قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تؤكل فاكهة الشام غضة طرية في المدينة.
ماصحة هذا الحديث؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تؤكل فاكهة الشام غضة طرية في المدينة.
ماصحة هذا الحديث؟
وقال بعظهم في مقطع : لن تقوم القيامة حتى يأكل من في المدينة فاكهة الشام طرية
لم أقف عليه بعد البحث لا موقوفًا ولا مرفوعًا، ولا حتى مأثورًا من قول أحد من التابعين أو العلماء، والله أعلم
جزاكم الله خيراً.
ورد في معناها فيما خرجه الديلمي كما في زهر الفردوس (7/299)، (٢٨١٧)، فقال:
أخبرنا أبي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا الكتاني، حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزار، حدثنا علي بن مسلم،
حدثنا ابن أبي فديك، عن عبد الله بن أبي يحيى، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة، رفعه:
" لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من المدينة إلى الشام يبتغون فيها الصحة ".
قال أبو هريرة: "وكان عمر بن الخطاب قد بنى بالشام بيوتاً لنساء النبي صلى الله عليه وسلم". اهـ.
حسنه محققو الكتاب، قلتُ: ليس هو بمتصل، بين سعيد الفزاري وأبي هريرة رضي الله عنه انقطاع.
قال عنه أبو حاتم: "لم يلق أبا موسى الأشعري ولا أبا هريرة". اهـ، المراسيل لابن أبي حاتم (266)، جامع التحصيل (246).
ووقع في المتن تحريف لما خرجه ابن المرجى في فضائل البيت المقدس (1/221)، فقال:
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عوف، بقراءتي عليه، قال: أبنا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي، قراءة عليه، قال: ثنا محمد بن فياض، قال: ثنا دحيم، قال: ثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرني عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من المدينة إلى الشام يتبعون الصيحة)).
قال: وكان عمر قد بنى بيوتًا لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالشام. اهـ.
وذلك مصداقه في قول الله تعالى: {يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج}.
وخرج ابن ناصر الدمشقي كتاب مجلس في حديث جابر 208، من طريق: أبي يعلى الموصلي، قال:
حدثنا شيبان، حدثنا همام، حدثنا القاسم بن عبد الواحد، حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، أن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما حدثه، قال: بلغني عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يَحشُرُ اللهُ العبادَ أو قال يَحشُرُ اللهُ الناسَ قال وأوْمى بيدِه إلى الشامِ عُراةً غُرْلًا بُهْمًا قال قلتُ ما بُهْمًا قال ليس معهم شيءٌ فينادِي بصوتٍ يسمعُه من بَعُدَ كما يسمعُه من قَرُبَ أنا الملِكُ أنا الدَّيّانُ لا ينبغي لأحدٍ من أهلِ الجنةِ أن يَدخلَ الجنةَ وأحدٌ من أهلِ النارِ يُطالبُه بمظلَمَةٍ ولاينبغي لأحدٍ من أهلِ النارِ أن يَدخلَ النارَ وأحدٌ من أهلِ الجنةِ يُطالبُه بمظلَمَةٍ قالوا وكيف وإنّا نأتي عُراةً غُرْلًا بُهْمًا قال بالحسناتِ والسيئاتِ. اهـ.
قلتُ: وهذا الحديث أصله في الصحيح، وليس فيه أنه إلى الشام، والرجل المبهم هو عبد الله بن أنيس رضي الله عنه.
وفيما خرجه نعيم في الفتن (١٠٢٩)، فقال:
حدثنا يحيى، عن المنهال بن خليفة، عن مطر الوراق، قال:
«المهدي يخرج التوراة غضة، يعني طرية من أنطاكية». اهـ.
وهذا إسناد من مصنفه إلى القائل مسلسل بالعلل.
والله أعلم
جزاكم الله خيراً.