[فصل]
[التوفيق بين ما ظاهره التعارض من هذه الأحاديث]
تقدم في بعض الروايات:
أن عائشة رضي الله عنهـا لما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن فتنة عذاب القبر
قال: "فأما فتنة القبر فبي تفتنون وعنى تسألون.."
فهذا معناه أنه صلى الله عليه وسلم كان على علم بذلك.
وجاء فى الرواية الأخرى: فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "إنما تفتن يهود."
وأصرح من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لا عذاب دون يوم القيامة."
فظاهر أن بين هذه الروايات مخالَفَةً؛ إذ إنه صلى الله عليه وسلم أنكر على اليهودية في الروايتين الأخيرتين وأقرها في الأولى.
وقد أجاب الإمام النووي تبعا للإمام الطحاوي وغيره بأنهما قصتان فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم قول اليهودية في القصة الأولى
ثم أُعْلَمَ بذلك ولم يُعْلِمْ عائشةَ
فجاءت اليهودية مرة فذكرت لها ذلك فأنكرت عليها مستندة إلى الإنكار الأول فأعلمها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الوحي نزل بإثباته.[1]
[1] انظر مسلم بشرح النووى ( 3 / 5 / 71 ) وفتح البارى ( 3 / 281 )