رُوي من حديث الزهري.
[حديث الزهري]
رواه الزهري ، واختُلف عليه:
- فرواه سفيان بن عيينة ، واختُلف عليه:
-- فرواه الحميدي ، واختُلف عليه:
--- فرواه بشر بن موسى الأسدي ، واختُلف عليه:
---- فرواه ابن قانع البغدادي ، وأحمد بن إسحاق الصبغي ، وعباس الدوري ، ثلاثتهم عنه ، عن الحميدي ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أمه أم كلثوم ، عن النبي به.
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1475) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (3154) ، وفي "معرفة السنن" (13378) ، وفي "السنن الكبرى" (13223) ، وأبو بكر الجصاص في "أحكام القران" (60/2) ، والثعلبي في "الكشف والبيان" (335/4).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)).
---- ورواه ابن الصواف البغدادي ، عنه ، عن الحميدي ، عن سفيان ، أخبروني عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أمه أم كلثوم ، عن النبي به.
أخرجه الحميدي في "مسنده" (330).
قال الحميدي: ((قَالَ سُفْيَانُ: وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ)).
-- ورواه ابن أبي عمر العدني ، ويعقوب بن حميد المدني ، وأحمد بن عبدة ، وعبد الرحمن بن يونس ، وعبد الصباح الجرجاني ، جميعهم عنه ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أمه أم كلثوم ، عن النبي به.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (3173) ، والطبراني (204) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2386) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (294) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1282).
قال عبد الرحمن بن يونس: ((وَلَمْ يَسْمَعْهُ سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ)).
قلت: وحمل بعضهم ذلك على تعدد السماع ، أي ان سفيان سمعه تارة بواسطة عن الزهري ، ثم سمعه منه مباشرة ، والله أعلم.
- ورواه معمر ، عنه ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أمه أم كلثوم ، عن النبي به.
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1475) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (3154) ، وفي "السنن الكبرى" (13223) ، وفي "الاداب" (9).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)).
- ورواه سفيان بن حسين ، عنه ، عن أيوب بن بشير ، عن حكيم بن حزام ، عن النبي به.
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (15320) ، والدارمي (1721) ، والحسين بن حرب المروزي في "البر والصلة" (163) ، والخطيب في "الموضح" (138/2).
وسفيان بن حسين ، ثقة تكلموا في روايته عن الزهري. قال ابن معين: ((ضَعيف الحديث عن الزُّهري)) ، وقال: ((ثقةٌ في غير الزُّهري)) ، وقال: ((حديثُه عن الزُّهري قط ليس بذاك، إِنما سَمع من الزُّهري بالموسم)) ، وقال: ((ليس بالحافظ، وليس بالقَوي في الزُّهري)) ، وقال أحمد: ((ليس هو بذاك، في حديثه عن الزهري شيء)) ، وقال النسائي: ((ليس به بأس إلا فى الزهرى ، فإنه ليس بالقوى فيه)) ، وقال ابن عدي: ((هو فى غير الزهرى صالح الحديث ، وفى الزهرى يروى أشياء خالف الناس)) ، وقال ابن حبان: ((أما روايته عن الزهرى فإن فيها تخاليط يجب أن يجانب ، وهو ثقة فى غير الزهرى)) ، وقال: ((يروى عن الزهرى المقلوبات ، وذلك أن صحيفة الزهرى اختلطت عليه)).
- ورواه حجاج بن أرطأة ، واختُلف عليه:
-- فرواه عبد الله بن نمير ، وسليمان بن حيان ، عنه ، عن الزهري ، عن أيوب بن بشير ، عن حكيم بن حزام ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني (3126) ، والمحاملي في "أماليه - رواية ابن مهدي الفارسي" (125) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (437/1) ، وأبو بكر الجصاص في "أحكام القران" (177/3) ، والسهروردي في "مشيخته" (33) ، وابن السماك في "الأول من حديثه" (18).
وفي الإسناد إلى سليمان بن حيان ، أحمد بن محمد بن الحجاج المصري ، فيه كلام. انظر"إرشاد القاصي والداني" (ص155).
-- ورواه أبو معاوية الضرير ، عنه ، عن الزهري ، عن حكيم بن بشير ، عن أبي أيوب الأنصاري ، عن النبي به.
أخرجه أحمد (23530) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "البر والصلة" (272) ، وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" (494/2) ، والطبراني (3923) ، والمحاملي في "أماليه - رواية ابن مهدي الفارسي" (126).
وتابعه على هذا الوجه ، بحر السقاء ، عن الزهري به.
أخرجه الدارقطني في "الأفراد" ، وقال - كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (4510) -: ((تفرد بِهِ يحيى بن عَنْبَسَة عَن بَحر السقاء عَن الزُّهْرِيّ وَإِنَّمَا يعرف هَذَا من رِوَايَة الْحجَّاج بن أَرْطَأَة عَن الزُّهْرِيّ)).
قلت: ويحيي بن عنبسة ، كذاب متروك ، وبحر السقاء ، ليس بشئ.
وحجاج بن أرطأة ، صدوق سئ الحفظ مدلس ، ولم يصرّح بالسماع ، وقد تكلموا في سماعه من الزهري. قال هشيم: ((قال لي حَجاج: صِف لي الزُّهري، فإِني لم أَرَهُ)) ، وقال: ((قَالَ لِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ سَمِعْتُ مِنَ الزُّهْرِيِّ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَكِنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئا)) ، وقال ابن معين: ((لم يَسمع من الزُّهري)) ، وقال: ((لم ير الزهري)) ، وقال أحمد: ((يقولون لم يلق الزهري)) ، وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة: ((لم يسمع من الزهري شيئاً)).
============================== ============================== ============================== ======
[تنبيه]
هذا وقد رواه بكر بن سهل الدمياطي ، واضطرب فيه:
- فتارة يرويه عن عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن الزهري ، عن حكيم بن بشير ، عن أبي أيوب الأنصاري ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني (4051).
- وتارة يرويه عن عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة ، عن أبي معاوية ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن الزهري ، عن حكيم بن بشير ، عن أبي أيوب الأنصاري ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3279).
وقال: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُهْرِيِّ إِلَّا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ)).
- وتارة يرويه عن عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن الزهري ، عن أيوب بن بشير ، عن حكيم بن حزام ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني (3126).
وبكر بن سهل ضعيف. انظر "إرشاد القاصي والداني" (ص226).
============================== ============================== ============================== ======
- ورواه الزبيدي ، عنه ، عن أيوب بن بشير ، عن النبي به.
أخرجه الحارث في "مسنده" (301) ، وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (347/1) معلقاً.
- ورواه إبراهيم بن يزيد ، عنه ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي به.
أخرجه القاسم بن سلام في "الأموال" (914) ، ومن طريقه الخلعي في "السابع عشر من الخلعيات" (19) ، وأبو الفوارس الصابوني في "حديثه" (58).
وإبراهيم بن يزيد المكي ، متروك الحديث.
- ورواه عقيل بن خالد ، عنه ، عن النبي به.
أخرجه القاسم بن سلام في "الأموال" (914) ، وابن زنجويه في "الأموال" (1347).
[فوائد]
قال الدارقطني في "العلل" (1017) - لما سُئل عن حديث الحجاج بن أرطأة -: ((يَرْوِيهِ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ ذَلِكَ يُوسُفُ الْقَطَّانُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ جَمِيعًا، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، وَأَفْرَدَهُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَحْدَهُ، فَقَالَ: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ.
وَلَمْ يَرْوِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ غَيْرُ حَجَّاجٍ، وَلَا يُثْبَتُ))
وقال: (4064) - لما سُئل عن حديث حميد بن عبد الرحمن -: ((يَرْوِيهِ الزُّهْرِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَوَاهُ ابْنُ عيينة، واختلف عنه، فقال الحميدي: عن ابن عيينة، أخبروني عن الزهري.
وتابعه إبراهيم بن بشار الرمادي، عن ابن عيينة.
ورواه محمد بن الصباح، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عن الزهري.
ورواه حجاج بن أرطاة، عن الزهري قال مرة: عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأنصاري.
وقال مرة: عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حزام، وكلاهما غير محفوظ)).
قلت: فحاصل كلام الدارقطني أن رواية الحجاج بن أرطأة بكلا الوجهين لاتثبت ، وغير محفوظة ، ولم يرجح شئياً من الأوجه الأخرى.
وقال أبو زرعة - لما سُئل عن رواية الحجاج بن أرطأة بكلا الوجهين ، ورواية الزبيدي ، ورواية عقيل -: ((حديثُ الزُّبَيدي أصحُّ)). انظر "العلل" لابن أبي حاتم (648).
وقال الحافظ ابن حجر في "الكاف الشاف" (ص13): ((الطرق كلها تدور على الزهري ، مع اختلاف عليه ، وأحفظهم سفيان بن عيينة ، وعقيل أحفظ منه ، وروايته أشبه بالصواب)).
قلت: إذا قلنا أن رواية سفيان بن عيينة ، عن الزهري منقطعة ، وأنه لم يسمعه منه ، كما جاء مصرّحاً في بعض الروايات ، خرجت هذه الرواية عن حد الاحتجاج ، وبقي رواية معمر ، وعقيل ، والزبيدي ، وجميعهم ثقات من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري ، وقد اختلفوا أيهم أثبت:
قال ابن معين - لما سئل عن أثبت الناس في الزهري-: ((مالك، ثم معمر، ثم عقيل، ثم يونس، ثم شعيب، والأوزاعي والزبيدي وابن عيينة، فكل هؤلاء ثقات)).
وقال أحمد: ((معمر أحبهم إلي، وأحسنهم حديثًا وأصح بعد مالك)) ، وقال - لما سُئل أيهم أحب إليك في حديث الزهري -: ((مالك في قلة روايته، ثم معمر، ولست تضم إلى معمر أحدًا إلا وجدته فوقه)).
وقال الجوزجاني: ((مالك من أثبت الناس فيه، وكذلك أبو أويس، وكان سماعهما من الزهري قريباً من السواء إذ كانا يختلفان إليه جميعاً، ومعمر، إلا أنه يهم في أحاديث، ويختلف الثقات من أصحاب الزهري، فإذا صحت الرواية عن الزبيدي فهو من أثبت الناس فيه، وكذلك شعيب وعقيل، ويونس بعدهم)).
وقال أبو حاتم - لما سُئل عن عقيل ، ومعمر أيهما أثبت -: ((عقيل اثبت كان صاحب كتاب وكان الزهري يكون بايلة وللزهرى هناك ضيعة فكان يكتب عنه هناك)) ، وقال كذلك: ((الزبيدي أثبت من معمر في الزهري خاصة، لأنه سمع منه مرتين)).
وإذا قلنا أن رواية سفيان بن عيينة موصولة ، صار متابعاً لمعمر ، ويقتضي الأمر ترجيح روايتهما ، والله أعلم.