وقفات مع حجة النبي صلى الله عليه وسلم



لما خرج الخليل عليه السلام من مكةَ تاركًا زوجَه وفلذةَ كبِدِه، في مشهد عظيم من مشاهد تسليم العبد لأمر ربه وإخباته له، رفع نداءه واستغاثته بربه؛ قائلًا: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37]، فأُجِيبت دعوة الخليل بعد تضرُّعه لربِّه الجليل، ومن ذلك الحين والأفئدة تحنُّ وتهوى المجيء للبيت العتيق جيلًا بعد جيل، فاستجاب لذلك النداء الرسلُ والأنبياءُ، وسار على نهجهم الصالحون الأولياء، فكم من صالح سارَ فؤادَه قبل جسده في البيداء؛ استجابةً لأمر ربِّه ربِّ السماوات والأرض!

عباد الله:
المسير إلى مكة مسير أفئدة وأرواح قبل أن يكون مسيرَ أبدانٍ، فتعالَ معي نرحل معًا بأرواحنا ومشاعرنا وأفئدتنا، وكل إحساس منا، مخترقين زماننا وزمانَ الأمم من قبلنا، إلى أن نصل هناك؛ حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي انطلق من مدينة رسول الله ومقصده مكة بيت الله، والمسير إلى الله، ألَا فَلْنَعِشْ جميعًا هذه الرحلة بقلوبنا، فعندئذٍ ستجد روحك وأُنْسَ نفسك، وحياة قلبك، ألَا فَلْتَسْتَرْهِف ْ وجدانك؛ لتسير مع الركب المبارك.

عباد الله:
آذن الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين في السنة العاشرة من الهجرة أنه حاجٌّ، فإذا بجزيرة العرب تلفظ رجالها ونساءها لتصل للمدينة، لتتشرف برؤية نبيها صلى الله عليه وسلم، لتتأسى به، ولتفوز بشرف صحبته.

ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، فوصل ذا الحُلَيفة ظهرًا، فصلى فيها العصر والمغرب والعشاء والفجر، حابسًا نفسه؛ ليجتمع الناس إليه.

فيا عباد الله:
فكم من اجتماع الناس على الخير من خير كبير وكثير، يستحق أن يتنازل الإنسان عن بعض آرائه ومقاصده لأجله!

ثم اغتسل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم طيَّبته عائشة رضي الله عنها بأطيب الطِّيب عندها، حتى روت مفارِقَ شعره، حتى إنه كان يُرى وميض الطيب في مفارقه، فكان الطيِّب المطيَّب يفوح طِيبًا، ثم لبس إحرامه، وصلى الظهر، وركب راحلته التي كان متاعها متاعًا رثًّا في مشهد من مشاهد الانكسار والخضوع لرب العالمين؛ قائلًا وهو على هذا الحال: «لبيك حجًّا لا رياء فيه ولا سمعة».

في مشهد أنت تعيش لحظاته، ترى تعظيم رسولك صلى الله عليه وسلم لربك، وعنايته الفائقة بعبادته، وإعلانه الفقر لربه: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، معلنًا التوحيد الذي هو أعظم مقاصد الحج، وتأمل يا من ينوي الحج، بل ومن يعيش في الأرض، أن التذلل والخضوع لله ودعاءه أرفعُ مقامات العبادة.

ثم يسير صلى الله عليه وسلم مع صحبه الكرام إلى مكة بيت الله الحرام، سَيْرَ العبد الذي لأمر ربه سلَّم وعظَّم، في وسط القوم، إذ لا تميُّزَ لأحد على أحد، فالجميع في هذا المنسك لباسهم واحد، ونداؤهم واحد، وتوجههم ودعاؤهم واحد، لربهم الواحد الأحد؛ يقول جابر في حديثه الطويل: ((ثم ركِب القَصْواءَ حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرت إلى مد بصري بين يديه، من راكبٍ وماشٍ، وعن يمينه وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، وكان بأبي هو وأمي وسط الناس))، يقول أنس بن مالك: ((كنت ردف أبي طلحة، وإن ركبة أبي طلحة لَتَمَسُّ ركبة النبي صلى الله عليه وسلم)) وهو في مسير ذلك، في مشهد لو سبح خيالك فيه، لعلِمتَ أن مَن قَصَدَ الحج لا بد له أنْ يتحلَّى بالصبر، فكم من مشقة في الحج، فاصبر وصابر، وإياك ثم إياك من التبرُّم والتسخط! واعلم أن كل حركة وسكنة وصبر في الحج لك أجرها.

ثم يسير الركب العظيم متوجِّهًا للبيت العظيم، وكأني بك ترى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يتوسطهم، في مشهد من مشاهد العزة والرفعة والتمكين، أريدك أن تتوقف هنا، وتتذكر الحال قبل عشر سنين في نفس الطريق، لما خرج مهاجرًا مُطارَدًا، وما هو إلا زمن يسير ويتغير الحال، ألَا يا كلَّ عاملٍ للدين مثابرٍ، أنت تعمل في سبيل الله، فابذُلِ الجهد وإن كان قليلًا، يبارك الله فيه.

ثم من لطائف الحِجَّة أن صديقه وصاحبه في الهجرة هو صاحبه وصديقه ورفيقه في الحجة، فصلى الله وسلم على معلِّم الناس الوفاءَ، فعليك بالصاحب المصاحب يوم المحنة، فإن وجدته فعَضَّ عليه بالنواجذ.

عباد الله:
دين الأنبياء واحد، ورسالتهم واحدة، الدعوة لتوحيد الله العظيم، لما كان المصطفى يسير في مسيره إذ به يتذكر أطياف إخوانه من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فيمر بوادٍ فيسأل صاحبه: «أي وادٍ هذا يا أبا بكر» ؟ فيقول: وادي الأزرق، قال صلى الله عليه وسلم: «كأني أنظر إلى موسى بن عمران منصبًّا من هذا الوادي، واضعًا أصبعيه في أذنيه، له جُؤَارٌ بالتلبية»، ثم يمر على وادي الرَّوحاء؛ ويقول عليه الصلاة والسلام: «لقد صلى في هذا الوادي سبعون نبيًّا، كلهم يؤمُّون البيت الحرام».

لتعلم أنك أيها المسلم الحاج ذو نسب عريق في الهداية: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90].

ويصِلُ المصطفى عليه الصلاة والسلام ليلًا، ثم يدخل مكة في وضح النهار، بعد أنِ اغتسل من ثنية كُدًا، ثم انصبَّ إلى الحرم وأناخ راحلته عند باب بني شيبة، وهو الباب الذي لطالما دخل منه وهو في مكة، ثم دخل الحرم وإذ بالكعبة طاهرة كما تركها أبوه إبراهيم عليه السلام من الأصنام والنُّصُب، وقد طهُرت من المشركين، وعادت إلى الحنيفية، الله أكبر.

كيف دخلها حاجًّا مودعًا؟ أليس هذا المكان نفسه كان مكانَ تعذيبٍ وسبٍّ، وشتم وإيذاء له ولأصحابه الكرام، يدخلها اليوم ومعه ما يزيد على مائة ألف كلهم مؤمن به، محب له، كلهم يبتدرون أمره، ويقتتلون على وَضُوئه؟ لنعلم جميعًا أن الدنيا دول؛ كما قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]، ويعلم الداعي للخير أنه مهما طال الزمان، فالعُقبى له، أوليس الله يقول في القرآن: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8]، ثم تقدَّم المصطفى للحجر ثم فاضت عيناه، وكان مقامًا تُسكَب فيه العبَرات، فاضطبع يرمُل وهو يطوف بالبيت، وسُمِع من دعائه: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]، فلما أتم الطواف توجَّه لمقام إبراهيم وهو يتلو: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، فصلَّى ركعتين قرأ في الأولى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]، وفي الثانية: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، وهما ما يسميان بسورتي الإخلاص، ثم رجع فاستلم الحجر، ثم ذهب فرقى الصفا، يا ألله، ماذا يحمل الصفا من الذكريات؟!

إنه عندما أراد بلاغ قومه، رقى عليه وجمعهم وقال: «لو أخبرتكم أن خيلًا تريد أن تُغِيرَ عليكم، أكنتم مصدقيَّ» ، قالوا: نعم، ما علمنا عليك كذبًا، قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» ، فقال أبو لهب: تبًّا لك، ألهذا جمعتنا؟، الآن يرقاه منتصرًا، وهو يقول: «أبدأ بما بدأ الله به: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158].

ثم نظر إلى البيت واستقبله، وبسط يديه وكبَّر، ثم أعلن توحيده لربه قائلًا: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، ثم يدعو طويلًا»، وهكذا يجب أن يعترف العبد الضعيف بنعمة ربه، فهو مع كمال انتصاره يشكر ربه، ويذكر نعمة ربه بنصره وهزيمة الأحزاب، فالحمد لله أولًا وآخرًا على ظاهر نعمه وباطنها.

ثم ينزل للوادي، فلما وصل بطن الوادي عَدَا عَدْوًا شديدًا، ثم وصل إلى المروة، ثم فشا الخبر في مكة، فخرج الناس بجميع أشكالهم يترقبون الرجل الذي لطالما اشتاقوا لرؤيته، ثم دعا النبي عليه الصلاة والسلام بناقته فركبها؛ حيث إن هذا أرفق بالناس، فلما أكمل سبعة أشواط، طالب من لم يَسُقِ الهَدْيَ بتغيير نُسُكِهِ إلى التمتع.

ولما جاء اليوم الثامن، توجَّه إلى منًى، فصلى فيها الظهر والعصر، والمغرب والعشاء والفجر، فلما طلعت الشمس، توجَّه لعرفةَ، بعد أن أمر بخيمة تُضرَب له بنَمِرَة، فسار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وقف بعرفة ولم يقف بمُزْدَلفة، كما كانت تعمل قريش، بإعلان صريح عن استقلالية هذا الدين عن كل كِبْرٍ وغطرسة كانت عند القوم، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم بنمرة، حتى إذا زاغت الشمس، أمَرَ بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس خطبة عظيمة بيَّن فيها مبادئ الإسلام، ومبانيَهُ العِظام، وحثَّ على الرفق بالمرأة، وعلَّم المرأة حقوق زوجها، ثم بيَّن عليه الصلاة والسلام أن التمسك بالكتاب والسنة أساس النجاح والهداية، ثم وفي موقف عظيم فيه استشعار كثير للمسؤولية الْمُلقاة على عاتقه، يقول من أمضى ثلاثًا وعشرين سنة في الدعوة والجهاد، والصبر على أذى الناس، والصبر على الأقدار؛ مستشعرًا قول الله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 6]، قائلًا: «وأنتم تُسأَلون عني، فما أنتم قائلون» ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغتَ وأدَّيتَ ونصحت، فقال بأصبعه السَّبَّابة، يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس: «اللهم اشهَدْ، اللهم اشهد، اللهم اشهد»، هذا السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل أعددنا للسؤال جوابًا؟

ثم أذَّن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما، ثم ركب حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل جبل المشاة بين يديه، واستقبل فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا، حتى غاب القرص، وكان يدعو متضرعًا رافعًا يديه، خاشعًا متذللًا، والناس من حوله يسألونه فيجيبهم، ويهتم بما أهمهم، ثم يعود لدعائه ويقول: «خير الدعاء دعاء عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»، وكان الناس حوله، ثم تأتي سماحة هذا الدين، فيقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «وقفت ها هنا وعرفة كلها موقِفٌ».

ثم توجَّه إلى مزدلفة، مُرْدِفًا أسامة بن زيد حِبَّه وابنَ حِبِّه، وأسامة هذا كان أسودَ اللون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبًّا شديدًا، في رسالة للناس أن ديننا لا يُفرِّق بين الناس، فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، حتى وصل مزدلفة فصلى المغرب والعشاء، ولم يسبح بينهما شيئًا، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، وصلى الفجر حتى تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعا وكبَّر، وهلَّل ووحَّد ربَّه، فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا فدفع قبل أن تطلع الشمس، حتى إذا وصل مِنًى رمى الجمرة الكبرى بسبع حَصَيَات، يُكبِّر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخَذْفِ، ثم انصرف إلى المنحر فنحر بيده الشريفة ثلاثًا وستين ناقة، ثم أعطى عليًّا فنحر ما بقِيَ، وهذا يدل على عنايته بهذه الشعيرة العظيمة، وكذا في الأُضْحِيَّة، فيُسَنُّ لصاحبها أن يذبحها بيده أو على الأقل أن يحضرها، ثم أمر من كل بَدَنَةٍ ببَضْعَةٍ، فجُعِلت في قِدرٍ فطُبخت، فأكل من لحمها، وشرب من مَرَقِها، ثم أفاض النبي صلى الله عليه وسلم في البيت، ثم عاد لمنًى ومكث فيها ليُتِمَّ النُّسُك، فكان يتحيَّن الزوال فيرمي الحجرة سبعًا، ثم التي تليها، ثم التي تليها، ثم طاف طواف الوداع، ثم قفل راجعًا إلى المدينة، تاركًا مكة أحبَّ الديار إليه ليترك بصمة وفاء لمن نصره وآزَرَه وأيَّده من الأنصار؛ قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

مما مضى نَجِدُ أن شعار الحج هو التوحيد، وذا ظاهر في التلبية والتكبير كثيرًا، وظاهر في امتثال الأمر بالطواف حول البيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار وغيرها، كذلك أيها الحاج في الحج مواضع للدعاء تكون فيها الإجابة أقربَ؛ عند الصفا والمروة، وفي عرفة، وعند المشعر الحرام في مزدلفة، وبعد رمي الجمرة الصغرى الوسطى.

أيها المؤمنون: عظِّموا الله في هذه الأيام، سواء أكُتِبَ لك الحج أو لم يُكْتَب، وأيها المؤمنون الذين لم يُكتَب لهم الحج، اجعلوا التكبير شعاركم هذه الأيام، واحرصوا على العمل الصالح بمفهومه العام، وعليكم بصوم عرفة؛ فهو يكفِّر سنتين، واستشعروا - رعاكم الله – الأضحية، وأنها سُنَّة أبيكم إبراهيم عليه السلام، واسأل أهل العلم عمَّا أشكل عليك، وفَّقنا الله وإياكم لِما يحب ويرضى.

اللهم وفِّق الحاج للحج المبرور، والعمل المتقبل، وسلمهم وسلم لهم، واجعلهم في حجهم غانمين، وأعِنِ القاعدين على استغلال هذا الموسم العظيم.
______________________________ ____________________ __
الكاتب: الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني