{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوتَ}
هذه الآية، فيها بيان الغرض من الخلق، وأنه لأجل العبادة ، هذه العبادة أُرسلت بها الرسل
بدليل قوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوتَ}
بعثت الرسل بهاتين الكلمتين: {اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوتَ}
ففي قوله: {اعْبُدُواْ اللَّهَ} إثبات،
وفي قوله: {اجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوتَ} نفي ،
وهذا معنى التوحيد،
وهو أنه مشتمل على إثبات ونفي ؛
(لا إله إلا الله) {اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}
لأن النفي فيه اجتناب الطاغوت، وهو كل إله عُبِدَ بالبغي، والظلم، والعدوان،
والإثبات إثبات العبادة في الله وحده دون ما سواه
؛ ففي قوله: {اعْبُدُواْ اللَّهَ} التوحيد المثبت ،
وفي قوله: {اجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوتَ} نفي الإشراك ،
والطاغوت: فعلوت من الطغيان،
وهو: كل ما جاوز به العبد حدَّه؛ من متبوع، أو معبود، أو مطاع.
كفاية المستزيد شرح كتاب التوحيد