7044 - ( أكل السفرجل يُذهبُ بطَخاءِ القلبِ ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع.

بيَّض له في "الفيض"، وضعفه في " التيسير"، وكأنه لم يقف على إسناده. وقد قال الشيخ الغماري في " المداوي ":
"هذا حديث موضوع ؛ انفرد بروايته وضاع، بل وضاعان ؛ فكان الواجب على المصنف ( يعني: السيوطي ) عدم ذكره، ولكن الشره وحب الإغراب أوقعه في مخالفة شرطه ورواية الموضوع المحقق. قال القالي: حدثنا محمد بن القاسم: ثنا محمد بن يونس الكدير: حدثنا إبراهيم بن زكريا البزاز: حدثنا عمرو بن أزهر الواسطي عن أبان عن أنس به.
فعمرو بن أزهر: من مشاهير الوضاعين، وكذلك الكديمي، وأبان: متروك، وإبراهيم بن زكريا: فيه مقال ؛ فالسند ظلمات متراكمة".
قلت: ولقد صدق غفر الله له، ولكن له طرق أخرى بنحوه من رواية طلحة ابن عبيد الله، وعبد الله بن عباس، و عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم.
1 - أما حديث طلحة: فله عنه طريقان:
الأولى: عن عبد الرحمن بن حماد الطلحي عن طلحة بن يحيى عن أبيه عنه قال:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي يده سفرجلة، فرمى بها إلي، وقال:
" دونكها أبا محمد! فإنها تجم الفؤاد ".
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة " ( 3/ 165 )، وابن حبان في "الضعفاء " ( 2/60 )، والحاكم في " المستدرك " ( 3/370 و 4/ 411 ).
وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:
"قلت: ابن حماد: قال أبو حاتم: منكر الحديث ". وقال ابن حبان:
"يروي عن طلحة بن يحيى بنسخة موضوعة، فلست أدري أوضعها أو أُقلبت عليه ؟ وأيما كان من ذلك فهو ساقط الاحتجاج به ؛ لما أتى مما لا أصل له في الروايات على الأحوال كلها ".
وذكر ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/ 21 ) عن أبي زرعة أنه قال:
" هذا حديث منكر ".
والطريق الأخرى: عن سليمان بن أيوب: حدثنا أبي عن جدي عن موسى إبن طلحة عن أبيه قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في جماعة من أصحابه، وفي يده سفرجلة يقلبها، فلما جلست إليه ؛ دحا بها نحوي، ثم قال: " دونكها أبا محمد! فإنها تشد القلب، وتطيب النفس، وتذهب بطخاوة الصدر ".
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/ 77/ 219 )، وابن الجوزي قي " العلل المتناهية " ( 2/ 165/ 1085 ).
قلت: وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه من لا يعرف، منهم: أيوب والد سليمان - وهو : ابن سليمان -، ذكره ابن أبي حاتم برواية ابنه سليمان بن أيوب فقط ؛ فهو مجهول.
2 - وأما حديث ابن عباس: فيرويه الحسن بن علي الرقي: أخبرنا مخلد بن يزيد الحراني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال:
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وبيده سفرجلة، فقال لي:
"دونكها يا ابن عباس! فإنها تزكي الفؤاد ".
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 4/123 )، وابن حبان ( 1/ 239 ) في ترجمة الحسن بن علي الرقي، وقال:
"يروي عن مخلد بن يزيد الحراني وغيره من الثقات ما ليس من حديث الأثبات، على قلة الرواية ؛ لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل القدح فيه، وليس هذا من حديث ابن جريج ولا عطاء ولا ابن عباس، وانما روي
هذا عن طلحة بن عبيد الله من حديث ولده ".
ثم ذكر حديث طلحة، وأقره ابن الجوزي على ما قال.
3 - وأما حديث عبد الله بن الزبير: فذكره ابن الجوزي ( 1086 ) فقال: "روى أبو يوسف يعقوب بن القاسم قال: نا عبد الله بن كثير قال: نا عبد الملك بن يحيى بن عبّاد عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت في يده سفرجلة، فجاء طلحة فقال:
"دونكها يا أبا محمد! فإنها تجم الفؤاد ".
سكت عنه ابن الجوزي، وعبد الملك بن يحيى بن عباد: ذكره ابن أبي حاتم ( 2/ 2/ 375 ) برواية الوليد بن مسلم فقط. والراوي عنه عبد الله بن كثير كنيته أبو سعيد ؛ كما في " اللسان " ( 3/ 412 ) نقلاً عن "علل الخلال "، ولم أجد له ترجمة.
وأبو يوسف يعقوب بن القاسم - هو: الطلحي -: وثقه ابن معين - كما في ترجمته من " تاريخ بغداد " -، ويظهر من رواية الخلال لحديثه هذا في " العلل " أنه أنكره فقال:
" وإنما حدث به العيشي عن عبد الرحمن بن حمّاد ". وقال:
" فعجب أحمد من قوله له ".
( فائدة ): الطخاء ؛ قال ابن الأثير: " ثقلٌ وغشيٌ، و أصل الطخاء والطَّخي:
الظلمة والغيم ". ثم ذكر الحديث بلفظ:
" إذا وجد أحدكم طخاءً على قلبه ؛ فليأكل السفرجل ". ولم أجده ؛ فالله أعلم به.
ثم رأيت أبا نعيم قد أخرج في " كتاب الطب " حديث طلحة من الطريقين ( 133/ 2 - 134/1 و 161/2 )، كما أخرج حديث أبان عن أنس من طريق عيسى بن شعيب عنه نحوه ( 134/ 1 ).
وزاد على ما تقدم أنه أخرجه بنحوه من حديث جابر ( 134/ 1 ) من طريق عون بن عمارة عن سليمان... ( غير واضح في المصورة ) عن جابر.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح " ( 3/ 1/ 388 ) عن أبيه قال :
" أدركته ولم أكتب عنه، وكان منكر الحديث، ضعيف الحديث، سُئل أبو زرعة عن عون بن عمارة فقال: منكر الحديت ".