المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى
هات أمثلة أخي .. لهذا المتشابه الذي رده "الراسخ" للمحكم وليس للاراء . .
..
بارك الله فيك هذا سهل جدا
ولكن اليك أولا امثلة للزائغين فى رد المحكم الى المتشابه
وكيفية رد المشتبهات الى المحكمات
قال الشيخ الامام الراسخ فى العلم محمد ابن ابراهيم ال الشيخ
(مَثَالُ ذَلِكَ) يَعْنِي: مِثَالُ احْتِجَاجِ المُشْرِكِينَ بالمُتَشَابِهِ.
وللجَوَابِ عَنْ ذَلِكَ بالجَوَابِ المُجْمَلِ، إِذَا قَالَ لَكَ بَعْضُ المُشْرِكِينَ: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} زَعَمَ أَنَّ الآيَةَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُم يُدْعَوْنَ، يَعْنِي: فَيَطْلُبُونَ لَهُ، وَأَنَّهُم أَهْلُ قُرْبٍ ومَنْـزِلَةٍ وجَاهٍ وَفَضْلٍ، وَمَنْ كَانَ كذلك فَقَدْ تَأَهَّل، أَو شَبَّهَ بـ (أَنَّ الشَفَاعَةَ) التي ذُكِرَتْ في النُّصُوصِ (حَقٌّ) وَوَاقِعَةٌ، وإِذَا كَانَتْ حَقًّا فهي تُطْلَبُ مِن الأَمْوَاتِ ونَحْوِهِم، فيَهْتِفُ باسْمِهِ ويَقُولُ: يَا فُلاَنُ، اشْفَعْ لي… (أو أَنَّ الأَنْبِيَاءَ لَهُم جَاهٌ عِنْدَ اللهِ) فَهُم يُسْأَلُونَ ويُدْعَوْنَ ليَسْأَلُوا لِمَن لَيْسَ لَهُم الجَاهُ عِنْدَهُ (أو ذَكَرَ) المُبْطِلُ المُشَبِّهُ (كَلاَمًا للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَى شَيْءٍ مِن بَاطِلِهِ وأَنْتَ لاَ تَفْهَمُ مَعْنَى الكَلاَمِ الذي ذَكَرَهُ) يَعْنِي: لاَ تَفْهَمُ أَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى مَقْصُودِهِ وتَفْهَمُ وتَعْتَقِدُ أَنَّ هَذِه أُمُورٌ بَاطِلَةٌ.
(8) (فَجَاوِبْهُ بِقَوْلِكَ: إِنَّ اللهَ ذَكَرَ في كِتَابِهِ أَنَّ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم زَيْغٌ يَتْرُكُونَ المُحْكَمَ) ويَعْدِلُونَ عَنْهُ (وَيَتَّبِعُونَ المُتَشَابِهَ) ويَمِيلُونَ إِلَيْهِ ويَسْتَدِلُّونَ بِهِ، وَأَنْتَ تَرَكْتَ المُحْكَمَ وهو قَوْلُهُ:{فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللهِ أَحَدًا}، {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَـهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}وعَمَدْتَ إِلَى المُتَشَابِهِ{أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} وعَمَدْتَ إِلَى المُتَشَابِهِ وهو أَنَّ الشَّفَاعَةَ حَقٌّ، وتَرَكْتَ المُحْكَمَ وهو {فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللهِ أَحَدًا} (وَمَا ذَكَرْتُهُ لَكَ) وجَاوِبْهُ بِمَا ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ (مِنْ أَنَّ المُشْرِكِينَ يُقِرُّونَ بالرُّبُوبِيَّة ِ) لَمْ يُنَازِعُوا فيها.
وتُبَيِّنُ له أَنَّ الدَّاعِيَ عَبْدَ القَادِرِ مَثَلاً يَدَّعِي أَنَّه ذُو مَكَانَةٍ وَأَنْتَ مُقِرٌّ بالرُّبُوبِيَّة ِ والمُشْرِكُونَ الأَوَّلُونَ مُقِرُّونَ بالرُّبُوبِيَّة ِ وَلاَ نَفَعَهُم، وَأَنَّ اللهَ كَفَّرَهُم بِتَعَلُّقِهِم عَلَى المَلاَئِكَةِ والأَنْبِيَاءِ والأَوْلِيَاءِ مَعَ قَوْلِهِم: {هَـؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ} وَمَعَ قَوْلِهِم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} مَا زَادُوا عَلَى هَذَا.
(9) (هَذَا أَمْرٌ مُحْكَمٌ بَيِّنٌ لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُغَيِّرَ مَعْنَاهُ)
كَوْنُ الَّذِينَ في قُلُوبِهِم زَيْغٌ يَحْتَجُّونَ بالمُتَشَابِهِ ويَعْدِلُونَ عَنِ المُحْكَمِ،
وَكَوْنُ المُشْرِكِينَ الأَوَّلِينَ مَا ادَّعَوْا فِيهِم الرُّبُوبِيَّةَ وإِنْزَالَ المَطَرِ، وأَنَّهُم مَا كَانُوا مُشْرِكِينَ كُفَّارًا إِلاَّ بِتَعَلُّقِهِم عَلَيْهِم رَجَاءَ شَفَاعَتِهِم وتَقْرِيبِهِم إلى اللهِ زُلْفَى، هَذَانِ أَمْرَانِ مُحْكَمَانِ:
الأَوَّلُ: احْتِجَاجُهُم بالمُتَشَابِهِ.
والثَّانِي: أَنَّ المُشْرِكِينَ مُقِرُّونَ بالرُّبُوبِيَّة ِ -كَمَا تَقَدَّمَ- وَأَنَّ اللهَ كَفَّرَهُم بتَعَلُّقِهِم عَلَى المَلاَئِكَةِ ونَحْوِهِم، كَوْنُهُم مَا طَلَبُوا إِلاَّ الشَّفَاعَةَ والقُرْبَ إِلَى اللهِ بِذَلِكَ لَيْسَ مِن الأُمُورِ المُتَشَابِهَةِ ؛ كَمَا أَنَّ مِن الأُمُورِ المُحْكَمَةِ أَنَّهُم مَا أَرَادُوا مِمَّن دَعَوْهُ وذَبَحُوا له وتَعَلَّقُوا عَلَيْهِ إِلاَّ شَفَاعَتَهُ كَمَا قَالَ فيه: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ}.
(10) (وَمَا ذَكَرْتَهُ لي أَيُّهَا المُشْرِكُ مِن القُرْآنِ) كَقَوْلِهِ: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} فَإِنَّهُ مِن المُتَشَابِهِ وحُكْمُهُ أَنْ يُرَدَّ إِلَى المُحْكَمِ (أَو كَلاَمِ النَّبِيِّ) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَقَوْلِهِ: ((وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ)) (لاَ أَعْرِفُ مَعْنَاهُ) لاَ أَعْرِفُ دَلاَلَتَهُ عَلَى مَا قَصَدْتَ وَأَرَدْتَ أَنَّهُم يُدْعَوْنَ مِن دونِ الله، نَعَمْ {لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ولَكِنْ أَيْنَ دَلاَلَتُهُ عَلَى المَقَامِ؟ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُم يُدْعَوْنَ، مَن وَصَّلَهُم إِلَى هَذِه الدَّرَجَةِ؟ أَأَنْتَ الذِي تَقُولُ هَذَا!؟ وَأَنَا عِنْدِي شَيْءٌ أَقْطَعُ بِهِ كالشَّمْسِ مِن النُّصُوصِ كَقَوْلِهِ: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللهِ أَحَدًا} وَقَوْلِهِ: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَـهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}.
(11) (لَكِنْ أَقْطَعُ أَنَّ كَلاَمَ اللهِ لا يَتَناقَضُ، وَأَنَّ كَلاَمَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يُخَالِفُ كَلاَمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ) يَعْنِي: فَأَعْرِفُ أَنَّ هذه الآيَةَ ونَظَائِرَهَا لاَ تُنَافِي هَذِه النُّصُوصَ، وَمَا مَعِيَ مِن النُّصُوصِ مُحْكَمٌ فَلاَ أَتْرُكُ المُحْكَمَ البَيِّنَ الدَّلاَلَةِ للمُتَشَابِهِ.
فالأَدِلَّةُ التي مَعِيَ لاَ يُنَاقِضُهَا شَيْءٌ هي مِن المُحْكَمَاتِ، وَمَا زَعَمَهُ أَنَّه يُخَالِفُهَا مِن المُتَشَابِهِ فَلاَ يُخَالِفُهَا أَبَدًا، وَلَوْ ادَّعَى هو أَنَّ كَلاَمَ اللهِ يَتَنَاقَضُ لَكَانَ كُفْرًا آخَرَ، وكَذَلِكَ لَو ادَّعَى أَنَّ كَلاَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَالِفُ كَلاَمَ اللهِ لَكَانَ كُفْرًا آخَرَ سِوَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِن الكُفْرِ.[شرح كشف الشبهات]
******
وهذا مثل ما حصل من النصارى، أنهم نظروا في القرآن، فزعموا أن رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- خاصة بالعرب، لقول الله جل وعلا: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}
وأيضاً في قول الله -جل وعلا-: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}
فاحتجوا بآيات على خصوص بَعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- للعرب،
وهذا احتجاج بالمتشابه واتباع له؛ لأن في قلوبهم زيغاً.فموجود الزيغ في القلوب (وهو رد الكتاب) وعدم اتباع محمد -عليه الصلاة والسلام- فتلمسوا وتتبعوا الدليل.
كذلك كما هو ظاهر في هذه الأمة الفرق الضالة، من الخوارج والمرجئة والقدرية والمعتزلة وأشباه هذه الفرق، فإن كل فرقة احتجت بالمتشابه وتركت المحكم، فأخذت بعض آيات.
الخوارج على بدعتهم في تكفير صاحب الكبيرة، استدلوا بقول الله جل وعلا: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} فقالوا: هذا يدل على أن فاعل الكبيرة كافر؛ لأنه حكم عليه بأنه خالد في النار. واحتجت المرجئة -مثلاً- على بدعتهم بآيات، واحتجت القدرية على بدعتهم بآيات، والجبرية على بدعتهم بآيات.
إذًا:القرآن فيه احتجاج لكل صاحب زيغ، حتى في هذا العصر أتت طائفة وقالوا: الصلوات في القرآن ثلاث؛ لأن الله -جل وعلا- لم يذكر في القرآن خمس صلوات، فلا نصلي إلا ثلاث.
ومن هاهنا قال عدد من أهل العلم من المفسرين وغيرهم:إن الحكمة من وجود المتشابه في القرآن:
الابتلاء؛ لأنه لو كان القرآن واضحًا صار الزائغ عنه معانداً فقط؛ لأنه واضح فلن يزيغ إلا المعاند. و الله -جل وعلا- من حكمته أن جعل القرآن منه محكم ومنه متشابه لم تتضح دلالته؛ ليبتلي الناس كيف يعملون؟ هل يُسلطون أهواءهم مستدلين بالمتشابه؟ أم يتخلصون من الهوى فيرجعون المتشابه إلى المحكم، ويرجعون ذلك إلى الراسخين في العلم، وإلى أهل العلم الذين يفهمون المتشابه، ويفهمون المحكمات؟
فإذًا: الحكمة من وجود المتشابه في القرآن:الابتلاء، والله -جل وعلا- ابتلى الناس بالحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، وابتلاهم بالرسول -عليه الصلاة والسلام- هل يؤمنون به أم لا يؤمنون، ((إنما بعثتك لأبتليك وابتلي بك)) كما في (صحيح مسلم).
وكذلك ابتلى الله -جل وعلا- الناس بالقرآن، بجعل بعض القرآن متشابهاً، هل يرجعونه للمحكم ويسلمون لأهل العلم؟ أم أنهم يخوضون في المتشابه فيقعون في الفتنة؟
لهذا قال أهل العلم في التفسير: معنى قوله: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} يعني: ابتغاء فتنة أتباعهم، كما نص عليه ابن كثير في تفسيره، فهم اتبعوا ما تشابه منه لأجل أن يضلوا ويفتنوا الأتباع معهم، فهم إذاً تقررت عندهم أشياء، ثم نظروا ولم يسلموا لأهل العلم الانقياد، للراسخين في العلم.
فلم يرجع الخوارج للصحابة، ولم يرجع القدرية للصحابة، وهكذا في أشياء كثيرة، ولم يرجع المعتزلة إلى أئمة السنة، ولم يرجع الأشاعرة إلى أئمة أهل الحديث والسلف قبلهم فيما اختُلف فيه، فاتبعوا ما تشابه منه وتركوا المحكمات ابتغاء الفتنة، يعني: لأجل أن يحصل لهم اتباع الأتباع.
وقوله: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} نفهم منه أن من أضل بشبهة فهو مبتغ للفتنة، سواءً قال: أنالم أرد الإضلال أو قال: أردته؛ لأن الله -جل وعلا- قال: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} وإذا نظرت إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم)) ما يبين أنهم لم يبتغوا الفتنة في الناس قصدًا في الإضلال، فيعلمون أنهم على باطل فيضلون الناس، هذا غير مراد.
وإنما ابتغوا الفتنة كحالة لهم، فهم حين اتبعوا ما تشابه منه فقد ابتغوا الفتنة في حالتهم، فحالهم حين اتبعوا المتشابه وتركوا المحكم أنهم يبتغون الفتنة فنُّزِّلوا منزلة القاصد لذلك؛ لأنهم تركوا المحكم واتبعوا المتشابه، فلمّا أنهم لم يتخلصوا من الزيغ مع وضوح الهدى ووضوح طريقه، ولم يتبعوا المحكم وإنما اتبعوا المتشابه، فالحال أنهم بطريقتهم هذه ابتغوا الفتنة لهم ولأتباعهم، فكأنهم قصدوا ذلك قصدًا، وإن كانوا يقولون إنما أردنا الخير.
فالخوارج كانوا أشد الناس عبادة، أشد من الصحابة عبادة، يحقر أحد الصحابة عبادته مع عبادتهم وصلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، فلا يظن بهم أنهم اتبعوا المتشابه من القرآن قصدًا في مخالفة القرآن وقصدًا في الإضلال، وإنما حصل منهم الضلال لشيئين:
أولاً: أنهم تركوا المحكم واتبعوا المتشابه.ثانيا:أنهم لم يرجعوا في بيان المتشابه إلى الراسخين في العلم في زمانهم، في زمن الصحابة رضي الله عنهم.[شرح كشف الشبهات للشيخ صالح ال الشيخ ]