الله -عز وجل- بينهم، بل من أهمِّ مظاهر هذا المقصد رفعهم التلبية أجمعين: (لبَّيك اللهم لبيك)، فتراهم قد نسوا كلَّ الهتافات، وخلَّفوا خلفهم كل الشعارات، ورفعوا راية واحدة هي راية التوحيد وعدم التمييز بين المسلمين. وهذا المقصد العظيم من مقاصد الحج قد كرَّسه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأكَّده، وذكَّر به، فعن أبي نضرة قال: حدثني من سمع خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في وسط أيام التشريق فقال: «يا أيها الناس، ألا إنَّ ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربيٍّ على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى، أبلغت؟» قالوا: بلغ رسول الله. فالحج ترجمةٌ عملية للوحدة والاجتماع تحقيقًا لقوله -تعالى-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: 103).

المقصد الخامس: الارتباط بالأنبياء
من مقاصد الحج العقدية ربط الإنسان بالأنبياء ودعوتهم؛ حتى يحرص المسلم على ما حرصوا عليه، فالحاج حين يقدم مكة المكرمة ويقف عند هذا البيت العتيق ينهال عليه ذلك التاريخ الطَّويل من لدن أبينا آدم -عليه السلام- إلى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، هذا التاريخ العظيم لهذا البيت يربطك بالأنبياء، وأولهم إبراهيم -عليه السلام- الذي رفع قواعد هذا البيت، وقد شاء الله أن يكون هذا البيت يرتبط به ملايين المسلمين، يتوجهون إليه في صلاتهم، ويطوفون حوله ويتذكر الإنسان ما كان عليه حال هذا البيت؛ حيث كان مكانا مقفرًا، حتى جاء إبراهيم -عليه السلام- ورفع قواعده بمساعدة ابنه إسماعيل وهما يردِّدان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة: 127). وكان إبراهيم -عليه السلام- هو من أمره الله بأن ينادي بالحج: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج: 27)، وهذا الواقع الذي نشهده اليوم ما هو إلا امتدادٌ لهذا التاريخ الموغل في القدم، وما هو إلا استجابة لذلك النداء الذي صدح به إبراهيم -عليه السلام-؛ ولذلك فهذه الأماكن التي فيها أعمال الحج شاهدة على ما كان من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وعلى رأسهم إبراهيم -عليه السلام-، ومن يستشعر هذ المقصد العظيم ينبغي عليه أن يرتبط بدعوة هؤلاء الأنبياء، ويستحضر في نفسه كيف أرسى إبراهيم -عليه السلام- قواعدَ التوحيد بعد عراكٍ طويل مع الوثنية المستبدة، فيأتي الحاجّ إلى هذه الأماكن ويستحضر هذه المعاني؛ ليترسخ إيمانه، ويحرص على ما حرص عليه إبراهيم -عليه السلام- من توحيد الله ونبذِ الشرك، فيكون ذلك داعيًا له إلى ترك الوثنيات والشِّركيات والدعوة إلى التوحيد الخالص.
المقصد السادس: استحضار عزة الإسلام ورفعته
بعد أن وهنت قلوب كثيرٍ من المسلمين، واستسلمت لبريق الحضارة الغربية بكل ما فيها من مادية وظلم وطغيان وجهلٍ بالله الواحد، وبعد عن الحياة الحقة التي يريدها الله -سبحانه وتعالى-، يأتي الحجّ ليحقِّقَ واحدًا من أعظم مقاصده، وهو تذكير المسلمين بعزة هذا الدين ورفعته، وشموخ أهله وقوتهم ورفعتهم وعزتهم، فالحج يؤكِّد أن عزم المسلمين عزم شديد، يأتون من كل فجٍّ عميق، يلتقون في مكان محدِّد المساحة، في زمن محدد، وينضبطون فيه انضباطًا عاليا، بعد أن تحمَّلوا عناء السفر، وصبروا وصابروا حتى وصلوا إلى هذه الأماكن، مما يدلك على أن المسلمين أهل عزيمة وقوة، وأنَّهم متى ما أرادوا أن يتعاونوا ويتَّحدوا فيما بينهم فإنهم يستطيعون ذلك كما يتَّحدون في الحج. وهذا المقصد ممَّا ركز عليه النبي -صلى الله عليه وسلم - حين قدم مكة، قال ابن عباس: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه مكةَ، وقد وهنتهم حمى يثرب، قال المشركون: إنه يقدم عليكم غدا قومٌ قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شدَّة، فجلسوا مما يلي الحجر، وأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم - أن يرملوا ثلاثة أشواط، ويمشوا ما بين الركنين؛ ليرى المشركون جَلَدَهم، فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم! هؤلاء أجلد من كذا وكذا، فالحج مما يظهر قوة المسلمين واعتزازهم بدينهم، وتنمية هذا الشعور مما يحرص عليه الشرع ويؤكده.
من أعظم مظاهر الاتباع في الحج
ومن أعظم مظاهر الاتباع: استلام الحجر الأسود، فليس في ذلك إلا الاتباع للنبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «إنِّي أعلمُ أنك حجر، لا تضرُّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يقبِّلك ما قبلتك»، وكذلك يتجلّى الاتباع في الوقوف بعرفة إلى أن تغرب الشمس، والمبيت بمزدلفة ليلة العيد دون إحيائها، ورمي الجمار، وغير ذلك من أعمال الحج الكثيرة.
التوكل على الله من معاني الحج
من معاني الحج المهمة أن يتوكَّل الإنسان على الله، ويستلهم هذا المعنى من قصة هاجر بعد أن تُركت وولدها إسماعيل في وادٍ غير ذي زرع بين كثبان من الرمال، لا أنيس معها ولا زاد، ووسط هذا المكان المقفر كانت تلهث خلف إبراهيم -عليه السلام- تسأله: لمن تتركنا؟ ولما لم تجد جوابًا قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال نعم، فقالت في رسوخ وتوكل: إذن لا يضيِّعنا؛ فمن استحضر هذا المعنى توكل على الله حق توكله وأحسن الظن بربِّه.

اعداد: مركز سلف للبحوث والدراسات