عيد أضحى مبارك
تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,085

    افتراضي إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون

    3071 - (إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله! ففيم العمل؟ فقال: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل أهل النار فيدخله النار) .
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة:

    ضعيف
    رواه مالك في "الموطأ" (2/ 898/ 2) ، وعنه أحمد (1/ 44 -45) ، وكذا أبو داود (4703) ، والترمذي (2/ 180) ، وابن حبان (1804) ، والحاكم (1/ 27) ، وابن عساكر (9/ 398/ 1) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (195) عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني: أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ... ) الآية (172/ الأعراف) ؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عنها؟ فقال: ... فذكره. وقال الترمذي:
    "حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلاً مجهولاً".
    وأما الحاكم فقال: "صحيح على شرطهما"!
    ولم يرد الذهبي إلا بقوله: "قلت: فيه إرسال".
    وفيه أن مسلم بن يسار هذا، ليس من رجال الشيخين، ثم إنه لا يعرف، فقد قال الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان": "تفرد عنه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب" وهذا معناه أنه مجهول.
    ثم رواه أبو داود (4704) ، وابن أبي عاصم (200) ، والبخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 97) ، وابن عساكر من طريقين آخرين عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة قال: كنت عند عمر بن الخطاب إذ جاءه رجل فسأله عن هذه الآية (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) (172/ الأعراف) ، فقال عمر: كنت عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ... ؛ فذكر مثل حديث مالك.
    ونعيم بن ربيعة هذا لا يعرف كما قال الذهبي، وهو الرجل المجهول الذي أشار إليه الترمذي آنفاً، فهو علة الحديث. وقد نقل الحافظ ابن كثير في "تفسيره" عن الإمام الدارقطني أنه صوب هذه الرواية على رواية مالك المنقطعة ثم قال:
    "قلت: الظاهر أن الإمام مالكاً إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمداً، لما جهل حال نعيم ولم يعرفه، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيراً من المرفوعات، ويقطع كثيراً من الموصولات".
    قلت: وهذه فائدة عزيزة هامة من قبل هذا الحافظ النحرير. فعض عليها بالنواجذ.
    وفي أخذ الذرية من صلب آدم أحاديث أخرى صحيحة أخصر من هذا، وقد خرجت بعضها في "الصحيحة" (48-50) ، وليس في شيء منها مسح الظهر إلا في حديث لأبي هريرة مخرج في "ظلال الجنة" (204-205) ، وفي كلها لم تذكر الآية الكريمة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,085

    افتراضي رد: إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون

    6499 - (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ مَسَحَ ظَهْرَهُ
    فَخَرجتْ مِنْهُ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَانْتَزَعَ ضِلَعاً مِنْ
    أَضْلَاعِهِ فَخَلَقَ مِنْهَا حَوَّاءَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهَما الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) .
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة:

    منكر جداً.
    أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (3/206/2) ، وأبو الشيخ في
    "العظمة" (5/1553/1015) من طريق مُحَمَّد بْن شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
    ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ
    النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ... فذكره. وعلقه ابن منده في "التوحيد" (1/211) ، ووصله
    ابن عساكر في "التاريخ" (2/624) من طريق أخرى عن محمد بن شعيب ... به.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: متفق على
    تضعيفه، واتهمه بعضهم، وهو صاحب حديث توسل آدم بالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو موضوع؛ كما تقدم في المجلد الأول برقم (25) ، وانظر الحديث (333) .
    وقد خالفه هشام بن سعد؛ فقال: عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي
    هريرة به وأتم منه دون قوله: "وانتزع ضلعاً ... فخلق منها حواء " رواه الترمذي
    وصححه وكذا الحاكم ووافقه الذهبي، وهو مخرج في "ظلال الجنة" (1/91/2069) ،
    وقال الترمذي:
    "وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
    قلت وأخرج بعضها عنه وعن غيره من الصحابة مرفوعاً وموقوفاً السيوطي
    في "الدر المنثور" (141 - 143) .
    وإلى هذه الطرق أشار المعلق الفاضل على "العظمة" بقوله - بعد أن أشار إلى
    ضعف الإسناد لأجل عبد الرحمن -:
    " ولكن الحديث صحيح ثابت من طرق أخرى "!
    ولكنه لم ينتبه لكونها خالية من ذكر (حواء) ، ولمخالفة هشام بن سعد
    لعبد الرحمن إسناداً ومتناً.
    نعم قد جاءت هذه الزيادة عن جمع من الصحابة موقوفاً من طريق أسباط بن
    نَصْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ
    مُرَّةَ بْنِ شُرَاحَبِيلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا:
    " أُخْرِجَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلُعِنَ، وَأُسْكِنَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قَالَ لَهُ:
    {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} ، فَكَانَ يَمْشِي فِيهَا وَحْشِيّاً لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ
    إِلَيْهَا، فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ، وَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ
    ضِلْعِهِ، فَسَأَلَهَا: مَا أَنْتِ؟ قَالَتِ: امْرَأَةٌ. قَالَ: وَلِمَ خُلِقْتِ؟ قَالَتْ: لِتَسْكُنَ
    إِلَيَّ ... "الحديث. أخرجه ابن منده في "التوحيد" (1/213 - 214) ، وقال:
    "أَخْرَجَ مُسْلِمُ عَنْ مُرَّةَ، وَعَنْ السُّدِّيِّ، وَعَمْرِو بْنِ حَمَّادٍ، وَأَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ فِي
    "كِتَابِهِ"، وَهَذَا إِسْنَادٌ ثَابِتٌ "!
    كذا قال! وأسباط مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب":
    "صدوق كثير الخطأ، يغرب".
    فهو إسناد ضعيف، مع كونه موقوفاً، فكأنه من الإسرائيليات، وقد روى ابن
    سعد (1/39) وغيره عن مجاهد في قوله تعالى: {وخلق منها زوجها} ، قال:
    "خلق (حواء) من قُصَيْرى (1) آدم ".
    وذكر ابن كثير في "البداية" (1/74) عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أنها خلقت من ضلعه
    الأقصر الأيسر وهو نائم، ولأمَ مكانه لحماً. وقال:
    "ومصداق هذا في قوله تعالى ... " فذكر الآية مع الآية الأخرى: {وَجَعَلَ
    مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا ... } الآية، لكن الحافظ أشار إلى تمريض هذا التفسير
    في شرح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    " استوصوا بالنساء [خيراً] ، فان المرأة خلقت من ضلع ... " (2) ؛ فقال (6/368) :
    "قيل: فيه إشارة إلى أن (حواء) خلقت من ضلع آدم الأيسر ... "
    وقال الشيخ القاري في "شرح المشكاة" (3/460) :
    "أي خلقن خلقاً فيه اعوجاج، فكأنهن خلقن من الأضلاع، وهو عظم معوج، واستعير للمعوج صورة، أو معنى ونظيره في قوله تعالى: {خلق الإنسان
    من عجل} ".
    قلت: وهذا هو الراجح عندي أنه استعارة وتشبيه لا حقيقة، وذلك لأمرين:
    الأول: أنه لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم كما تقدم.
    والآخر: أنه جاء الحديث بصيغة التشبيه في رواية عن أبي هريرة بلفظ: "إن
    المرأة كالضلع ... ".
    أخرجه البخاري (5184) ،ومسلم (4/178) ،وأحمد (2/428 و 449 و 530)
    وغيرهم من طرق عن أبي هريرة، وصححه ابن حبان (6/189/4168 - الإحسان) .
    وأحمد أيضاً (5/164 و6/279) وغيره من حديث أبي ذر، وحديث عائشة
    رضي الله عنهم.
    (تنبيه) : وأما ما جاء في "سنن ابن ماجه" (1/175) - تحت الحديث (225) -
    من رواية أبي الحسن بن سلمة: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَعْقِلٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
    الْمِصْرِيُّ قَالَ:
    "سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُرَشُّ بَوْلُ الْغُلَامِ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ
    الْجَارِيَةِ" وَالْمَاءَانِ جَمِيعاً وَاحِدٌ؟ قَالَ:
    لِأَنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ.
    ثُمَّ قَالَ لِي: فَهِمْتَ، أَوْ قَالَ لَقِنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ:
    إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ؛ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ؛ فَصَارَ بَوْلُ الْغُلَامِ مِنْ
    الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَصَارَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ. قَالَ: قَالَ لِي: فَهِمْتَ؟ قُلْتُ:
    نَعَمْ. قَالَ لِي: نَفَعَكَ اللَّهُ بِهِ ". فأقول: هذا إسناد ضعيف إلى الإمام الشافعي؛ فإن أبا اليمان المصري لا
    يُعرف إلا في هذه الرواية، وأفاد الحافظ في "التهذيب" أن الصواب فيه: (أبو
    لقمان) - واسمه: محمد بن عبد الله بن خالد الخراساني -.
    وقال في التقريب:
    "مستور".
    وحقه أن يقول: "مجهول"؛ لأنه قال في "المقدمة" في صدد ذكر مراتب التوثيق:
    "السابعة: من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مستور،
    أو مجهول الحال ".
    وهو لم يذكر له راوياً في "التهذيب"؛ غير (أحمد بن موسى بن معقل) كما
    تقدمت الإشارة إلى ذلك.
    ثم إنه وقع في وهم آخر، وهو أنه نسب هذا الأثر لابن ماجه في ترجمة أحمد
    هذا وشيخه أبي اليمان، وبالتالي جعلهما من رجال ابن ماجه، والواقع أن الأثر من
    زيادات أبي الحسن بن سلمة القطان على "سنن ابن ماجه"، وهو راوي "السنن"،
    وأحمد بن موسى إنما هو شيخه - أعني أبا سلمة -، وأبو اليمان من رجاله، ولذلك
    لم يترجم لهما المزي في "تهذيب الكمال"، ولا الذهبي في "الكاشف"؛ فاقتضى
    التنبيه. ولأبي الحسن القطان ترجمة حسنة في "سير النبلاء" (15/463 - 465) .
    __________
    (1) هو أعلى الأضلاع وأسفلها، وهما (قٌصَيْريان) ، ووقع في الأصل (قيصري) !
    (2) متفق عليه من حديث أبي هريرة، وهو مخرج في "الإرواء" (7/53) .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •