بسم الله الصلاة والسلام على رسول الله
فمن المواضيع التي تناولتها الأبحاث المختلفة موضوع تقوية الأحاديث بتعدد الطرق ... فينما رفضه كلية إبن حزم رحمه الله ..نقل عن السيوطي رحمه الله التوسع فيه...وإن كان التوسط بين هذين الطرفين هو منهج غالب المحدثين ..فيضعون شروطا أهمها
ما أورده الترمذي في العلل الصغير حيث قال عن الحديث الحسن -لغيره- (هو أن يروى من غير وجه ولايكون في إسناده كذاب ولا يكون الحديث شاذا) أ.هـ
وهذا مفهوم وواضح ولكن الإشكال هنا يتعلق بالحديث المرسل.. فقد إستقر الأمر على ضعف الحديث المرسل ..وقد بين ذلك
الخطيب البغدادي في (الكفاية في علم الرواية) حيث قال : (والذي نختاره سقوط فرض العمل بالمراسيل وأن المرسل غير مقبول والذي يدل على ذلك أن إرسال الحديث يؤدي إلى الجهل بعين راويه, ويستحيل العلم بعدالته مع الجهل بعينه) ا.هـ
والإشكال يكمن في أن الحديث المرسل قد يكون واستطه المجهوله كذابا أو سيء الحفظ جدا ..أي لايصلح أن يتقوى به!
وهذا ما دفع الألباني رحمه الله للقول بعدم تقوية المراسيل بعضها البعض ..فقال في (نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق) ص44
عند الحديث عن تقوية الحديث المرسل لمرسل آخر:
(فقد يرد إشكال آخر وهو أنه يحتمل أن يكون كل من الواسطتين أو أكثر ضعيفا , وعليه يحتمل أن يكون ضعفهم من النوع الأول الذي ينجبر بمثله الحديث - ضعف الحفظ- على ماسبق نقله عن إبن الصلاح ,
ويحتمل أن يكون من النوع الآخر الذي لايقوي الحديث بكثرة طرقه - المنكر والمتروك - ومع ورود هذه الإحتمالات يسقط الإستدلال بالحديث المرسل وإن تعددت طرقه . وهذا التحقيق مما لم أجد من سبقني إليه فإن أصبت فمن الله تعالى وله الشكر وإن أخطأت فمن نفسي وأستغفر الله من ذنبي) أ.هـ
ولو تأملنا هذا الكلام لوجدنا له وجاهته , ولكنه (قد) يمتد أيضا إلى المرسل الذي يعضده طريق ضعيف؟! ... فالمرسل قد يكون من طريق متروك أو منكر ...وهذا إحتمال وارد ..فلاينفعه حينها متابعة أو شاهد ضعيف...وهذا يسقط الإحتجاج بالمرسل بالكلية خصوصا إذا لم يصرح المرسل أن لايروي إلا عن ثقات وماشابه؟! وهذا يتوافق مع رأي إبن حزم - جزئيا-.
فما رأي الإخوة الإفاضل؟!