السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب، والشيخ الأريب، والمحقق المدقق، والمحدث المسند: نظر بن محمد الفاريابي حفظه الله وبارك فيه.
لقد وصلني كتابكم "عناية العلماء بصحيح مسلم"، وصلكم الله بلطفه وتوفيقه.
وقد قرأت أكثره في جلسة واحدة فألفيته كتابا جامعا نافعا، قد أتى على جميع مقاصد الكتاب، ومعظم مطالبه في الأبواب، بل إخاله فريدا في بابه حيث جمع متفرقات البحوث والأبواب مع ترتيب بديع وتبويب دقيق.
وفوق ذلك أنه كُتب بقلم رجل قد غاص بحور العلم والتدقيق، وقد رسخت قدمه في فن الحديث والتحقيق، والله حسيبكم!
كما أنَّ نفسكم الطيبة لم تنس إلباس الكتاب ثوبا قشيبا، وحلة جميلة ما بين جودة طباعة، وحسن خط، ومتانة ورق؛ الشيء الذي يدل على تعظيم العلم وكتبه، كما قال الله تعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
نعم لقد حاز كتابكم: القِدح المُعلَّى على من سبقه؛ حيث جمع متفرقات ما تناثر، وقرب ما تباعد، مع تحريرٍ للمسائل وتحقيقٍ لعناوين الكتب الشارحة لصحيح مسلم.
مع ديباجات متنوعة ضمن فنون: جمع "الصحيحين" وشروحها، مع ذكر السماعات والمعارضات، والقراءة والإقراء، وغير ذلك من بدائع البحوث والأبواب!
فلله درُّك من كاتبٍ هُمَامٍ، ومحررٍ مِقدام، والله حسيبك!
كما أكرر شكري لك يوم تذكرتني بهديتك لهذا الكتاب البديع الماتع، والدرة الغالية.
فجزاك الله عن العلم وأهله خير الجزاء.

أخوك المحب
ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي.
الطائف المأنوس
(٢٤/رمضان/١٤٢٢)