المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي
3) إذا لم يقصد الإنسان وقوع الشيء الحسن, ولم يعتقده سببا لحصول الشيء المرجو, لكن كان هذا الحدث الطارئ أمامه سببا في إيقاظ وتذكر مشاعر الرجاء في نفسه بعد أن كان في غفلة عنها, يعني مثلما كانت رؤية المخلوقات عموما تذكيرا بالخالق المدبر الحكيم الذي أتقن كل شيء صنعه, فإن رؤية صورة حسنة, أو سماع كلمة طيبة, تذكير بأن هذا الخالق رحيم كريم يجيب الدعاء ويوفق من توكل عليه, يعني الحدث الطارئ أيقظ في نفسه الرجاء وحسن الظن, فهذا تفاؤل ممدوح
4) لكن لماذا لا نجعل وقوع الشيء الذي أساء الإنسان وكدره .. لكنه لم يقصده , ولم يعتقد أنه سبب , لماذا لا نجعله سببا في إيقاظ مشاعر الخوف بعد أن كان في غفلة عنها وتذكيره بذنوبه وأن ربه شديد العقاب وربما سيعاجله بالعقوبة, لماذا لا نجعل هذا تشاؤما ممدوحا أيضا؟ فهو لم يقصده مثل الحالة رقم 1, ولم يعتقد أنه سبب مثل الحالة رقم 2, إنما كان حصوله أمامه سببا في تذكر ذنوبه وأن هناك ربا يأخذ بالذنوب ويعاقب عليها, فخاف وأحجم عن فعل الشيء. لماذا لا يكون هذا تشاؤما ممدوحا أيضا كما كانت الحالة 3 تفاؤلا ممدوحا؟ فهما متساويا الشروط لكن متقابلان. هذا هو الإشكال الذي وقعت فيه
لماذا 3 ممدوح و4 منهي عنه؟
لكن جاء في نفسي سبيل للخروج من هذا الإشكال, عندما تذكرت أن ربنا سبقت رحمته غضبه, وأنه يعطي الحسنة بعشرة إلى أضعاف كثيرة, وأما السيئة فبواحدة, وأنه يكتب حسنة لمن هم بها, ولا يكتب سيئة لمن هم بها حتى يفعلها, وأنه مع شهادة الفطرة والمخلوقات والعقل بوحدانيته, فلا يعذب إلا بعد البلاغ, وأنه يخلق للجنة خلقا لم يعملوا, ولا يخلق للنار خلقا بل يضع فيها قدمه , وأنه وأنه وأنه, أمور كثيرة تذكر أن هذا الخالق سبحانه أوامره ونواهيه وشرائعه دائما تميل لجهة الرحمة بالمخلوقات, لا لجهة المساواة العقلية التامة والعدل المطلق في التكليف.
لهذا صارت 3 جائزة و لكن 4 ليست جائزة. لأن 4 لو جازت لوقعنا في حرج عظيم ولقنطنا, ولصارت مصيدة للشيطان في تقنيط الناس وكبحهم عن فعل أي شيء, أي شيء كائنا ما كان, ولصعب على الناس استحضار الشروط في كل حدث أمامهم هل يقدمون هل يحجمون هل هو تطير مذموم أم تشاؤم/تفاؤل ممدوح؟ .. لذا كان من الأسهل والأرحم بالعباد أن تجعل ثلاث حالات لا يلقون لها بالا, وحالة واحدة فقط هي التي يلقون لها بالا ( لو أرادوا ) وهي حالة تميل بالكفة لصالح الرجاء وطمأنينة النفس وانشراحها. على الرغم أن الحالة التي تقابلها مكتملة الشروط, لكن يجب ألا يلتفتوا لها, لماذا؟ لا يوجد تبرير عقلي إلا أن ربنا رحمته سبقت غضبه. وأن شريعته تميل كفتها لجهة الرحمة لا لجهة العدل والتساوي.
فأرجو ممن يعلم أن يبين هل فهمي صحيح؟ وخروجي من إشكالي صحيح؟ أم أن إشكالي نتج من فهم خاطئ؟