"إنَّ الوشائج بين العلوم الإنسانية، وأنماط التواصل والتداخل بين المذاهب والأفكار: أشدُّ تجذُّرًا، من أن نتعامل معها بذلك (السلك الشائك)، أو (السيف القاطع) بين المذاهب والأفكار..
فليس كل من قال بفكرة (أشعرية).. صار بذلك أشعريًّا.. وليس كل من قال بأصل اعتزالي، صار بمجرد ذلك معتزليًّا.
وفقه ذلك الأصل المنهجي: أن نفرق بين (الاتفاق) و(الاقتفاء)؛ بين (الموافقة) على المقالة، و(الاتباع) على المذهب؛ وهو ما تحرره عبارة موجزة بليغة للشيخ الإمام تقي الدين السُّبكي - الوالد- (ت٧٥٦هـ):
«أتباع المرءِ: مَن دان بمذهبه، وقال بقوله على سبيل المتابعة والاقتفاء، الذي هو أخصُّ من الموافقة؛ فبينَ المتابعةِ والموافقةِ: بَوْنٌ عَظيم»"
(الاتجاه السلفي عند الشافعية حتى القرن السادس الهجري، د. طه محمد نجا، تكوين للدراسات والأبحاث، الطبعة الأولى ١٤٤٤هـ/ ٢٠٢٢م، ص٣٩)