هلاك الفاسد ... الذي أشهد عليه أنه كان يكره التدين والمتدينين ...!
كثير من الناس يعتبرون أن الفرح بهلاك الفاسد نوعٌ من الشماتة، وأنَّ الميت إنما تجوز عليه الرحمة، وأنه لا يجوز أن نَذكره بسوء أو نشمت به أو نفرح لموته مهما كانت أفعاله في الدنيا، ويحتجون في ذلك بحديث: (اذكروا محاسن موتاكم، وكُفُّوا عن مساويهم)،
وهذا الحديث ضعيف، لا يصح .
والحقيقة أن هناك خيطًا رفيعًا بين الشماتة في المسلم والفرح بهلاك فاسد أو ظالم أو فاسق أو متجبِّر؛ فلقد نُهينا عن الشماتة وأُمرنا بالاستعاذة منها، ولكننا لم نُنْهَ عن الفرح بهلاك ظالم أو طاغية، أو فاسق، أو متجبر.
روى البخاري أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (تَعَوَّذُوا بالله من جَهْد البلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء).
وأقول لمن يعترض على إظهار الشماتة بالظالمين: أين هؤلاء من سيرة النبي- صلى الله عليه وسلم- وحال سلفنا الصالح من الفرح بهلاك الظالمين؟ بل والسجود لله شكرًا على هلاكهم؟
عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري، قال: مُرَّ على النبي - صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فقال: (مُستريح ومُستراح منه)؛ فقالوا: "يا رسول الله! ما المستريح، وما المستراح منه؟".
قال- صلى الله عليه وسلم-: (إن العبد المؤمن يستريح من نَصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى، والعبد الفاجر يستريح منه العباد، والبلاد، والشجر، والدواب)رواه البخاري.
في هذا الحديث بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الفاجر حين يموت يكفي العباد شره، ويريحهم من فجوره وغطرسته، بل حتى الشجر والدواب يستريحون منه، وفيه عظيم دلالة على أنَّ هذه الراحة نعمة من نعم الله الجليلة التي لا بد من شُكرها، وأول أبواب شكرها: الفرح بها.
منقول
قلت : والآثار النبوية بالفرح والسجود لله فرحا بهلاك الظالمين .
وسنذكر الأدلة والنصوص الشرعية