أعمال تؤدي إلى الجنة


أفنان الشواف







الخوف من الله عز وجل:

قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} (الأنفال: 2-4). ومعنى وجلت أي فرغت وخافت، وهذه صفة المؤمن الصادق إذا ذُكر الله تعالى أو ذُكِّر بالله وجل قلبه وبادر إلى فعل الأوامر وترك الزواجر. قال سفيان الثوري: سمعت السدي يقول في قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}. قال: هو الرجل يريد أن يظلم أو قال يهم بمعصية فيقال له اتق الله فيجل قلبه. قال الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} (الرحمن: 46).







التوكل على الله عز وجل



التوكل على فريضة قلبية تمثل جماع الإيمان يجب صرفها الله تبارك وتعالى إذ لا يجعل كمال التوحيد وكمال الإيمان إلا بكمال التوكل على العليم الخبير استنادا لقوله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} (المائدة: 23). وقال تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون} (العنكبوت: 58-59). والمتوكل على الله لا يرجوا إلا الله ولا يقصد إلا إياه، ولا يطلب حوائجه إلا منه، ولا يرغب إلا إليه، ولا يسأل إلا ربه جل في علاه. قال ابن القيم نقلا عن بعضا لعارفين: يجب أن يكون حال المتوكل كالطفل لا يعرف شيئا يأوي إليه إلا تري أمه، كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه وتعالي.







الصبر



الصبر نوعان: صبر على التكاليف الشرعية، فقال الله عز وجل: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون} (العنكبوت: 58-59). ويقصد بالصبر على التكاليف الشرعية: «حبس النفس على طاعة الله وكفها عن معصية الله عز وجل».


قال الله عز وجل: {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين} (يونس: 109).

والثاني الصبر على البلاء، فالبلاء سنة الله في خلقه لا يخلو منه مسلم ولا كافر.

قال الله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} (آل عمران: 186). وقال أيضا جل جلاله: {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا} (الإنسان: 2) وقال أيضا جل وعلا: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} (العنكبوت: 2).

ولكن المؤمن يتلقى هذه المصائب بالرضا والصبر واليقين بما عند الله عز وجل من ثواب جزيل.