قال الشيخ صالح ال الشيخ فى كفاية المستزيد
كتاب التوحيد- كتاب عظيم جدا ، أجمع علماء التوحيد ، على أنه لم يصنف في الإسلام في موضوعه مثله ،
فهو كتاب وحيد وفريد في بابه ، لم ينسج على منواله مثله ؛
لأن المؤلف - رحمه الله - طرق في هذا الكتاب مسائل توحيد العبادة ،
وما يضاد ذلك التوحيد ، من أصله ،
أو يضاد كماله ،
فامتاز الكتاب بسياق أبواب توحيد العبادة مفصلة ، مُدَلَّلَةً ،
وعلى هذا النحو ، بتفصيل ، وترتيب ، وتبويب لمسائل التوحيد ،
لم يوجد من سبق الشيخ إلى ذلك ،
فحاجة طلاب العلم إليه ، وإلى معرفة معانيه ماسة ؛ لما اشتمل عليه من الآيات ، والأحاديث ، والفوائد .
وقد شبه بعض العلماء هذا الكتاب بأنه قطعة من صحيح البخاري - رحمه الله -
وهذا ظاهر ،
منهج الشيخ الامام محمد ابن عبد الوهاب في كتاب التوحيد:
أن الشيخ - رحمه الله - نَسَج كتابه هذا نَسْج الإمام البخاري صحيحه من جهة أن التراجم التي يعقدها ، تحتوي على آية وحديث - غالبا - والحديث والآية على الترجمة ، وما بعدها مفسِّرٌ لها ،
وكذلك ما يسوقه - رحمه الله - من كلام أهل العلم من الصحابة ، أو التابعين ، أو أئمة الإسلام ،
هو نسق طريقة الإمام أبي عبد الله البخاري -رحمه الله - فإنه يسوق أقوال أهل العلم في بيان المعاني .وهذا الكتاب صنفه إمام الدعوة ابتداء في البصرة لمَّا رحل إليها ،
وكان الداعي إلى تأليف [الكتاب] ما رأى من شيوع الشرك بالله - جل جلاله -
ومن ضياع مفهوم التوحيد الحق عند بعض المسلمين ،
وما رآه عندهم من مظاهر الشرك : الأكبر ، والأصغر ، والخفي ،
فابتدأ في البصرة جمع هذا الكتاب ، وتحرير الدلائل لمسائله ، ذكر ذلك تلميذه ، وحفيده الشيخ الإمام عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله- في "المقامات" ، ثم إن الشيخ لمَّا قدم نجدا حرر الكتاب ، وأكمله ، فصار كتابه هذا - بحق- كتاب دعوة إلى التوحيد الحق ؛
موضوعات كتاب التوحيد
أن الشيخ - رحمه الله- بين فيه أصول دلائل التوحيد ، وبين فيه معناه وفضله ، كما بين فيه ما يضاده ، والخوف مما يضاده ، وبين - أيضا- أفراد توحيد العبادة ، وأفراد توحيد الأسماء والصفات إجمالا ، واعتنى ببيان الأكبر والأصغر وصورهما ، والذرائع المؤدية إليهما ، وبيَّن ما يُحْمى به التوحيد ، والوسائل إلى ذلك ، وبين أيضا شيئا من أفراد توحيد الربوبية . فـ "كتاب التوحيد" كتاب عظيم النفع جدا ، جدير بأن يعنى به عناية حفظ ، ودرس ، وتأمل ؛ فالعبد محتاج إليه للعمل به ، ولتبليغ ما فيه من العلم لمن وراءه من الناس [كفاية المستزيد]