زوّجوني وإلا سأنفجر!!بقلم: يحيى كريدية حدثت هذه القصة أثناء مشاركتي في أحد المؤتمرات الإسلامية في مدينة ستوكهولم السويدية منذ عدّة سنوات, حيث كان المؤتمر يعالج بعض مسائل المسلمين في السويد, وبينما كان عريف الاحتفال يقرأ قصاصات الأسئلة على مسمع من جميع المشاركين إذ به يتوقف عند إحدى الأوراق التي يحملها في يده, ثم يتردد لحظة قبل أن يقرأ بطريقة مؤثرة وصوت مرتفع ما جاء فيها:
زوّجونـــــونــ ـــي وإلا سأنفجــــــــر
زوّجــــــــونـ ـــــــي وإلا سأزنـــــــــــ ـي
التوقيع شاب صومالي.
وهنا ضجَّت القاعة بالضحك, طبعاً حصل بعض الصخب والضجيج بين مُنكرٍ لما اعتبره وقاحةً من صاحب السؤال, وبين من أحسّ بحجم مشكلة ومأساة ذلك الشاب.
ومنذ ذلك الوقت ـ أكثر من 15 عاماً ـ ما زلت أذكر هذه الكلمات وأشعر مع صاحبها الذي صرخ تلك الصرخة, إنها صرخة الفطرة السويّة, فطرة الرجل العفيف الذي تُنادي كلُّ ذرَّة في جسدة أنه بحاجة للزواج ولزوجة صالحة تقف لجنبه تعفّه عن الحرام ويعفّها, تُحصِّنه ويحصِّنها, روحه تنادي... عاطفته تنادي... جوارحه تنادي... ينادي ويصرخ بأعلى صوته, ماذا يريد؟ يريد زوجة, ولا يريد أن يزني مع أنه يعيش في بلد الزنا والرذيلة.
تلك الصرخة ليست صرخة ذلك الشاب وحده, إنما هي صرخة ملايين البشر الأسوياء العقلاء من الشبَّان والشابات.
نعم الزواج ذلك السكن, الزواج ذلك الحصن الحصين, راحة للنفس, وسلوى للفؤاد, ومسؤولية عظيمة يُقدم المرءُ عليها بكامل رضاه.
يا مَن عسّرتم أسباب الزواج! وجعلتموه مظاهر فارغة, وأرقاماً من الدينارات والدولارات, وتفاهات وسفاهات من الترف والحفلات والسهرات, اتقوا الله في صرخة شبابنا وشابّاتنا, وكونوا عوناً لهم.
يا أولياء الأمور: إذا رجعت ابنتكم يوماً وقد فقدت عفافَها وشرفَها في ليلة ظلماء بعد أن تاقت نفسُها للزواج فوقفتم في وجهها لأسباب تافهة وحُجج واهية, فلا تلوموا إلا أنفسكم يوم لا ينفع الندم.
وإذا رجع ابنكم يوماً وهو يحمل مرض الإيدز فلا تدعُوا عليه وتتبرؤوا منه, بل اسألوا أنفسكم عن السبب الحقيقي لذلك.
دعوة لكل العقلاء، لكل الشرفاء، لكل الأولياء, يسِّروا أسباب الزواج, وإلا