ورد من حديث عبد الله بن عمر ، وأبي بكر الصديق ، وأبي بشر السلمي ، وأنس بن مالك ، ومرسل عباد بن أبي علي.

[حديث عبد الله بن عمر]

أخرج أحمد (4749) ، وأبو يعلى (5713) ، وعبد بن حميد في (826) ، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (101) ، وفي "اصطناع المعروف" (160) ، وابن شاهين في "الترغيب" (469) ، والثعلبي في "الكشف والبيان" (450/7) ، وابن حبان في "المجروحين" (309/1) من طرق عن يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ، فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ»
ووقع عند ابن حبان"عن زيد العمي ، عن أنس بن مالك" ، وهو وهم.

وزيد العمي ، قال ابن معين في رواية ، وأحمد ، والدارقطني: ((صالح)) ، وقال ابن معين في رواية أخرى: ((ضعيف)) ، وفي رواية ثالثة: ((لا شئ)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، يكتب حديثه و لا يحتج به)) ، وقال أبو زرعة: ((ليس بقوى ، واهى الحديث ، ضعيف)) ، وقال أبو داود: ((ليس بذاك)) ، وقال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال ابن المديني: ((كان ضعيفا عندنا)) ، وقال العجلي: ((بصرى ضعيف الحديث ، ليس بشىء)) ، وقال ابن سعد: ((كان ضعيفًا في الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((يَرْوِي عَن أَنَس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا أصل لَهَا حَتَّى سبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا وَكَانَ يَحْيَى يمرض القَوْل فِيهِ وَهُوَ عِنْدِي لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا للاعتبار)).
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2010): " وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَخْلَدُ بنُ يَزِيدَ الحَرَّانِيُّ ، عَنْ يوسفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدٍ العَمِّيِّ ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَيُكْشَفَ كُرْبَتُهُ ، فَلْيُيَسِّرْ عَلَى المُعْسِرِ ؟
قَالَ أَبِي: ((زيدٌ لم يَسمَعْ من ابنِ عُمَرَ شيءً))."
قلت: فهو منقطع كذلك.

[حديث أبي بكر الصديق]
أخرج يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (306/2) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (10747) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (278/1) (379/2) ، عن مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (129/5) عن رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، كلاهما عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ غَانِمٍ الرَّبَضِيُّ، وَهُوَ حَيٌّ مِنْ مَذْحِجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ اللهُ دَعَوْتَهُ وَيُفَرِّجَ كُرْبَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا وَلْيَدَعْ لَهُ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُظِلَّهُ اللهُ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلَهُ فِي ظِلِّهِ فلَا يَكُونَنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ غَلِيظًا، وَلْيَكُنْ بِهِمْ رَحِيمًا "

ومحمد بن حسان ، هو محمد بن سعيد المصلوب ، كذاب هالك.
ورشدين بن سعد ، قال ابن معين: ((ليس بشئ ، لا يُكتب حديثه)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث ، و فيه غفلة ، و يحدث بالمناكير عن الثقات ، ضعيف الحديث)) ، وقال عمرو بن علي الفلاس ، وأبو زرعة ، والدارقطني ، وأبو داود ، ومسلم: ((ضعيف الحديث)) ، وقال النسائي: ((متروك الحديث ، ضعيف الحديث ، لا يُكتب حديثه)) ، وقال ابن حبان: ((كان ممن يجيب فى كل ما يسأل ، و يقرأ كلما دفع إليه سواء كان من حديثه أم من غير حديثه ، فغلبت المناكير فى أخباره)).
ومهاجر بن غانم ، قال أبو حاتم: ((مجهول)).

[حديث أبي بشر السلمي]
أخرج أبو موسى المديني في "ذيل الصحابة" عن هِشَام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي بشر السلمي، قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من أحب أن يفرج الله كربته، ويعطيه سؤله، *فلينظر *معسرا أو ليدع)).
انظر: "أسد الغابة" (30/6) ، "الإصابة" (35/7).

قال أبو موسى: ((لعله أبو اليسر، بفتح التحتانية والمهملة، واسمه كعب بن عمرو؛ لأن هذا المتن مشهور عنه)).
قلت: وحديث أبي اليسر ، كعب بن عمرو ، الذي أشار إليه ، أخرجه مسلم في"صحيحه" (3006) ، وابن ماجة (2419) ، وأحمد (15520) (15521) ، وغيرهم من طرق عَنْ أَبِي الْيَسَرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ»
وتعقّبه ابن حجر ، فقال: ((لكن مخرج الحديثين مختلف، وإذا تعددت المخارج كان قرينة على تعدّد الراويّ، بخلاف ما إذا اتحدت. ولا مانع أن يروى الحكم عن صحابين، وقرينة اختلاف السياقين أيضا ترشد إلى التعدد. واللَّه أعلم)).

قلت: الظاهر أن ما قاله أبو موسى هو الصواب ، فقد أخرج الشحامي في "الأحاديث السباعيات" (201) عن حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ ، والواحدي في "التفسير الوسيط" (399/1) عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء" (395/1) عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ عن يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ ، ثلاثتهم (حفص بن ميسرة ، وعبد الله بن زيد ، وابن عجلان) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي الْيَسَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفَرِّجَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ وَيُعْطِيَهُ سُؤْلَهُ فلينظر معسرا أو ليذر له)).
ويحيي بن العلاء البجلي ، متروك ، فلا يصح الطريق إلى ابن عجلان.

وقد وهم فيه هشام بن سعد المدني ، قال أحمد: ((لم يكن بالحافظ)) ، وقال: ((ليس هو بمحكم للحديث)) ، وقال ابن معين: ((ضعيف)) ، وفي رواية: ((ليس بذاك القوي)) ، وفي رواية: ((ليس بشئ)) ، وفي رواية: ((صالح ، ليس بمتروك الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((يكتب حديثه ، و لا يحتج به)) ، وقال أبو زرعة في رواية ابن أبي حاتم: ((شيخ محله الصدق)) ، بينما قال في رواية البرذعي: ((واهي الحديث)) ، وقال النسائي: ((ضعيف الحديث ، ليس بالقوي)) ، وقال ابن المديني: ((صالح ، وليس بالقوى)).

[حديث أنس بن مالك]
أخرج ابن عدي في "الكامل" (341/8) ، والديلمي في "الفردوس" (8072) عن عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنا وهب بن راشد، حَدَّثَنا فَرْقَدٌ السَّبْخِيُّ، عَن أَنَس، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: ((مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْ أُمَّتِي الْمَيْسُورَ وَيَدَعِ الْمَعْسُورَ لَمْ أُنَفِّسْ كُرْبَتَهُ وَلَمْ أُفَرِّجْ غُمَّتَهُ وَلَمْ أُجِبْ دَعْوَتَهُ وَلَمْ أَذْكُرْهُ فِي مَلَكُوتِي)).
وقال ابن عدي - بعد أن ذكر هذا الحديث وغيره في ترجمة وهب بن راشد -: ((وهذه الأحاديث عن ثَابِت وعن فرقد غير محفوظة، ولاَ أعلم يرويها غير وَهْب بْن راشد)).
ووهب بن راشد ، قال الدارقطني: ((ضعيف جدًّا، متروك)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث، حدث باحاديث بواطيل)) ، وقال ابن حبان: ((شيخ يروي عَن مَالك بن دِينَار الْعَجَائِب لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ وَلَا الِاحْتِجَاج بِهِ)) ، وقال ابن عدي: ((عن ثَابِت ومالك بْن دينار وفرقد السبخي ليست روايته عنهم بالمستقيمة... وأحاديثه كلها فِيهَا نظر)).

[مرسل عباد بن أبي علي]
أخرج ابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف" (80) ، وفي "قضاء الحوائج" (28) عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ تُنَفَّسَ كُرْبَتُهُ، وَأَنْ *تُسْتَجَابَ *دَعْوَتُهُ، فَلْيُيَسِّرْ عَلَى مُعْسِرٍ، أَوْ لَيَدْعُ لَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ»
ووقع في "قضاء الحوائج" ، "عُبَادَةَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ" بدلا من "عباد بن أبي علي" ، وكذا جاء في "كنز العمال" (219/6).
وعبادة بن أبي عبيد ، لم أجده ، أما عباد بن أبي علي ، فهو البصري ، مستور الحال ، يروى عن أنس بن مالك وغيره ، ويروى عنه هشام الدستوائي ، ولكن جعفر بن سليمان ، غير معروف بالرواية عن الدستوائي ، إنما يروي عن هشام بن حسان ، وهشام بن عروة.
والله أعلم.