ضرب المثال لا يختص بالجهال .
ضرب المثال لا يختص بالجهال .
إذا كنت تقصد أن هذا هو المثال، فقولك ( ضرب المثال لا يختص بالجهال ) له معنى ظاهر ، وهو أن ضرب المثال عام في العالم والجاهل، وله معنى خفي ، وهو التعريض بالسامع أنه جاهل.
فالعلاقة بين ( الكناية والتصريح ) وبين ( الظاهر وغير الظاهر ) واضحة من هذا المثال.
ولذلك يقولون: التورية هي إرادة المعنى البعيد دون القريب، والكناية والتعريض نحو ذلك أيضا.
ولا معنى لقولنا (معنى بعيد ومعنى قريب) إلا (الظاهر وغير الظاهر)
قصدي أن وضع المثال يفعله الجاهل والعالم . فلكم أن تضع المثال من غير أن تطلبه مني أنا الجاهل .
والقرينة : أنني ما كنت لأضع نفسي فوقكم ولا في مستواكم . وليس المراد بالجاهل : السامع .
ولا يفهم منه أيضا أنني من العلماء (بقولي : ضرب المثال لا يختص بالجهال) ، للقرينة السابقة .
فحتى لو اعتبرنا أنه تعريض . . . فهل خرج هو عن كونه تعريضا بعد فهم المراد منه ؟
المثال ، قوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ) . ولكم أن تحلله .هذا هو المطابقة . بين الظهور والقرب ، وبين البطون والبعد : مناسبة كبيرة . وكلها أشياء نسبية .ولذلك يقولون: التورية هي إرادة المعنى البعيد دون القريب، والكناية والتعريض نحو ذلك أيضا.
ولا معنى لقولنا (معنى بعيد ومعنى قريب) إلا (الظاهر وغير الظاهر)
(لا أقصد بالبطون ما في اسم الله تعالى "الباطن" ، فإن معناه : القرب والدنوّ ؛ ولا بالظهور ما في اسمه الظاهر ، فإن معناه العلوّ) .
وتقبلوا تحياتي شيخنا الفاضل .
ثم شيئان : الظاهر بسياقه من غير بيان منفصل . وثانيهما : ما لا يظهر مراده إلا ببيان منفصل من نفس المتكلم خارج وقت الخطاب . فالأول نسميه (ظاهرا) بإطلاق . وأما الثاني ، فهو كما تفضلتم بذكره - لكنه ليس خروجا عن بيان ذلك المتكلم ولا محتاجا إلى شيء آخر خارج هذا البيان .