خرجه الترمذي في الجامع [3505]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
" دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ ".
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ مَرَّةً: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ أَبِيهِ،
وَرَوَى بَعْضُهُمْ وَهُوَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاق، فَقَالُوا: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ نَحْوَ رِوَايَةِ ابْنِ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ،
وَكَانَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاق رُبَّمَا ذَكَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِيهِ وَرُبَّمَا لَمْ يَذْكُرْهُ". اهـ.
قلتُ: قد قال الإمام أحمد عن يونس بن أبي إسحاق بأنه مضطرب الحديث.
فممن وقفت ممن رووا عن يونس بن أبي إسحاق بذكر محمد بن سعد.
يحيى بن سلام خرجه في تفسيره، وإسماعيل بن عمر الواسطي عنه أحمد في مسنده، ومحمد بن عبيد الطنافسي من طريقه الحاكم.
قلتُ: وهؤلاء ممن توفوا نحو المائتين وما بعدها.
ولم أجد رواية لمن توفي قبل المائتين مثل عيسى وإسرائيل ابنيه وابن وهب وشبابة بن سوار وعمرو بن الهيثم وغيرهم.
وقد وقعت رواية لابن المبارك في نوادر الأصول إلا أن الراوي عنه محمد بن الفضل المروزي البرزي المتهم بالكذب.
فلعل الذين رووا بدون ذكر محمد بن سعد هم القدماء، فعلى هذا تكون روايتهم المنقطعة أصح.
ومع ذلك فقد خولفت القصة التي ذكرها بعض الرواة عن يونس فيما خرجه ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة [33]، فقال:
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: فذكر نحوه.
وهذا إسناد واهٍ، فيه عبيد بن محمد المحاربي "ضعيف"، كذا قال الحافظ في التقريب، ومحمد بن المهاجر فيه جهالة.
وأما ما خرجه البزار في مسنده [1163]، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، قَالَ:
ثنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكر نحوه وفيه القصة.
قال البزار: "وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، إِلا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَلا رَوَى الْمُطَّلِبُ عَنْ [مصعب] إِلا هَذَا الْحَدِيثَ". اهـ.
قلتُ: وهذا غير محفوظ؛ لتفرد كل واحد منهم؛ فإن كلا منهم موصوف بالخطأ وسوء الحفظ إلا أن المطلب بن حنطب موصوف بالتدليس ولم يصرح بالسماع.
بالإضافة إلا أن أبا خالد الأحمر شك في الإسناد فيما خرجه ابن أبي حاتم في تفسيره [١٣٧١٣]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ،
ثنا أَبُو خَالِدٍ الأحمر عن كثير بن زيد، عن المطلب بن حنطب قال أبو خالد: أحسبه عن مصعب يعني ابن سعد عن سعد قَالَ: فذكر نحوه مرفوعا.
فكيف به وقد يخالف فيما عزاه أبو القاسم الغافقي في اللمحات والنفحات [1075] إلى الطبراني عن مصعب بن سعد مرسلا.
والله أعلم.