1 - المعجم الكبير – ابو القاسم سليمان بن احمد الطبراني – ج 1 ص 352.
2 - مجمع الزوائد – ابو الحسن علي بن ابي بكر الهيثمي – ج 1 ص 330.
3 - السنن الكبرى – ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي - ج 1 ص 425.
4 - التاريخ الكبير – محمد بن اسماعيل البخاري – ج 5 ص 287.
5 - الموقظة - محمد بن احمد الذهبي - ص 19 – 20.
6 - القول المسدد – احمد بن علي بن حجر - ص 10.
7 - الجرح والتعديل – عبد الرحمن بن ابي حاتم الرازي – ج 5 ص 238.
8 - تقريب التهذيب ـ احمد بن علي بن حجر - ص 579.
9 - المجموع شرح المنهاج – ابو زكريا يحيى بن شرف النووي – ج 3 ص 98.
10 - منهاج السنة النبوية – احمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 6 ص 293 – 294.
حي على خير العمل في الأذان
سئل الشيخ ابن باز عن سؤال مشابه لسؤالك، وإليك نص السؤال والجواب:
السـؤال: ما حكم الله ورسوله – عليه السلام - في قوم يفعلون الأشياء التالية: يقولون في الأذان (أشهد أن علياً ولي الله) و (حي على خير العمل) و (عترة محمد وعلي خير العتر) إلى آخر السؤال؟
الجـواب:
قد بين الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم - ألفاظ الأذان والإقامة، وقد رأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري – رضي الله عنه -في النوم الأذان فعرضه على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم –: "إنها رؤيا حق" وأمره أن يلقيه على بلال لكونه أندى صوتاً منه ليؤذن به، فكان بلال يؤذن بذلك بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى توفاه الله – عز وجل – انظر ما رواه الترمذي (189)، وأبو داود (499)، وابن ماجة (706) ولم يكن في أذانه شيء من الألفاظ المذكورة في السؤال.
وهذا عبد الله ابن أم مكتوم – رضي الله عنه - كان يؤذن للنبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض الأوقات ولم يكن في أذانه شيء من هذه الألفاظ، انظر ما رواه البخاري (617)، ومسلم (380) من حديث عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- وأحاديث أذان بلال – رضي الله عنه - بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثابتة في الصحيحين وغيرهما من كتب أهل السنة، وهكذا أذان أبي محذورة – رضي الله عنه - بمكة ليس فيه شيء من هذه الألفاظ، وقد علمه النبي – صلى الله عليه وسلم – ألفاظه، ولم يعلمه شيئاً من هذه الألفاظ، وألفاظ أذانه ثابتة في صحيح مسلم (379)وغيره من كتب أهل السنة.
وبذلك يعلم أن ذكر هذه الألفاظ في الأذان بدعة يجب تركها؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد" متفق على صحته عند البخاري (2697)، ومسلم (1718) من حديث عائشة –رضي الله عنها- وفي رواية أخرى: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" خرجه مسلم في صحيحه (1718)، وثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقول في خطبة الجمعة: "أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" رواه مسلم (867) من حديث جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- وقد درج خلفاؤه الراشدون ومنهم علي – رضي الله عنه – وهكذا بقية الصحابة – رضي الله عنهم أجمعين على ما درج عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في صفة الأذان ولم يحدثوا هذه الألفاظ.
وقد أقام علي – رضي الله عنه – في الكوفة – وهو أمير المؤمنين قريباً من خمس سنين، وكان يؤذن بين يديه بأذان بلال – رضي الله عنه – ولو كانت هذه الألفاظ المذكورة في السؤال موجودة في الأذان لم يخف عليه ذلك؛ لكونه – رضي الله عنه – من أعلم الصحابة – رضي الله عنهم - بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسيرته، وأما ما يرويه بعض الناس عن علي – رضي الله عنه – أنه كان يقول في الأذان: (حي على خير العمل) فلا أساس له من الصحة.
وأما ما روي عن ابن عمر – رضي الله عنهما – وعن علي بن الحسين زين العابدين – رضي الله عنه – وعن أبيه أنهما كانا يقولان في الأذان : (حي على خير العمل) فهذا في صحته عنهما نظر، وإن صححه بعض أهل العلم عنهما، لكن ما قد علم من علمهما وفقههما في الدين يوجب التوقف عن القول بصحة ذلك عنهما؛ لأن مثلهما لا يخفى عليه أذان بلال – رضي الله عنه - ولا أذان أبي محذورة – رضي الله عنه -، وابن عمر – رضي الله عنهما – قد سمع ذلك وحضره، وعلي بن الحسين رحمه الله من أفقه الناس، فلا ينبغي أن يظن بهما أن يخالفا سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المعلومة المستفيضة في الأذان، ولو فرضنا صحة ذلك عنهما فهو موقوف عليهما، ولا يجوز أن تعارض السنة الصحيحة بأقوالهما ولا أقول غيرهما، لأن السنة هي الحاكمة مع كتاب الله العزيز على جميع الناس، كما قال الله – عز وجل - : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" [النساء:59]، وقد رددنا هذا اللفظ المنقول عنهما وهو عبارة (حي على خير العمل) في الأذان إلى السنة فلم نجدها فيما صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من ألفاظ الأذان.
وأما قول علي بن الحسين – رضي الله عنه – فيما يروى عنه أنها في الأذان الأول، فهذا يحتمل أنه أراد به الأذان بين يدي الرسول – صلى الله عليه وسلم – أول ما شرع، فإن كان أراد ذلك فقد نسخ بما استقر عليه الأمر في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وبعدها من ألفاظ أذان بلال وابن أم مكتوم وأبي محذورة – رضي الله عنهم - وليس فيها هذا اللفظ ولا غيره من الألفاظ المذكورة في السؤال، ثم يقال: إن القول بأن هذه الجملة موجودة في الأذان الأول إذا حملناه على الأذان بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غير مسلم به؛ لأن ألفاظ الأذان من حين شرع محفوظة في الأحاديث الصحيحة وليس فيها هذه الجملة، فعلم بطلانها وأنها بدعة.
ثم يقال أيضاً: علي بن الحسين – رضي الله عنه – من جملة التابعين، فخبره هذا لو صرح فيه بالرفع فهو في حكم المرسل، والمرسل ليس بحجة عند جماهير أهل العلم، كما نقل ذلك عنهم الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد، وهذا لو لم يوجد في السنة الصحيحة ما يخالفه، فكيف وقد وجد في الأحاديث الصحيحة الواردة في صفة الأذان ما يدل على بطلان هذا المرسل وعدم اعتباره، والله الموفق. مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز (10/352).
تتمه للفائدة
قال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار : ( 2 : 19 ) ( وأجاب الجمهور عن أدلة إثباته بأن الأحاديث الواردة بذكر ألفاظ الأذان في الصحيحين وغيرهما من دواوين الحديث ليس في شيء منها ما يدل على ثبوت ذلك قالوا وإذا صح ما روي من أنه الأذان الأول فهو منسوخ بأحاديث الأذان لعدم ذكره فيها ).
منقول