السؤال
♦ الملخص:
شاب جامعي أُصيب بوسواس شكَّكه في العقيدة؛ ما دمَّر له حياته، وهو يطرح بعض الأسئلة التي تؤرِّقه فيما يخص العقيدة الإسلامية.
♦ تفاصيل السؤال:
أنا الأخ ياسين من الجزائر، أدرس بالجامعة، وقعتُ في أزمة شكٍّ في العقيدة؛ ذلك أنني مريضٌ بالوساوس والشكوك، كما قال لي البعض في تشخيص هذا المرض، أتتني وساوس فيما يخص العقيدة الإسلامية، ودمرت حياتي، ولم أجد حلًّا بعدُ، وأنا أبحث عن الإجابات ولم أجدها بعد، كتبت لبعض المشايخ برسائلَ لكن لم يجِبْ أحد بعد؛ لذا فأنا في حالة يُرثَى لها بسبب هذا المرض، ودوائي هو الإجابة الشافية إن شاء الله، وتلكم هي الأسئلة:
1- ما الدليل والبرهان العقلي والنقلي على أن محمدًا رسول الله، وأن القرآن الكريم كلام الله، وليس كلام البشر، أو أي مخلوقات أخرى، والشبهة التي وقعت فيها فيما يخص القرآن هي أنه ربما في القديم كان هناك أشخاص ذوو علمٍ كبيرٍ، ولهم أجهزة ووسائل علمية متطورة، ولهم اتصال بالجن، والجن لهم قدرات واسعة وعلم واسع، ولهم صلة بالفضاء وكل ما يوجد في الأرض، وأن هذه الأشخاص استطاعوا كتابة القرآن وتنصيب شخص معين، اسمه محمد، وجعلوه يدِّعي الرسالة، وأيضًا عند قراءتنا القرآنَ، دائمًا يتبين أنه سهل جدًّا؛ لذلك ما البرهان العقلي والنقلي بالإثبات والشرح على أنه من عند الله، وليس من عند المخلوقات وأن محمدًا رسول الله؟
2- وما البرهان العقلي والنقلي على أن القرآن وعلى مر السنين لم يُحرَّف، أو يُزَدْ فيه أي حرف، أو ينقص، أو تتغير فيه الجمل والألفاظ.
3- ما الدليل العقلي والنقلي على أن القرآن ليس من عند مخلوقات أخرى تعيش في الكون لا نعرفها، لها إمكانيات وعقول تستطيع أن تأتي بالقرآن، وأتت به من تلقاء نفسها وأعطته لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ما الدليل على أنه كلام الله واجب الوجود، ومرسل من عند الله مباشرة؟
4- ما الدليل والبرهان العقلي والنقلي على أن واجب الوجود - وهو الله – واحدٌ، ولا يوجد تعدد لواجبي الوجود؛ أي: لا يوجد عدة آلهة أزلية مثل الله لها صفة واجب الوجود.
وفي القرآن: ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 91].
هنا شبهة؛ وهي: بفرض تعدد الآلهة ووجود إلهين أو أكثر، أولًا: نحن نعلم أن الله متصف بصفات الكمال المطلق، وإذا كان تعددٌ، فيلزم من كل إله أن يكون متصفًا بصفات الكمال المطلق لأنهم واجبو الوجود لذاتهم، السؤال: لماذا يشتركون في خلق الكون أو غيرها من أي مخلوقات أخرى نعرفها أو لا نعرفها؟ لماذا الاشتراك في خلق الأشياء، وكل إله يقدر على أن يخلق خلقًا خاصًّا به دون أن يشارك غيره في أي شيء؟
لذلك هل يمكن أن يكون هناك عدة آلهة أزلية مثل الله متصفة بصفات الكمال المطلق، لها أكوان غير كوننا هذا، أو لها خلائق وخلق خاص بها، تتصرف فيه كيفما تشاء؟ ولماذا يحدث شجار ونزاع بين الآلهة، ونحن نعرف أن الله متصف بصفات الحكمة والعدل والعلم والعفو، وغيرها من الصفات، ويأمرنا بالإحسان والعدل، وينهانا عن الشجار والظلم وغيرها؟ لماذا يكون التنازع بين الآلهة المتصفة بصفات الكمال المطلق؟ لماذا لا يكون لكل واحد منها خلقه الخاص به ولا يتدخل في خلق الآخر؟
لذلك ما الدليل العقلي والنقلي على أن واجب الوجود لذاته وهو الله واحد واستحالة تعدد واجبي الوجود؟
5- ما البرهان والدليل العقلي والنقلي على عدم وجود وساطة في الخلق بيننا وبين الله؛ أي: إن الله واجب الوجود لذاته هو الذي خلقنا مباشرة، ولم يخلق خلائق أخرى ويجعل لهم صفات كصفاته؛ أي: يخلقون أشياء، ويتصرفون فيها كما يخلق ويتصرف؟ ما الدليل والبرهان على استحالة هذه الوساطة وأن الله واجب الوجود هو من خلقنا؟
أنا الأخ ياسين من الجزائر، أدرس بالجامعة، وقعتُ في أزمة شكٍّ في العقيدة؛ ذلك أنني مريضٌ بالوساوس والشكوك، كما قال لي البعض في تشخيص هذا المرض، أتتني وساوس فيما يخص العقيدة الإسلامية، ودمرت حياتي، ولم أجد حلًّا بعدُ، وأنا أبحث عن الإجابات ولم أجدها بعد، كتبت لبعض المشايخ برسائلَ لكن لم يجِبْ أحد بعد؛ لذا فأنا في حالة يُرثَى لها بسبب هذا المرض، ودوائي هو الإجابة الشافية إن شاء الله، وتلكم هي الأسئلة:
1. ما الدليل والبرهان العقلي والنقلي على أن محمدًا رسول الله، وأن القرآن الكريم كلام الله، وليس كلام البشر، أو أي مخلوقات أخرى، والشبهة التي وقعت فيها فيما يخص القرآن هي أنه ربما في القديم كان هناك أشخاص ذوو علمٍ كبيرٍ، ولهم أجهزة ووسائل علمية متطورة، ولهم اتصال بالجن، والجن لهم قدرات واسعة وعلم واسع، ولهم صلة بالفضاء وكل ما يوجد في الأرض، وأن هذه الأشخاص استطاعوا كتابة القرآن وتنصيب شخص معين، اسمه محمد، وجعلوه يدِّعي الرسالة، وأيضًا عند قراءتنا القرآنَ، دائمًا يتبين أنه سهل جدًّا؛ لذلك ما البرهان العقلي والنقلي بالإثبات والشرح على أنه من عند الله، وليس من عند المخلوقات وأن محمدًا رسول الله؟
2. وما البرهان العقلي والنقلي على أن القرآن وعلى مر السنين لم يُحرَّف، أو يُزَدْ فيه أي حرف، أو ينقص، أو تتغير فيه الجمل والألفاظ.
3. ما الدليل العقلي والنقلي على أن القرآن ليس من عند مخلوقات أخرى تعيش في الكون لا نعرفها، لها إمكانيات وعقول تستطيع أن تأتي بالقرآن، وأتت به من تلقاء نفسها وأعطته لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ما الدليل على أنه كلام الله واجب الوجود، ومرسل من عند الله مباشرة؟
4. ما الدليل والبرهان العقلي والنقلي على أن واجب الوجود - وهو الله – واحدٌ، ولا يوجد تعدد لواجبي الوجود؛ أي: لا يوجد عدة آلهة أزلية مثل الله لها صفة واجب الوجود.
وفي القرآن: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 91].
هنا شبهة؛ وهي: بفرض تعدد الآلهة ووجود إلهين أو أكثر، أولًا: نحن نعلم أن الله متصف بصفات الكمال المطلق، وإذا كان تعددٌ، فيلزم من كل إله أن يكون متصفًا بصفات الكمال المطلق لأنهم واجبو الوجود لذاتهم، السؤال: لماذا يشتركون في خلق الكون أو غيرها من أي مخلوقات أخرى نعرفها أو لا نعرفها؟ لماذا الاشتراك في خلق الأشياء، وكل إله يقدر على أن يخلق خلقًا خاصًّا به دون أن يشارك غيره في أي شيء؟
لذلك هل يمكن أن يكون هناك عدة آلهة أزلية مثل الله متصفة بصفات الكمال المطلق، لها أكوان غير كوننا هذا، أو لها خلائق وخلق خاص بها، تتصرف فيه كيفما تشاء؟ ولماذا يحدث شجار ونزاع بين الآلهة، ونحن نعرف أن الله متصف بصفات الحكمة والعدل والعلم والعفو، وغيرها من الصفات، ويأمرنا بالإحسان والعدل، وينهانا عن الشجار والظلم وغيرها؟ لماذا يكون التنازع بين الآلهة المتصفة بصفات الكمال المطلق؟ لماذا لا يكون لكل واحد منها خلقه الخاص به ولا يتدخل في خلق الآخر؟
لذلك ما الدليل العقلي والنقلي على أن واجب الوجود لذاته وهو الله واحد واستحالة تعدد واجبي الوجود؟
5. ما البرهان والدليل العقلي والنقلي على عدم وجود وساطة في الخلق بيننا وبين الله؛ أي: إن الله واجب الوجود لذاته هو الذي خلقنا مباشرة، ولم يخلق خلائق أخرى ويجعل لهم صفات كصفاته؛ أي: يخلقون أشياء، ويتصرفون فيها كما يخلق ويتصرف؟ ما الدليل والبرهان على استحالة هذه الوساطة وأن الله واجب الوجود هو من خلقنا؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
أولًا: يجب عليك أخي الكريم أن تسارع في طلب العلاج من هذا الوسواس عند المتخصصين؛ لأنه من الواضح أنه متمكن منك.
ثانيًا: من الأدلة النقلية على أن القرآن من عند الله، وليس من عند أحد من المخلوقين: قوله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].
وقوله تعالى: ﴿ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴾ [المدثر: 24 - 26].
وغير ذلك من الآيات كثير.
ومن الأدلة النقلية على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولٌ من عند الله: قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، وقوله تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴾ [الفتح: 29].
وغير ذلك من الآيات كثير.
وأما الأدلة النقلية على أن الله سبحانه وتعالى إله واحد: قوله تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163].
وقوله تعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 171].
وقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 73].
وقوله تعالى: ﴿ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [إبراهيم: 52].
وقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [النحل: 51].
وقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [الأنبياء: 108].
وقوله تعالى: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 21 - 24].
وغير ذلك من الآيات كثير.
ومن الأدلة النقلية على أن القرآن لم يحرَّف: قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41، 42].
وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].
وغير ذلك من الأدلة كثير.
ثالثًا: جميع هذه الأمور من الغيبيات يجب الإيمان بها والتسليم لها، دون السباحة في هذه الخيالات؛ لأن الخيال واسع، والشيطان لن يزال ببعض الناس حتى يجعلهم يقولوا: مَن خلق الله؟!
فالواجب عليك كما قدمنا طلب العلاج من هذه الوساوس، وقبل ذلك الاستعانة بالله تعالى، وطرد هذه الأفكار.
نسأل الله تعالى لك الشفاء والتوفيق والسداد.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/150185/#ixzz7Ab5ksqCq