( حدثنا أحمد بن صالح وابن السرح قال أحمد حدثنا ابن وهب و قال ابن السرح أخبرنا ابن وهب حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن يحيى عن يوسف بن محمد وقال ابن صالح محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس قال أحمد وهو مريض فقال اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه " قال أبو داود قال ابن السرح يوسف بن محمد وهو الصواب.)
قلت :واللفظ أعلاه في أبي داود والدعوات الكبير للبيهقي .
وللحديث لفظ آخر هو :
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ، قال : حدثنا أبو الطاهر بن السرح ، قال : حدثنا ابن وهب ، فقال : أخبرني داود بن عبد الرحمن المكي ، عن عمرو بن يحيى المازني ، عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن الشماس ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل عليه فقال : " اكشف البأس ، رب الناس ، عن ثابت بن قيس بن الشماس " ، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح فيه ماء ، فصبه عليه *
أخرجه ابن حبان والنسائي في الكبرى والطبراني في الأوسط والكبير والدعاء وابن قانع في معجم الصحابة
قال الألباني في السلسلة الضعيفة في الحديث رقم 1005 :
" اكشف الباس، رب الناس ! عن ثابت بن قيس بن شماس ". ضعيف.
أخرجه أبو داود ( 2 / 337 - طبع الحلبي ) وابن حبان في " صحيحه " ( رقم 1418 - موارد ) عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس وهو مريض، فقال : فذكره، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح، ثم نفث عليه بماء فصبه عليه، ولفظ ابن حبان : فجعله في قدح فيه ماء فصبه عليه "، لم يذكر النفث.
قلت : وهذا سند ضعيف علته عن يوسف بن محمد وقلبه بعض الرواة فقال : محمد بن يوسف، قال أبو داود : والصواب الأول.
قلت : وهو مجهول العين، أورده ابن أبي حاتم ( 4/228 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في " الميزان " : لا يعرف حاله، روى عنه عمرو بن يحيى بن عمارة.
قلت : الصواب عدم ذكر لفظ ( حاله )، فإنه إذا كان لم يرو عنه غير عمرو هذا فهو مجهول العين كما قلنا، وليس مجهول الحال كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
وأما الحافظ فقال في " التقريب " : مقبول، يعني عند المتابعة وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة." انتهى كلام الألباني
قلت : فالحديث بلفظيه مداره على مجهول العين وهو يوسف بن محمد وليس للحديث طريق أخرى . لذلك فالحديث ضعيف ولا يجوز الاحتجاج به .
ويعتمد من صححه كابن باز رحمه الله تعالى على سكوت أبي داوّد عليه في سننه ويعلم المطلع على حقيقة سكوت أبي داوّد على الحديث أنه لا يستلزم صحة الحديث بل قد سكت أبو داوّد على أحاديث موضوعة وأخرى ضعيفة كثيرة .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في النكت على ابن الصلاح ج1- ص438 /441 :
" ومن هنا يظهر ضعف طريقة من يحتج بكل ما سكت عليه أبو داود .
1 : فإنه يخرج أحاديث جماعة من الضعفاء في الاحتجاج ويسكت عنها . مثل ابن لهيعة وصالح مولى التوأمة وعبد الله بن محمد بن عقل وموسى بن وردان وسلمة بن الفضل ودلهم بن صالح وغيرهم .
فلا ينبغي للناقد أن يقلده في السكوت على احاديثهم ويتابعه في الاحتجاج بهم . بل طريقه أن ينظر هل لذلك الحديث متابع فيعتضد به أو هو غريب فيتوقف فيه .
ولا سيما إن كان مخالفا لرواية من هو أوثق منه فإنه ينحط الى قبيل المنكر .
2 : وقد يخرج لمن هو أضعف من هؤلاء بكثير كالحارث بن وجيه وصدقة الدقيقي وعثمان بن واقد العمري ومحمد بن عبد الرحمن البيلماني وأبي جناب الكلبي وسليمان بن ارقم واسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وأمثالهم من المتروكين
3 : وكذلك ما فيه من الأسانيد المنقطعة .
4 :وأحاديث المدلسين بالعنعنة .
5 : والأسانيد التي فيها من أبهمت أسماؤهم .
وأما فقه الحديث :
جاء الحديث بلفظين :
الأول : عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن الشماس ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل عليه فقال : " اكشف البأس ، رب الناس ، عن ثابت بن قيس بن الشماس " ، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح فيه ماء ، فصبه عليه *
واللفظ الثاني " ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه "
وفي الحديث بلفظيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ثابت بن قيس وهو مريض فرقاه بهذه الرقية (اكشف البأس ، رب الناس ، عن ثابت بن قيس بن الشماس ) وبعد أن رقاه أخذ ترابا من بطحان . وبطحان واد في المدينة وذلك بقوله ( ثم أخذ ترابا من بطحان ) وثم تفيد التراخي والفاصل الزمني بين الرقية وبين أخذ التراب فلا نعلم المسافة بين بيت ثابت رضي الله عنه وبين وادي بطحان .
وبعد أن أخذ التراب جعله في قدح فيه ماء ثم صبه على ثابت هذا في اللفظ الأول .
وفي اللفظ الثاني جعل التراب في الإناء ثم نفث عليه بماء وصبه على ثابت .
فليس في اللفظين أنه قرأ الرقية على الماء أو التراب بل قرأها على ثابت ومن ثم أخذ التراب من بطحان واستعمله مع الماء من خلال صبه مباشرة في اللفظ الأول ومن خلال نفثه بالماء من فيه الكريم على التراب ثم صبه عليه .
الخلاصة : الحديث لا يصح ولا يجوز الاحتجاج أو الاستدلال به على أي حكم شرعي . ومع ذلك فليس في الحديث الرقية في الماء .
المعيصفي