عيد أضحى مبارك
تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 28 من 28

الموضوع: أحاديث لا تصح في يوم عرفة

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,101

    افتراضي رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة

    5104 - ( ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف ، فيستقبل القبلة بوجهه ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير (مئة مرة) ، ثم يقول : (قل هو الله أحد) (مئة مرة) ، ثم يقول : اللهم ! صل على محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وإنك حميد مجيد ، وعلى سامعهم (مئة مرة) ؛ إلا قال الله تعالى : يا ملائكتي ! ما جزاء عبدي هذا ؟ سبحني وهللني ، وكبرني وعظمني ، وعرفني ، وأثنى علي ، وصلى على نبيي ؟! اشهدوا ملائكتي ! أني قد غفرت له ، وشفعته في نفسه ، ولو سألني عبدي هذا ؛ لشفعته في أهل الموقف كلهم ) .
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
    ضعيف
    أخرجه ابن عساكر في "جزء فضل عرفةط (4/ 2-5/ 1) من طريق البيهقي ، بسنده عن عبد الرحمن بن محمد الطلحي : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعاً . وقال البيهقي :
    "هذا متن غريب ، وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع" . وقال الحافظ ابن حجر في "أماليه" ؛ كما في "اللآلي" (2/ 70) :
    "رواته كلهم موثقون ؛ إلا الطلحي ؛ فإنه مجهول" !
    قلت : لم أر من وصفه بالجهالة ، وأنا أظنه الذي في "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 281) :
    "عبد الرحمن بن محمد بن طلحة بن مصرف . روى عن أبيه . روى عنه يحيى بن آدم . سألت أبي عنه ؟ فقال : ليس بالقوي" .
    ونقله عنه - باختصار - الذهبي في "الميزان" ، والحافظ في "اللسان" .
    وقد تابعه أحمد بن ناصح : حدثنا المحاربي به نحوه .
    أخرجه الديلمي ، وابن النجار من طريقين عنه به .
    وأحمد بن ناصح - وهو المصيصي - صدوق ، فبرئت ذمة الطلحي منه . وقد أشار إلى ذلك أحد رواته عند ابن النجار - وهو أبو بكر محمد بن أحمد بن مهران البغدادي الحافظ - ، فقال عقبه :
    "تفرد به المحاربي عن محمد بن سوقة" .
    قلت : والمحاربي - وإن كان أخرج له الشيخان - ؛ فقد قال أحمد :
    "كان يدلس" . وقد عنعنه في رواية البيهقي عن الطلحي ، وكذا في رواية ابن النجار عن بن ناصح ، بخلاف رواية الديلمي عنه ؛ فقد صرح فيها بالتحديث ، وكذلك في نقل السيوطي للحديث عن البيهقي .
    فإن كان محفوظاً ؛ فالحديث ثابت . والله أعلم .
    ثم رأيت الحديث في "الشعب" (3/ 463/ 4074) من طريق الطلحي عن المحاربي معنعناً ؛ فهي العلة .

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,101

    افتراضي رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة

    5191 - ( كان يعدل صومه بصوم ألف يوم ، يعني : يوم عرفة ) .
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة :

    منكر
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 164) ، والطبراني في "الأوسط" (2/ 124/ 2/ 6945 - بترقيمي) عن الوليد بن مسلم قال : حدثنا أبو داود سليمان بن موسى الكوفي : حدثنا دلهم بن صالح عن أبي إسحاق عن مسروق :
    أنه دخل على عائشة يوم عرفة ، فقال : اسقوني . فقالت عائشة : يا غلام ! اسقه عسلاً . ثم قالت : وما أنت يا مسروق ! بصائم ؟! قال : لا ؛ إني أخاف أن يكون يوم الأضحى . فقالت عائشة : ليس ذاك ، إنما يوم عرفة يوم يعرف الإمام ، ويوم النحر يوم ينحر الإمام ، أو ما سمعت يا مسروق ! أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكرته .
    والسياق للطبراني ؛ إلا لفظ الترجمة ؛ فللعقيلي . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن أبي إسحاق إلا دلهم ، ولا عنه إلا سليمان . تفرد به الوليد" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ومتن منكر ، وهو مسلسل بالعلل :
    الأولى : عنعنة أبي إسحاق ؛ فإنه مدلس ، وهو عمرو بن عبد الله السبيعي ، على أنه كان اختلط .
    الثانية : دلهم بن صالح ضعيف ؛ كما في "التقريب" وغيره .
    وبه أعله الهيثمي ؛ فقال (3/ 190) :
    "ضعفه ابن معين وابن حبان" .
    ونص كلامه في "الضعفاء" (1/ 294-295) : "منكر الحديث جداً ، ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات" .
    الثالثة : سليمان بن موسى الكوفي ؛ مختلف فيه . وفي ترجمته ساق الحديث العقيلي ؛ وقال :
    "لا يتابع على حديثه ، ولا يعرف إلا به" . وقال الحافظ :
    "فيه لين" .
    الرابعة : عنعنة الوليد بن مسلم ؛ فإنه مدلس أيضاً ؛ ولكنه كان يدلس تدليس التسوية . ثم قال العقيلي عقب الحديث :
    "والمعروف في هذا حديث أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : يعدل صوم عرفة كفارة سنتين" .
    قلت : أخرجه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "الإرواء" (952) وغيره .
    قلت : فقد أشار العقيلي بحديث أبي قتادة إلى نكارة متن حديث الترجمة .
    وكأن المنذري لم يتنبه لهذا ، ولا للعلل التي ذكرنا ؛ فقال في "الترغيب" (2/ 76) - محسناً ! - :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن ، والبيهقي ، وفي رواية للبيهقي : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم" !!
    قلت : فالصواب تعديله بصوم سنتين ، وهو المروي عن ابن عمر من طريقين :
    الأولى : عن الفضيل بن ميسرة : حدثني أبو حريز أنه سمع سعيد بن جبير يقول : سأل رجل عبد الله بن عمر عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : كنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعدله صوم سنتين .
    قلت : وهذا إسناد حسن في الشواهد والمتابعات ، ورجاله ثقات ؛ غير أبي حريز - وهو عبد الله بن الحسين الأزدي - ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يخطىء" .
    ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" ؛ لكنه قال : سنة .
    وكأنه لذلك قال المزي في "التحفة" (5/ 428) :
    "وحديثه هذا منكر" .
    قلت : وقد وجدت له طريقاً أخرى - وهي الطريق الثانية - ، تؤكد نكارة هذا : أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (ق 241/ 2) من طريق قطبة بن العلاء الغنوي : حدثنا عمر بن ذر عن مجاهد عن عبد الله بن عمر مرفوعاً بلفظ :
    "صوم يوم عرفة يعدل سنتين : سنة مقبلة ، وسنة متأخرة" .
    وقطبة بن العلاء ضعيف . لكن يشهد لحديثه حديث أبي قتادة المتقدم وما في معناه ، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (4/ 108-110) .
    ثم رأيت الحديث قد أخرجه البيهقي في "الشعب" (3/ 357-358) باللفظين : لفظ حديث الترجمة ، ولفظه المختصر :
    "صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم" .
    رواه من طريق سليمان بن أحمد الواسطي : أخبرنا الوليد بن مسلم بإسناده المتقدم . وسليمان هذا ؛ كذبه يحيى ، وضعفه النسائي وغيره . وبه أعله المناوي !
    وفاته أنه قد توبع باللفظ الأول ، فالعلة ممن فوقه .
    (تنبيه) : وقع الحديث في عدة نسخ من "الجامع الصغير" باللفظ الثاني معزواً لـ (حب) ، وعليه نسخة "فيض القدير" ؛ خلافاً لنسخة "التيسير" ؛ ففيه (هب) وهذا هو الصواب ؛ وهو الموافق لما في "الجامع الكبير" ؛ فإن (حب) يرمز إلى ابن حبان في "صحيحه" ؛ ولم يخرجه فيه ، و (هب) يرمز إلى البيهقي في "الشعب" ، وقد عرفت أنه أخرجه فيه .

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,101

    افتراضي رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة

    5578 - ( كان يُكبِّر في صلاةِ الفجرِ يومَ عرفةَ إلى صلاةِ العصْرِ من آخريِ أيامِ التشريقِ ؛ حين يُسَلِّمُ من المكتوبات ) .
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة :

    موضوع
    . أخرجه الطبراني في جزء ( فضل عشر ذي الحجة ) ( ق13 / 1 ) ، والدارقطني في ( سننه ) ( 2 / 49 / 27 ) ، والبيهقي ( 3 / 315 ) عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عن علي بن الحسين ( وقال البيهقي : عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط ) عن جابر بن عبد الله قال : . . . فذكره . وقال البيهقي :

    ( عن عمرو بن شمر ، وجابر الجعفي ؛ لا يحتج بهما ) .
    قلت : عمرو ؛ شَرٌّ منه ؛ فقد كذبه بعضهم ، وقال ابن حيان :
    " رافضي ، يشتم الصحابة ، ويروي الموضوعات عن الثقات " . بل قال الحاكم :
    " كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي ، وليس يروي تلك الموضوعات
    الفاحشة عن جابر غيره " .
    وقد ساق له الذهبي في " الميزان " نماذج من أحاديثه التي أنكرت عليه ، هذا
    أحدها .
    وفي رواية للدارقطني ( 29 ) من طريق نائل بن نجيح عن عمرو بن شمر عن
    جابر عن أبي جعفر وعبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله بلفظ :
    كان إذا صلى الصبح من غداة عرفة يقبل على أصحابه فيقول : " على
    مكانكم " ويقول :
    " الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد ، فيكبر من
    غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق " .
    وبالإضافة إلى سوء حال عمرو بن شمر ، فقد اختلف عليه في إسناده على وجوه
    تقدم الإشارة إلى بعضها ، وهذا وجه آخر يرويه نائل بن نجيح ، وهو ضعيف . وسائر
    الوجوه قد ذكرها الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 224 ) ، وفيما ذكرنا كفاية .

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,101

    افتراضي رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة

    5960 - ( يا ابن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له ) .
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
    ضعيف
    . أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 4 / 261 / 2832 - 2834 )

    - وتبرأ من عهدة راويه كما يأتي - ، وأحمد ( 1 / 329 ، 356 ) ، وأبو يعلى ( 4 /
    330 / 2441 ) ، وابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 294 / 664 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 18 / 288 / 741 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 2 / 1 / 69 / 1 ) ( 3 / 461 - 462 ) ، وأبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " ( 1 / 185 / 376 ) من طريق سُكين بن عبد العزيز قال : حدثني أبي قال : سمعت ابن عباس قال :
    كان فلان ( وفي رواية : الفضل بن عباس ) رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ، قال : فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن . قال : وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه بيده من خلفه مراراً . قال : وجعل الفتى يلاحظ إليهن . قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : . . . فذكره . وقال ابن خزيمة :
    " سكين بن عبد العزيز البصري ؛ أنا بريء من عهدته وعهدة أبيه " .
    قلت : وأما سكين ؛ فقد جاوز القنطرة بتوثيق من وثقه من الأئمة ؛ مثل وكيع وابن معين وابن نمير وغيرهم ، ولا يضره أنه لم يعرفه ابن خزيمة ، وتضعيف من ضعفه وهم قلة . ولذا ؛ قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، يروي عن ضعفاء " .
    وأما أبوه عبد العزيز بن قيس العبدي ؛ فهو مختلف عن ابنه ؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي . وتساهلهما معروف . وقول المعلق على " مسند أبي يعلى " :
    ، روى عنه جماعة " ؛ كان يمكن أن يعطيه قوة لو كانوا من الثقات ، وليس فيهم منهم غير ابنه ، وآخران أحدهما مجهول ، والآخر لا يعرف ؛ كما بينته في " تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان " ، فالإسناد ضعيف .
    وقد ترتب عن وراء ذاك التساهل : أن صحح إسناد الحديث الحافظ المنذري في
    " الترغيب " ( 2 / 129 ) ، وتبعه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " ( 5 / 17 ) ، وقلدهما المعلق على " مسند أبي يعلى " إ ! والله المستعان ، وهو ولي التوفيق .
    وأما قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 251 ) بعد ما عزاه لأحمد وأبي يعلى والطبراني :
    " ورجال أحمد ثقات " .
    فهو مع كونه لا يعني تصحيحه ، فإن تخصيصه رجال أحمد بالتوثيق تقصير ؛ فإن رجال أبي يعلى كذلك ، مع ملاحظة تساهل الهيثمي المعروف في اعتداده بتوثيق ابن حبّان !
    وللمنذري خطأ آخر غير تصريحه بصحة إسناده : ألا وهو عزوه إياه لابن خزيمة
    في " صحيحه " ؛ دون أن يبين تبرأه من راويه ؛ كما تقدم مني نقله عنه ، فأوهم أن الحديث صحيح عِنْد ابن خزيمة ! وليس كذلك ، وَكَثِيرًا ما يقع مثل هذا العزو المطلق إلى " صحيح ابن خزيمة " ويكون هو قد تبرأ من عهدته ببيان علته كما فعل في هذا الحديث .
    هذا ، وفي رواية لأحمد ( 1 / 356 ) من الوجه المذكور عن ابن عباس بلفظ :
    إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الفضل بن عباس يلاحظ امرأة عشية عرفة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا بيده على عين الغلام . قال : . . . فذكره مُخْتَصَرًا بلفظ :
    " إن هذا يوم ؛ مَنْ حفظ فيه بصره ولسانه ؛ غفر له " . ولفظ ابن أبي الدنيا :
    " . . . من ملك سمعه إلا من حق ، وبصره إلا من حق ، ولسانه إلا من حق ؛ غفر له " . وهو رواية للبيهقي ، وعزاه إليه المنذري ، وتبعه السيوطي بلفظ :
    " مَنْ حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة ؛ غفر له من عرفة إلى عرفة " .
    ولم أره عنده في الموضع الذي تقدمت الإشارة إليه ، فلعله عنده في موضع آخر
    من " شعب الإيمان " ، والله أعلم .
    ثم رأيته فيه ( 3 / 358 / 3768 ) من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل من عبد قيس عن الفضل بن عباس مَرْفُوعًا .

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,101

    افتراضي رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة

    6048 - ( لا يبقى أحدٌ يومَ عَرَفَةَ في قلبهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ من إيمانٍ إلا
    غُفِرَ له . فقال رجلٌ : أَلأَهْلِ مُعَرَّفٍ يا رسولَ الله ! أم للناسِ عامةً ؟ قال :
    بل للناسِ عامةً ) .
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة :

    موضوع .
    أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (ق 110/2) :
    حدثني أبو الوليد القاسم بن الوليد الهَمْداني : ثنا الصَّباح بن موسى عن أبي
    داود السَّبيعي عن عبد الله بن عمر قال : سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ، ورجاله من أبي داود فمن دونه متكلم فيهم ، وآفته أبو
    داود السبيعي ؛ وهو الأعمى القاصُّ ، واسمه : نُفَيْعُ بن الحارث ، وهو متروك : قال
    ابن معين :
    "يضع ، ليس بشيء" . وكذبه السَّاجي ، وقال الحاكم :
    "روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة " . وقال ابن حبان في "الضعفاء"
    (3/55) :
    "كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهُّماً" ، ثم تناقض فأورده في
    " الثقات " (5/482)! قال الحافظ : "وهو وهم منه بلا ريب ، وهو هو" .
    والصباح بن موسى : أورده ابن أبي حاتم فقال (2/1/444) :
    "روى عن أبي داود نُفَيْعُ وعمِّه مُطَرِّف بن عبد الله المديني . روى عنه إسحاق
    أبن موسى الخطمي الأنصاري ومحمد بن ربيعة" . وقال الذهبي في "الميزان " :
    "ليس بذاك القوي ، مَشَّاه بعضهم " ، وقال في "المغني " :
    "ليس بالمتين " .
    وأما أبو الوليد القاسم بن الوليد الهَمْداني : فهكذا وقع في الأصل المصور عن
    مخطوطة ، وكذلك في نسخة أخرى ، وكذا في المطبوعة (2/48/840) ؛ وهي
    مصححة على مصورتين - كما نص على ذلك محققها - ، ولا أدري إذا كانتا غير
    الأوليين ، والمقصود أن أبا الوليد هذا لا يمكن أن يكون من شيوخ عبد بن حميد ؛
    لأنه مات سنة (141) - كما في ترجمته من "التهذيب " وغيره - ، وتوفي عبد بن
    حميد سنة (249) ، فبين وفاتيهما أكثر من مائة سنة ؛ فهو خطأ يقيناً ، ولعله من
    بعض النساخ ، فأُلقي في النفس أنه - لعل الصواب - : (الوليد بن القاسم بن
    الوليد الهمداني) ؛ فقد ذكر في "التهذيب " أنه من شيوخ عبد بن حميد - مات
    سنة (183) - . ثم ترجح ذلك عندي حينما رأيت السيوطيَّ قال في تخريج الحديث
    في "الجامع الكبير" :
    "رواه ابن أبي الدنيا في "فضل عشر ذي الحجة" ، وابن النجار عَنْ ابْنِ عُمَرَ ،
    وفيه الوليد بن قاسم بن الوليد ، قال ابن حبان : لا يحتج به " .
    وليس له في "المنتخب" غير هذا الحديث .
    ثم إن ابن حبان تناقض فيه ؛ فذكره في "الضعفاء" (3/80 - 81) ، ونصُّ
    كلامه فيه : "كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ؛ فخرج عن حد
    الاحتجاج به إذا انفرد" .
    وأورده في " الثقات " ، فقال (9/224) :
    "كوفي ، يروي عن مجالد ، روى عنه عبد بن حميد وأهل العراق " .
    ووثقه أحمد أيضاً . وقال ابن معين :
    "ضعيف الحديث " . ولعل الصواب ما قاله ابن عدي :
    "إذا روح عن ثقة ، وروى عنه ثقة ؛ فلا بأس به " . وفي "التقريب " :
    "صدوق يخطئ " .
    والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/252) بلفظ :
    "إذا كان عَشِيَّةَ عرفة لم يبقَ أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان إلا
    غفر له ... " الحديث . وقال :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف جدّاً" .
    قلت : وليس هو في المجلد الثاني عشر المطبوع من "المعجم الكبير" ، فالظاهر
    أنه في المجلد الثالث عشر منه ، ولم يطبع بعد . والله أعلم .
    وعزاه الحافظ في "المطالب العالية" (1/349/1178) لعبد بن حميد ، وسكت
    عنه! وكذلك فعل البوصيري - كما ذكر المعلق عليه -!

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,101

    افتراضي رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة

    6250 - ( يجتمع كل يوم عرفة بعرفات: جبريل وميكائيل وإسرافيل
    والخضر ، فيقول جبريل: ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، فيرد عليه
    ميكائيل: ما شاء الله ، كل نعمة من الله ، فيرد عليه إسرافيل: ما شاء
    الله ، الخير كله بيد الله ، فيرد عليه الخضر: ما شاء الله ، لا يصرف
    السوء إلا الله ، ثم يتفرقون عن هذه الكلمات ، فلا يجتمعون إلى قابل
    في ذلك اليوم ، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    فما من أحد يقول هذه الأربع مقالات حين يستيقظ من نومه إلا
    وكل الله به أربعة من الملائكة يحفظونه ... ) الحديث بطوله .
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة :

    موضوع .
    أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق " (5/647 - 648) ، وابن الجوزي
    في "الموضوعات" (1/196 - 198) كلاهما من طريق الخطيب - ولم أره في
    "تاريخ بغداد" - عن محمد بن علي بن عطية الحارثي : نا علي بن الحسن
    الجهضمي : نا ضمرة بن حبيب المقدسي : نا أبي : نا العلاء بن زياد القشيري
    عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعاً . وقال
    ابن الجوزي :
    "باطل ، فيه عدة مجاهيل " .
    قلت : كأنه يشير إلى من دون عبد الله بن الحسن . وذلك معنى قول الذهبي
    في ترجمة ضمرة هذا :
    "جاء في إسناد مجهول بمتن باطل " .
    ثم ساق له هذا الحديث . وذكر نحوه شيخه المزي في "تهذيب الكمال " فقال
    (13/316) :
    "وهو حديث منكر ، وإسناد مجهول" .
    وتبعه الحافظ في "تهذيبه " إلا أنه بيَّن الجهالة فقال :
    "رواته مجاهيل " . وذكره ابن كثير في "البداية" (1/333) من رواية ابن عساكر بطرفه الأول
    فقط وقال :
    "وذكر حديثاً طويلاً موضوعأً تركنا إيراده قصداً ، ولله الحمد" .
    ولكنه قال في علي بن الحسن الجهضمي :
    "وهو كذاب " .
    وهذا مما لم أجد له سلفاً . والله أعلم .
    وأما السيوطي فتعقب ابن الجوزي بقوله في "اللآلي" (1/168) :
    "قلت : أخرجه ابن الجوزي في "الواهيات " من طريق عبيد بن إسحاق
    العطار عن محمد بن ميسرة عن عبد الله بن الحسن ... به . وعبيد : متروك .
    والله أعلم " .
    وتبعه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/235)! وزاد على السيوطي فقال رداً
    على قول ابن الجوزي المتقدم :
    "ذلك لا يقتضي الحكم عليه بالوضع"! وتعقبه المعلق عليه بقوله :
    "بل يقتضي الوضع مع ضميمة نكارة المعنى ، وإذا كان الحفاظ يحكمون
    بوضع الحديث لنكارة معناه مع ثقة رجاله ؛ فكيف لا يحكم بوضعه مع جهالة
    رجاله ؟! " .
    قلت : وهذا حق ، ولكنهم فاتهم جميعاً علة الحديث الحقيقية ، وهي محمد
    ابن علي بن عطية هذا ، فقد رواه الخطيب من طريق شيخه عبد العزيز بن علي
    الأزجي عنه . وقد ترجم له في "التاريخ" (3/89) فقال : " محمد بن علي بن عطية أبو طالب المعروف بـ (المكي) ، صنف كتاباً
    سماه "قوت القلوب" على لسان الصوفية ، ذكر فيه أشياء منكرة مستشنعة في
    الصفات . حدثني عنه محمد بن المظفر الخياط ، وعبد العزيز بن علي
    الأزجي ... وقدم بغداد ، فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ ، فخلط في
    كلامه ، وحُفظ عنه أنه قال : ليس على الخلوقين أضر من الخالق! فبدَّعه
    الناس وهجروه" .
    وله ترجمة في "الميزان " و" اللسان " و "الشذرات " (3/ 120! وفي " السير"
    و"المغني في الضعفاء" للذهبي .
    هذه هي علة الحديث ، فمن فوق أبي طالب هذا من المجاهيل ؛ الذين لم
    يعرفهم أحد من الحفاظ ، الظاهر أنهم من تخاليطه ، ولعل ذلك من مبالغته في
    تجويع نفسه باسم الرياضة والزهد ، حتى قيل : إنه هجر الطعام زماناً ، واقتصر على
    أكل الحشائش المباحة ! وخير الهدى هدى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    ثم قال ابن الجوزي عقب الحديث :
    "وقد أغري خلق كثير من المهووسين بأن الخضر حي إلى اليوم ، ورووا أنه
    التقى بعلي بن أبي طالب وبعمر بن عبد العزيز ، وأن خلقاً كثيراً من الصالحين
    رأوه . وصنف بعض من سمع الحديث ولم يعرف علله كتاباً جمع فيه ذلك ، ولم
    يسأل عن أسانيد ما نقل ، وانتشر الأمر إلى أن جماعة من المتصنعين بالزهد
    يقولون : رأيناه وكلمناه ، فواعجباً ألهم فيه علامة يعرفونه بها ؟! وهل يجوز لعاقل أن
    يلقى شخصاً فيقول له الشخص : أنا الخضر ، فيصدقه ؟! " .
    وقد جمع الحافظ الأحاديث الواردة في الخضر عليه السلام وحياته ولقائه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبيَّن عللها في ترجمة الخضر عليه السلام من كتابه "الإصابة" .

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,101

    افتراضي رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة



    6287 - ( إذا كان يوم عرفة ؛ غفر الله للحاج ، فإذا كانت ليلة المزدلفة ؛
    غفر الله عَزَّ وَجَلَّ للتجار ، فإذا كان يوم مِنىً غفر الله للجَمَّالين ، فإذا
    كان يوم رمي جمرة العقبة ؛ غفر الله عَزَّ وَجَلَّ للسُؤَّال ، فلا يشهد ذلك
    الموضع أحد إلا غَفَر له ) .
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
    موضوع .
    أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 240) ، ومن طريقه ابن الجوزي
    في " الموضوعات " (2/215) ، وابن عبدالبر في "التمهيد" (1/127) ، وابن عساكر
    (13/599 - المصورة و 17/268/1/المخطوطة) من طرق عن أبي عبدالغني الحسن
    ابن علي : حدثنا عبد الرزاق : أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
    هريرة مرفوعاً .
    أورده ابن حبان في ترجمة أبي عبدالغني وقال :
    "يروي عن مالك وغيره من الثقات ويضع عليهم ؛ لا تحل كتابة حديثه ولا
    الرواية عنه بحال ، وهذا شيخ لا يكاد يعرفه إلا أصحاب الحديث لخفائه ؛ ولكني
    ذكرته ؛ لئلا يغتر بروايته من لم يسبر أخباره " .قلت : ومن هؤلاء الذين لم يعرفوه ابن عبدالبر ، فقد قال عقبه :
    "هذا حديث غريب من حديث مالك ، وليس محفوظاً عنه إلا من هذا الوجه ،
    وأبو عبدالغني ؛ لا أعرفه " .
    ولم يقع في إسناد ابن حبان ذكر لعبد الرزاق ، ويبدو أنه سقط قديم من بعض
    النسخ ، فقد ذكره الذهبي برواية ابن حبان بالسقط ؛ فعقب عليه الحافظ بقوله :
    "قد أخرجه الدارقطني في "الغرائب" من طريقه (يعني : أبا العبد) من
    وجهين عنه ، لكن زاد بين الحسن ومالك عبد الرزاق وقال : باطل وضعه أبو
    عبدالغني على عبد الرزاق " .

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,101

    افتراضي رد: أحاديث لا تصح في يوم عرفة

    6554 - ( عرفة يوم يعرّف الإمام، والأضحى يوم يضحّي الإمام، والفطر يوم يفطر الإمام ).
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة :

    منكر بذكر ( الإمام ).
    أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" ( 2/360 )، والبيهقي في "السنن" ( 5/175 ) من طريق يحيى بن حاتم العسكري: ثنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل: ثنا سفيان عن ابن المكندر عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ...فذكره. والسياق للبيهقي، وقال:
    "محمد هذا يعرف بـ ( الفارسي )، وهو كوفي قاضي فارس، تفرد به عن سفيان"قلت: هو ليس مشهور، أورده ابن حبان في كتابه "الثقات"، فقال ( 9/78 ):
    "يروي عن سفيان الثوري، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، يغرب".
    قلت: وأخرجه له في "صحيحه" ( 719 -موارد ) حديث الذهلي المشار إليه، وهو في تلقين الميت، وفيه زيادة غريبة، وهو مخرج في "الإرواء" ( 3/150 ).
    وكذلك ذِكره ( الإمام ) في هذا الحديث غريب عندي. وقد خولف في إسناده أيضاً، فرواه غير واحد عن محمد بن المكندر عن أبي هريرة، وهو مخرج في "الإرواء" ( 4/11 -14 ). وأعل بالانقطاع بين أبي هريرة وابن المكندر، ولكن
    قد جاء موصولاً بإسناد آخر عنه مرفوعاً بلفظ:
    "الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون".
    وإسناده حسن، وحسنه الترمذي، وهو مخرج في "الإرواء" ( 4/11 -14 )، و "الصحيحة" ( 224 ).
    وبالجملة، فالحديث بلفظ: " الإمام" منطر لا يصح عندي، لتفرد محمد بن إسماعيل هذا به، ومخالفته لحديث أبي هريرة المذكور وغيره. وتساهل الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، فصحح إسناده في رسالته "أوائل الشهور العربية" ( ص 26 ).
    وأستدرك فأقول: وكذلك تفرد بذكر جملة : "عرفة يوم يعرف الإمام"، مكان: "والأضحى يوم تضحون". نعم، قد رواها بعض من لا تقوم به الحجة من الضعفاء، كما تقدم برقم ( 3863 ).

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •