تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: تتجدد رسوم الشِّرك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي تتجدد رسوم الشِّرك


    " تتجدد رسوم الشِّرك، وتظهر له صورٌ جديدةٌ ترجع لأُصولٍ قديمةٍ؛
    ومن شرِّها الولع بالتَّخاطر عن بعدٍ، ومخاطبة العقل بالمراد، لاختيار العبد قدره، وصنعه وحده ما يريد، ويُلبسه دعاته ثوب الحقِّ تمويهًا؛بإيهام كونه روحانياتٍ محضةٍ لا ترتبط بعقيدةٍ، ومزجه بأذكارٍ مخترعةٍ؛ فاجتنبوا الشِّرك."
    الشيخ صالح العصيمي.





    منـــقول
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    " تتجدد رسوم الشِّرك، وتظهر له صورٌ جديدةٌ ترجع لأُصولٍ قديمةٍ؛
    ومن شرِّها الولع بالتَّخاطر عن بعدٍ، ومخاطبة العقل بالمراد، لاختيار العبد قدره، وصنعه وحده ما يريد، ويُلبسه دعاته ثوب الحقِّ تمويهًا؛بإيهام كونه روحانياتٍ محضةٍ لا ترتبط بعقيدةٍ، ومزجه بأذكارٍ مخترعةٍ؛
    بارك الله فيك
    حكم التخاطر الذهني والتخاطب عن طريق الأرواح
    السؤال
    ما صحة ما ورد في هذا الموضوع وخاصة قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟ وجزاكم الله خيرا .
    كثير منا يتذكر شخصا ما فيتفاجأ باتصال منه، والبعض يتذكر شخصاً آخر فيلتقي به.. وكم نسمع كلمة " لو ذكرنا مليون ليره" عندما يأتي شخص على سيرته كما يقال..
    ما هو تفسير كل هذا ؟؟
    هذا هو ما يعرف بتخاطب الأرواح فيما بينها أو التخاطر الذهني، وهو علم يدرس الآن و بالذات في منطقة الصين وبدأ ينتشر إلى أوروبا وأمريكا..
    ومن أشهر الأحداث التاريخية التي حدثت في عالمنا الإسلامي عن هذا العلم هو عندما أرسل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيش إلى الشام بقيادة رجل اسمه سارية، وفجأة صرخ عمر (وهو في المدينة) يا سارية الجبل يا سارية الجبل يا سارية الجبل.. وبعدها سكت ولم يعلم الناس ما حدث..
    وبعد عودة سارية والجيش الإسلامي ذكر لعمر أنه وقعوا في مشكلة مع جيش العدو فسمع صوت عمر وهو يرشده إلى جبل قريب منه. فكان ذاك الجبل هو الذي نجاهم بعد الله من الهزيمة.
    ما هو التفسير العلمي لهذه الحادثة؟ عمر يصرخ في المدينة ويسمعه سارية في الشام؟
    يقال إن الإنسان إذا كان شديد التعلق بأحد وشدة الحب والتفكير المركز فإن الأرواح تكون معقلة أيضا ببعضها وأنها تتنقل لتتخاطب مع بعضها البعض.
    بل إنهم حتى أخذوا توأما من الأطفال الصينين كانا شديد التعلق ببعضهما، ووضعوا أحدهما في بلد وأخذوا الآخر إلى بلد آخر يبعد آلاف الأميال. وجدوا بعد فترة أنه إذا مرض أحد الأخوين يمرض الآخر و إذا غضب أحدهما يتعب الآخر و تتغير نفسيته. ومن هنا بدأو بدراسة هذا العلم.
    إذا فمسألة تخاطب الأرواح مع بعضها البعض غير معترفة بحدود مكانية ولا زمنية، بل وبدأ علم جديد الآن مستقى من قوله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الزمر 42.
    ومن أذكار النوم "اللهم إني وضعت جنبي فإن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرجعتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
    من هذا الذكر استنتج عدد من العلماء أن الروح تخرج من الإنسان لحظة منامه ولذا يسمونها ميتة صغرى.. ولكننا وقفنا نحن المسلمين عند هذا الحد، بينما الغرب أكملوا دراستهم في الموضوع حتى اكتشفوا طريقة يمكن للإنسان فيها أن يتخاطب مع من يريد حول العالم عن طريق الروح..
    وهو بطريقة استرخاء تامة وقبل أن يصل إلى درجة النوم، ويفكر في إنسان معين وبعدها تبدأ الرحلة.. وفي الحقيقة إنه علم شديد التعقيد والصعوبة ولم ينتهوا من نتائجه بعد (البرمجة اللغوية العصبية )..
    لذا لا تستغرب عندما تتصل بأحد فيقول لك "سبحان الله الآن جئت على بالي"
    أو عندما تتذكر شخص عزيز فيتصل بك.أو حتى - وهذا الأكثر غرابة - عندما تمر بموقف تقول لنفسك الموقف هذا مر علي من قبل.. كأنني أتذكر هذا الموقف.
    أو تكون بحدث وكأنك قد عشته من قبل و تستطيع التكهن بما سيحدث الآن وتتوقعه وترى أنه بالفعل يحدث ما قد توقعته .قال تعالى: ((و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا))
    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فما حدث مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة سارية تفسيره معروف، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب. متفق عليه.
    قال المناوي في (فيض القدير): (مُحَدَّث) أي ملهم أو صادق الظن، وهو من ألقى في نفسه شيء على وجه الإلهام والمكاشفة من الملأ الأعلى، أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد، أو تكلمه الملائكة بلا نبوة، أو من إذا رأى رأيا أو ظن ظنا أصاب كأنه حدث به وألقى في روعه من عالم الملكوت فيظهر على نحو ما وقع له. وهذه كرامة يكرم الله بها من شاء من صالح عباده وهذه منزلة جليلة من منازل الأولياء ...
    قال القرطبي: قوله "فإن يكن" دليل على قلة وقوعه وندرته، وعلى أنه ليس المراد بالمحدثين المصيبون فيما يظنون، لأنه كثيرفي العلماء، بل وفي العوام من يقوى حدسه فتصح إصابته فترتفع خصوصية الخبر وخصوصية عمر، ومعنى الخبر قد تحقق ووجد في عمر قطعا، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يجزم بالوقوع، وقد دل على وقوعه لعمر أشياء كثيرة كقصة الجبل: يا سارية الجبل. وغيره، وأصح ما يدل على ذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك حيث قال: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه. اهـ.
    فهذه القصة من باب المكاشفة والإلهام، كرامة ً من الله تعالى لعمر بن الخطاب، ومما يزيد الأمر وضوحا وأنه من الكرامات، أن الأمر لم يقتصر على مجرد معرفة عمر لحال سارية وجيشه، بل زاد الأمر إلى بلوغ صوت عمر لسارية وانتفاعه بذلك بانحيازه بالجيش إلى الجبل بالفعل، وقد سبق ذكر هذه القصة وبيان صحتها في الفتوى رقم: 20692. وراجع لتمام الفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 68772، 64898، 106382.
    ولكن هذه القصة لا علاقة لها بما يعرف الآن بتخاطب الأرواح، ولا الأبحاث الروحية المعاصرة بصفة عامة، وقد سبق لنا بيان بطلان وتهافت ما يعرف بالأبحاث الروحية والإسقاط النجمي والجسم الأثيري، في الفتوى رقم: 128992.
    كما سبق أن بينا خطورة ما يعرف بالتنمية البشرية أو البرمجة العصبية في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 121281، 94724، 103455، 117782.
    وأما ظاهرة: شوهد من قبل أو عاشه الإنسان من قبل فهي من الظواهر التي كثر الكلام حول تفسيرها وأكثر هذه التفسيرات محض ظنون، وإن كان بعضهم يحاول تفسيرها تفسيراً علمياً، ولم نقف لأحد من أهل العلم الثقات على علة تفسير لهذه الظاهرة يستند إلى دليل شرعي، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 129383.
    والله أعلم.
    الاسلام سؤال وجواب


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    التَّخاطر
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية: نحن لا ننكر أن النفس يحصل لها نوع من الكشف إما يقظة وإما مناما بسبب قلة علاقتها مع البدن إما برياضة أو بغيرها، وهذا هو الكشف النفساني، لكن قد ثبت أيضا بالدلائل العقلية مع الشرعية وجود الجن وأنها تخبر الناس بأخبار غائبة عنهم كما للكهان المصروعين وغيرهم.... ثم قال: ولكن المقصود هنا أنه يعلم وجود أمور منفصلة مغايرة لهذه القوى كالجن المخبرين لكثير من الكهان بكثير من الأخبار، وهذا أمر يعلمه بالضرورة كل من باشره أو من أخبره من يحصل له العلم بخبره، ونحن قد علمنا ذلك بالاضطرار غير مرة، فهذا نوع من المكاشفات والإخبار بالغيب غير النفساني.
    وأما القسم الثالث وهو ما تخبر به الملائكة فهذا أشرف الأقسام كما دلت عليه الدلائل الكثيرة السمعية والعقلية، فالإخبار بالمغيبات يكون عن أسباب نفسانية، ويكون عن أسباب خبيثة شيطانية وغير شيطانية، ويكون عن أسباب ملكية. اهـ. من الصفدية بتصرف.
    وقال ابن القيم: الكشف الجزئي المشترك بين المؤمنين والكفار، والأبرار والفجار، كالكشف عما في دار إنسان، أو عما في يده، أو تحت ثيابه، أو ما حملت به امرأته بعد انعقاده ذكرا أو أنثى، وما غاب عن العيان من أحوال البعد الشاسع ونحو ذلك، فإن ذلك يكون من الشيطان تارة، ومن النفس تارة، ولذلك يقع من الكفار، كالنصارى، وعابدي النيران والصلبان، فقد كاشف ابن صياد النبي صلى الله عليه وسلم بما أضمره له وخبأه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما أنت من إخوان الكهان» فأخبر أن ذلك الكشف من جنس كشف الكهان، وأن ذلك قدره، وكذلك مسيلمة الكذاب مع فرط كفره كان يكاشف أصحابه بما فعله أحدهم في بيته وما قاله لأهله، يخبره به شيطانه، ليغوي الناس، وكذلك الأسود العنسي، والحارث المتنبي الدمشقي الذي خرج في دولة عبد الملك بن مروان، وأمثال هؤلاء ممن لا يحصيهم إلا الله، وقد رأينا نحن وغيرنا منهم جماعة، وشاهد الناس من كشف الرهبان عباد الصليب ما هو معروف، والكشف الرحماني من هذا النوع: هو مثل كشف أبي بكر لما قال لعائشة رضي الله عنهما: إن امرأته حامل بأنثى، وكشف عمر رضي الله عنه لما قال: يا سارية الجبل، وأضعاف هذا من كشف أولياء الرحمن. اهـ. من مدارج السالكين.
    لكن وقوع الكشف عما في الخواطر لبعض العباد أحيانا لا يعني أبدا أن بشرا يستطيع الوصول إلى العلم بخواطر الناس والتخاطر معهم متى شاء وأراد! كلا، فالله عز وجل وحده هو الذي تفرد بعلم ما في صدور العباد ، قال تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ {النمل:65}، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {آل عمران:119}،
    والكشف قد يقع أحيانا كثيرة دون اختيار من العبد بل يلقى في رُوعه بلا تسبب منه، وقد يصل إليه المرء بسبب محرم شرعا ـ كاستعانة بالشياطين ونحوهم ـ.
    الاسلام سؤال وجواب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    الفراسة الإيمانية، يقول ابن القيم في (مدارج السالكين):
    حقيقتها أنها خاطر يهجم على القلب ينفي ما يضاده.. وسببها: نور يقذفه الله في قلب عبده، يفرق به بين الحق والباطل، والحالي والعاطل، والصادق والكاذب. اهـ. وذكر ابن القيم النوع الثاني من الفراسة، وهي فراسة الرياضة والجوع والسهر والتخلي، وقال: النفس إذا تجردت عن العوائق صار لها من الفراسة والكشف بحسب تجردها، وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر، ولا تدل على إيمان ولا على ولاية، وكثير من الجهال يغتر بها، وللرهبان فيها وقائع معلومة، وهي فراسة لا تكشف عن حق نافع ولا عن طريق مستقيم. اهـ.
    وكذلك الحال في خوارق العادات، منها ما هو كرامات رحمانية، ومنها ما هو أحوال شيطانية، فالخوارق لا تميز كافرا عن مسلم، فضلا عن طائع على عاص، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): الكشف والتصرف إن لم يكن مما يستعان به على دين الله، وإلا كان من متاع الحياة الدنيا. وقد يحصل ذلك للكفار من المشركين وأهل الكتاب. اهـ.
    وقال: تجد كثيرا من هؤلاء عمدتهم في اعتقاد كونه وليا لله أنه قد صدر عنه مكاشفة في بعض الأمور أو بعض التصرفات الخارقة للعادة، مثل أن يشير إلى شخص فيموت؛ أو يطير في الهواء إلى مكة أو غيرها، أو يمشي على الماء أحيانا؛ أو يملأ إبريقا من الهواء؛ أو ينفق بعض الأوقات من الغيب، أو أن يختفي أحيانا عن أعين الناس؛ أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه قد جاءه فقضى حاجته؛ أو يخبر الناس بما سرق لهم؛ أو بحال غائب لهم أو مريض أو نحو ذلك من الأمور؛ وليس في شيء من هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي لله؛ بل قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء أو مشى على الماء لم يغتر به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقته لأمره ونهيه. وكرامات أولياء الله تعالى أعظم من هذه الأمور؛ وهذه الأمور الخارقة للعادة، وإن كان قد يكون صاحبها وليا لله، فقد يكون عدوا لله؛ فإن هذه الخوارق تكون لكثير من الكفار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين، وتكون لأهل البدع، وتكون من الشياطين. فلا يجوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه الأمور أنه ولي لله؛ بل يعتبر أولياء الله بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دل عليها الكتاب والسنة، ويعرفون بنور الإيمان والقرآن وبحقائق الإيمان الباطنة وشرائع الإسلام الظاهرة. اهـ. الاسلام سؤال وجواب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    " تتجدد رسوم الشِّرك، وتظهر له صورٌ جديدةٌ
    بعض انواع الاوثان الجديدة
    - قال الشيخ العلامة عبدالرحمن الدوسري رحمه الله
    :
    لقد تفاقم شر الشرك في هذا الزمان
    ولبس أثوابا غير الأثواب التي عهدها وعالجها الشيخ محمد بن عبدالوهاب وذريته غفر الله لهم ،
    ففي عهدهم وقبله بقرون تمثلت اللات والعزى ومناة وذات أنواط وغيرها بمقبورين تعسين وأشجار ومغالات ونحوها ،

    ولكن في هذا
    الزمان تمثلت اللات والعزى ونحوها بمبادئ قومية ومذاهب فكرية
    وطواغيت وأصنام ناطقة
    متزعمين لهذه المبادئ والمذاهب التي غدت تتمثل في شخصياتهم
    وأصبحوا مألوهين بسببها من دون الله
    .


    أسلم كثير من الناس وجوههم لهم بكامل الحب والتعظيم الذي لا يحظى به الله منهم ،
    وأصبحوا بتقبلون ما يصدر منهم بكل تسليم وإنشراح صدر ،
    زاعمين أنه لا يُخالف الدين
    وأصبحوا امناء أقوياء على تنفيذ ما يشرعونه من الأنظمة والقراءات
    بكل ترحيب وتصميم ،
    بل يجعلهم البعض في مصاف الرسل
    *مناديا للرعين بقوله
    " يا بني الشرق يا رسول القرن العشرين ويا رسول الحرية"" وغيرها مما لا نحب ذكره ، بل يُغالي البعض في إطراء بعض الزعماء قائلا عنه " أنه حقق ما لم يحققه محمد صلى الله عليه وسلم ! " .

    وبعضهم يقول عن الوحدة حتى بعد انفكاكها وانقلابها إلى فرقة رقيقة " إنها خير من الوحدة المحمدية النبوية " ويسمون الكافر الملحد عابد الطين ، المسلم على الكفر والمرحب بجهنم يسمونه " قديس القومية " لإعلان كفره بقوله : بلادك قدمها على كل ملة ، ومن اجلها أفطر ، ومن أجلها صم .

    ولا شك أن المؤمن بمبادئ القومية كافر بالله لكفره بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من ملة إبراهيم التي تنقضها مبادئ القومية من أساسها ، ذلك أنه من ضروريات القومية تفضيل الكافر الذي من جنسيتهم على المسلم الذي من غير جنسيتهم فيقولون : العربي المسيحي خير وأفضل من المسلم الغير عربي ، ويغرسون هذه العقيدة الوثنية في قلوب الناشئين بما يدرسونهم من الأناشيد التي منها :

    أنا عربي عربي .......... أحب كل عربي

    ومنها :

    بلاد العرب اوطاني ... وكل العرب إخواني


    ويلبسون على الجهلة السذج بقو
    لهم " الدين لله والوطن للجميع" ويقصدون بقولهم ( الوطن للجميع ) أن يحكم الوطن بحكم علماني معاكس للحكم الديني الذي يوجب الله القيام به على المسلمين حيث قال : ﴿وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ﴾ .

    ولكن الخطط الماسونية واليهودية التي ينفذها أفراخ الإفرنج من أبناء المسلمين إستطاعت فتنة القوميين العلمانيين عن جميع ما أنزل الله ليس عن بعضه فقط ، فأباحوا الحكم العلماني الذي لا يُساوي المجرمين بالمسلمين فقط بل يفضل المجرمين على المسلمين ويعلن إباحة ما حرمه الله من أجلهم كالخمور والربا والقمار والزنا في حالة الرضى والتبرج ، وإظهار المفاتن وإختلاط الجنسين وفتح المسارح ودور الرقص والبلاجات الخليعة ، ونحوها مما هو مخالف لله ورسوله من جهة ، وإنحطاط بلا إنسانية إلى الشغل البهيمي وتذويب لجميع طاقات الأمم والشعوب حتى تكسبها اليهودية العالمية في كل مجال ، ومن جهة ثالثة ولا شك أن الحكم العلماني هادم لملة إبراهيم ــ عليه السلام ــ من عدة أمور :

    ( احدها ) : إيجاب مؤاخاة أعداء الله من اليهود والنصارى والصائبة من شاكلتهم من الملاحدة والمذاهب المنحرفة مؤاخاة تُصرح بتفضيلهم باسم القومية والوطنية على المسلمين الغير مواطنين والذين ينتمون إلى جنس غير قوميتهم وهذا ينافي مدلول الشهادتين من حصر الموالاة والمعاداة على الدين الحق والإيمان الصحيح كما قال تعالى {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده }.

    فانظر إلى إبراهيم ــ عليه السلام ــ إمام المسلمين ومن معه من الأنبياء كيف صرحوا بعداوة قومهم وبغضهم لأن الله لا يبيح لهم موالاتهم أو مؤاخاتهم باسم القومية لأي هدف كان حتى يتحقق فيهم الإيمان بالله قولا وعملا واعتقادا .

    وأوجب الله علينا التأسي بهم ، ذلك أن مؤاخاة الكفار بأي شكل من الأشكال ولا أي غرض من الأغراض لا يكون أبدا إلا على حساب العقيدة والأخلاق - بل لا يكون إلا بخفض كلمة الله وإطراح حكمه ونبذ حدوده ورفض وحيه ومهما ادعوا من الأخوة الإنسانية والعمل لصالح الوطن ومقاومة أعدائه ونحو ذلك من التسهيلات المفرضة - فإن المصير المحتوم للمسلمين هو ما ذكرناه من تجميد رسالة الله وإقامة حكم مناقض لإعلاء كلمته والجهاد الصحيح في سبيله لنشر دينه وتحكيم شريعته ، وما قيمة الإسلام إذا لم يكن هو الحاكم ظاهرا والمهيمن باطنا .

    ( ثانيها ) : تلبيسهم الصريح بقولهم " الدين لله والوطن للجميع " والتوحيد الحق يوجب على المسلمين أن يقولوا " الدين لله والوطن لله " يجب أن تعلوا فيه كلمة الله ويحكم فيه بشريعته وتقام فيه حدوده وكل وطن على ضد هذه الحال ليس وطنا للمسلم ولذا أقسم بذاته العلية على نفي الإيمان على من لم يحتكم لشرعه بانشراح صدر وتسليم كما في الآية ( 65 ) من سورة النساء .

    وقد أخرجتهم خطتهم الأثيمة في حكمهم الوطني بغير ما أنزل عن حقيقة العروبة الصحيحة فضلا عن حقيقة الدين
    لأنهم نصبوا أنفسهم ديوثين على أعراض شعوبهم بإباحة الزنى حال الرضى وتشريع القوانين المعفية للزناة من إقامة حدود الله وتشجيعهم للإختلاط والتبرج والمسارح والمراقص وجميع أنواع الخلاعة المعلقة بالإنحلال المؤدي إلى سقوط ليس معه إرتفاع .

    ويا لها من سخرية برجال الدين
    بل إنقاص الدين والتنديد بالشريعة ووصفهم لوحي الله بالأساطير والأوراق الصفراء وتسميتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالعبقري ودعواهم إلى رسالة السماء هي الإشتراكية ، وتصريحهم بكل وقاحة أن الدين لا يصلح لهذا العصر إلى غير ذلك مما يعتبر شتما لله وتعطيلا صريحا لجميع مدلولات الإله بأسمائه وصفاته مما يعتبر أفظع من كفر المشركين الذين أوجب الله قتالهم وأباح نسائهم وأموالهم ، ذلك أن المشرك معظم لله في الحقيقة ولكن جره الجهل بحقيقة التعظيم إلى إتخاذ وسائط يقربونه إلى الله زلفى .

    أما العصرانيون أفراخ الثقافة الإستعمارية فليس عندهم لله ذرة من تعظيم - بل هم على اختلاف أتباعهم من قوميين وبعثيين وشيوعيين كلهم يلتقون في الإلحاد بأسماء الله ورفض دينه واطراح وحيه لكن الشيوعي صريح في إنكار الله لقوة دولته وشدة وقاحته أما غيره فيعترف بالله إعترافا لفظيا دون أن يتقيد بشيئ من أوامره ، فهو يعترف بالله مرفوض لا يطاع أمره ولا يلتفت لحكمه ولا تحترم حدوده فما قيمة هذا الإله ؟*!

    ألا إنها ردة جديدة وكفر شنيع ثبت بين العوائل الإسلامية ككفر الماسونية اليهودية لاحتلال الصدارة في كل ميدان لينفك بالمسلمين ويجتث الدين من أصوله ، فيجب على علماء المسلمين أولا وعلى أولياء العائلات أن يطهروا بيوتهم بحسن التربية الإسلامية وقوة البذل في سبيل الله للتوعية الدينية ومقابلة التخطيط بتخطيط أقوى ليصدقوا ما عاهدوا الله عليه ويوقفوا هذه الردة عند حدها ....... والله يتولى الصالحين.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    إن الله ذكر لنا في كتابه العزيز كثيراً من الحقائق، وسماها سبحانه بأسماء معينة، وبين التوحيد والشرك، والكفر والإيمان، بيَّن الإسلام والملل الأخرى: هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ،
    وذكر لنا في المقابل أهل الكتاب، والذين أشركوا والذين كفروا، واليهود والنصارى، والصابئين، وهو  قد ذكر لنا الميتة ولحم الخنزير،
    وذكر لنا الحلال الطيب،
    سمى لنا الصلاة والصيام، والزكاة والحج،
    وغير ذلك من شعائره ، سمى لنا النبي ﷺ أسماء في الشريعة،
    فمنها -مثلاً- أسماء الصلوات والأوقات، ورفض ﷺ أن يغلبنا الأعراب على اسم صلاة العشاء، فهم يقولون: العتمة،
    وكذلك سمى لنا الأضحية، ونحوها من أنواع الذبائح لله رب العالمين،
    وتغيير الأسماء الشرعية وإبدالها هو تحريف،
    وأمر خطير جداً؛ لأن الأسماء التي سماها الله ورسوله يجب أن تبقى،
    فهي من دلالات الشرع،
    ومن ظلم الكلمات تغيير ألفاظها،
    وتغيير دلالاتها،
    وظلم الكلمات بتغيير معانيها،
    أو تغيير ألفاظها أعظم خطراً من ظلم الأحياء بتشويه خلقتهم،
    فإن توشيه خلقة إنسان يقتصر ضرره عليه،
    بينما تغيير الألفاظ الشرعية، أو معانيها يؤثر على فئام من الناس فيضلهم،
    ولذلك لم تغنِ عن الكفار أسماء آلهتهم شيئاً،
    فسموا العزى من العزيز، ومناة من المنان، عندما اشتقوا من أسماء الله  أسماء لآلهتهم لم يغنِ ذلك من شيء،
    ورفضت تلك الآلهة وأسماؤها،
    والنبي ﷺ طعن فيها، وهدمها، وأرسل من يحرقها،
    وهناك مصطلحات شرعية قد جاءت الشريعة بها،
    فإذا غُيرت المصطلحات الشرعية فسدت الديانات، وتبدلت الشرائع والأحكام، واضمحل الإسلام.
    التلاعب بالمصطلحات الشرعية من أعظم ما يسعى إليه أعداء الدين،
    فمما يتعين الاعتناء به معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله،
    وعندما يحرِّم علينا الربا فنحن نسميه باسمه "الربا"، وعندما يحرِّم علينا الخمر فنحن نسميه باسمه الشرعي "الخمر"، وعندما يحرم علينا الزنا فنحن نسميه كذلك، ولو أن الناس بدَّلوا هذه الأسماء، فسموا الربا باسم آخر، وسموا الخمر باسم آخر، وسموا الزنا باسم آخر؛
    يأتي أجيال يفعلون هذه الأشياء، ولا يجدون رابطاً بينها وبين الأدلة الشرعية؛
    لأن الأدلة الشرعية فيها أسماء معينة،
    فعندما تغير الأسماء تنقطع الروابط بين أحكام هذه الأشياء -المسماة من الله ورسوله- وبين الأدلة المنصوص فيها على أحكام هذه الأشياء،
    فهذه لعبة خطيرة يقوم بها أعداء الدين، والقصد واضح،
    إنه تحريف الدين،
    إنه التغيير فيه والتبديل، إنه التغيير فيه والتبديل،
    إنه التمويه والزخرفة،
    فأحياناً يجملون العبارات بألفاظ فيها تمويه، فيها جمال في الظاهر،
    ولكن الحقيقة أنها في دين الله تعالى محرمة،
    فلما سمى الكافر اللات -مؤمنث الله بزعمهم تعالى الله عن قولهم-،
    والعزى من العزيز، ومناة من المنان،
    أرادوا أن يُكسبوا آلهتهم أسماء شرعية،
    فاشتقوا من أسماء شرعية أسماء لآلهتهم،
    فماذا كان جزاؤها؟ أن حرقت، وكسرت،
    وهكذا حصل من النبي ﷺ وأصحابه، ومن واجبات المسلمين صيانة الحقائق الدينية، وعدم التلاعب بها، أو السماح بالتلاعب بها،
    وعندما يقال عن الصلاة رياضة، وعن الحج مؤتمر، ونحو ذلك،
    بدون أن تستعمل الألفاظ الشرعية، فهذه فيه خطورة أيضاً،
    وتأتي الشريعة بأسماء لأمور كانت في الجاهلية،
    فيبدل الاسم القديم، ويحل محله اسم جديد،
    فكان يوم الجمعة في الجاهلية يسمى يوم العروبة، فجاء الله  بهذا الاسم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وهكذا جاءت النصوص بتسميته، فنُسخ ذلك الاسم حتى كأنه لم يعد شيئاً مذكوراً. عباد الله: كان اسم مدينة النبي ﷺ يثرب، فسماها طيبة، وسماها المدينة، فلا يجوز أن نغير هذا الاسم بعد أن سماها به، فصار ذلك الاسم القديم أمراً من التاريخ القديم، شيئاً قديماً، وأما اسمها الشرعي هذا هو، وهكذا من الأمور الكثيرة التي تتفاوت أهميتها، ولكن المبدأ واحد، تسمية ما جاء في الكتاب والسنة بذات الاسم، والأمر في قضايا العقيدة خطير، أخطر من تسمية المدن والبلدان، والأمور التاريخية، مع أن الكل بالنسبة للمسلم مبدأ واحد، لكنه يتفاوت في خطورته، في خطورة أفراده وأنواعه. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "اعلم أن مسائل التكفير والتفسيق من مسائل الأسماء والأحكام التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة، وتتعلق بها الموالاة والمعاداة، والقتل والعصمة، وغير ذلك في الدار الدنيا، فإن الله  أوجب الجنة للمؤمنين، وحرم الجنة على الكافرين، وهذا من الأحكام الكلية في كل وقت ومكان، إذن في قضايا العقيدة يجب الاحتفاظ بالأسماء الشرعية كما هي؛ لأنه تتعلق بها مصائر في الآخرة، وأحكام في الدنيا، فإذا قلنا مثلاً: المشرك والكافر، تتعلق بذلك أحكام في الآخرة من جهة خلودهما في النار الخلود الأبدي، وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ
    ،
    ومن جهة الدنيا
    فإن عداوة الكفار باقية إلى قيام الساعة، كما قال الله : إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ، ولا تجوز موالاتهم، ولا نصرتهم؛
    لأن الله حرم ذلك، وإبراهيم والذين معه قالوا لقومهم المشركين: إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
    فمن الأحكام العقدية هنا، وجوب التبري من الكفار والكافرين، والشرك والمشركين،
    وما عليه هؤلاء من الانحرافات، وعندما يكون الكافر محارباً له أحكام،
    وعندما يكون معاهداً له أحكام، وعندما يكون ذِمياً له أحكام، وعندما يكون مستأمننا له أحكام، ولذلك لا بد من الاحتفاظ بالأسماء الشرعية لتترتب عليها الأحكام الشرعية، فإذا ضُيعت الأسماء ضعيت الأحكام، وهذا ما يريده أعداء الله اليوم من التغييرات في مصطلحات المسلمين؛ لأنهم يعرفون أن هذه الأسماء تترتب عليها عند المسلمين قضايا كبيرة،
    والله  فرَّق بين الفرقاء، ووضح الفرق بين المسلم والكافر، والبر والفاجر: قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وقال : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ۝ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ۝ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ۝ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ۝ إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ
    وقال : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ لا يستوي المؤمنون والمسيئون، وقال : أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ، وقال : أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِين َ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ولذلك لو سوى الناس بين المؤمن والكافر، والبر والفاجر، سووا بين أهل الطاعة وأهل الفسق والعصيان والفجور،
    فعند الله لا يستوون.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    يقول أبو رجاء العطاردي- رضي الله عنه- كما في صحيح البخاري وغيره
    "كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ أَخْيَرُ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الْآخَرَ،
    فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جُثْوَةً (كومة أو كثبة) مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ
    ثُمَّ طُفْنَا بِهِ.."
    ونقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن القرطبي قوله
    " إن أهل الجاهلية كانوا يعملون الأصنام من كل شيء حتى أن بعضهم عمل صنمه من عجوة (تمر) ثم جاع فأكله"
    هذه هى حقيقة عباد الاوثان اليوم ومنها على سبيل المثال وثن الديمقراطية
    قيل للنّاس:
    إنّ هناك معبوداً من دون الله,,,إذا توجّهتم إليه في الحكم والتحاكم والتشريع،،وحنيْ تم ظهوركم إجلالاً له،،
    فسوف تعيشون في رغدٍ وعيشٍ كريم!!
    قال النّاس وما هو؟؟!!
    قيل لهم:
    إنّه معبودٌ ليس باللات ولا بالعزى!! ولا بهُبَل ولا مناة الثالثة الأخرى!!!
    إنّه ليس بمعبودٍ كباقي المعبودات!!
    انه معبود ليس بالسجود والركوع ولكنه معبود بالطاعة والحكم والتشريع
    إنّه معبودٌ لم تصنعه يدُ آزر,,ولم تلمسه يدا أبي جهلٍ ،وطبعاً لم تَرَه عينا أبي لهبٍ!!
    إنّه معبودٌ صنعته يد العلمانيين
    إنّه معبود زيّنته أهواء قوم قد ضلوا وأضلوا...
    إنّه معبود اشتروه بدلا عن شريعة الايمان وحكم الرحمن
    إنّه معبودٌ صنعه الناس بأيديهم وزبالة أذهانهم ونحاة أفكارهم
    قالوا للناس:
    جرّبوه!!!!!!!
    إحكموا به وحكموه!!!!
    فجرّبوه............وح كموه !!!
    وجاء رجلٌ من أقصى المدينة يسعى!!!
    قال: يا أيها الناس..لا تحكموه....لا تعظّموه..لا تتخذوه بديلا عن شريعة الرحمن .إنّه إلهٌ باطل!!! ان تحكيم الديمقراطية كالسجود للاوثان
    قيل له: وما دليلك أنّه إلهٌ باطل!!!
    قال لهم: الإله الحقّ هو من يخلق الناس ليعبدوه....والمزع وم هو الذي ينصبه الناس ويطيعوه فى التشريع خلاف شريعة الله
    الاله الحق هو من له الخلق والامر والاله الباطل هو من يصرف له خصائص الالوهية ومنها التشريع
    ثم عكفوا على على هذا الصنم والتفوا حوله وعقدوا له المجالس التشريعية
    فقال لهم هذا الرجل الناصح
    صنمكم هذا الذي أنتم له عاكفون,,
    أهو الذي له الخلق والامر -ام ربكم خالق السموات والارض
    أُسقط في أيدي السَدَنة!!!
    فكّروا ,,, وقدّروا,,,ثم عبسوا واستكبروا!!!
    ثمّ قالوا:حرقوه وانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ!!!
    قال لهم الرجل الناصح:
    أليْس فيكم رجلٌ رشيد؟؟!!
    قال السَدَنة:
    الرشيد مات من عهدً بعيد!!
    قال الرجل الساعي:
    أأنتم الألهة أم آلهتكم؟؟!!
    قال السدَنة:
    أمَا علمت أنّ إلهنا طوع لأهوائنا...مصنوع من تمر
    ,يا أيّها الرجل الساعي
    لقد أسأمتنا بكلامك
    ..وأخذ الجوع منّا كلّ مأخذ!!,,
    ولا نجد طعاماً إلا إلهنا الذي صنعناه!!!
    أيها الناس قوموا إلى إلهكم..
    فكلوه هنيئاً مريئا!!
    أكل السدنة حتى شبعوا..
    ثم قاموا إلى الرجل الساعي فقتلوه!!!
    ****
    هذه حقيقة الديمقراطية
    يعبدونها ويعبّدون الناس لها..
    فإذا تحوّلت الديمقراطية إلى خطر يتهدد سدنتها وعُبادها،
    عاملوها معاملة ذلك الوثني الذي صنع صنماً من تمر!!
    فلمّا جاع أكَله،،
    ليصبح بعد ذلك ما كان مقدّساً معظّماً معبوداً من دون الله
    يصبح عَذَرةً يستقذرها الناس!

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    جزاكم الله خيرا، سبحان الله على الرغم من توفر الدروس والعلوم الشرعية والفتاوى، إلا أن الجهل في الدين ظهر جليا، وهناك من حملة الشهادة الجامعية خريجي العلوم الشرعية لا تفرق بينه وبين عامة الناس!!!
    اذكر مرة كنت في محاضرة وكان المتحدث يقول عن أحد الصحابة رضي الله عنهم وهو من المبشرين بالجنة بأنه كفر!!!! وعن أحد الأنبياء عليهم السلام أنه أصابه الجنون!!!!
    هنا التفت يمينا وشمالا من الصدمة! لكن الحضور في صمت يستمعون له!!! هنا أوقفت المحاضر وناقشته حتى غضب، وعندما خرجت فوجئت ببعض الحاضرات : لماذا أسأتِ الظن به؟!!! لابد من احسان الظن به ربما يريد بالكفر والجنون معنى آخر؟!!
    قلت لهن: وماهو المعنى الآخر؟؟!! وعندما ناقشته لماذا لم يبين المعنى الآخر الذي تزعمون!! بل أصر على صحة كلامه وهو مخالف لصريح عقيدة أهل السنة والجماعة.

    ما الذي يحدث في عصرنا !!

    سنظل في جبل الرماة وخلفنا*** صوت النبي يهزنا: لا تبرحوا


    .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    ، إلا أن الجهل في الدين ظهر جليا، وهناك من حملة الشهادة الجامعية خريجي العلوم الشرعية لا تفرق بينه وبين عامة الناس!!!

    .
    نعم بارك الله فيك
    قال بن القيم رحمه الله تعالى “إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية” “وهذا لأنه إذا لم يعرف الجاهلية و الشرك، وما عابه القرآن وذمه وقع فيه وأقره ودعا إليه وصوبه وحسنه، وهو لا يعرف أنه هو الذي كان عليه أهل الجاهلية أو نظيره أو شر منه أو دونه، فينقض بذلك عرى الإسلام عن قلبه ويعود المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والبدعة سنة، والسنة بدعة، ويكفر الرجل بمحض الإيمان، وتجريد التوحيد، ويبدع بتجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومفارقة الأهواء والبدع، ومن له بصيرة وقلب حي يرى ذلك عيانا والله المستعان”(مدارج السالكين)
    يقول الشيخ الفوزان -
    المسلم أحوج من غيره لمعرفة التوحيد من أجل أن يحققه ومن أجل أن يقوم به ومن أجل أن يبتعد عما يخل به أو يناقضه من الشركيات والبدع والخرافات ما يكفي أن يكون مسلماً بالاسم من غير أن يحقق الإسلام ولن يحققه إلا إذا عرف أساسه وقاعدته التي يبنى عليها وهو التوحيد. فإن الناس إذا جهلوا التوحيد وجهلوا مسائل الشرك وأمور الجاهلية فإنهم حينئذٍ يقعون في الشرك من حيث يدرون أو لا يدرون وحينئذٍ تقوض عقيدة التوحيدكما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: [ إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ] ---[محاضرة بعنوان أهمية التوحيد]

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    سنظل في جبل الرماة وخلفنا*** صوت النبي يهزنا: لا تبرحوا

    .
    جبل الرماة!!

    جبل الرماة هو الموقع الإستراتيجي؛ الذى كان يحمي ظهور المسلمين فى المعركة والقتال مع المشركين،
    فكان حمىً منيعاً، يحمي ظهور المسلمين من التفاف المشركين عليهم وغزوهم من جهته؛
    لذلك أدرك خالد بن الوليد، رضي الله عنه - وهو قائد فرسان المشركين قبل إسلامه -
    أهمية الجبل ومكانه في تغيير المعركة، فظلتْ عينه ترقُبُه حتى وهو ينسحب من أرض المعركة،
    فلما رأى رماة المسلمين يتركون مواضعهم قام بحركة التفاف سريعة وهاجمهم من الخلف.
    وكذلك هو العمل الدعوى اليوم، يتسنَّم مكانة إستراتيجية في العملية الإصلاحية،
    بل يُعدُّ أنجع السبل الإصلاحية؛ ذلك أنه يحمي شباب الأمة من الانحراف الذي يصبو له الأعداء، عبر الالتفاف حولهم، ومِن ثَمَّ الانقضاض عليهم كانقضاض الوحش على فريسته.

    ولولا تدبير الله - جل وعلا - بحمايته ،
    أن جعل في كلِّ زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضلَّ إلى الهدى، يُحيون بكتاب الله الموتى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيَوْه، وكم من ضالٍّ تائهٍ هَدَوْه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريفَ الغالين وانتحالَ المبطلين وتأويلَ الجاهلين،
    لقد كان لجبل الرماة دور حيوي مهم في معركة أحد،
    وكانت الثغراتُ التي يسدُّها مهمةً من جهتين:
    الأولى: حماية ظهور المسلمين من المشركين.
    الثانية: مدافعة المشركين بالسهام؛ ولا سيما أن الرماة في مرتفَعٍ؛ فوقوع السهام سيكون أسرع وأعمق أثراً.
    هكذا عمل الداعاة الى الله:
    الأولى: حماية شباب الأمة من التفاف الأعداء عليهم وإضلالهم.
    الثانية: ضربُ الأعداء، وإضعافُهم، وكسرُ شوكتهم؛ بالحجة والبيان والسيف والسنان .
    كان لجبل الرماة الدور البارز في معرفة واقع المعركة؛ من حيث الفرص المتاحة، والمخاطر المهدِّدة، ونقاط القوة ونقاط الضعف، وكشف الأعداء، ومواقعهم وتحركاتهم، ومعرفة عددهم من حيث الكثرةُ والقلةُ. وكذا المسلمين ومواقعهم، واتجاه سير المعركة؛ من حيث النصرُ أو الهزيمةُ؛ ولذلك كانوا - أول من كشف انهزام المشركين وفرارهم؛ وهو ما يؤكد معرفتهم بالواقع أكثر من غيرهم.
    وكان ثمَّةَ تواصُلاً بين الرماة وبين القائد حسب الحاجة والمصلحة؛ لذلك كان - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم: «إن رأيتمونا هَزمْنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أُرسِل إليكم»
    كذلك عمل الدعاة يجب ان يتحلى بالصبر والثبات فى ميدان الدعوة الى الله
    فيجب على الدعاة معرفة الاولويات فى الدعوة
    من حيث ما يجب البدء به وما هو اهم المهمات وما هى المخاطر التى تحيط بالدعوة والدعاة والمدعوين ثم بعد ذلك معرفة الجو المحيط بك هل انت فى موقع قوة او ضعف لتعد العدة وتشن الهجوم وكذلك معرفة ،نقاط القوة والضعف التي تحيط بالشباب، ومعرفة خطط الأعداء، والفئات المستهدفة، ووسائل وطرق الإفساد، ومعرفة الأساليب القديمة والحديثة في ذلك؛ لأن القريب من الواقع، والمطَّلِع المعايش ينكشف له من الحقائق والتصورات ما لا ينكشف لغيره.
    لقد انتقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسين من الرماة تحت إمرة عبد الله بن جبير - رضي الله عنه - ووضعهم فوق جبل الرماة؛ وذلك ليمنع التفاف جيش المشركين حول جيش المسلمين، وليحموا ظهورهم من الخلف. ولا شك أن هذا الانتقاء كان انتقاءً مخصوصاً لرماة متمرسين متدرِّبين على مهارة الرمي؛ حتى يصيبوا الأعداء في مقتل. وهذا الذي حصل في البداية قبل النكوص.
    وكذلك هو الواجب تجاه الدعاة؛ ينبغي أن يُنتَقى الدعاة انتقاءً خاصّاً؛ بحيث يكون مؤهَّلاً لحمل هذه الأمانة، وقادراً على تحمُّل المسؤولية، متمكِّناً من المهارات الدعوية كأساليب الحوار، والإقناع، ومهارات الإلقاء والخطابة والكتابة، والقيادة... وغير ذلك من المهارات التي تساهم بمجملها في نجاح العملية الدعوية؛ ثغور المسلمين كثيرة ومتعددة ومتنوعة، وكل ثغر له أهميته وخصوصيته؛ سواء أكان هذا الثغر ساقةً، أو حراسةً، أو قيادةً، أو غير ذلك؛ فكلٌّ له دورُه المكمِّل لدور الآخرين. يقول - صلى الله عليه وسلم - : «طوبى لعبدٍ آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعثٌ رأسه، مغبرَّةٌ قدماه؛ إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفَع لم يشفَّع».
    ومن المؤكد أن جبل الرماة كان ثغراً مهمّاً في معركة (أُحُدٍ) من حيث الحمايةُ والدفاعُ، ومن كان على الجبل فإن دوره مكمِّل لدورِ مَنْ بارز في بداية المعركة، ودورُ مَن كان في حراسة الجيش مكمِّل لدورِ الساقة، ومن يخدم المجاهدين مكمِّلٌ لدور من كان على الجبل.
    فالعملية تكامُلية ولا يُعاب من يخدم دين الله في أي مكان وزمان؛ إنما العيب في القعود والتقاعس، والتَّرْك، ولمز وهمز العاملين لدين الله دون تصوُّر الأمور على حقيقتها؛
    إن العاملين لدين الله جميعاً تمثل منظومة واحدة في توعية المسلمين و اقامة دولة الاسلام
    فالأمة جسد واحد تحتاج للعالم الرباني الراسخ في العلم، والمربي الفاضل، والمجاهد الصنديد، والباحث والناقد الصيرفى الذى يميز بين الخبث والطيب ، ومن يقضي حوائج الناس .. كلٌّ ميسَّر لما خُلق له،
    وقد علم كل أناس مشربهم،
    لَمَّا رأى الرماة - رضي الله عنهم - هزيمة المشركين، ورأوا الغنائم في أرض المعركة، جذبهم ذلك إلى ترك مواقعهم، ظنّاً منهم أن المعركة انتهت، فقالوا لأميرهم عبد الله بن جبير - رضي الله عنه -: (الغنيمة! أي قومِ الغنيمة! ظهر أصحابكم؛ فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبنَّ من الغنيمة).
    ثم انطلقوا يجمعـون الغنائم ولم يعبؤوا بقول أميرهم. ووصف ابن عباس - رضي الله عنهما - حال الرماة في ذلك الموقف، فقال: (فلما غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحوا عسكر المشركين، أكبَّت الرماة جميعاً في المعسكر ينهبون، ولقد التقت صفوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فهم هكذا، (وشبك بين يديه) وانتشبوا، فلما أخلَّ الرماة تلك الخَلَّة التي كانوا فيها، دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب بعضهم بعضاً، والتبسوا وقُتل من المسلمين ناس كثير).
    وهكذا الدعوة الى الله اليوم عندما يتخلَّى روادها عنها، وتصبح الدنيا أكبر همهم ومبلغ علمهم، ويتنافسون على متاعها تاركين وراء ظهورهم ثغوراً لطالما سدُّوها، وفراغات لطالما شغلوها، وأماكن ومفاصل مهمة في صلاح وحماية الامة لطالما ثبتوا فيها وعليها، وحمىً لطالما كانوا أبطالاً ورجالاً في حمايتها؛ بصدِّ عدوان أعداء الدين، ومنعهم من الالتفاف على شباب الأمة،
    نعم. هكذا هي الدعوة وكل عمل جليل (يُفسدها ويُفسد أثرَها في النفوس طمعُ الداعين إليها في مغانم الدنيا، واستكثارُهم من مالها وعقارها وأراضيها) .
    قال القرطبي - رحمه الله - في تفسير قوله - سبحانه وتعالى -:
    ﴿ الدُّنْيَا ﴾ [آل عمران: ٢٥١]: يعني: الغنيمة.
    قال ابن مسعود - رضي الله عنه -:
    (ما شعرنا أن أحداً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد الدنيا وعَرَضَها حتى كان يوم أحد. ﴿ وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ﴾ [آل عمران: ٢٥١] وهم الذين ثبتوا في مركزهم مع أميرهم عبد الله بن جبير - رضي الله عنه - ولم يخالفوا أمر نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ) .
    إن من أعظم الآثار والمساوئ لترك الرماة ثغورَهم وأماكنَهم: التفافُ الأعداء على المسلمين، وطعنُهم في مقتل؛ ومِنْ ثَمَّ الهزيمةَ الصعبةَ التي لحقت بالمسلمين، ومقْتَلُ كثيرٍ من الصحابة - رضي الله عنهم - تلك هي عاقبة التَّرك، وإيثارِ الدنيا على الآخرة. وهكذاترك الدعوة الى الله عندما تترك ثغورَها سيصبح شباب المسلمين لقمةً سائغةً في أفواه أعداء الدين، وسيتفننون في سبل إضلالهم وإفسادهم، وستصاب الأمة في مقتل؛ . وستكون الهزيمةُ الساحقةُ عندها؛ إلا أن يتدارك الله هذه الأمة بخيرٍ، فيحيي القلوب، ويقوِّي العزائم، ويجدِّد الإيمان، وتُؤْثَر الآخرةُ على الدنيا.
    لقد شعر الصحابي الجليل عبد الله بن جبير، رضي الله عنه - وهو أحد القادة الأفذاذ -
    بالغربة تلفُّه،
    وهو يشاهدُ أصحابه الخمسين ينزلون من ثغورهم رجلاً إثر آخر؛ إلا من رحم الله،
    وقد بلغ به الحزن والأسى مبلغاً عظيماً. كيف لا؟ وهو يرى الثغور تُترك، وإذا القوم قد خلَّفوا بعدَهم فراغاً كبيراً، فصاح فيهم بصوت السمع والطاعة والانقياد لأمر النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - : (أنسيتم ما قاله لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟).
    وهكذا الدعاة الى الله في الزمن الصعب،
    ممن تخلى عنه إخوانه وذووه، وبات وحيداً غريباً،؛
    يعيش اليوم غربةً تجعله يشعر بمرارة الحزن والأسى، ويصيبه الهم والغم؛
    لما آل إليه حال الأمة وهو يرى الدعاة والمصلحين في هذا الميدان الحيوي يتخلَّون عن ثغورهم؛ طمعاً في الدنيا، أو رغبةً في الراحة والدَّعةِ،
    فيصيح فيهم بصوت متقطع:
    أنسيتم عهودكم ومواثيقكم؟
    أنسيتم حرصكم على شباب المسلمين وبكاءَكم على من ضلَّ منهم، وفرحَكم بمن أقبل تائباً، وحزنَكم بمن نكص على عقبيه؟ كيف الحال بكم وأنتم اليوم تنكصون على اعقابكم وتتركون مهماتكم ومواقعكم فى جبل الرماة
    إن الرماة الذين أخطؤوا الاجتهاد في غزوة أحد لم يخرجهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - خارج الصف، ولم يقل لهم: إنكم لا تَصلُحُون لشيء من هذا الأمر بعدما بدا منكم في التجربة من النقص والضعف؛ بل قَبِلَ ضعفَهم هذا في رحمةٍ وعفوٍ، وفي سماحة، ثم شمل الله - سبحانه وتعالى - برعايته وعفوه جميع الذين اشتركوا في هذه الغزوة، على الرغم مما وقع من بعضهم من أخطاء جسيمة، وما ترتب عليها من خسائر، فقال - جل ثناؤه -:
    ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إذْ تَحُسُّونَهُم بِإذْنِهِ حَتَّى إذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُم ْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: ٢٥١].
    ونقول لكل من أخطأ واجتهد، أو فرَّط في ثغر كان عليه، وحِمى كان يحميه، أو ترك مكاناً شاغراً بعده - سواءٌ كان عملاً دعويا أو غيره من المهمات الشرعية -: عُد بهمة تعلو الجبال، وطموح الصاقين المخلصين، وعزيمة تفلُّ الحديد؛ مستشعراً معيَّة الله لك، مستعظماً الدور الذي تقوم به، مستصغراً العقبات والعواقب، مؤثِراً الآخرة على الدنيا.
    ﴿ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى:17].



  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    نعم، أن لا تحقرن من المعروف شيئا،
    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    الدولة
    بوكانون- الجزائر
    المشاركات
    212

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    جزاكم الله خيرا
    أنبه الأخوة أن ابن أبي العز الحنفي رحمه الله له بحث نفيس عن الفراسة في شرحه للطحاوية يرجى الرجوع إليه
    اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بالخلق الحسن

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,738

    افتراضي رد: تتجدد رسوم الشِّرك

    جزاكم الله خيرا بحث ماتع نافع

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •