6162 - ( ما تَلِفَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحْرٍ إلا بمنع الزكاة ؛ فَحَرِّزوا
أموالكم بالزكاة ، وداووا مَرْضَاكم بالصدقة ، وادفعوا عنكم طَوَارِقَ
البلاء بالدعاء ، فإن الدعاء ينفع مما نزل ، ومما لم ينزل ... ما نزل يكشفه ،
وما لم ينزلْ يَحْبِسُه ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/801/34) ، ومن طريقه ابن عساكر
في "التاريخ " (11/522) من طريق هشام بن عمار : ثنا عراك بن خالد بن يزيد :
حدثني أبي قال : سمعت إبراهيم بن أبي عبلة عن عبادة بن الصامت رضي الله
عنه قال : اتي رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة ، فقيل : يا رسول الله! أُتي
على مال أبي فلان بسيف البحر فذهب ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وفيه علتان :
الأولى : الانقطاع بين إبراهيم بن أبي عبلة وعبادة بن الصامت ؛ فإن بين
وفاتيهما أكثر من مائة سنة .
والأخرى : ضعف عراك بن خالد بن يزيد - وهو : الْمُري الدمشقي - ، وهو لين
- كما في "التقريب" - .
وقد أعله أبو حاتم بالعلتين كلتيهما ، وقال :
"حديث منكر" ؛ كما كنت ذكرته تحت الحديث (575) من رواية عمر مرفوعاً
بالشطر الأول من حديث الترجمة ، وهذا القدر أخرج الأصبهاني منه في "الترغيب "
(2/ 606/ 1451) وزاد :
"فأحرزوا أموالكم بالزكاة " .
قلت : وزاد ابن عساكر فِي حَدِيثِ الترجمة ؛ فقال في آخره :
وعن عبادة بن الصامت : أن رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول :
6163 - ( إن الله عَزَّ وَجَلَّ إذا أراد بقوم بقاءً أو نَمَاءً ؛ رزقهم السَّماحة
والعَفَاف ، وإذا أراد بقوم اقْتِطاعاً ؛ فتح عليهم باب خِيانةٍ ، ثم نَزَعَ :
{حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
فيه علتان - كما تقدم بيانه في الذي قبله - . وقد أخرجه ابن أبي حاتم
في "تفسيره/ الأنعام " (ق 69/ 1) : حدثنا أبي : ثنا هشام بن عمار ... به . وعزاه السيوطي في "الدر" (12/3) لأبي الشبخ أيضاً وابن مردويه . ولما ساقه ابن ابن كثير
في "تفسيره " (2/133) بإسناد ابن أبي حاتم المذكور قال :
"ورواه أحمد وغيره " .
وما أظن إلا أنه وهم في عزوه لأحمد ، وغفل عن ذلك مختصره الشيخ
الصابوني ، وسرق تخريجه من أصله "تفسير ابن كثير" ، وأوهم القراء أنه منه! فقال
(579/1) :
"رواه ابن أبي حاتم وأحمد في (مسنده)" !!
كذا قال فض فوه ، فقد جمع في هذه الجملة القصيرة عديداً من الجهالات :
1 - نسب التخريج لنفسه ، فتشبع بما لم يعط فهو "كلابس ثوبي زور" ؛ كما
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمثاله .
2 - نقل خطأ عزوه لأحمد دون أن يشعر به ، شأن المقلد المحتطب الذي يحمل
الحطب على ظهره وفيها الأفعى وهو لا يشعر - كما روي عن الإمام الشافعي رحمه
الله - ، وكان يمكنه أن يستر على نفسه ؛ بأن يدع التخريج في "تفسير ابن كثير"
دون أن يقتطعه منه . وينقله إلى تعليقه! ولكنه العجب والغرور ، وصدق رسول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ يقول :
"ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، واعجاب كل ذي رأي برأيه " .
3 - سكت عن إسناده ، وقد ساقه الحافظ تبرئة لذمته ، وليتعرف منه العالم
على حاله صحة أو ضعفاً ، ولكن أنى لهذا الجاهل أن يعرفه ؟ فكان عليه إذ جهل
حاله ولم يبينه ، أن يسوق إسناده تبرئة لذمته أيضاً . 4 - ومن تمام جهله وغروره وتشبعه بما لم يعط : أنه زاد في التخريج الذي سرقه
قوله : "في مسنده " ؛ لظنه أن عزوه لأحمد صحيح! وأنه يعني "مسنده " ، ظلمات
بعضها فوق بعض . هداه الله .
6163/ م - ( أُنْزِلَ القرآنُ على أربعةِ أحرفٍ: حلالٍ ، وحرامٍ ، لاَ
يُعذَر أحدٌ بالجهالة به ، وتفسيرٍ تُفسِّرُه العرب ، وتفسيرٍ تفسِّره العلماء ،
ومتشابهٍ لاَ يَعلَمُه إلا اللهُ ، ومَنِ ادَّعى علمه سوى اللهِ ؛ فهو كاذبٌ ) .
ضعيف جداً .
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره " (1/36) من طريق
الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ عن عبد الله بن عباس : أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال : ... فذ كره ، وقال :
"في إسناده نظر" .
قلت : وآفته (الكلبي) - وهو : محمد بن السائب ، النسابة المفسر المشهور - :
قال الذهبي في "المغني " :
"تركوه ، كذبه سليمان التيمي وزائدة وابن معين ، وتركه القطان وعبد الرحمن " .
وقال الحافظ :
"متهم بالكذب ، ورمي بالرفض" .
وأبو صالح مولى أم هانئ ، اسمه : (باذام) ، وهو ضعيف .
والحديث رواه ابن جرير من طريق أبي الزناد قال : قال ابن عباس : ... فذكره
موقوفاً نحوه . وإسناده ضعيف .