رُوي من حديث أبي هريرة ، ومن مرسل سعيد بن المسيب ، ومن قول بشر بن الحارث.
[حديث أبي هريرة]
أخرج الحكيم الترمذي في "المنهيات" (ص190) ، وفي "نوادر الأصول" (1400) ، عن الجارود، حدثنا سليمان بن عمرو النخعي، حدثنا يزيد بن أبي حبيب المصري، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *((قلة *الحياء *كفر)).
وسقط من بعد سليمان النخعي من الإسناد في "نوادر الأصول".
وسليمان بن عمرو النخعي ، قال ابن معين: ((كان رجل سوء، كَذَّاب، خبيثٌ، قَدَريٌّ، ولم يكن ببَغداد رجل إِلا وهو خيرٌ منه، كان يَضَع الحديثَ)) ، وقال: ((كان أكذب الناس)) ، وقال أحمد: ((كان كذاباً)) ، وقال: ((كان يضع الأحاديث الكاذبة)) ، وقال: ((كان من أكذب الناس)) ، وقال البخاري: ((معروفٌ بالكَذِب. قاله قُتَيبة، وإِسْحَاق)) ، وقال أبو حاتم: ((كان في النخع شيخان ضعيفان يضعان الحديث، ويفتعلان، أحدهما سليمان بن عمرو النخعي، وهو ذاهب الحديث، متروك الحديث كان كذابا، وامتنع من قراءة حديثه)) ، وقال: ((يحدث عمن دب ودرج، متروك الحديث)) ، وقال أبو زرعة - في رواية ابن أبي حاتم -: ((كان آية ، وذكر عنه أشياء منكرة وغلظ القول فيه جدا)) ، وقال يزيد بن هارون: ((لا يحل لأحد أن يروى عنه)) ، وقال شريك النخعي: ((كذاب النخع)) ، وقال أبو داود ، والدارقطني ، وأبو أحمد الحاكم: ((متروك الحديث)) ، وقال الدارقطني أيضاً: ((كذاب)) ، وقال الحاكم أبو عبد الله: ((روى عَن أهل الْمَدِينَة وَأهل الشَّام عَن الْأَئِمَّة الثِّقَات أَحَادِيث مَوْضُوعَة كذبه أَحْمد وَغَيره ، ولست أشك في وضعه الحديث على تقشفه وكثرة عبادته)) ، وقال: ((كذاب يضع الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((كان رجلًا صالحًا في الظاهر إلا أنه كان يضع الحديث وضعًا، وكان قدريًا، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختبار، ولا ذكره إلا من طريق الاعتبار)) ، وقال أبو نعيم: ((كَانَ يُنْسَبُ إِلَى تَقَشُّفٍ وَعِبَادَةٍ كَذَّبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَ عَنْ ثِقَاتِ الْمَدَنِيِّينَ وَالشَّامِيِّين َ بِالْمَنَاكِيرِ لَا شَيْءَ)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((رجل سوء كذاب)) ، وقال ابن عدي: ((اجتمعوا على أنه يضع الحديث)).
وقد تُكلم في روايته عن يزيد بن أبي حبيب ، قال أحمد: "قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب. فقلت: له: أين سمعت من يزيد بن أبي حبيب؟ فقال: يا أحمق، لم أقل لك حتى أعددت له جوابا، لقيته بالباب والأبواب تراني قلته حتى أعددت له جوبا. ثم يقول أحمد: يزيد ما كان يصنع بالباب والأبواب؟! فانظر إلى جسارته وجرائته وتهاونه ببليته)).
وأخرج الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "اللسان" (476/1) ، من طريق أحمد بن سليمان، عن مالك، عن سعيد المقبري، عَن أبي هريرة ، عن النبيبه.
قال الدارقطني: ((أحمد بن سليمان هذا كذاب يحدث عن مالك بالأباطيل)). وقال عنه الذهبي: ((ليس بعمدة)).
[مرسل سعيد بن المسيب]
أخرج ابن أبي شيبة في"المصنف" (25349) ، وهناد بن السري في "الزهد" (626/2) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (84) ، والدولابي في "الكنى" (1382) ، وابن قتيبة في "عيون الأخبار" (391/1) ، من طرق عن الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قِلَّةُ الْحَيَاءِ كُفْرٌ»
والأحوص بن حكيم ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ليس بثقةٍ ولا مأمون)) ، وقال أحمد: ((ضعيف لا يسوى حديثه شيئًا ، كان له عندي شيء فخرقته)) ، وقال: ((واه)) ، وقال العجلي: ((لا بأس به)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((حديثه ليس بالقوى)) ، وقال النسائي: ((ضعيف ، ليس بثقة)) ، وقال الجوزجاني: ((ليس بالقوى فى الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((ليس بقوى ، منكر الحديث)) ، وقال محمد بن عوف: ((ضعيف الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((منكر الحديث)) ، وقال: ((يُعتبر به إذا حدث عنه ثقة)) ، وقال الساجي: ((ضعيف عنده مناكير)) ، وقال ابن عمار ، وابن المديني: ((صالح)) ، وقال ابن المديني أيضاً: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال ابن عدي: ((له رِوَايَاتٌ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُ، وَهو مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الثقات مثل بن عُيَينة وَعِيسَى بْنُ يُونُس وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ وَلَيْسَ لَهُ فِيمَا يَرْوِيهِ شَيْءٌ مُنْكَرٌ إِلا أَنَّهُ يأتي بأسانيد، لاَ يُتَابَعُ عَليه)) ، وقال ابن حبان: ((يَرْوِي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير وَكَانَ ينتقص عَلِي بْن أَبِي طَالِب تَركه يَحْيَى الْقَطَّان وَغَيره)).
وقد ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (236/9) أن بعضهم رواه عنه موقوفاً ، قال: ((وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ: قِلَّةُ الْحَيَاءِ كُفْرٌ وَبَعْضُهُمْ يَرْفَعُهُ عَنْهُ)). ولم أقف عليه.
[قول بشر بن الحارث]
أخرج أبو محمد الخلدي في "الفوائد" (33) عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ الْعَطَّارُ، سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، وَسَمِعَ غُلَامًا يَقْرَأُ، وَلَهُ شَهْرٌ يُؤَذِّنُ، فَقَالَ: «أَذَانُ مَنْ هَذَا؟» قِيلَ: فُلَانٍ، فَقَالَ بِشْرٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: «*قِلَّةٌ *الْحَيَاءِ *كُفْرٌ»
وأحمد بن محمد بن مسروق ، قال الدارقطني: ((ليس بالقوي ، يأتي بالمعضلات)).
والله أعلم.