المعبود بحق، هو الله تعالى، والتقييد بحق يخرج به الآلهة المعبودة بباطل فإنها معبودة بغير حق، فسميت آلهة من حيث اعتقاد عابديها
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
يقول العلماء:
(لا إله إلا الله معناها: لا معبود حق -أو بحق- إلا الله)،
معنى ذلك أن كل المعبودات إنما عُبدت بغير الحق،
قال جل وعلا:
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} ذلك بأن الله هو الحق، ولكونه جل وعلا هو الحق كانت عبادته وحده دون ما سواه هي الحق،
قال: لا إله بحق، لا معبود بحق،
لكن ثَمَّ معبودات بغير الحق، ثَم معبودات بالباطل،
ثم معبودات بالبغي والظلم والعدوان،
لكن المعبود بحق يُنفى عن جميع الآلهة، إلا الله جل وعلا؛
فإنه هو وحده المعبود بحق.
انتهى.
فالمعنى الصحيح لـ (لا إله إلا الله) هو: لا معبود بحق إلا الله،
فتفسير بعضهم لـ (لا إله إلا الله) بـ لا معبود في الوجود إلا الله باطل،
لأنه يناقض الواقع، ففي الوجود آلهة كثيرة تعبد من دون الله، ولكنها تعبد بغير حق،
كما قال الله تعالى عن المشركين: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا.. ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
قوله تعالى:
لا أعبد ما تعبدون.. ولا أنتم عابدون ما أعبد.. معناه المعبود، ولكن هو لفظ مطلق يتناول الواحد والكثير والمذكر والمؤنث، فهو يتناول كل معبود لهم، والمعبود هو الإله، فكأنه قال: لا أعبد إلهكم ولا تعبدون إلهي.. واسم الإله والمعبود يتضمن إضافة إلى العابد. انتهى.
فغير الله قد يكون معبوداً ولكنه يعبد بغير حق،
ولذلك كثر في القرآن ذم الله لأهل الكفر بأنهم يعبدون من دونه ما لا يستحق العبادة،
كما قال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ.
وقال: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا.
وقال: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ. وقال: قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
******
سُئل الشيخ العثيمين رحمه الله عن قول "لا معبود بحق إلا الله" وقول "لا معبود حقٌ إلا الله"
فأجاب الشيخ رحمه الله:
(الفرق بينهما أنك إذا قلت "لا معبود حق إلا الله " صار هذا أوفق للقرآن،
[ذلك بأن الله هو الحق](الحج:62)،
وأنه لا يحتاج إلى تقدير، لأنك إذا قلت "لا معبود بحق" فالجار والمجرور خبر متعلق بمحذوف ... تقديره "لا معبود كائن بحق"،
أما إذا قلت "لا معبود حق" فإن الخبر هو الموجود ولا نحتاج إلى تقدير.
لكن لو قلت "لا معبود موجود" يصح؟
أجاب الطلاب: "لا يصح"
فقال الشيخ: لماذا؟
لأنك إذا قلت "لا معبود موجود إلا الله" صارت الأصنام كلها هي الله عز وجل، وهذا منكر عظيم) انتهى
المصدر : شرح عقيدة أهل السنة و الجماعة
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
الشريط الأول – الوجه الثاني