شياطين الإنس .. أخطر



كل من يقربك إلى النار ويبعدك عن الجنة فهو شيطان، وهذا هو هدف إبليس الأسمى، ومقصوده الأوحد، من خلال إغواء الناس، وصدهم عن الحق، وإخراجهم من الهدى إلى الضلالة؛ حتى يكونوا معه في الجحيم، قال -تعالى-: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (فاطر:6).
فإبليس وأعوانه من شياطين الإنس والجن يدعوننا إلى أن نكون معهم في النار، وذلك بتزيينهم للباطل وتحسينهم للمعاصي، بل وتسهيلها، والدعوة إليها؛ لذا توعد الله -تعالى- من فعل فعل إبليس وأعوانه بالنار، قال -تعالى-: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} (ص:84-85)
كما حذرنا الله -تعالى- من الانسياق خلف وساوس الشياطين والاغترار بهم! مبتدئا بشياطين الإنس لعظم شرهم وخطرهم على بني آدم، ومردفا بعدهم شياطين الجن؛ قال -جل وعلا-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (الأنعام:112).
قال سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «فالواجب على المكلفين من الرجال والنساء، الحذر من الشياطين! وكل من دعاك إلى عصيان الله متعمداً فهو شيطان، إما إنسي وإما جني، فالذي يملي عليك الباطل في قلبك هو من شياطين الجن، والذي يدعوك لها ظاهراً هو من شياطين الإنس، الذي يقول لك: افعل الزنا، واشرب الخمر، واقتل فلانا بغير حق، أو يدعوك إلى الكفر والضلال، وإلى عبادة الأموات والاستغاثة بهم، أو إلى عبادة الأصنام أو الملائكة أو الجن، كل هؤلاء من الشياطين».
فيجب على المؤمن أن يحذر شياطين الإنس كما يحذر شياطين الجن أيضًا بل أشد! فالدعاة من شياطين الإنس يختلفون عددا وأنماطا، فهناك الواضح البين، كالملاحدة والكفرة من دعاة هدم الدين والتنفير منه، وهناك من هم أقل وضوحا، مثل العصاة والفسقة الذين يفرحون بضلال الناس وانصرافهم عن الحق إلى الباطل، وتدمير أخلاقهم الفاضلة الطيبة.
فيجب الحذر من هؤلاء جميعا! الذين سلموا أنفسهم للشيطان وصاروا من أتباعه، والذين يفرحون بضعف المسلمين وتراجعهم وهزيمتهم، ويسعدون بنشر البغضاء والعداوة بينهم، وشر أؤلئك: قوم قد ظاهروا المشركين على المسلمين وناصروهم وأيدوهم ورضوا فعلهم.
ولا نجاة لنا إلا بالتمسك بالكتاب والسنة الصحيحة بفهم سلف الأمة، والبراءة من كل ما يضاد هذا الدين القويم من أفكار الملحدين وسبيل المضلين؛ فذاك هو نهج المؤمنين.



اعداد: سالم أحمد الناشي