حديث ((السمت الحسن، والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة)).
روي من حديث عبد الله بن سرجس ، وعبد الله بن عباس ، وأنس بن مالك.
[حديث عبد الله بن سرجس]
أخرج الترمذي (2010) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (1591) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (512) ، والطبراني في "الأوسط" (1017) ، وفي "الصغير" (1065) ، وابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (1105) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (325) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (135/1) ، وفي "معرفة الصحابة" (4202) ، والخطيب في "الجامع" (921) ، وفي "الفقيه والمتفقه" (51/2) ، وغيرهم من طرق عن نوح بن قيس، عن عبد الله بن عمران، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس المزني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السمت الحسن، والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة»
قال الترمذي: ((وفي الباب عن ابن عباس ، وهذا حديث حسن غريب)).
وقال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَاصِمٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ تَفَرَّدَ بِهِ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ)).
قلت: هذا منكر ، تفرد به عبد الله بن عمران ، عن عاصم الأحول.
وعبد الله بن عمران ، قال أبو حاتم: ((شيخ)) ، وقال العقيلي: ((لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ)) ، وقال الذهبي في "الكاشف": ((صدوق)) ، بينما قال في "الضعفاء": ((مقل ليس بالقوي)) ، وقال ابن حجر: ((مقبول)).
[حديث عبد الله بن عباس]
أخرج مالك في "الموطأ" (17) أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «الْقَصْدُ وَالتُّؤَدَةُ وَحُسْنُ السَّمْتِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ»
ورواه قابوس بن أبي ظبيان ، واختُلف عليه:
- فرواه زهير بن معاوية ، وعبيدة بن حميد ، وجعفر بن زياد ، وعبد الملك بن حسين النخعي ، وأبو حنيفة ، جميعهم عنه ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن النبي به.
أخرجه أبو داود (4776) ، وأحمد (2698) (2699) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (468) (791) ، والطبراني (12608) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6135) (7645) (8063) ، وفي "السنن الكبرى" (20801) ، وفي "الاداب" (144) ، والطحاوي في "شرح مشكل الاثار" (1234) ، وابن عدي في "الكامل" (173/7) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (324) ، والخطيب في "الجامع" (207) ، وأبو عبد الله الفراء في "فوائده" (22) ، ومن طريقه الخلعي في "التاسع عشر من الخلعيات" (30).
وفي رواية أحمد ، قَالَ زُهَيْرٌ: ((لَا شَكَّ فِيهِ)) ، أي: في رفعه.
وتابعهم يحيي بن المهلب ، عن قابوس به.
أخرجه الرافعي في "التدوين" (228/3) معلقاً عن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر بْن حاتم أَبُو بكر الطائي الأبهري عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيِّ ثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو كَرِيمَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ به.
- ورواه إدريس بن يزيد الأودي ، عنه ، عن أبيه ، عن ابن عباس به موقوفاً.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34772) ، وابن عدي في "الكامل" (173/7).
ووقع عند ابن أبي شيبة "ابن إدريس ، عن قابوس" ، وابن إدريس روى عن قابوس ، وروى عن أبيه عن قابوس ، فيُحتمل أن يكون سقط من الإسناد "عن أبيه" ، وهو ما ترجحه روايه ابن عدي ، ويُحتمل أن يكون الإسناد على الصواب.
- ورواه سفيان الثوري ، واختُلف عليه:
-- فرواه عثمان بن فائد ، عنه ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني (12609).
وعثمان بن فائد ، قال البخاري: ((في حديثه نظر)) ، وقال دحيم: ((ليس بشىء)) ، وقال ابن عدي: ((منكر الحديث...قليل الحديث ، و عامة ما يرويه ليس بمحفوظ)) ، وقال ابن حبان: ((يأتى بالمعضلات ، لا يجوز الاحتجاج به)) ، وقال الحاكم: ((روى عن جماعة من الثقات المعضلات)) ، وقال أبو نعيم: ((روى عن الثقات المناكير ، لا شىء)).
-- ورواه بحر بن كنيز ، عنه ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن كريب ، عن ابن عباس ، عن النبي به.
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (136) (340) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (306) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين بأصبهان" (174/4) ، وابن عدي في "الكامل" (234/2) (467/2).
وبحر بن كنيز السقاء ، قال يزيد بن زريع: ((كان لا شيء)) ، وقال ابن معين: ((لا يكتب حديثه)) ، وفي رواية: ((ليس بشئ)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف)) ، وقال الحاكم أبو أحمد: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال الدارقطني ، والنسائي ، وأبو داود: ((متروك)) ، وقال ابن سعد: ((كان ضعيفا)) ، وقال الحربي: ((ضعيف)) ، وقال الساجي: ((تروى عنه مناكير ، وليس هو عندهم بقوي في الحديث)) ، وقال البخاري: ((ليس هو عندهم بقوي)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة ولا يكتب حديثه)) ، وقال: ((مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ)) ، وقال السعدي: ((ساقط)) ، وقال ابن حبان: ((كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى استحق الترك)) ، وقال ابن عدي: ((كُلُّ رِوَايَاتِهِ مُضْطَرِبَةٌ وَيُخَالِفُ النَّاسَ فِي أَسَانِيدِهَا وَمُتُونِهَا وَالضَّعْفُ عَلَى حَدِيثِهِ بَيِّنٌ....وَهو إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ منه إلى غيره)) ، وقال الذهبي: ((مُتفق على تركه)).
-- ورواه عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيي بن سعيد القطان ، ووكيع بن الجراح ، والأحوص بن جواب ، عنه ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس به موقوفاً.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 172-173) ، ووكيع في "الزهد" (323) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8062) ، وأبو بكر النجاد في "أماليه" (18). وهذه هي الرواية المحفوظة عن الثوري.
قال ابن عدي في "الكامل" (172/7): ((حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ سَمِعْتُ بُنْدَار يَقُولُ، حَدَّثَنا عَبد الرحمن [ابن مهدي]، حَدَّثَنا سُفيان [الثوري]، عَن قابوس بن أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "الْهَدْيُ الصَّالِحُ وَالسَّمْتُ الصَّالِحُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جزءا من النبوة".
قَالَ بُنْدَار: ثم ضرب عَبد الرحمن عَلَى حديث قابوس ولم يحدثنا به ، وحدثنا بُنْدَار، حَدَّثَنا يَحْيى [ابن سعيد القطان]، حَدَّثَنا سُفيان [الثوري]، عَن قابوس بإسناده مثله)).
والحاصل أن الثوري ، وإدريس الأودي ، روياه عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس موقوفاً.
ورواه إدريس بن عيسى ، واختُلف عليه:
- فرواه أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغنديّ ، عنه ، عن زيد بن الحباب ، عن الثوري ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس به موقوفاً.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/7).
وأبو ذر أحمد بن محمد الباغندي ، قال الدارقطني: ((ما علمت إلا خيرًا، وكان أصحابنا يؤثرونه على أبيه، سمعت أبا الفضل جعفر بن الفضل الوزير يقول سمعت من أبي ذر بن الباغندي، وهو ثقة)) ، وقال: ((لا بأس به، وما كان نقم عليه إلا أنه كان يحدث من كتب أبيه)) ، وقال ابن أبي الفوارس ، وذكر مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي وابنه أَبُو بَكْر وابنه أَبُو ذر: ((أوثقهم أَبُو ذر))) ، وقال الذهبي: ((الحَافِظُ بنُ الحَافِظ بنِ الحَافِظِ، هُوَ المُتْقِنُ الإِمَامُ ، وَيفضِّلونَه عَلَى أَبِيْهِ)).
- ورواه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، عنه ، عن زِيدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عن النبي به.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (263/7).
وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي ، قال إبراهيم الأصبهاني: ((كذاب)) ، وقال ابن عدي: ((له أشياء أنكرت عليه من الأحاديث وكان مدلسا يدلس عَلَى ألوان وأرجو أنه لا يتعمد الكذب)) ، وقال الدارقطني: ((كان كثير الغلط)) ، وقال: ((هو مخلط مدلس، يكتب عن بعض من حضره من أصحابه، ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة، وهو كتير الخطأ)) ، وقال أبو بكر بن عبدان: ((كان يخلط ويدلس)) ، وقال الإسماعيلي: ((لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس)) ، وقال محمد بن أحمد أبي خيثمة: ((ثقة كثير الحديث)) ، وقال ابن المظفر: ((ثقة إمام لا ينكر منه إلا التدليس والأئمة دلسوا)) ، وقال الذهبي: ((صدوق من بحور الحديث)) ، وقال ابن حجر: ((مشهور بالتدليس مع الصدق والامانة)) ، وقد صرّح بالتحديث في هذه الرواية ، فانتفت شبهة التدليس.
والصواب رواية أبي ذر أحمد الباغندي ، لما تقدم من كلام العلماء ، في تقديمهم إياه على أبيه.
وقابوس بن أبي ظبيان ، قال جرير بن عبد الحميد ، وأحمد: ((لم يكن من النقد الجيد)) ، وقال جرير: ((نفق قابوس)) ، وقال أحمد: ((ليس هو بذاك)) ، وقال: ((روى عنه الناس)) ، وقال ابن معين في رواية الدوري ، وابن أبي مريم ، وأبو داود: ((ثقة)) ، وقال في رواية ابن طهمان: ((ليس به بأس)) ، وقال في رواية عبد الله بن أحمد: ((ضعيف الحديث)) ، وذكر ابن حبان ، والذهبي أن ابن معين كان شديد الحمل عليه ، وقال ابن نمير: ((لم يكن يَسْوَى تمرةً)) ، وقال أبو حاتم: ((يكتب حديثه ، ولا يحتج به)) ، وقال: ((لم يكن بالقوي)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوى ، ضعيف)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ رَدِيء الْحِفْظ يتفرد عَن أَبِيه بِمَا لَا أصل لَهُ رُبمَا رفع الْمَرَاسِيل وَأسْندَ الْمَوْقُوف)) ، وقال ابن سعد: ((فيه ضعف ، ولا يحتج به)) ، وقال الساجي: ((ليس بثبت)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف ، و لكن لا يترك)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((ثقة)) ، وقال العجلي ، وابن عدي: ((لا بأس به)).
[حديث أنس بن مالك]
أخرج زاهر الشحامي في "السباعيات الألف ط المقتبس" (338) ، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" (2209) عن أَبي سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَنْجَرُوذِي ُّ أبنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ ثَنَا عَبْدَانُ الْجَوَالِيقِيّ ُ ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُحْطُبَةَ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّمْتُ الْحَسَنُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ جُزْءًا من النُّبُوَّة)).
وعبد الله بن قحطبة ، المعروف بهذا الاسم هو الصلحي ، شيخ لابن حبان في طبقة متقدمة عن هذه ، أما في هذه الطبقة فلم أجده. وباقي رجاله ثقات.
والله أعلم.