نص عقيدة النصارى
أؤمن بإله واحد أب ضابط الكل خالق السموات والأرض كل ما يرى وما لا يرى،
وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الأب قبل كل الدهور، ونور من نور، إله حق من إله حق، من جوهر أبيه، مولود غير مخلوق،
مساو للأب في الجوهر الذي كان به كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من روح القدس،
ومن مريم العذراء، وتأنس وصلب وتألم وقبر، وقام في اليوم الثالث على ما في الكتب المقدسة، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الرب، أيضاً سيأتي بمجده ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه، وبروح القدس الرب المحيي المنبثق من الأب، الذي هو مع الآباء الابن المسجود له ".
*********
جماهير النصارى من الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت وعامة الكنائس الشرقية والغربية يؤمنون بإله واحد مثلث الأقانيم وفق عقيدة إيمانهم السابقة، فمعبودهم له ثلاثة أقانيم وهي ثلاث ذوات منفصلة اتَّحدتْ وهي: الآب والابن والروح القدس
***
النقاش
التثليث مخالف للعقل وكمال الرب سبحانه،
حيث يقال لهم هل إلهكم ومعبودكم مركب من ثلاثة أجزاء،
فإن قالوا نعم فقد أقروا على أنفسهم بأن ربهم مجزأ إلى أجزاء كل منها يحتاج إلى الآخر وهذا مخالف لصريح العقل وكمال الرب.
وإن قالوا بل الله ثالث ثلاثة كما هو قول كثير منهم وذكره سبحانه عنهم في القرآن.
فنقول: هذا إقرار منكم بأن معبودكم ليس هو الله فحسب بل معه غيره وهذا عين الشرك المناقض لما أقررتم به أنكم تعبدون إلهاً واحداً.
فإن قالوا بل هي ثلاثة أقانيم اتحدت لتكون إلهاً واحداً
فنقول ما حال الرب سبحانه قبل هذا الاتحاد هل هو مفتقر إليه أو صفة كمال اكتسبها بعد إذ لم تكن
التثليث فيه اضطراب وتناقض مع أنه جملة واحدة، حيث يقولون نؤمن بإله واحد الأب والابن والروح القدس،
فإن قالوا إنما هذه الثلاثة صفات للإله كما يقوله بعضهم عند المناظرة،
فيقال إن هذه الثلاثة ذوات منفصلة كما يتضح من نص العقيدة الإيمانية وكما هو معلوم من كل واحد منها.
كما أن صفات الإله لا تنحصر في هذه الصفات بل سبحانه له صفات الكمال التي هي أولى من هذه الثلاثة كصفة العلم والقدرة والرحمة وغيرها
- يعتقد النصارى أن الابن هو كلمة الله المتجسدة ، وهو المسيح عليه السلام. فيقال لهم: المتحد بالمسيح : إما أن يكون الكلام مع الذات ، أو الكلام بدون الذات.
فإن كان المتحد به: الكلام مع الذات، كان المسيح هو الأب ، وهذا باطل باتفاق النصارى.
وإن كان المتحد به هو الكلمة فقط ، فالكلمة صفة ، والصفة لا تقوم بغير المتكلم بها.
وأيضا: الصفة ليست إلها خالقا، والمسيح عندهم إله خالق، فبطل قولهم على التقديرين.
ويقال أيضا: هذا المتحد بناسوت المسيح ، إما أن يكونا بعد الاتحاد ذاتين، كما كانا قبل الاتحاد، فليس ذلك باتحاد.
وإما أن يقال: صارا جوهرا واحدا، وهذا يستلزم استحالة كل منهما، وانقلاب صفة كل منهما، فيلزم أن يكون اللاهوت استحال، وتبدلت صفته وحقيقته، والاستحالة لا تكون إلا بعدم شيء ووجود شيء آخر؛ فيلزم عدم شيء من القديم الواجب الوجود بنفسه، وهذا محال، فإن ما وجب قدمه، استحال عدمه.
يعتقد النصاري: أن المسيح عليه السلام قام من بين الأموات وصعد إلى السماء، وجلس عن يمين أبيه، وهذا يقتضي أنهما ذاتان ، فكيف يقال بعد ذلك: إنهما شيء واحد !
يعتقد النصارى أن المسيح عليه السلام مات، ثم عاش ، فنقول لهم:
من أحياه؟ فإن قالوا : أحيى نفسه ؟ قلنا: محال أن يخلق الحياة من هو ميت.
وإن قالوا: أحياه غيره، وهو الذي أماته، لزمهم أن يكون المسيح عبدا مربوبا ، وهو المطلوب.
ولزمهم على كل تقدير أن يقولوا : هما اثنان في تلك اللحظة: حي وميت !
فهل في الوجود رجل صحيح العقل يقول عن اثنين، أحدهما حي ، والآخر ميت : إنهما شخص واحد !!
ثم ما مصير كلمة الله المتجسدة في المسيح حين صلب وتألم ، بل حين وضع في قبره، فما أعظم القبر الذي وسع كلمة الله !
-يقولون: إن المسيح الإله الحق : نزل من السماء.
فنقول: النازل إن كان هو الأب، فيلزم لحوق النقائص له، من الأكل والشرب والجوع والخوف.
وإن كان الكلمة التي هي العلم عندهم ، يلزم أن يبقى الباري تعالى بلا علم، لأن علمه نزل وتركه، أو يبقى عالما بعلم ليس قائما بذاته، وهو مستحيل ، فإن الصفة لا تقوم بغير الموصوف، وكل عاقل يعلم أن الإنسان أو غيره لا يعلم بعلم لم يقم به.
يقولون عن المسيح : إنه أتقن العوالم وخلق كل شيء .
فيلزم أن يكون خلق أمه، فتكون أمه ولدت خالقها، وهو خلق أمه ، وهذا لا يقوله إلا مجنون.
يصفون الأب كذلك بأنه خالق كل شيء، فإن صح أن الأب خالق كل شيء ، فأي شيء بقي للابن ؟!
وإن كان الابن خالق كل شيء ، فأي شيء بقي للأب ؟!
وإن كان الخالق واحدا ، فكيف يقال: إنهما متساويان في القدرة ، متمايزان أزلا وأبدا ؟!!
ومعلوم لكل عاقل أنه لو قلنا: فلان يساوي فلانا، للزم ضرورة أن المساوي غير المساوَى.
فلا أضل ممن هذا اعتقاده، ولا أعجب منه إذا أراد أن يحاور غيره في التوحيد!
يقولون: إنه لا يمكنك تصور الواحد ، إلا بتصور الاثنين والثلاثة.
فيقال: هذا صحيح في الأعداد. وأما تصور الذوات، أي أن تتصور ذاتا واحدة، فلا يلزم حينئذ تصور ذات ثانية ، أو ثالثة. كما لو أردت أن تتصور "مريم واحدة" ؛ فلا تحتاج إلى تصور غيرها معها.
بل الذهن يمكنه افتراض وتصور أشياء مستحيلة، فيكف يعجز عن تصور ذات واحدة ، دون تصور غيرها؟!
والذي يهمنا هو ما في الخارج والوجود
، فنحن نقول: ليس إلا إله واحد هو الرب الخالق، وما سواه فمخلوق.
وهو واحد بالذات ، أو بالشخص، وليس واحدا بالنوع؛ لأنه لا شبيه له ولا مثيل، فلا إله غيره، حتى يقال: إن الله واحد بالنوع، كما يقال في الإنسان مثلا، لوجود أفراد كثيرين يطلق عليهم "إنسان".
وأما الصفات، فالله تعالى موصوف بالصفات العظيمة، من الحياة والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر والخلق والرّزق وغير ذلك.
ونحن نعتقد أن الله لم يكن معطلا عن الفعل، وأن هناك عوالم ومخلوقات لا نعلمها، وأنه سبحانه لم يزل خلاقا عليما.
وهذا المحاور لا يستفيد شيئا من هذه النقطة، فلو قال: إن الله ثلاثة، فيقال له: إلهك هذا أليس له صفات؟ فسيقول: بلى.
فيلزمه ما جاء في سؤاله، وهو أن يقال: كيف تصبح صفة [الودود] والإرادة فاعلة ، بدون وجود مفعول به؟!
فإما أن يقول كما قلنا: أن إلهه لم يزل خلاقا عليما. وإما أن يقول: كان معطلا، ثم خلق وتكلم وأراد، الخ.
وقد بان بهذا أن ما يظنه شبهات، هو أوهى من بيت العنكبوت.
ولا يمكن لنصراني أن يثبت في نقاشٍ "عقلي" في مسألة التثليث. ولهذا يلجأ إلى التشغيب والإلهاء ببعض الكلمات المموهة.
نقول: إن عقيدة الثالوث التي قدمها النصارى للمجتمع الإنساني عجيبة وغريبة، وتبدو غرابتها واضحة وجلية عند عرضها على صفحة العقل الذي كرم الله به الإنسان، ولكن النصارى يرون أن التثليث لا يعالج بمنطق العقل، ولكن بالإيمان والوجدان، وهذا هروب من النصارى من بداية الطريق، فلا بأس أن نعتمد على الإيمان القلبي في قضية من القضايا الغيبية، ولكن بشرط ألا يحكم العقل فيها حكماً بديهياً باستحالتها وتناقضها، وإذا كان النصارى يقولون إن التثليث يصعب تصوره على العقل فإننا نقول بل يستحيل تصوره لدى العقل، ومن أول جولة معه يخرجه بجذوره ويلقيه في دائرة اللامعقول، ومهما حاول النصارى أن يعللوا هذا التثليث فسيبقى مرا في حلوق العقلاء.
ودعوى أن الأقانيم الثلاثة هذه ثلاث صفات لذات واحدة دعوى تبرهن على تناقضهم لأنه يلزمهم على ذلك أن لا يكون المسيح إلهاً خالقاً رازقاً لأن الصفة ليست إلها خالقا رازقا، وأيضاً فالصفة لا تفارق الموصوف وهم يقولون المسيح إله حق من إله حق من جوهر أبيه، وهذا يدل على استحالة الجمع بين التثليث والتوحيد.
وسيظل العقل النصراني يئن تحت وطأة هذا التناقض، وكيف لا يئن ويشتكي أمام قول إثناسيوس الرسولي: فالأب هو الله والابن هو الله وروح القدس هو الله، وكلهم هو الله.
وأما اعتقادهم بأن كل أقنوم من الثلاثة يختص بعمل معين، كما يقول الدكتور بوست في قاموس الكتاب المقدس: فإلى الأب ينتمي الخلق بواسطة الابن، وإلى الابن الفداء وإلى روح القدس التطهير؟ وأنه بعد صلبه صعد إلى السماء وجلس على يمين الرب. كما في الأمانة التي اتفق عليها النصارى.
فبهذا يظهر أمامهم ثلاثة آلهة تبرز برؤوسها، والثلاثة معاً الله، والله يتفرق فيكون ثلاثة ويجتمع فيكون إلهاً، أين العقل الذي يحتمل ذلك؟
وأما ما ادعته هذه الدراسة من كون القرآن قد دل على ألوهية المسيح بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [آل عمران:45]، وكما في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ [النساء:171].
فالجواب عنه أن الآية الأولى تبين أنه مخلوق، ويتضح ذلك في وجوه منها: أنه قال (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) وقوله: (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) نكرة في الإثبات، يقتضي أنه كلمة من كلمات الله، ليس هو كلامه كله كما يقوله النصارى.
ومنها: أنه بين مراده بقوله (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) أنه مخلوق، حيث قال: كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران:47].
وقال في الآية الأخرى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران:59]، وقال تعالى أيضاً: ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ* مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [مريم:34-35].
فهذه ثلاث آيات في القرآن تبين أنه قال له "كن" فكان، وهذا تفسير كونه (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ)، وقال: اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فأخبر أنه ابن مريم وأخبر أنه "وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين " ، وهذه كلها صفة مخلوق والله تعالى وكلامه الذي هو صفته لا يقال فيه شيء من ذلك، وقال تعالى على لسان مريم: أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ فتبين أن الكلمة هي ولد مريم لا ولد الله سبحانه وتعالى.
فمع هذا البيان الواضح الجلي، هل يظن ظان أن مراده سبحانه بقوله (بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) أنه إله خالق، أو أنه صفة لله قائمة به، وأن قوله (وَرُوحٌ مِنْهُ) المراد به: أنه حياته أو روح منفصلة من ذاته؟ بل قوله تعالى (وَرُوحٌ مِنْهُ) معناه أي روح مخلوقة من جملة الأرواح، ولا إشكال في قوله (مِنْهُ) فإن المراد أن أمر الخلق كله راجع إلى الله ومبتدأ منه، وذلك كقوله سبحانه: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ [الجاثية:13].
وإذا كان النصارى يستشهدون بآيات القرآن على ما يعتقدون، فإن عليهم أن يستشهدوا بجميع نصوص القرآن الواردة في الموضوع، فلا يقتصرون على جملة هنا أو جملة هناك، فهذا لا يفعله منصف، فالتعبيرات القرآنية عن المسيح بأنه كلمة الله أو روح من الله، لا بد أن تفهم على ضوء الآيات الأخرى التي تنفي ألوهية المسيح وبنوته، وتكفر من يقول بهما، والتي تثبت براءة المسيح ممن يؤلهه أو يؤله أمه، والتي تثبت كذلك اعترافه ببشريته ولكنهم لا يفعلون ذلك لئلا يظهر بطلان استشهادهم على عقيدتهم الزائفة بآيات القرآن من جهة، وبطلان عقيدتهم نفسها من جهة أخرى.
وليكن معلوماً أن القرآن حكم على النصارى بالكفر لعدة أمور، كل منها شافٍ كافٍ في تكفيرهم:
- ادعاؤهم أن المسيح هو الله أو ابن الله وأن الروح القدس إله، فهم يعبدون في الحقيقة ثلاثة آلهة وقد تقدم بيان ذلك.
- تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً* أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً [النساء:150-151]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً [النساء:47]، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار.
- اتخاذهم الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله، قال تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31].
وفي معجم الطبراني وغيره أن عدي بن حاتم وكان نصرانياً فأسلم لما سمع النبي يقرأ الآية المتقدمة قال له: إنا لا نعبدهم، فقال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه، قال: بلى، قال صلى الله عليه وسلم: فتلك عبادتهم.
والثابت من التتبع التاريخي لأطوار العقيدة النصرانية، أن عقيدة التثليث، وكذلك عقيدة بنوة المسيح لله -سبحانه- ومثلها عقيدة ألوهية أمه مريم، ودخولها في التثليثات المتعددة الأشكال ونحو ذلك من الانحرافات، كلها لم تصاحب النصرانية الأولى، إنما دخلت إليها على فترات متفاوتة التاريخ، مع الوثنيين الذي دخلوا في النصرانية، وهم لم يبرأوا بعد من التصورات الوثنية والآلهة المتعددة، وتتبع نقض ما في هذه الدراسة يطول وفيما ذكرناه -إن شاء الله- ما يتنبه به إلى بطلانها،