أعمال تؤدي إلى الجنة ونعيمها


أفنان الشواف



الإيمان الراسخ بالله ورسوله[:

إن من أكثر الأعمال التي توصل صاحبها إلى الدرجات العالية من الجنة، بل إلى منازل الأنبياء: الإيمان الصادق، واليقين الراسخ بالله عز وجل وبوعده والإذعان لأوامره دون تردد ، وهذا لا يحصل لعموم المسلمين، وإنما هو لخواص المؤمنين الصديقين الذين يتجلى الغيب لقلوبهم حتى يصبح كأنه شهادة؛ كإيمان أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما.

روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي[ قال: «إن أهل الجنة ليتراءون في الغرفة كما يتراءون الكوكب الشرقي أو الكوكب الغربي الغارب في الأفق أو الطالع، في تفاضل الدرجات، فقالوا: يا رسول الله أولئك النبيون؟ قال[: بلى والذي نفسي بيده، وأقوام آمنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين»، أي إن أهل الجنة تتفاوت منازلهم بحسب درجاتهم في الفضل حتى إن أهل الدرجات العلا ليراهم من هو أسفل منهم كالنجوم، ولقد زاد استغراب الصحابة - رضي الله عنهم - لهذه الدرجات العالية؛ فظنوا أنها تخص الأنبياء؛ فأجاب رسول الله[ بأنها كذلك ولأقوام غير النبيين هم ممن آمنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين.

تقوى الله عز وجل:

والعمل الثاني لطريق الجنة، هو تقوى الله عز وجل؛ قال الله تعالى: {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد} (الزمر: 20).

والتقوى خير لباس أمرنا الله بلبسه، وخير زاد أمرنا بالتزود منه، وهي حق الله تعالى على عباده بأن يتقوه حق التقوى، ووصيته للأولين والآخرين حيث قال تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} (النساء: 131)، كما إنها وصية رسول الله[ لأمته في كل خطبة كان يقولها، ولكل سرية كان يبعثها؛ حيث كان يوصي أميرها في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا، كما أنها وصية العلماء لعامة الناس.

وقد قال رجل ليونس بن عبيد: أوصني، فقال: أوصيك بتقوى الله والإحسان؛ فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وهي خاتمة سورة النحل.

وقال عز وجل: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} (البقرة: 281).