تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: سورية ومصر (شعر)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي سورية ومصر (شعر)

    سورية ومصر (شعر)
    حافظ ابراهيم




    لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ
    هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ[1]

    رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما
    قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ[2]

    خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما
    وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ[3]

    أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما
    وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ[4]

    أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما
    في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ[5]

    وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما
    تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ[6]

    إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ
    باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ[7]

    وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ
    أَجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ[8]

    لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما
    تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُبِ[9]

    الوادِيَينِ تَمَشّى الفَخرُ مِشيَتَهُ
    يَحُفُّ ناحِيَتَيهِ الجودُ وَالدَأَبُ[10]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: سورية ومصر (شعر)

    فَسالَ هَذا سَخاءً دونَهُ دِيَمٌ
    وَسالَ هَذا مَضاءً دونَهُ القُضُبُ[11]

    نَسيمَ لُبنانَ كَم جادَتكَ عاطِرَةٌ
    مِنَ الرِياضِ وَكَم حَيّاكَ مُنسَكِبُ

    في الشَرقِ وَالغَربِ أَنفاسٌ مُسَعَّرَةٌ
    تَهفو إِلَيكَ وَأَكبادٌ بِها لَهَبُ[12]

    لَولا طِلابُ العُلا لَم يَبتَغوا بَدَلاً
    مِن طيبِ رَيّاكَ لَكِنَّ العُلا تَعَبُ[13]

    كَم غادَةٍ بِرُبوعِ الشَأمِ باكِيَةٍ
    عَلى أَليفٍ لَها يَرمي بِهِ الطَلَبُ[14]

    يَمضي وَلا حيلَةٌ إِلّا عَزيمَتُهُ
    وَيَنثَني وَحُلاهُ المَجدُ وَالذَهَبُ[15]

    يَكُرُّ صَرفُ اللَيالي عَنهُ مُنقَلِباً
    وَعَزمُهُ لَيسَ يَدري كَيفَ يَنقَلِبُ[16]

    بأَرضِ (كولُمبَ) أَبطالٌ غَطارِفَةٌ
    أُسدٌ جِياعٌ إِذا ما ووثِبوا وَثَبوا[17]

    لَم يَحمِهِم عَلَمٌ فيها وَلا عَدَدٌ
    سِوى مَضاءٍ تَحامى وِردَهُ النُوَبُ[18]

    أُسطولُهُم أَمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ
    وَجَيشُهُم عَمَلٌ في البَرِّ مُغتَرِبُ[19]


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: سورية ومصر (شعر)

    لَهُم بِكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ
    وَفي ذُرا كُلِّ طَودٍ مَسلَكٌ عَجَبُ[20]

    لَم تَبدُ بارِقَةٌ في أُفقِ مُنتَجَعٍ
    إِلّا وَكانَ لَها بِالشامِ مُرتَقِبُ[21]

    ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا
    فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ

    وَلَم يَضِرهُم سُراءٌ في مَناكِبِها
    فَكُلِّ حَيٍّ لَهُ في الكَونِ مُضطَرَبُ[22]

    رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا
    إِلى المَجَرَّةِ رَكباً صاعِداً رَكِبوا[23]

    أَو قيلَ في الشَمسِ لِلراجينَ مُنتَجَعٌ
    مَدّوا لَها سَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا[24]

    سَعَوا إِلى الكَسبِ مَحموداً وَما فَتِئَت
    أُمُّ اللُغاتِ بِذاكَ السَعيِ تَكتَسِبُ[25]

    فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها
    عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ

    هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم
    فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: سورية ومصر (شعر)

    فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى
    رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ[26]

    لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم
    مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا[27]

    إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم
    فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا[28]



    المصدر: «ديوان حافظ إبراهيم» (ص 268 - 271)

    -------------------------------
    [1] أي انتسب إلى أي الأمتين شئت، فكلتاهما في العلا والحسب سواء.

    [2] وجب يجب ووجيبًا: اضطرب؛ وهو هنا كناية عن الإشفاق على كلتا الأمتين والرعاية لهما والحرص عليهما. والهلال: شعار الدولة العثمانية.

    [3] الضاد: كناية عن اللغة العربية. والمعنى: المنزل الذي غنى به أهله، أي أقاموا.

    [4] يريد أن الأمتين تجمع بينهما أمومة واحدة وهي اللغة، وأبوَّة واحدة، هم العرب.

    [5] يرغبان عن الحسنى: ينصرفان عن حسن الجوار. ورائعات المعالي: ما ظهر منها ووضح.

    [6] متَّ إليه بكذا: توسل إليه به.

    [7] ألمت: نزلت. وراسيات الشام: جبالها.

    [8] ذرا لبنان: مرتفعاته وأعاليه، الواحدة ذروة.

    [9] الأردن: نهر بفلسطين معروف. والأمواه: جمع ماء.

    [10] الدأب (بالتحريك): الجدُّ والاجتهاد.

    [11] الديم من السحب: جمع ديمة، وهي الدائمة المطر. والقضب: السيوف القواطع، الواحد قضيب، فعيل بمعنى فاعل. يشير بالشطر الأول إلى وادي النيل؛ وبالشطر الثاني إلى وادي الأردن.

    [12] مسعرة: ملتهبة من الشوق. وتهفو: تميل. ويشير إلى حنين رجال لبنان النائين عن وطنهم في أنحاء الأرض طلبًا للرزق.

    [13] الريا: الرائحة الطيبة.

    [14] الغادة: الفتاة المتثنية لينا ونعومة. «ويرمي» الخ، أي يقذف به طلب الرزق في أنحاء البلاد.

    [15] يقول: إن هذا الطالب يذهب على وجهه غير مزوّّد إلا بعزيمة صادقة، ويعود متحليًّا بحلى المجد، موفور الثراء والغنى.

    [16] «يكر صرف الليالي عنه» الخ، يقول: إن نوائب الأيام ترتد عنه منقلبة وعزمه ثابت ماض في سبيله لا يتغير ولا يتبدل.

    [17] أرض كولمب: أمريكا، أضيفت إلى مكتشفها. والغطارفة: السادة الشرفاء والسراة من الناس، الواحد غطريف وغطراف. ويريد رجال لبنان المهاجرين إلى أمريكا. وإذا ما ووثبوا وثبوا، أي إذا ما اعتدى عليهم انتصفوا لأنفسهم. والمواثبة بين الخصمين: أن يثب كل منهما على صاحبه.

    [18] تحامى: تتحامى، فحذف إحدى التاءين للتخفيف. ويريد بقوله: «لم يحمهم علم»: أنهم ليسوا أصحاب سفارة يحتمون بها وإنما يحتمون بمضائهم وعزمهم اللذين ترتيد عنهما نوائب الأباء كليلة مهزومة.

    [19] يقول: إنهم لا أسطول لهم ولا جيش غير الأمل البعيد والعمل للرزق في كل مكان.

    [20] الخضم: البحر. والمسرب: الطريق. والنهج من الطرق (بتسكين الهاء): الواضح المسلوك منها؛ وحرك الهاء بالفتح لضرورة الوزن. «وذرا كل طود»، أي أعالي كل جبل.

    [21] المنتج: مكان الانتجاع، أي طلب الرزق. يقول: إنه قد بلغ من سعيهم على الرزق أنه لا تظهر علامة تنبئ بوجوده في مكان إلا وجدت من رجال الشام من يرقبها ويسبق الناس إليها.

    [22] السرى (مقصورًا ومدَّ للشعر): السير بالليل. ومناكب الأرض: نواحيها. والمضطرب: المذهب يضطرب فيه الناس، أي يذهبون ويجيئون.

    [23] رادوا: طلبوا. والمناهل: الموارد.

    [24] انتدب فلان للأمر: خف إليه.

    [25] يريد بقوله: «وما فتئت» الخ: أنَّهم ينشرون اللغة العربية حيثما حلوا؛ وفي ذلك كسب لها.

    [26] عاج على المكان: ما إليه.

    [27] يقول: لولا جماعة المفرقين بين القطرين وتغاليهم في ذلك، لما وقع بيننا ما يوجب اللوم منا ولا العتاب منهم.

    [28] الضمير في «مودتهم» للسوريين.


    منقول



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •