تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الامام محمد ابن عبد الوهاب مجدد الملة والدين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي الامام محمد ابن عبد الوهاب مجدد الملة والدين

    شيخ الاسلام الامام ابو عبد الله محمد بن عبد الوهاب مجدد دين هذه الأمة في القرن الثاني عشر الهجري
    يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله -:
    وفي أثناء القرن الثاني عشر ظهر بنجد مِن أحبار
    الأمة وساداتها مَن يدعو إلى توحيد الله بالعمل والعبادة،
    وإفراده بالقصد والإرادة،

    ويجدِّد ما اندرس من أصول الملَّة وقواعد الدين،
    ودعا إلى مذهب السلف والأئمة
    السابقين، في إثبات صفات الله رب العالمين،
    ونفى عن آيات الصفات وأحاديثها تأويل
    الجاهلين، وإلحاد المحرِّفين، وزيغ المبطلين.
    قرَّر ذلك بأدلته وقوانينه الشرعية،
    وحكى نصوص الأئمة وإجماع الأمة؛ بالنقل عن العدول الأثبات، الذين عليهم مدار أحكام الدين في نقل أصوله وفروعه،
    وأجمعت الأمة على هدايتهم ودرايتهم
    ، حتى ظهر المذهب
    وانتشر، وعرَفه كثير من أهل الفقه وحذَّاق البشر، ومن له نهمة في طلب العلم والأثر،
    وقد كان قبل ذلك مهجورًا بين الناس، لا يعرفه منهم إلاَّ النُّزَّاع من الأكياس
    .
    وقرَّر توحيد العبادة بأدلته القرآنية، وبراهينه النبوية،
    ونهى عن التعلُّق على غير
    الله محبةً وإنابةً، وتعظيمًا وخوفًا، ورجاءً وتوكلاً، ونحو ذلك من أنواع التعلقات
    .
    وقرَّر أن هذا حق الله لا يصلح لسواه من نبي أو ملك أو صالح أو غيرهم، وبسط القول في ذلك وأطنب وعلَّل، ومثَّل وجادل وناضل،
    حتى ظهرت الحجَّة، واستبانت المحجَّة،

    فاستجاب له من أراد الله هدايته، وسبقت له السعادة،
    وصدّ عنه آخرون وعارضوه بشبهات
    ترجع إلى شبهات إخوانهم وأشباههم الذين كفروا من قبل،
    وعارضوا الرسل بجهلهم

    كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ
    فمحا الله بدعوته شعار الشرك ومشاهِده،
    وهدم بيوت الكفر والشرك
    ومعابده،
    وكبت الطواغيت والملحدين،
    وألزم مَن ظهر عليه من البوادي وسكان القرى بما
    جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -
    من التوحيد والهدى،
    وكفَّر من أنكر البعث
    واستراب فيه من أهل الجهالة والجفاء،
    وأمر بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وترك
    المنكرات والمسكرات،
    ونهى عن الابتداع في الدين،
    وأمر بمتابعة سيد المرسلين والسلف
    الماضين، في الأصول والفروع من مسائل الدين،
    حتى ظهر دين الله واستعلن،
    واستبان
    بدعوته منهاج الشريعة والسنن،
    وقام قائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
    وحُدَّت
    الحدود الشرعية،
    وعزرت التعازير الدينيَّة،
    وانتصب عَلَمُ الجهاد،
    وقاتل لإعلاء
    كلمة الله أهلَ الشرك والفساد،
    حتى سارتْ دعوته، وثبت نصحه لله ولكتابه ولرسوله
    ولأئمة المسلمين وعامتهم،
    وجمع الله به القلوب بعد شتاتها، وتألَّفت بعد عداوتها،

    وصاروا بنعمة الله إخوانًا،
    فأعطاهم الله بذلك من النصر والعزِّ والظهور ما لا يعرف
    مثله لسكان تلك الفيافي والصخور،
    وفتح عليهم الأحساء والقطيف،
    وقهروا سائر العرب من
    عمان إلى عقبة مصر، ومن اليمن إلى العراق والشام،
    دانت لهم عربُها وأعطوا الزكاة،
    فأصبحت نجد تُضْرب إليها أكباد الإبل في طلب الدين والدنيا،
    وتفتخر بما نالها من
    العزّ والنصر والإقبال والسنا،
    كما قال عالم صنعاء وشيخها:
    قِفِي وَاسْأَلِي عَنْ
    عَالِمٍ حَلَّ سُوحَهَا بِهِ يَهْتَدِي مَنْ ضَلَّ عَن مَنْهَجِ الرُّشْدِ
    مُحَمَّدٌ الهَادِي لِسُنَّةِ أَحْمَدٍ فَيَا حَبَّذَا الهَادِي وَيَا حَبَّذَا المَهْدِي
    لَقَدْ سَرَّنِي مَا جَاءَنِي مِنْ طَرِيقَةٍ وَكُنْتُ أَرَى هَذِي
    الطَّرِيقَةَ لِي وَحْدِي
    وقال عالم الأحساء وشيخها:
    لَقَدْ رَفَعَ المَوْلَى بِهِ
    رُتْبَةَ العُلَى بِوَقْتٍ بِهِ يَعْلُو الضَّلاَلُ وَيُرْفَعُ
    تَجُرُّ بِهِ نَجْدٌ
    ذُيُولَ افْتِخَارِهَا
    وَحُقَّ لَهَا بِالأَلْمَعِيِّ تَرَفُّعُ وهذا في أبيات لا
    نطيل بذكرها،
    وقد شهد غيرهما بمثل ذلك واعترفوا بعلمه وفضله وهدايته
    "مصباح الظلام"

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: الامام محمد ابن عبد الوهاب مجدد الملة والدين

    قد سطّر الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب خلاصة دعوته في رسالته إلى عبد الرحمن السويدي - أحد علماء العراق - قائلاً : " أخبرك أني و لله الحمد متبع , و لست بمبتدع , عقيدتي و ديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة و الجماعة الذي عليه أئمة المسلمين , مثل الأئمة الأربعة , وأتباعهم إلى يوم القيامة , لكني بيّنت للناس إخلاص الدين لله , و نهيتهم عن دعوة الأحياء و الأموات , و عن إشراكهم فيما يعبد الله به , من الذبح و النذر و التوكل و السجود و غير ذلك مما هو حق لله لا يشركه فيه ملك مقرّب , لا نبي مرسل , وهو الذي دعت إليه الرسل أوّلهم إلى آخرهم , وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة " ( مجموعة مؤلفات الشيخ 5/36 ) .
    وقال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - " لست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه , أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيّم و الذهبي و ابن كثير و غيرهم , بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له , و أدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أوصى بها أول أمته و آخرهم... " ( مؤلفات الشيخ 5/252 )
    إن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية قد جاءت في وقت اشتدت فيه غربة الإسلام، وانطمست فيه كثير من معالم الرسالة، لا سيما في نجد وما جاورها،
    قال ابن غنام في وصف الحالة الدينية لنجد قبل ظهور الدعوة الاصلاحية للامام محمد ابن عبد الوهاب:
    (كان غالب الناس في زمانه متضمخين بالأرجاس، متلطخين بوضر الأنجاس، حتى قد انهمكوا في الشرك بعد حلول السنّة المطهرة بالأرماس، وإطفاء نور الهدى بالانطماس بذهاب ذوي البصائر والبصيرة، والألباب المضيئة المنيرة، وغلبة الجهل والجهال، واستعلاء ذوي الأهواء والضلال…
    فعدلوا إلى عبادة الأولياء والصالحين وخلعوا ربقة التوحيد والدين، فجدّوا في الاستغاثة بهم في النوازل والحوادث والخطوب المعضلة الكوارث، وأقبلوا عليهم في طلب الحاجات وتفريج الشدائد والكربات من الإحياء منهم والأموات، وكثير يعتقد النفع والأضرار في الجمادات كالأحجار والأشجار، وينتابون ذلك في أغلب الأزمان والأوقات، ولم يكن لهم إلى غيرها إقبال ولا التفات، فهم على تلك الأوثان عاكفون، ولها في كثير الأحايين ملازمون…

    فقام هذا الإمام في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري بالدعوة إلى الله سبحانه بقلمه ولسانه وأوضح للناس حقيقة ما بعث الله به نبيه عليه الصلاة والسلام
    فقام بالدعوة أكمل قيام وأعلن الجهاد على من وقف في طريق الدعوة ولم ينشرح لها صدره حتى أيده الله ونصره وأتباعه وأظهر على يديه الدعوة الإسلامية نقية سليمة من شبهات المخرفين وبدع المضلين .
    قام يدعو إلى تجريد التوحيد ، وإخلاص العبادة لله وحده بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم
    وسار اتباعه من علماء الدعوة النجدية على نفس المنهج
    ساروا على نفس المنهج الذي أسبلَ اللهُ عليهم أذيالَه في هداية الخلقِ، وإرشادِهم إلى الطَّرِيْقِ السَّويِّ، والنَّهْجِ المَرْضِيّ.
    قاموا بالمِيْثاقِ الذي أخذه اللهُ تعالى على أهلِ العلمِ في قوله:
    {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه ُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}.
    وكان من مقصودِهم أيضاً نُصْحُ الأُمَّةِ، والأَخْذُ بِحُجُزِها عن السقوط في المهالك،

    وإن من الرِّجالِ الذين هَيَّأَهم الله تعالى، ونَصَبَهم لحفظِ شريعتِه، والقيام عليها: أئمةَ الدَّعْوةِ بنجد، الذين أبلوا بلاءً حسناً في هذا المِضمَارِ، وحَمَوْا ثغوراً للشَّرِيْعة كاد أن يَقْتَحِمها المشركونَ والكُفَّارُ وأنفقوا نفيسَ العمرِ وعزيزَ المالِ في الدعوة إلى التوحيدِ ومُؤازَرَةِ أهلِه الأبرار.
    فلا تجد شبهةً منحرفةً أثيرت في وقتِهم إلا وهم لها بالمرصاد، ولا تشكيكاً في الحقِّ إلا وهم لتفنيدِه وتَزْيِيْفِه على أتمِّ استعداد.
    انتقضت عرى الإسلام، وعبدت الكواكب والنجوم، وعظمت القبور، وبنيت عليها المساجد، وعبدت تلك الضرائح والمشاهد، واعتمد عليها في المهمات، دون الصمد الواحد، ولكن في الحديث: " إن الله تبارك وتعالى يبعث لهذه الأمة، على رأس كل قرن، من يجدد لها أمر الدين " ، ويبين المحجة بواضحات البراهين.
    فبعث في القرن الثاني عشر، عند من خبر الأمور وسبر، ووقف على ما قرره أهل العلم والأثر، الآية الباهرة، والحجة الظاهرة، شيخ الإسلام والمسلمين، المعدود من أكابر السلف الماضين، المجدد لما درس من أصول الملة والدين، السلفي الأول، وإن تأخر زمنه عند من خبر وتأمل، بحر العلوم، أوحد المجتهدين، الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، أجزل الله له الأجر والثواب، وأسكنه الجنة بغير حساب.
    فشمر عن ساعد جده واجتهاده; وأعلن بالنصح لله ولكتابه ورسوله، وسائر عباده، دعا إلى ما دعت إليه الرسل، من توحيد الله وعبادته، ونهاهم عن الشرك، ووسائله وذرائعه; فالحمد لله الذي جعل في كل زمان من يقول الحق، ويرشد إلى الهدى والصدق، وتندفع بعلمه حجج المبطلين، وتلبيس الجاهلين المفتونين.
    والحمد لله الذي صدق وعده، وأورثه الرضى وحده، وأنجز وعده، واستجاب دعاءه، فصارت ذريته، وذرياتهم، وتلامذتهم نجوم هداية، وبحور دراية، ثبتوا على سبيل الكتاب والسنة، وناضلوا عنه أشد النضال، ولم يعدوا ما كان عليه الصحابة والسابقون، والأئمة الموثوق بهم، كأبي حنيفة والسفيانينى،; ومالك والشافعي وأحمد وأمثالهم. ولم يثنهم عن عزمهم طلاقة لسان مخادع، ولا سفسطة متأول، ولا بهرجة ملحد، ولا زخرفة متفلسف، وكلما انقضت طبقة منهم، أنشأ الله طبقة بعدها على سبيل من قبلها، فهم الأبدال والأخيار والأنجاب.
    وقد أخبر الصادق الأمين: " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته " وقال: " لا تزال طائفة من أمتي على أمر الله، لا يضرها من خالفها " . وقد أقام الله بهم السنة والفرض; فصاروا حجة على جميع أهل الأرض، وأشرقت بهم نجد على جزيرة العرب، ولله در القائل حيث قال:
    ففيها الهداة العارفون بربهم ... ذوو العلم والتحقيق أهل البصائر
    محابرهم تعلو بها كل سنة ... مطهرة أنعم بها من محابر
    مناقبهم في كل مصر شهيرة ... رسائلهم يغدو بها كل ماهر
    وفيها من الطلاب للعلم عصبة ... إذا قيل من للمشكلات البوادر
    ولا يعرف شعب دخل في جميع الأطوار، التي دخل فيها الإسلام في نشأته الأولى، غربة وجهادا وهجرة وقوة، غير هذا الشعب. فلقد ظهر هذا الشيخ المجدد المجتهد، في وقت كان أهله شرا من حال المشركين، وأهل الكتاب في زمن البعثة، من شرك وخرافات، وبدع على مذهب الحبر الإمام ابن حنبل ... عليهم من المولى سلام يوافيا
    عقائدهم سنية أجمع الملا ... عليها خصوصا تابعا وصحابيا
    وأسلمها عقدا وأعلمها هدى ... وأحكمها فاشدد عليها الأياديا
    صرائح قرآن نصوص صريحة ... ومن ردها دارت عليه الدواهيا
    كانوا على مذهب الحبر الرباني، والصديق الثاني، أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة منقلبه ومثواه، لقوة علمه وفضله، تتبعوا دليله، واقتدوا به من غير تقليد له، يأخذون من الروايتين عنه فأكثر بما كان أقرب إلى الدليل، وربما اختاروا ما ليس منصوصا في المذهب، إذا ظهر وجه صوابه، وكان قد قال به أحد الأئمة المعتبرين. وليس ذلك خروجا عن المذهب، إذ قد تقرر عنه، وعن سائر الأئمة، رحمهم الله أنه إذا خالف قول أحدهم السنة، ترك قوله، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وبالجملة، فمن تأمل حالهم، واستقرأ مقالهم، عرف أنهم على صراط مستقيم، ومنهح واضح قويم; شمروا عن ساعد الجد والاجتهاد، وصرفوا عنايتهم في نصرة هذا الدين، الذي كان الأكثر في غاية من الجهالة بمبانيه العظام، ونهاية من الإعراض عن الاعتناء به والقيام، فشرعوا فيه للناس موارد، بعد أن كان في سالف الزمن طامسا خامدا، وعمروا لهم فيه معاهد، حتى صار طاهرا مستنيرا مشاهدا.
    فنشروا شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم لجميع الخلائق،وكشفوا قناعها، وحققوا الحقائق، وأنشأوا المدارس وعمروها بالتعليم، وجاهدوا في الله كل طاغ أثيم، وصنفوا الكتب فأجادوا، وكشفوا الشبهات فأبادوا، وأجابوا السائل فأفادوا، فكشفوا عن الدين ما عراه، وأبدوا وأعادوا. فحق لقوم هذا شأنهم، أن يعتنى برسائلهم، وفتاويهم، وردودهم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,557

    افتراضي رد: الامام محمد ابن عبد الوهاب مجدد الملة والدين

    رحم الله الشيخ محمد عبدالوهاب وغفر له وعفا عنه،
    والآن ظهر لنا الكفر والشرك بشكل آخر وهو الالحاد الروحي وانتشر كثيرا في ديار المسلمين، ينبغي لطلبة العلم مواجهة هذا التيار الذي يستخدم مصطلحات العلماء سواء دينية أو علمية ليمرر من خلالها عبادة الشيطان والعياذ بالله
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: الامام محمد ابن عبد الوهاب مجدد الملة والدين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    هذا التيار الذي يستخدم مصطلحات العلماء سواء دينية أو علمية ليمرر من خلالها....
    بارك الله فيك
    شُبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل، وادعاءات بلا مستند، والادلة العقلية الصحيحة قطعية الدلالة على ضعف وبطلان شبهات اهل الالحاد ولكنها قد تؤثر في البعض؛ لقلة العلم، وكثرة الجهل بالدين؛فليس عندهم الا مجرد شبهات ومغالطات ودعاوى شبهة تلو الأخرى، ومغالطة تلو المغالطة، ودعوى تلو الدعوى
    ليس معهم الا السفسطة
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    «السَّفسَطة التي هي: جحود الحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس
    وقال:فإنَّ السفسطةَ أمرٌ يَعرِضُ لكثيرٍ من النفوس؛ وهي جَحدُ الحقِّ،
    وقال:فإنَّ البديهيات لا تكون باطلة؛ بل القدحُ فيها سفسطة
    وقال: «فمن أراد أن يَدفعَ العلمَ اليقيني المُستقر في القلوب بالشُّبَه؛ فقد سَلَك مَسلك السفسطة
    وقال: «وأما ما قد يَعرِضُ لبعضهم في بعض الأحوال من سفسطة تُشَكِّكُه في المعلومات!؛ فتلك من جنس المرض والوساوس».[الرد على المنطقيين ]
    فالدليل العقلي الصحيح ، يوافق الدليل النقلي ، ويدل عليه ، ومن لم تنتكس فطرته ، ولم يرتد على عقبيه : يجد أن الكون كله يشهد بربوبية الرب تعالى ، وألوهيته ، وصدق رسوله ، وتمام رسالته ، وصحة كتابه ، وجلاله وعظمته ،
    قال ابن القيم رحمه الله :
    " وَللَّه سُبْحَانَهُ فِي كل صنع من صنائعه ، وَأمر من شرائعه : حِكْمَة باهرة ، وَآيَة ظَاهِرَة ، تدل على وحدانيته ، وحكمته ، وغناه وقيوميته وَملكه ، لَا تنكرهَا إِلَّا الْعُقُول السخيفة ، وَلَا تنبو عَنْهَا إِلَّا الْفطر المنكوسة:
    وَللَّه فِي كل تسكينة ** وتحريكة أبدا شَاهد
    وَفِي كل شَيْء لَهُ آيَة ** تدل على أَنه وَاحِد " .
    وقال
    " فَلَا ريب أَن خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض من أعظم الْأَدِلَّة على وجود فاطرهما وَكَمَال قدرته وَعلمه وحكمته وانفراده بالربوبية والوحدانية ، وَالله سُبْحَانَهُ إِنَّمَا يَدْعُو عباده إلى النّظر والفكر فِي مخلوقاته الْعِظَام ، لظُهُور أثر الدّلَالَة فِيهَا وبديع عجائب الصَّنْعَة وَالْحكمَة فِيهَا ، واتساع مجَال الْفِكر وَالنَّظَر فِي أرجائها " .
    انتهى من "مفتاح دار السعادة" (2/ 198) .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •