تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي
محمد ابوزيد
سورة الزمر
قال جلال الدّين عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ السّيوطيّ (ت: 911 هـ): (سورة الزمر:
[أقول]: لا يخفى وجه اتصال أولها بآخر "ص"؛ حيث قال في "ص": {إن هو إلّا ذكرٌ للعالمين} "ص: 87"، ثم قال هنا: {تنزيل الكتاب من اللّه} "1"، فكأنه قيل: هذا الذكر تنزيل، وهذا تلاؤم شديد؛ بحيث إنه لو أسقطت البسملة لالتأمت الآيتان كالآية الواحدة.
وقد ذكر الله تعالى في آخر "ص" قصة خلق آدم، وذكر في صدر هذه قصة خلق زوجه [منه]، وخلق الناس كلهم منه، وذكر خلقهم في بطون أمهاتهم خلقًا من بعد خلق، ثم ذكر أنهم ميتون، ثم ذكر وفاة النوم والموت، ثم ذكر القيامة، والحساب، والجزاء، والنار، والجنة، وقال: {وقضي بينهم بالحقّ وقيل الحمد للّه ربّ العالمين} "75".
فذكر أحوال الخلق من المبدأ إلى المعاد، متصلًا بخلق آدم المذكور في السورة التي قبلها). [تناسق الدرر: ؟؟]