(( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ))
فالهدى هو العلم النافع
ودين الحق هو العمل الصالح،
ولم يرسله الله تعالى بهذين الأمرين عبثا ولعبا،
ولكن أرسله بهذين الأمرين (( ليظهره على الدين كلّه ))
يظهره أي: يجعل دينه ظاهرا عاليا على الدين كله أي على جميع الأديان (( ولو كره المشركون )).
وهذان الأمران أعني العلم النافع والعمل الصالح إذا كانت الأمة الإسلامية في عهدها النوري العهد الأول عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي قد كتب لها الظهور والعزّة على جميع الخلق الذين يدينون بغير دين الإسلام
فإن ذلك سوف يثبت لآخر هذه الأمة إن هي التزمت بما التزم به سلفها العلم النافع والعمل الصالح.
فما هو العلم النافع،
وما هو العمل الصالح؟
العلم النافع هو العلم الموروث عن محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم
في عقائد الدين وفي شرائع الدّين،
لأن الدين عقائد وشرائع، عقائد محلها القلب وتصدّقها الجوارح،
وشرائع محلّها الجوارح قول باللسان وعمل بالأركان.[ فتاوى الحرم المكى -للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ]
..... ولهذا قال المؤلف : " فالهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح "،
والعمل الصالح لا بد أن يشتمل على أمرين
الإخلاص لله
والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
الدليل قوله تعالى (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ))
فمخلصين له الدين هذا الإخلاص ،
حنفاء هذه المتابعة ،
وقال الله تعالى (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ))
وسئل سئل الفضيل بن عياض رحمه الله
قال، عن العمل الصالح ما هو ؟ قال : " ما كان خالصا صوابا خالصا صوابا "،
وخالصا يعني مخلصا لله ، وصوابا ؟....[فتح رب البرية بتلخيص الحموية]