المسجد الأقصى


- هل المسجد الأقصى حرم مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف؟ ومن الذي بناه؟


أولا: لا نعلم دليلا يدل أن المسجد الأقصى حرم مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، نعم ثبتت شرعية شد الرحل إليه وفضل الصلاة فيه، والذي يدل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى » خرجه مالك والبخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وهذا لفظ مسلم. وأما الدليل على فضل الصلاة فيه فما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي بألف صلاة، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة».
ثانيا: اختلف فيمن بنى المسجد الأقصى، فقيل: نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو أشبه، وقيل: سليمان، والصحيح أن بناء سليمان تجديد لا تأسيس؛ لأن بينه وبين إبراهيم أزمانا كثيرة أكثر من أربعين، كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير -رحمه الله-، وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في أرض أولا؟ قال: «المسجد الحرام»، قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى «، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد». وفي حديث أبي كامل: «ثم حيثما أدركتك الصلاة فصله فإنه مسجد». وأخرج النسائي بإسناد صحيح من حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن سليمان بن داود -عليه السلام- لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالا ثلاثة: سأل الله حكما يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله -عز وجل- ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل الله -عز وجل- حين فرغ من بناء المسجد ألا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه».


اعداد: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء