"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (98)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "هود": (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)
القول الراجح أن قوله: (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) يعود للاختلاف أي: وللاختلاف خلقهم.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في قوله: (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) على ماذا يعود على قولين:
القول الأول: أنه يعود للاختلاف أي: وللاختلاف خلقهم. (رجحه الماتريدي*) (واقتصر عليه الزمخشري*, وابن عاشور*)
(ورجحه الشنقيطي* واقتصر عليه عند تفسير قوله تعالى في "الشورى": (فريق في الجنة وفريق في السعير)
وهذا القول هو الراجح.

القول الثاني أنه يعود للرحمة أي: وللرحمة خلقهم.
(ذكر القولين ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)

تنبيه مهم:
بعض المفسرين ذكر قولاً ثالثاً ورجحه وهو أنه يعود إلى الاختلاف والرحمة كليهما (رجحه ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (وذكره ابن كثير*)

والحقيقة أن القول بأنه يعود للاختلاف يغني عن هذا القول لأنه يشمله, فالاختلاف قائم بين من رحم الله وبين مخالفيهم على اختلاف توجهاتهم واختلافاتهم.
فقوله: (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) يعني هم مختلفين ومخالفين لأهل الحق, فهذا الاختلاف بينهم وبين أهل الحق هو الاختلاف الحقيقي ولهذا الاختلاف خلقهم.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/