" أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ، قالوا : يا رسول الله لم ؟ قال : لا تراءى ناراهما " .
الصحيح أنه مرسل - أخرجه أبوداود ( 2645) , والترمذي 1/ 433 ,والطبراني (2264) , وابن الأعرابي في "معجمه" (858), والبيهقي 8/ 128 ,
وفي "الصغرى" (3358), وفي "الشعب" (9040) ,وابن حزم في "المحلى" 12/ 30 و12/ 124: من طريق أبي معاوية ، عن إسماعيل ، عن قيس ،
عن جرير بن عبد الله ، قال :
" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل ، قال : فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر
لهم بنصف العقل وقال :فذكره
ثم أخرجه الترمذي : من طريق عبدة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، مثل حديث أبي معاوية ولم يذكر فيه جريرا .
وقال : " وهذا أصح ".
و قال: " وأكثر أصحاب إسماعيل ، عن قيس بن أبي حازم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية ، ولم يذكروا فيه عن جرير ، ورواه حماد بن سلمة ،
عن الحجاج بن أرطاة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير ، مثل حديث أبي معاوية ، قال : وسمعت محمدا يقول :
الصحيح حديث قيس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل".
وقال أبو داود : رواه هشيم ، ومعمر ، وخالد الواسطي ، وجماعة لم يذكروا جريرا " .
وقال البيهقي : " وروي عن حفص بن غياث ، عن إسماعيل كذلك موصولا . ورواه الشافعي ، عن مروان بن معاوية ، عن إسماعيل عن قيس ، قال :
لجأ قوم إلى خثعم ، فلما غشيهم المسلمون استعصموا بالسجود ، فذكره مرسلا ، قال الشافعي : إن كان هذا يثبت ، فأحسب النبي صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم ،
أعطى من أعطى منهم متطوعا ، وأعلمهم أنه بريء من كل مسلم مع مشرك ، -والله أعلم - في دار شرك ليعلمهم أن لا ديات عليهم ، ولا قود قال الشافعي :
ولو اختلطوا في القتال : فقتل بعض المسلمين بعضا ، فادعى القاتل أنه لم يعرف المقتول ، فالقول قوله مع يمينه ، ولا قود عليه ، وعليه الكفارة ،
وتدفع إلى أولياء المقتول ديته " .
قلت : وقول البيهقي " وروي عن حفص بن غياث عن اسماعيل موصولا ".
يعني ما رواه هو في "سننه الكبرى" 8/ 128 : من طريق مقدام بن داود ، ثنا يوسف بن عدي ، ثنا حفص بن غياث ، عن إسماعيل بن أبي خالد ،
عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :فذكره .
وهذا اسناد ضعيف فيه المقدام بن داود , ذكر الذهبي له حديثا وقال:" موضوع على سند الصحيحين ومقدام متكلم فيه والآفة منه".
وأخرجه الطحاوي في " شرح مشكل الآثار" (3233) , والطبراني (3836) , وابن أبي عاصم في "الديات" (248) :من طريق يوسف بن عدي ، ثنا حفص بن غياث ،
عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن خالد بن الوليد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره
وهو خطأ بلا شك فالذي رواه موصولا , إنما رواه من حديث جرير , والمحفوظ أنه مرسل كما سيأتي , وحفص بن غياث :قال فيه أبو زرعة :
ساء حفظه بعد ما استقضى ، فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح ، و إلا فهو كذا .
و قال محمد بن عبد الرحيم البزاز ، عن على ابن المدينى : كان يحيى يقول : حفص ثبت . فقلت : إنه يهم . فقال : كتابه صحيح . قال يحيى :
لم أر بالكوفة مثل هؤلاء الثلاثة : حزام ، و حفص ، و ابن أبى زائدة ، كان هؤلاء أصحاب حديث . قال على : فلما أخرج حفص كتبه كان كما قال يحيى ،
إذا فيها أخبار و ألفاظ كما قال يحيى .
و قال الحسين بن إدريس الأنصارى ، عن داود بن رشيد : حفص بن غياث كثير الغلط .
فذكرت له أنه ذكر لى أن حفص بن غياث كثير الغلط ، فقال : لا ، و لكن كان لا يحفظ حسنا ، و لكن كان إذا حفظ الحديث فكان أى يقوم به حسنا .
و قال أيضا عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلى : كان حفص بن غياث من المحدثين .
و قال عبد الله بن أحمد : سمعت أبى يقول فى حديث حفص عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا " خمروا وجوه موتاكم " الحديث : هذا خطأ ، و أنكره ، و قال :
قد حدثناه حجاج عن ابن جريج عن عطاء مرسلا .
وقال الذهبي : " قال يعقوب بن شيبة : ثبت إذا حدث من كتابه ، و يتقى بعض حفظه".
وقال الحافظ : " ثقة فقيه تغير حفظه قليلا فى الآخر ".
قلت فمدار الحديث على اسماعيل بن أبي خالد عن قيس , وقد رواه عنه جمع مرسلا , ووصله أبومعاوية من حديث جرير , فرجّح الأئمة البخاري وأبوداود وأبوحاتم والترمذي
والدارقطني إرساله , ولاشك أن هذا خطأ من حفص بن غياث فقد رواه من نفس المخرج فجعله من حديث خالد ! .
وأخرجه الطبراني (2265) : حدثنا القاسم بن محمد الدلال الكوفي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، ثنا صالح بن عمر ، عن إسماعيل ، عن قيس ،
عن جرير ، قال :
" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى خثعم ، فلما غشيتهم الخيل ، اعتصموا بالصلاة ، فقتل رجل منهم ، فجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف
العقل بصلاتهم ، وقال : " إني بريء من كل مسلم مع مشرك " .
قلت : وهذا إسناد تالف , فيه إبراهيم بن محمد بن ميمون :
قال الأزدي : "منكر الحديث ".
وقال صالح بن محمد جزرة: "منكر الحديث ".
وقال عبد الرحيم بن الحسين العراقي : "ليس بثقة".
وقال الذهبي : "من أجلاد الشيعة، ومرة: لا أعرفه روى حديثا موضوعا".
وقال الحافظ : "من أجلاد الشيعة".
وفي إسناده أيضا : شيخ الطبراني , ضعفه الدارقطني .
وقال الذهبي : " ضعيف ".
ولنذكر مَنْ رواه مرسلا سوى مَنْ تقدم :
أخرجه النسائي (4780) , وفي "الكبرى" (6954) : من طريق أبي خالد الأحمر عن إسماعيل ، عن قيس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : مرسلا .
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2663) : عن معتمر بن سليمان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم : مرسلا .
وأخرجه الشافعي في "المسند" , وفي "الأم" 6/ 38 , والبيهقي 8/ 127 , وفي "المعرفة" (4988): عن مروان بن معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ،
عن قيس بن أبي حازم ، قال : " لجأ قوم إلى خثعم : فذكره مرسلا .
وأخرجه ابن أبي شيبة (33541): حدثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن قيس ، قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا : فذكره مرسلا .
وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة(37627) : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره مرسلا .
وأخرجه الحربي في "غريب الحديث " 2/ 766 : حدثنا ابن نمير , حدثنا أبي , عن إسماعيل , عن قيس , عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال : مرسلا .
وأخرجه أيضا الحربي في " غريب الحديث" 3/ 1003: حدثنا عبيد الله -بن عمر الجشمي-، حدثنا يحيى -بن سعيد القطان -عن إسماعيل ، عن قيس :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا .
ولنسرد أسماء الرواة الذين رووه مرسلا : هشيم , ومعمر , وخالد الواسطي , وعبدة , وأبو خالد الأحمر , ومعتمر بن سليمان , ومروان بن معاوية ,
ووكيع بن الجراح ,وعبدالرحيم بن سليمان , ونمير , ويحي بن سعيد القطان .
فهؤلاء الحفاظ وفيهم جبال الحفظ لو خالفوا حافظا لكان القول قولهم , فما بالك إذا كان مَنْ وصله أبو معاوية الضرير واسمه محمد بن خازم .
قال عبدالله بن أحمد : سمعت أبى يقول : أبو معاوية الضرير فى غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا .
و قال ابن خراش : صدوق ، و هو فى الأعمش ثقة ، و فى غيره فيه اضطراب .
و قال النسائى : ثقة فى الأعمش .
و قال أبو داود : قلت لأحمد : كيف حديث أبى معاوية عن هشام بن عروة ؟ قال : فيها أحاديث مضطربة يرفع منها أحاديث إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم .
وقال الذهبي : الحافظ ، ثبت فى الأعمش ، و كان مرجئا .
وقال الحافظ : ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ، و قد يهم فى حديث غيره ، و قد رمى بالإرجاء .
قلت : قد وهم في هذا الحديث بلا شك فوصله مخالفا أحد عشر حافظا تمّ الكشف عن رواياتهم وكلها صحيحة عنهم , فالصحيح أن هذا الحديث مرسل ,
والحديث إنما يتكلم عمن قتل خطأ من المسلمين المقيمين مع الكفار الحربيين، حيث يصعب تمييزهم عن الكفار , فأخبرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أعلمهم أنه بريئ من كل مسلم مع مشرك في دار حرب ، ليعلمهم أن لا ديات لهم ولا قود , وهذا واضح من المتن , وهذا ما فهمه منه الإمام الشافعي كما تقدم
في نقل البيهقي عنه , فإذا تبيّن لك هذا , فليس صوابا أن يُقال يشهد له حديث جرير , وهو الآتي :
" بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , والنصح لكل مسلم , وعلى فراق المشرك " .
أخرجه النسائي (4175) , وفي "الكبرى" (7747), وأحمد (18681) :من طريق شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل ، عن جرير ، قال : فذكره .
وأخرجه الطبراني (2316) : من طريق يعقوب القمي ، عن أبي ربعي ، عن الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن جرير به .
قلت : وإسناده ضعيف , فإن أبا ربعي : مجهول الحال , ويعقوب القمي : صدوق يهم .
وأخرجه عبدالزراق(9821) وعنه أحمد (18698) :أخبرنا الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن جرير : به .
وأخرجه الطبراني ( 2317): حدثنا أحمد بن عمرو البزار ، ثنا صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا شعبة ، عن الأعمش ، ومنصور ،
عن أبي وائل ، عن جرير ، قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، فاشترط علي " أن أعبد الله لا أشرك به شيئا ، والنصح لكل مسلم " .
وأخرجه الطبراني (2315) : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا عبد الحميد بن صالح ، ثنا أبو شهاب ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن جرير ، قال : قلت :
يا رسول الله بايعني واشترط علي ، فأنت أعلم ، فبسط يده فبايعه ، فقال : " لا تشرك بالله شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتنصح المسلم ، وتفارق الكافر " .
وإسناده صحيح .
وجاء طريقُ أبي وائل بزيادةأبي نخيلة من فوقه !
أخرجه النسائي (4176) و (4177) , وفي "الكبرى" تحت الحديث (7747)و(7748) ,وأحمد (18752), والطبراني (2318) ,والبيهقي في "الكبرى " 9/ 22:
من طريق أبي وائل ، عن أبي نخيلة ( وعند البيهقي :عن أبي بجيلة ! )، عن جرير ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكر نحوه .
وجاء طريقُ أبي وائل أيضا بزيادة رجل من فوقه :
أخرجه أحمد (18680) : من طريق شعبة ، عن منصور ، قال : سمعت أبا وائل يحدث ، عن رجل ، عن جرير : به .
وأخرجه أحمد (18683)و (18733): من طريق عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، أن جريرا قال : يا رسول الله ، اشترط علي ، قال :
" تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتصلي الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتنصح المسلم ، وتبرأ من الكافر " .
وأخرجه أحمد (18747) , والطبراني (2306) :من طريق زائدة ، حدثنا عاصم- بن بهدلة - عن أبي وائل به , إلا أنه بلفظ " وتبرأ من المشرك " بدل :
" وتبرأ من الكافر " , ولفظ الطبراني " وتفارق المشرك " .
وجاء مقرونا بأبي وائل : الشعبي :
أحرجه النسائي في "الكبرى" ( 7749), والطبراني (2356) : من طريق مغيرة ، عن أبي وائل ، والشعبي ، قالا : قال جرير : "
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : أبايعك على السمع والطاعة فيما أحببت وفيما كرهت ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : أو تستطيع ذلك يا جرير ،
أو تطيق ذلك ؟ قال : قل ما استطعت ، فبايعني والنصح لكل مسلم " .
قلت : وله طرق عن جرير وهذه الطريق الثانية :
أخرجه البخاري (57)و(524)و(1401) و(2157)و(2715), ومسلم (57) , والترمذي (1925) , والنسائي في "الكبرى" (317) و(7730) ,
وأحمد (18708) و(18759) و(18762), والحميدي (813) ,والدارمي (2540) , وابن خزيمة (2112) ,وابن حبان (4545), وأبو عوانة في "المستخرج" (104)
,وأبو نعيم في "مستخرجه" (194), وابن الجارود في "المنتقى" (323), والطبراني (2244) و(2245) و(2246) و(2247)و(2248) و(2249)
و(2250): من طريق إسماعيل ، قال : حدثني قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله ، قال :
" بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والسمع ، والطاعة ، والنصح لكل مسلم " .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح" .
الطريق الثالثة :
أخرجه البخاري (7204), ومسلم (58) , والنسائي (4189), وفي " الكبرى " (7764) و 8/ 70, وأحمد (18712) و(18742), والحميدي (816) ,وأبو عوانة
في "المستخرج"(107) , وأبو نعيم في " المسند المستخرج" (196) , والطبراني (2342)و(2351)و(2354) و(2365), وفي "الأوسط" (585)و(1143) ,
والبيهقي في "الكبرى": من طريق الشعبي ، عن جرير بن عبد الله ، قال :
" بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، فلقنني فيما استطعت ، والنصح لكل مسلم " .
الطريق الرابعة :
أخرجه البخاري (58)و(2714) , ومسلم (57) , والنسائي (4156) , وأحمد (18670)و(18710)و(18716)و(18 768), والنسائي في "الكبرى" (7730)و(8410)
و 10/ 350 , والشافعي في "مسنده" (1143) , والطيالسي (695), والحميدي (812) ,وعبدالرزاق (9819), وأبو يعلى (7509) , وأبو عوانة في
"المستخرج" (105)و(106)و(7221) , وأبو نعيم في " مستخرجه " (195),والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (544) , وفي "المعرفة" (113):
من طريق زياد بن علاقة ، قال : سمعت جرير بن عبد الله ، يقول :
"يوم مات المغيرة بن شعبة قام فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : " عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له ، والوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير ،
فإنما يأتيكم الآن ، ثم قال :استعفوا لأميركم فإنه كان يحب العفو ، ثم قال : أما بعد ، فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت :
أبايعك على الإسلام ، فشرط علي والنصح لكل مسلم ، فبايعته على هذا " ، ورب هذا المسجد إني لناصح لكم ، ثم استغفر ونزل" .
يتبع ...