تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للاصبهاني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للاصبهاني

    فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للاصبهاني - 1


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أكبر وأشهر كتب التراجم كتاب " حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" للحافظ أبي نعيم الأصبهاني رحمه الله, وهو موسوعة في أخبار العلماء والعباد والصالحين, وقد أثنى عليه أهل العلم, قال الشيخ محمد لطفي الصباغ رحمه الله: كتاب...نافع وممتع...أوسع كتاب في ذكر أسماء النساك والعباد...من أغنى الكتب بالحكم المختارة...في الكتاب تحقيقات حديثية جيدة...في كثير من الأحيان يورد تعليقات نافعة...فيه حكايات مشوقة تأخذ بالألباب
    إلا أن الكتاب لا يخلو من ملحوظات, منها: الأحاديث الضعيفة والموضوعة, قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: كتاب حلية الأولياء كتاب معروف لصاحبه الحافظ أبي نعيم وهو كتاب يجمع الضعيف والصحيح والموضوع، فينبغي ألا يقرأه إلا أهل العلم الذين يعرفون درجات الحديث ويميزون بين الغث والسمين.
    ومما يؤخذ عليه ما ذكره الشيخ محمد لطفي الصباغ رحمه الله بقوله: فيه حكايات مشوقة تأخذ بالألباب...وليست هذه الحكايات...كلها صحيحة النسبة ولا سليمة التأثير,...مما أُخذ عليه أنه أورد في كتابه بذور الشطحات الصوفية التي لا يجوز أن تُذكر وإذا ذُكرت فلا بُدَّ من أن يعقبها إنكار لها وتبين لخطرها, وهي لا شك شطحات دون الشطحات الخطيرة التي انتهى إليها عدد من المتصوفة, وللانحراف بدايات ونهايات نعوذ بالله من أن نسُّن في الإسلام سنة سيئة.
    وقد انتقيت مما يوجد في الكتاب من مواعظ ورقائق وفوائد أسأل الله أن ينفع بها.

    معرفة الله عز وجل ومحبته والخوف منه
    معرفة الله عز وجل:
    * قال عبدالله بن المبارك: أهل الدنيا خرجوا من الدنيا قبل أن يتطعموا أطيب ما فيها, قيل له: وما أطيب ما فيها ؟ قال: المعرفة بالله عز وجل.
    * قال الفضيل بن عياض: أعلم الناس بالله أخوفهم له.
    * قال أحمد بن أبي الحوراني: من عرف الله آثر رضاه.
    محبة الله عز وجل:
    * قال أحمد بن أبي الحوراني: علامة حب الله حب طاعة الله.
    * قال شاه الكرماني: محبة أولياء الله دليل على محبة الله.
    * قال عمر بن قيس: أحببت الله عز وجل حبّاً سهَّل عليَّ كل مصيبة, ورضاني في كل قضية, فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت.
    * قال يحيى بن معاذ: إن العبد على قدر حبه لمولاه يحببه إلى خلقه.
    الخوف من الله عز وجل:
    * عن يوسف بن أسباط قال: قلت لأبي وكيع: ربما عرض لي في البيت شيء يداخلني الرعب, فقال لي: يا يوسف. من خاف الله خاف منه كل شيء, قال يوسف: فما خفت شيئاً بعد قوله.
    * قال أبو سليمان الداراني: أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله تعالى.
    * قال الفضيل بن عياض: إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله.
    * قال سعل بن عبدالله ابن يونس التستري: من خاف الله أمّنه الله.
    * قال سعيد بن إسماعيل: خوفك من غير الله أذهب عن قلبك خوفك من الله.
    الإقبال على الله عز وجل:
    * قال مجاهد بن جبر: إن العبد إذا أقبل على الله تعالى بقلبه أقبل الله عز وجل بقلوب المؤمنين إليه.
    * قال سعيد بن المسيب: من استغنى بالله, افتقر الناس إليه.
    القرآن الكريم
    قراءة القرآن بتدبر سبب لرقة القلب:
    قال وهيب بن الورد: لم نجد شيئاً أرق لهذه القلوب ولا أشد استجلاباً للحق من قراءة القرآن لمن تدبره
    طهارة القلب والتلذذ بقراءة القرآن:
    قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو أن قلوبنا طهرت ما شبعت من كلام الله.
    محبة القرآن دليل على محبة الله عز وجل:
    قال سفيان بن عيينة: من أحبّ القرآن فقد أحبّ الله.
    تعظيم كتاب الله الكريم
    * قال إبراهيم بن يزيد النخعي: كانوا يكرهون أن يصغروا المصحف. وكان يقال: عظموا كتاب الله.
    * قال سعيد بن المسيب: لا تقولوا مصيحف, ولا مسيجد, ما كان لله فهو عظيم حسن جميل.
    إشغال القلوب بالقرآن الكريم:
    قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن, ولا تشغلوها بغيره.
    قراءة القرآن بتدبر:
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: لأن أقرأ البقرة في ليلة وأتفكر فيها أحبَّ إليَّ من أن أقرأ القرآن هذرمة.
    ذكر الله عز وجل
    مجالس الذكر:
    قال عون بن عبدالله بن عتبة: مجالس الذكر شفاء القلوب.
    التنعم بذكر الله:
    قال مالك بن دينار: ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله عز وجل.
    ذكر الله عند المعصية:
    قال ميمون بن مهران: كان يقال: الذكر ذكران, ذكر الله باللسان, وأفضل من ذلك أن تذكره عند المعصية إذا أشرفت عليها.
    الذاكر غانم سالم:
    قال الفضيل ين عياض: الذاكر سالم من الإثم ما دام يذكر الله غانم من الأجر
    إرادة الخير بالعبد الذاكر:
    قال ميمون بن سياه: إذا أراد الله بعبده خيراً حبب إليه ذكره.
    ذكر الله عند وجود ما يكره العبد أو يحبه:
    قال جعفر بن محمد الصادق: إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد لله, وإذا جاءك ما تكره, فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله, وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.
    أثر الذكر إذا خرج من القلب:
    قال محمد بن واسع: إن الذكر إذا خرج من القلب وقع على القلب.
    أهل الذكر:
    قال لقمان لابنه: يا بني: إن مثل أهل الذكر والغفلة, كمثل النور والظلمة.
    ذكر الله في السوق:
    قال حميد العدوي: مثل ذاكر الله في السوق, كمثل شجرة خضراء وسط شجر ميت.
    ذكر الله وألطاف بره:
    قال يحيى بن معاذ: العبد...على قدر لهجته بذكر الله يديم ألطاف بره.
    سنة الرسول عليه الصلاة والسلام
    تعظيم وتوقير حديث الرسول علية الصلاة والسلام:
    * كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ, وجلس على فراشه, وسرح لحيته, وتمكن في الجلوس بوقار وهيبة, فقيل له في ذلك, فقال: أحبُّ أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا أُحدِّث به إلا على طهارة متمكناً.
    * دخل المطلب بن حنطب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع, فسأله عن حديث, فقال: لأقعدوني, فأقعدوه, قال: إني أكره أن أُحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع.
    * قال بشر بن الحارث: سأل رجل عبدالله بن المبارك عن حديث وهو يمشي, قال: ليس هذا من توقير العلم, قال بشر: فاستحسنته جداً.
    * قال الربيع بن سليمان: سأل رجل الشافعي عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: فما تقول ؟ فارتعد وانتفض الشافعي, وقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقُلتُ بغيره.
    من لم يأخذ بحديث الرسول علية الصلاة والسلام فقد ذهب عقله:
    قال الشافعي: اشهدوا أني إذا صحّ عندي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم آخذ به, فإن عقلي قد ذهب.
    تقديم حديث الرسول علية الصلاة والسلام على كل قول:
    قال الشافعي: إذا وجدتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم سُنة فاتبعوها, ولا تلتفتوا إلى قول أحد
    لا تستقيم الأعمال إلا بموافقة السنة:
    قال سفيان الثوري: لا يستقيم قول إلا بعمل, ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية, ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة.
    كل يؤخذ من قوله ويترك إلا الرسول علية الصلاة والسلام:
    قال مجاهد بن جبر: ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم
    الخيرات كلها في اتباع سنة الرسول علية الصلاة والسلام:
    قال الجنيد: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول, واتبع سنته, ولزم طريقته, فإن طريق الخيرات كلها مفتوحة عليه.
    النية والإخلاص
    ذهاب العمل الذي لا يبتغى به وجه الله:
    قال الربيع بن خثيم, ومحمد بن الحنفية: كل ما لا يبتغى به وجه الله تعالى يضمحل.
    حسن العمل في إخلاصه لله ومتابعته للسنة:
    قال الفضيل بن عياض: في قوله تعالى: {ليَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود:7] أخلصه وأصوبه, فإنه إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل, وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً, والخالص إذا كان لله, والصواب إذا كان على السنة.
    العون من الله على قدر النية:
    قال عمر بن عبدالعزيز: العون من الله على قدر النية, فإذا تمت نية العبد تم عون الله له, ومن قصرت نيته قصر من الله العون له بقدر ذلك.
    صلاح القلب والعمل بصلاح النية:
    قال مطرف بن عبدالله بن الشخير: صلاح القلب بصلاح العمل, وصلاح العمل بصلاح النية.
    إخفاء العمل:
    قال سلمة بن دينار وبشر الحافي: اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك.
    الحذر من الرياء:
    * عن شداد بن أوس أنه قال لما حضرته الوفاة: إن أخوف ما أخاف عليكم: الرياء.
    من صحح باطنه بالإخلاص زين الله ظاهره:
    قال يحيى بن معاذ: من صحح باطنه بالمراقبة والإخلاص زين الله ظاهره باتباع السنة
    الصلاة
    الحرص على صلاة الجماعة:
    قال سعيد بن المسيب: ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة.
    الخشوع في الصلاة:
    كان منصور بن المعتمر يُصلي في سطحه فلما مات قال غلام لأمه: الجذع الذي كان في سطح آل فلان ليس أراه قالت: يا بني, ليس ذلك جذعاً, ذاك منصور قد مات.
    الحضور إلى المسجد في أول الوقت:
    * قال سعيد بن المسيب: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.
    * قال سفينان بن عيينة: قال رجل: من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة.
    * قال وكيع بن الجراح: من لم يأخذ أهبة الصلاة قبل وقتها لم يكن وقرها.
    الحرص على التكبيرة الأولى:
    * قال وكيع: من تهاون بالتكبيرة فاغسل يديك منه,...كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى.
    * قال سعيد بن المسيب: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة.
    التنعم بالصلاة:
    قال ثابت البناني: كابدت الصلاة عشرين سنة, وتنعمت بها عشرين سنة.
    طول قيام الليل يهون طول القيام في القيامة:
    قال حسان بن عطية: من أطال قيام الليل يهون عليه طول القيام يوم القيامة.
    التلذذ بمناجاة الله:
    قال مسلم بن اليسار: ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل.
    مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب
    الأخلاق الفاضلة تورث المقامات العالية:
    قال الفضيل بن عياض: لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس, وسلامة الصدر, والنصح للأمة.
    الصمت:
    * قال لقمان لابنه: يا بني, كن أخرس عاقلاً, ولا تكن نطوقاً جهولاً, يا بني: لو أن الكلام من فضة لكان الصمت من ذهب.
    * قال وهيب بن الورد: قال حكيم من الحكماء: الحكمة عشرة أجزاء, تسعة منها في الصمت, وواحدة في العزلة.
    * قال كعب الأحبار: قلة النطق حكمة, فعليكم بالصمت, فإنه رعة حسنة, وقلة وزر, وخفة من الذنوب.
    * قال وهب بن منبه: أكثر الصمت إلا أن تسأل عن شيء...إن العبد ليصمت فيجتمع له لبه.
    * قال سفيان الثوري: كان يقال: الصمت زين العالم وستر الجاهل.
    * قال إبراهيم بن أدهم: ينبغي للعبد أن يصمت, أو يتكلم بما ينتفع به, أو ينفع به من موعظة, أو تنبيه, أو تخويف, أو تحذير.
    * قال أبو بكر العياش: أدنى نفع السكوت السلامة, وكفى بالسلامة عافية.
    * قال بشر بن الحارث الحافي: لا يكون المتكلم أورع من الصامت إلا رجل عالم يتكلم في موضعه, ويسكت في موضعه.

    قلة الكلام وحفظ اللسان:
    * قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: والله الذي لا إله إلا هو, ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان. وجاء إليه رجل فقال له: أوصني يا أبا عبدالرحمن, فقال له: ليسعك بيتك, واكفف لسانك, وابكِ على ذكر خطيئتك.
    * قال عبدالله بن عمرو بن العاص: كان يقال: دع ما لست منه في شيء, ولا تنطق فيما لا يعنيك, واخزن لسانك كما تخزن ورقك.









  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للاصبهاني

    فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للأصبهاني - 2


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    {بسم الله الرحمن الرحيم }

    * قال سلمة بن دينار: ينبغي للمؤمن أن يكون أشد حفظاً للسانه منه لموضع قدميه.
    * قال وهيب بن الورد: من عدّ كلامه من عمله قلَّ كلامه.
    التواضع:
    قال الفضيل بن عياض: التواضع: أن تخضع للحق وتنقاد له, ولو سمعته من صبي قبلته منه, ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه.
    السخاء والكرم:
    قال يحيى بن معاذ: تأبي القلوب للأسخياء إلا حباً وإن كانوا فجاراً, وللبخلاء إلا بغضاً وإن كانوا أبراراً.
    محبة الخير للآخرين:
    * قال سلمة بن دينار: أكيس الناس: رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها, ثم دلَّ الناس عليها.
    * قال إبراهيم بن أدهم: ما كرهت لنفسك فلا تأته إلى غيرك.
    الكلمة الطيبة وانبساط الوجه:
    * قال عروة بن الزبير: مكتوب في الحكمة: لتكن كلمتك طيبة, وليكن وجهك منبسطاً, تكن أحبّ إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.
    * قال سفيان الثوري: إني لألقى الرجل أبغضه, فيقول لي: كيف أصبحت ؟ فيلين له قلبي.
    عدم الحلف:
    قال سهل بن عبدالله التستري: من أخلاق الصديقين ألا يحلفوا بالله لا صادقين ولا كاذبين.
    العفو والمسامحة:
    * قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ما تجرع مؤمن جرعة أحب إلى الله عز وجل من غيظ كظمه, فاعفوا يعزكم الله.
    * قال الفضل ابن أبي عياش: كنتُ جالساً مع وهب بن منبه, فأتاه رجل: فقال: إني مررت بفلان وهو يشتمك, فغضب فقال: ما وجد الشيطان رسولاً غيرك, فما برحت عنده حتى جاء ذلك الرجل الشاتم, فسلَّم على وهب, فرد عليه, ومدّ يده وصافحه, وأجلسه إلى جنبه.
    * قال الفضيل بن عياض: من عفا وأصلح فأجره على الله, وصاحب العفو ينام الليل على فراشه, وصاحب الانتصار يقلب الأمور.
    خصلتان للسيادة:
    قال أيوب السخباتي: لا يسود العبد حتى يكون فيه خصلتان: اليأس مما في أيدي الناس, والتغافل عما يكون منهم.
    شكر الجوارح:
    قال سلمة بن دينار: شكر العينين: إن رأيت بهما خيراً أعلنته وإن رأيت بهما شراً سترته, شكر الأذنين: إن سمعت بهما خيراً وعيته, وإن سمعت بهما شراً دفنته.
    المعاشرة بالمعروف ممن لا بد من معاشرته:
    قال محمد بن الحنفية: ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بُدّاً حتى يجعل الله له فرجاً, أو قال: مخرجا.
    الورع:
    * قال حسان بن أبي سنان: ما شيء أهون عليَّ من الورع إذ رابني شيء تركته.
    * قال يوسف بن أسباط: لي أربعون سنة ما حاك في صدري شيء إلا تركته.
    * قال يونس بن عبيد: إنك تكاد تعرف ورع الرجل في كلامه إذا تكلم.
    * قال إبراهيم بن أدهم: قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع.
    * قال الفضيل بن عياض: أشد الورع في اللسان.
    * قال الجنيد: الورع في الكلام أشد منه في الاكتساب.
    الحلم والرفق:
    * قال رجاء بن حيوة: ما أحسن العلم يزينه الحلم, وما أحسن الحلم يزينه الرفق.
    * قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك, ولكن الخير أن يعظم حلمك.
    الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الناس:
    قال سفيان الثوري: اشتغل بذكر عيوب نفسك عن ذكر عيوب غيرك.
    الصدق:
    * قال الفضيل بن عياض: ما تزين الناس بشيء أفضل من الصدق, والله عز وجل يسأل الصادقين عن صدقهم, منهم عيسي بن مريم عليه السلام, كيف بالكذابين المساكين, ثم بكى.
    * قال سلمة بن دينار: أعدل العدل: كلمة صدق عند من ترجوه وتخافه.
    * عن مالك أنه بلغه أن لقمان الحكيم, قيل له: ما بلغ بك ما نرى ؟ قال: صدق الحديث, وأداء الأمانة, وترك ما لا يعنيني.
    * قال الفضيل بن عياض: من عامل الله عز وجل بالصدق أورثه الله عز وجل الحكمة
    * قال عبدالله بن حبيق: قال سمعت يوسف بن أسباط يقول: يرزق الصادق ثلاث خصال: الحلاوة, والملاحة, والمهابة.
    القناعة:
    * قال سلمة بن دينار: إن كان يعنيك ما يكفيك فأدنى عيشك يكفيك, وإن كان لا يغنيك ما يكفيك, فليس في الدنيا شيء يغنيك.
    * قال زين العابدين علي بن الحسين: من قنع بما قسَّم الله, فهو من أغنى الناس.
    الإنصاف من النفس:
    قال جيلان بن فروة: من أنصف الناس من نفسه, زاده الله بذلك عزاً.
    عذر الإخوان في أخطائهم:
    قال عبدالله بن زيد الجرمي: إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه, فالتمس له العذر جهدك, فإن لم تجد له عذراً, فقل في نفسك: لعل لأخي عذراً لا أعلمه.
    غض البصر:
    * خرج حسان بن أبي سنان يوم العيد, فلما رجع قالت له امرأته: كم من امرأة حسنة نظرت إليها اليوم ورأيتها, فلما أكثرت عليه, قال: ويحك, ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك.
    * عن وكيع قال: خرجنا مع الثوري في يوم عيد, فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر.
    * قال جعفر بن محمد لابنه: يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته.
    حمل الكلام على أحسن المحامل:
    قال عبدالعزيز بن عمر: قال لي أبي: يا بني إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم, فلا تحملها على شيء من الشر, ما وجدت لها محلاً من الخير.
    ملك النفس عند الغضب:
    * قال مورق العجلي: إني لقليل الغضب, ولقلما غضبت فأقول في غضبي شيئاً أندم عليه إذا رضيت.
    * كان عبدالله بن عون لا يغضب, فإذا أغضبه الرجل قال: بارك الله فيك.
    الصبر:
    قال عروة بن الزبير: رب كلمة ذل احتملتها, أورثتني عزاً طويلاً.
    اجتناب رديء الأخلاق:
    * قال الفضيل بن عياض: من وقي خمساً وقي شر الدنيا والآخرة: العجب, والرياء, والكبر, والإزراء, والشهوة.
    * قال عمر بن عبدالعزيز: قد أفلح من عصم من المراء, والغضب, والطمع.
    التقوى
    وصف التقوى:
    قيل لطلق بن حبيب: صف لنا من التقوى شيئاً يسيراً نحفظه, فقال: اعمل بطاعة الله على نور من الله, ترجو ثواب الله, واترك المعاصي على نور من الله, مخافة عقاب الله عز وجل.
    تقوى الله وتقوى الناس:
    قال سفيان الثوري: أوصيك بتقوى الله, فإنك إن أتقيت الله كفاك الناس, وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئاً, فعليك بتقوى الله.
    تمام التقوى:
    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: تمام التقوى أن يتقي الله عز وجل العبد حتى يتقيه في مثل مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً, يكون حاجزاً بينه وبين الحرام.
    تقوى الله في اليقظة:
    كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرؤيا, قال له: اتق الله في اليقظة , لا يضرك ما رأيت في المنام.
    تقوى الغضب:
    قال بشر بن الحارث الحافي: لا يكون العبد تقياً حتى يكون تقي الغضب.
    المتقين:
    قال سفيان بن عيينة: إنما سموا المتقين لأنهم اتقوا ما لا يُتقى.
    الدنيا
    نعمة من الله أن تزوى الدنيا عن العبد:
    قال سلمة بن دينار: نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته عليَّ فيما أعطاني منها, إني رأيته أعطاها قوماً فهلكوا.
    حبّ الدنيا:
    * قال سفيان الثوري: من أحب الدنيا وسُرّ بها, نُزِعَ خوف الآخرة من قلبه.
    * قال إبراهيم بن أدهم: حب الدنيا يصم ويعمي ويذل الرقاب.
    * قال ابن المبارك: حب الدنيا في القلب, والذنوب احتوشته, فمتى يصل الخير إليه؟
    زيادة الدنيا نقصان الآخرة:
    قال عبدالله بن المبارك: زيادة آخرتكم لا تكون إلا بنقصان دنياكم, وزيادة دنياكم لا تكون إلا بنقص آخرتكم.
    تسمية الدنيا:
    قال سفيان الثوري: سميت الدنيا لأنها دنِيّة.
    لذة الدنيا:
    قال محمد بن واسع: ما بقي في الدنيا شيء ألذه إلا الصلاة في الجماعة, ولقاء الإخوان.
    سكر الدنيا:
    قال أبو الربيع السائح: سكر الدنيا ليس له إفاقة.
    طلب الدنيا:
    قال سفيان الثوري: طلب الدنيا غاية لا تدرك.
    الحرص على الدنيا:
    قال يحيى بن معاذ: من حرص على الدنيا فإنه لا يأكل فوق ما كتب الله له, ويدخل عليه من العيوب ثلاث خصال:
    أولها: أن تراه أبداً غير شاكر لعطية الله له.
    والثاني: لا يواسي مما قد أعطى من الدنيا.
    والثالث: يشتغل ويتعب في طلب ما لم يرزقه الله حتى يفوت عمل الدين.
    بيع الدنيا بالآخرة:
    * قال الحسن البصري, وسفيان الثوري: بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً, ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.
    * قال مطرف بن عبدالله بن الشخير: إن أقبح ما طلبت به الدنيا عمل الآخرة.
    معرفة الدنيا:
    * قال سلمة بن دينار: من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء, ولم يحزن على بلوى.
    * قال أحمد بن أبي الحواري: من عرف الدنيا زهد فيها, ومن عرف الآخرة رغب فيها
    العمل للدنيا بقدر البقاء فيها:
    * قال سفيان الثوري: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها, واعمل للآخرة بقدر بقائك فيها
    * قال يحيى بن معاذ: لا تأخذ من الدنيا ما يمنعك من الآخرة.
    مصاحبة الدنيا بالبدن ومفارقتها بالقلب:
    قال عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: يا ابن آدم صاحب الدنيا ببدنك, وفارقها بقلبك وهمك.
    الزهد في الدنيا:
    * قال الشافعي: عليك بالزهد, فالزهد على الزاهد أحسن من الحلي على الشاهد.
    * عن سنيد بن داود قال: سألت عبدالله بن المبارك: من الملوك ؟ قال: الزهاد.
    * قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لأصحابه: أنتم أكثر صياماً, وأكثر صلاةً, وأكثر اجتهاداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم كانوا خيراً منكم. قالوا: ولِمَ يا أبا عبدالرحمن ؟ قال: كانوا أزهد في الدنيا, وأرغب في الآخرة.
    * قال عبدالله الداري: الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن, وإن الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن.
    * قال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا قصر الأمل....وإذا زهد العبد في الدنيا أنبت الله الحكمة في قلبه, وأطلق بها لسانه, وبصّره عيوب الدنيا وداءها ودواءها.
    * قال الفضيل بن عياض: اللهم زهدنا في الدنيا فإنه صلاح قلوبنا وأعمالنا, وجميع طلباتنا, ونجاح حاجاتنا.
    * قال وهيب بن الورد: الزهد في الدنيا أن لا تأسى على ما فاتك منها, ولا تفرح بما أتاك منها.
    * قال أبو سليمان الداراني: استجلب الزهد بقصر الأمل.
    لا قدر للدنيا عند من كرمت عليه نفسه:
    قال محمد بن الحنفية: من كرمت عليه نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر.
    قلة الدنيا التي تغني خير من كثرتها التي تطغي:
    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: اعلموا أن قليلاً يغنيكم خير من كثير يلهيكم.
    أسعد الناس وأشقاهم بالدنيا:
    قال محمد بن كعب القرظي: الدنيا...أشقى الناس بها أرغب الناس فيها, وأسعد الناس فيها أزهد الناس بها.

    بغض الدنيا لأن الله يعصى فيها:
    قال وهيب بن الورد: لو أن المؤمن لا يبغض الدنيا إلا أن الله يعصى فيها لكان حقاً عليه أن يبغضها



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للاصبهاني

    فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للأصبهاني - 3


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:
    الجليس والصاحب والصديق
    إذا أراد الله بعبده خيراً وفقه لجليس صالح
    قال مضاء بن عيسى الشامي: إذا أراد الله بالشاب خيراً وفق له رجلاً صالحاً.
    بصحبة الصالحين تطيب الحياة:
    قال ذو النون: بصحبة الصالحين تطيب الحياة, والخير مجموع في القرين الصالح, إن نسيت ذكَّرك, وإن ذكرت أعانك.
    محبة الصالحين وبغض الطالحين:
    قال عبدالله بن المبارك: أحبُّ الصالحين ولستُ منهم وأبغضُ الطالحين وأنا أشرّ منهم
    صفات من يتخذ قرين وصاحب وصديق:
    قال يحيى بن معاذ: لا تتخذوا من القرناء إلا ما فيه ثلاث خصال: من حذرك غوائل الذنوب, وعرفك مدانس العيوب, وسايرك إلى علام الغيوب.
    لا تصحبن خمسة:
    قال محمد بن علي أوصاني أبي قال: لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم وترافقهم في طريق:
    الأول: لا تصحبن فاسقاً فإنه يبيعك بأكلة فما دونها.
    الثاني: لا تصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه.
    الثالث: لا تصحبن كذاباً فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد.
    الرابع: لا تصحبن أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
    الخامس: لا تصحبن قاطع رحم, فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع.
    كل جليس لا تستفيد منه فاجتنبه:
    قال مالك بن دينار: كل جليس لا تستفيد منه خيراً فاجتنبه.
    مجالسة العلماء:
    * قال أبو الدرداء رضي الله عنه: من فقه الرجل: ممشاه ومدخله ومخرجه ومجلسه مع أهل العلم.
    * قال جعفر بن محمد لابنه: يا بني من داخل السفهاء حُقر, ومن خالط العلماء وقر
    الصحبة الطيبة:
    * قال رجل لداود بن نصير الطائي: أوصني, فقال: اصحب أهل التقوى, فإنهم أيسر أهل الدنيا مؤونة عليك, وأكثرهم لك معونة.
    * قال مجاهد بن جبر: صحبت ابن عمر, وإني أريد أن أخدمه, فكان هو يخدمني.
    ندرة الأخ في الله:
    قال عبدالله بن المبارك: ما أعياني شيء كما أعياني أني لا أجد أخاً في الله.
    مخالطة حسن الخلق:
    قال الفضيل بن عياض: إذا خالطت...فخالط حسن الخلق, فإنه لا يدعو إلا إلى الخير, وصاحبه منه في راحة, ولا تخالط سيء الخلق, فإنه لا يدعو إلا إلى الشر, وصاحبه منه في عناء.
    صداقة الدنيا تنقلب عداوة يوم القيامة:
    قال قتادة بن دعامة: علم الله أن في الدنيا خلالاً يتخاللون بها في الدنيا, فلينظر الرجل على ما يخالل, ومن يصاحب, فإن كان لله فليداوم, وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين.
    صاحب أهل الخير يذهب عنك أهل الشر:
    قال سلمة بن دينار: إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر, وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.
    مجالسة أهل الدنيا:
    قال سفيان الثوري: ليكن جليسك من يُزهدك في الدنيا, ويُرغبك في الآخرة, وإياك ومجالسة أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث الدنيا, فإنهم يفسدون عليك دينك وقلبك.
    مجالسة من ماتوا من السلف من خلال كتبهم:
    قال أبو داود: قلت لعبدالله بن المبارك: من تجالس ؟ قال: أجالس شعبة وسفيان, قال أبو داود: يعني انظر في كتبهما.
    التمسك بالصديق والصاحب الصالح:
    قال الشافعي ليونس بن عبد: يا يونس, إذا كان لك صديق فشدّ يديك به, فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهل, وقد كان الرجل الصالح يشبه سهولة مفارقة الصديق بصبي يطرح في البئر حجراً عظيماً, فيسهل طرحه عليه, ويصعب إخراجه.
    حلاوة العبادة والطاعة
    تلذذ أهل الطاعة بقيام الليل:
    قال أبو سليمان الداراني: لأهل الطاعة في ليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم, ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.
    تفقد حلاوة العبادة في ثلاث عبادات:
    قال الحسن: تفقدوا الحلاة في ثلاث: في الصلاة, وفي القرآن, وفي الذكر, فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا, فإن لم تجدوها فاعلم أن بابك مغلق.
    حلاوة العبادة لا تجتمع مع حب الشهرة:
    قال بشر بن الحارث الحافي: لا يجد حلاة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس.
    المعصية تسلب حلاوة المناجاة:
    قال عبدالله بن خبيق: كان حبر من بنى إسرائيل يقول: يا رب, كم أعصيك ولا تعاقبني, فأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء بنى إسرائيل, قل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري؟ ألم أسلبك حلاوة مناجاتي.
    من حرم معرفة الله تعالى لم يجد للطاعة حلاوة:
    قال بشر بن الحارث الحافي: من حُرِمَ المعرفة لم يجد للطاعة حلاوة.
    البعد عن المحرمات سبب لذوق حلاوة العبادة:
    قال بشر بن الحارث الحافي: لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطاً من حديد.
    دوام الطاعة من أسباب حلاوتها في الصدر:
    قال يحيى بن معاذ: العبد على قدر إدامته لطاعة الله يحليها في صدره.
    الفرح بالدنيا يذهب بحلاوة العبادة:
    * قال الفضيل بن عياض: فرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة.
    * قال مالك بن دينار: إن في بعض الكتب: إن الله تعالى يقول: إن أهون ما أنا بصانع بالعالم إذا أحبّ الدنيا أن أخرج حلاوة ذكري من قلبه.
    الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة:
    قال عبدالله بن خبيق: طول الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة من القلب.
    كيف يصبر من وجد لذة الطاعة ثم فقدها:
    قال أبو سليمان الداراني: ليس العجب ممن لم يجد لذة الطاعة, إنما العجب ممن وجد لذتها ثم تركها, كيف صبر عنها ؟ !
    الفتن
    الحي لا تؤمن عليه الفتنة:
    قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً, فإن آمن آمن, وإن كفر كفر, فإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت, فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة.
    عرض الفتنة على القلوب:
    قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: إن الفتنة تعرض على القلوب, فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء, فإن أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء, فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا. فلينظر فإن كان يرى حراماً ما كان يراه حلالاً, أو يرى حلالاً ما كان يراه حراماً, فقد أصابته الفتنة.
    عدم الخوض في الفتن والدخول فيها:
    قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: إياكم والفتن لا يشخص إليها أحد, فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن,...ما الخمر صرفاً بأذهب بعقول الرجال من الفتنة,...وليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق.
    من لم يدخل في الفتن أطيب نفساً ممن دخل فيها:
    قال قتادة بن دعامة: رأينا والله أقواماً يسرعون إلى الفتن, وينزعون فيها, وأمسك أقواماً عن ذلك هيبة لله, ومخافة منه, فلما انكشفت إذا الذين أمسكوا أطيب نفساً, وأثلج صدوراً, وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها, وينزعون فيها, وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها, وايم الله لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير.
    الفتنة إذا أقبلت لم يعرفها إلا العالم:
    قال عبدالرحمن بن مهدي: سمعت الحسن يقول: إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم, وإذا أدبرت عرفها كل جاهل.
    الفتنة تتقى بالتقوى:
    قال بكر المزني: لما كانت فتنة ابن الأشعث, قال طلق بن حبيب: اتّقوها بالتقوى
    العقل والعقلاء
    همة العاقل وهمة الأحمق:
    قال محمد بن السماك: همة العاقل في النجاة والهرب, وهمة الأحمق في اللهو والطرب
    من هو العاقل؟
    * قال وكيع بن الجراح: إنما العاقل من عقل عن الله أمره ليس من عقل أمر دنياه.
    * قال الشافعي: ليس العاقل الذي يدفع بين الخير والشر فيختار الخير, ولكن العاقل الذي يدفع بين الشرين فيختار أيسرهما.
    دليل العقل:
    قال لقمان لابنه: يا بني: لكل عمل دليل, ودليل العقل التفكر.
    مطية العقل:
    قال لقمان لابنه: يا بني: لكل شيء مطية, ومطية العقل: التواضع.
    العقل المكتسب:
    قيل للشافعي: أخبرنا عن العقل يولد به المرء, فقال: لا, ولكنه يلقح من مجالسة الرجال, ومناظرة الناس.
    اللبيب العاقل:
    قال الشافعي: اللبيب العاقل, هو الفطن المتغافل.
    عقول الناس:
    * قال ابن عباس رضي الله عنهما قال: يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لا تجد فيه أحداً ذا عقل.
    * قال مطرف بن عبدالله بن الشخير: عقول الناس على قدر زمانهم.
    أنعم الناس:
    قال صفوان بن عمرو: أنعم الناس: جسد في التراب, قد أمن من العذاب, ينتظر الثواب.
    الهالك والخاسر من الناس:
    قال أبو سليمان الداراني: الهالك من هلك في آخر سفره وقد قارب المنزل, والخاسر من أبدى للناس صالح عمله, وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد.
    إرضاء الناس لا يمكن:
    * قال بشر بن الحارث الحافي: إرضاء الخلق غاية لا تدرك.
    * قال الشافعي: رضى الناس غاية لا تدرك,...ليس إلى السلامة من الناس سبيل.
    * قال سفيان الثوري: رضى الناس غاية لا تدرك
    الاستغناء عن الناس عزّ:
    قال بشر بن الحارث الحافي: عز المؤمن استغناؤه عن الناس.
    الناس نيام:
    قال سفيان الثوري: الناس نيام, فإذا ماتوا انتبهوا.
    أدوم الناس عناء:
    قال ذو النون: أدوم الناس عناء...أسوؤهم خُلُقاً.
    الناس والنسناس:
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: ذهب الناس وبقي النسناس, قيل: وما النسناس ؟ قال: الذين يتشبهون بالناس وليسوا من الناس.
    شر الناس:
    قال سفيان بن عيينة: قيل للقمان: أي الناس شر ؟ قال: الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً.
    سئل جعفر بن محمد عن السفلة, قال: من لا يبالي ما قال, ولا ما قيل فيه.
    أشد الناس فرحاً وحزناً وضحكاً وبكاءً:
    قال عامر بن قيس: رأيت نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصحبتهم, فحدثوني: أن أشد الناس فرحاً في الدنيا أشدهم حزناً يوم القيامة, وأن أكثر الناس ضحكاً في الدنيا أكثرهم بكاءً يوم القيامة.
    الناس هم العلماء:
    عن سنيد بن داود قال: سألت عبدالله بن المبارك: من الناس ؟ قال: العلماء
    معرفة النفس وكلام الناس:
    قال سفيان الثوري: إذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك.
    ما بقي عند الله بقي عند الناس:
    قال عمر بن عبدالعزيز: عليك بالذي يبقى لك عند الله, فإن ما بقي عند الله بقي عند الناس, وما لم يبق عند الله لم يبق عند الناس.
    مصاحبة الناس:
    قال حاتم الأصم: اصحب الناس كما تصحب النار, خذ منفعتها واحذر أن تحرقك.
    قال الشافعي: الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة, والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء, فكن بين المنقبض والمنبسط
    الناس ثلاثة:
    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: الناس: ثلاثة عالم, ومتعلم, والثالث: همج لا خير فيه
    أحمق الناس:
    قال عمر بن عبدالعزيز لجلسائه: أخبروني بأحمق الناس. قالوا: رجل باع آخرته بدنياه, فقال عمر: ألا أنبئكم بأحمق منه ؟ قالوا: بلى. قال: رجل باع آخرته بدنيا غيره.
    الهوى
    خطورة الهوى:
    قال الشعبي: إنما سميت الأهواء أهواء, لأنها تهوى بصاحبها في النار.
    خوف الله يزيل الهوى:
    قال إبراهيم بن أدهم: الهوى يردي, وخوف الله يشفي, واعلم أن ما يزيل من قلبك هواك إذا خفت من تعلم أنه يراك.
    جهاد الهوى:
    * قال إبراهيم بن أدهم: أشد الجهاد جهاد الهوى, من منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلائها, وكان محفوظاً ومعافى من أذاها.
    * قال سلمة بن دينار: قاتل هواك أشدَّ من تقاتل عدوك.
    * قال منصور بن عمار: إن الغالب لهواه أشدّ من الذي يفتح المدينة وحده.
    الهوى والهموم والغموم:
    قال وهيب بن الورد: يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي وعظمتي ما من عبد آثر هواي على هواه إلا أقللت همومه....وعزتي وعظمتي وجلالي ما من عبد آثر هواه على هواي إلا أكثرت همومه.
    لا تهوى شيئاً من الشر:
    قال عبدالله بن خبيق: قال حذيفة المرعشي: انظر هواك, لا تهوى شيئاً من الشرّ.
    الدعاء
    الدعاء في زمن الرخاء:
    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ادع الله تعالى في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك.
    عدم استبطاء الإجابة:
    قال يحيى بن معاذ: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقاتها بالذنوب.
    أسرع الدعاء إجابة:
    قال سلمة بن دينار: أسرع الدعاء إجابة: دعاء المحسن للمحسنين.
    ترك الذنوب هو الدعاء:
    قال سفيان الثوري: ترك الذنوب هو الدعاء..
    نعمة أن ألا يستجاب للعبد عاجلاً حتى يكثر من الدعاء والتضرع:
    قال سفيان الثوري: لقد أنعم على عبد في حاجة أكثر تضرعه إليه فيها.
    الدعاء لإإمام المسلمين بالصلاح:

    قال الفضيل بن عياض: لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام...فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد.



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للاصبهاني

    فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للأصبهاني - 4


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد

    القلوب
    ترك الذنوب حياة القلوب:
    قال عبدالله بن المبارك:
    رأيتُ الذنوب تُميتُ القلوب ويتبعُها الــــــــــــذ ُّلُ أزمــــــــــــ ـــــانها
    وتركُ الذنوب حياةُ القلوب فاختر لنفـــــــــــس ك عـصيانها
    دواء القلوب:
    قال إبراهيم الخواص: دواء القلوب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر, وخلاء البطن, وقيام الليل, والتضرع عند السحر, ومجالسة الصالحين.
    التزود من الطاعات عند إقبال القلوب:
    قال عبالله بن مسعود رضي الله عنه: إن للقلوب شهوةً وإقبالاً, وإن للقلوب فترةً وإدباراً, فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها, ودعوها عند فترتها وإدبارها.
    خطورة مرض القلب:
    قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: إنكم ترون الكافر من أصحِّ الناس جسماً وأمرضهم قلباً, وتلقون المؤمن من أصحِّ الناس قلباً وأمرضهم جسماً, وأيم الله لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الجعلان.
    حجب القلوب عن الله:
    قيل لإبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق لِمَ حجبت القلوب عن الله ؟ قال: لأنها أحبت ما أبغض الله, أحبت الدنيا ومالت إلى دار الغرور واللهو واللعب, وتركت العمل لدار فيها حياة الأبد في نعيم لا يزول ولا ينفذ, خالداً مخلداً في ملك سرمد, لا نفاد له ولا انقطاع.
    موت القلوب في عشرة أشياء:
    قيل لإبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق إن الله تعالى يقول: ( {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } ) [غافر:60] ونحن ندعوه منذ دهر فلا يستجيب لنا, قال ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:
    أولها: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه.
    الثاني: قرأتم كتاب الله ولم تعملوا به.
    الثالث: ادعيتم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته.
    الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه.
    الخامس: قلتم نحب الجنة ولم تعملوا بها.
    السادس: قلتم نخاف النار ورهنتم أنفسكم بها.
    السابع: قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له.
    الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم ونبذتم عيوبكم.
    التاسع: أكلتم نعمة ربكم ولم تشكروها.
    العاشر: دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم.
    اغتراف اللسان يخبر عن طعم القلب:
    قال يحيى بن معاذ: القلوب كالقدور في الصدور تغلى بما فيها, ومغارفها ألسنتها, فانظر الرجل حتى يتكلم, فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه, من بين حلو وحامض, وعذب وأجاج, يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه.
    قسوة القلوب:
    * قال حذيفة بن قتادة: ما أصيب أحد بمصيبة أعظم من قساوة قلبه.
    * قال مالك بن دينار: ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.
    * قال عبدالله بن خبيق: قال لي حذيفة المرعشي: ما ابتلى أحد بمصيبة أعظم من قسوة قلبه.
    رقة القلوب:
    * قال أبو سليمان الداراني: تعرض لرقة القلب بمجالسة أهل الخوف.
    * قال أحمد بن عاصم الأنطاكي: تعرض لرقة القلب بدوام مجالسة أهل الذكر.
    * قال سفيان الثوري: عليك بقلة الكلام يلين قلبك.
    صلاح القلب في مجالسة العلماء:
    * قال ميمون بن مهران: العلماء هم ضالتي في كل بلدة وهم بغيتي, ووجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء.
    المؤمن والمنافق
    عمل وقول المؤمن, والمنافق:
    * قال أبو عمرو الأووزاعي: إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً, وإن المنافق يقول كثيراً ويعمل قليلاً.
    * قال الفضيل بن عياض: المؤمن قليل الكلام كثير العمل, والمنافق كثير الكلام قليل العمل.
    المؤمن يغبط والمنافق يحسد:
    قال الفضيل بن عياض: الغبطة من الإيمان, والحسد من النفاق, والمؤمن يغبط ولا يحسد, والمنافق يحسد ولا يغبط.
    المؤمن يستر والمنافق يهتك:
    قال الفضيل بن عياض: المؤمن يستر ويعظ وينصح, والفاجر يهتك ويعير ويفشي.
    المنافق لا يقوم الليل:
    قال قتادة بن دعامة: كان يقال: قلما ساهر الليل منافق.
    النعم
    شكر النعمة:
    * قال سفينان بن عيينة: إن من شكر الله على النعمة أن تحمده عليها, وتستعين بها على طاعته, فما شكر الله من استعان بنعمته على معصيته.
    * سئل الجنيد عن حقيقة الشكر, فقال: ألا يستعان بشيء من نعمه على معاصيه.
    متى تكون النعمة بلية:
    قال سلمة بن دينار: كل نعمة لا تُقرب من الله عز وجل فهي بلية.
    استجلاب النعم وزيادتها:
    * قال عمر بن عبدالعزيز: قيدوا النعم بالشكر.
    * قال أبو سليمان الداراني: استجلب زيادة النعم بالشكر, واستدم النعمة بخوف زوالها.
    * قال أحمد بن عاصم الأنطاكي, سهل بن عبدالله التستري: استجلب زيادة النعم بعظيم الشكر, واستدم عظيم الشكر بخوف زوال النعم.
    الغيبة:
    التقليل من مجالسة الناس سبب لقلة الغيبة:
    * قال سفيان الثوري: أَقِل من معرفة الناس تَقِلّ غيبتك.
    * قيل لعبدالله بن المبارك: إذا صليت لم لا تجلس معنا ؟ قال: ما أصنع معكم, أنتم تغتابون الناس.
    من أخلاق الصديقين أنهم لا يغتابون:
    قال سهل بن عبدالله التستري: من أخلاق الصديقين...لا يغتابون ولا يغتاب عندهم
    خطورة الغيبة:
    قال سفينان بن عيينة: الغيبة أشدُّ من الدَّين, الدين يقضي, والغيبة لا تقضى.
    من أضرار الغيبة:
    قال أحمد بن عاصم الأنطاكي: لا يكسب بالغيبة تعجيل ثناء, ولا يبلغ به رئاسة, ولا يصل به إلى مزية في دنيا من مطعم أو ملبس ,ولا مال, وهو عند العقلاء منقوص, وعند العامة سفيه, ولا يحتمله في نقص إلا من كان في مثل حاله, وما وجدت في الشر نوعاً أكثر منه ضرراً في العاجل والآجل, ولا أقل نفعاً, ولا أظهر جهلاً, ولا أعظم وزراً من مكتسبيه.
    الغيبة إذا سكنت في القلب جلبت لها أخوات:
    قال أحمد بن عاصم الأنطاكي: الغيبة إذا ثبتت في القلب وأذن صاحبها في احتمالها بالرضى لسكونها حتى توسع لأخواتها في المسكن, وأخواتها: النميمة, والغي, وسوء الظن, والبهتان العظيم, والكذب, فاحذرها فإنها مزرية في الدنيا بصاحبها, ومخزية له في الآخرة.
    مخرج الغيبة من تزكية النفس:
    قال أحمد عاصم الأنطاكي: اعلم أن مخرج الغيبة من تزكية النفس, ومن شدة رضى صاحبها عن نفسه, وإنما اغتبته بما لم تر فيك مثله أو شكله...ولو علمت أن فيك من النقصان أكثر مما تريد أن تنقص به لحجزك ذلك عن غيبة غيرك, و لاستحييت أن تغتاب غيرك بما فيك من العيوب...فاحذر الغيبة كما تحذر عظيم البلاء.
    عظة من يغتاب:
    قال موسى بن إبراهيم: حضرت معروفاً الكرخي وعنده رجل يذكر رجلاً وجعل يغتابه, وجعل معروف يقول له: اذكر القطن إذا وضعوه على عينيك.
    من اغتابك فقد أهدى إليك حسناته:
    قال رجل للفضيل بن عياض: إن فلاناً يغتابني, قال: قد جلب لك الخير جلباً.
    عدم غيبة الناس, أو السماح للآخرين بغيبتهم:
    كان ميمون بن سياه لا يغتاب, ولا يدع أحداً يغتاب عنده, ينهاه, فإن انتهى وإلا قام عنه.
    السعادة
    ثلاثة من أعلام السعادة:
    قال ذو النون: ثلاثة من أعلام السعادة: الفقه في الدين. والتيسير للعمل.
    والإخلاص في السعي.
    خمس من السعادة:
    قال محمد بن منصور الطوسي: خمسة من السعادة: اليقين في القلب.
    والورع في الدين. والزهد في الدنيا. والحياء. والعلم.
    علامة السعادة والشقاء:
    سئل سعيد بن إسماعيل بن سعيد الحيري: ما علامة السعادة والشقاء ؟
    فقال: علامة السعادة أن تطيع الله وتخاف أن تكون مردوداً.
    وعلامة الشقاوة أن تعصى الله وترجو أن تكون مقبولاً.
    ثلاثيات
    أصل الطاعة ثلاثة, وأصل المعصية ثلاثة:
    قال حاتم الأصم: أصل الطاعة ثلاثة أشياء: الخوف, والرجاء, والحب.
    وأصل المعصية ثلاثة أشياء: الكبر, والحرص, والحسد.
    المصيب من عمل ثلاثة أشياء:
    قال يحيى بن معاذ: المصيب من عمل ثلاثة أشياء: من ترك الدنيا قبل أن تتركه, وبنى قبره قبل أن يدخله, وأرضى ربه قبل أن يقدم عليه.
    ولي الله إذا زاد ثلاثة أشياء زاد منه ثلاثة أشياء:
    قال محمد بن محمد ابن أبي الورد: إن ولي الله إذا زاد ثلاثة أشياء زاد منه ثلاثة أشياء: إذا زاد جاهه زاد تواضعه, وإذا زاد ماله زاد سخاؤه, وإذا زاد عمره زاد اجتهاده.
    ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة:
    قال سليمان الأشدق: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حليم من جاهل, وبر من فاجر, وشريف من دنيء.
    ثلاث من البر:
    قال أبو تراب النخشبي: ثلاث من كن فيه أصاب البر: سخاوة النفس, والصبر على الأذى, وطيب الكلام.
    للحاسد ثلاث علامات:
    قال أبو تراب النخشبي: للحاسد ثلاث علامات: يتملق إذا حضر, ويغتاب إذا غاب, ويشمت بالمصيبة.
    ثلاث خصال في ابن عباس رضي الله عنهما:
    عن ابن بريدة قال: شتم رجل ابن عباس, فقال ابن عباس: إنك لتشتمني وفيِّ ثلاث خصال: إني لآتي على الآية من كتاب الله تعالى, فلوددت أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم, وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به, ولعلي لا أقاضي إليه أبداً, وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح به, وما لي به من سائمة.
    الخيرات الثلاث والشرات الثلاث:
    عن حسين بن شفي قال: كنا جلوساً عند عبدالله ابن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه, فأقبل تبيع, فقال عبدالله: أتاكم أعرفُ من عليها, فلما جلس قال له عبدالله: أخبرنا عن الخيرات الثلاث, والشرات الثلاث, قال: نعم. الخيرات الثلاث: اللسان الصدوق, وقلب تقي, وامرأة صالحة, والشرات الثلاث: لسان كذوب, وقلب فاجر, وامرأة سوء, فقال عبدالله: قد قلت لكم.
    ثلاث من ملاك أمر ابن آدم:
    * قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ثلاث من ملاك أمر ابن آدم: لا تشك مصيبتك
    , ولا تُحدث بوجعك, ولا تزك نفسك بلسانك.

    * قال سفيان الثوري: ثلاثة من الصبر: لا تُحدَّث بمصيبتك, ولا بوجعك, ولا تزك نفسك.
    الزهد ثلاثة أصناف:
    قال إبراهيم بن أدهم: الزهد ثلاثة أصناف: زهد فرض, وزهد فضل, وزهد سلامه, فالفرض الزهد في الحرام, والفضل الزهد في الحلال, والسلامة الزهد في الشبهات.
    تمام المعروف بثلاثة:
    قال جعفر بن محمد الصادق لسفيان الثوري: لا يتم المعروف إلا بثلاثة: بتعجليه, وتصغيره, وستره.
    ثلاثة من أعلام الحياء:
    قال ذو النون : ثلاثة من أعلام الحياء: وزن الكلام قبل التفوه به, ومجانبة ما يحتاج إلى الاعتذار منه, وترك إجابة السفيه حلماً عنه.
    ثلاث خصال:
    قال الفضيل بن عياض: ما على الرجل إذا كان فيه ثلاث خصال: إذا لم يكن صاحب هوى, ولا يشتم السلف, ولا يخالط السلطان.
    لولا ثلاث:
    قال إبراهيم بن أدهم: لولا ثلاث ما باليت أن أكون يعسوباً: ظمأ الهواجر, وطول ليلة الشتاء, والتهجد بكتاب الله عز وجل.
    من أراد الله عز وجل به خيراً جعل فيه ثلاث خلال:
    قال محمد بن كعب القرظي: إذا أراد الله تعالى بعبد خيراً جعل فيه ثلاث خلال: فقه في الدين, وزهادة في الدين, وبصراً بعيوبه.
    الشهرة
    البعد عن الشهرة:
    * قال ابن المبارك: قال لي سفيان: إياك والشهرة, فما أتيت أحداً إلا وقد نهاني عن الشهرة.
    * قال بشر بن الحارث الحافي: ما أعلم أحد أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح.
    تقوى الله لا تكون مع حب الشهرة:
    * قال إبراهيم بن أدهم: لم يصدق الله من أحبَّ الشهرة.
    * قال بشر بن الحارث الحافي: ما اتقى الله من أحبّ الشهرة.
    من المصائب الابتلاء بالشهرة:
    قال بشر بن الحارث الحافي: من ابتلي بالشهرة...فمصيبت
    جليلة, فجبرها الله لنا ولك بالخضوع والاستكانة والذل لعظمته, وكفانا وإياك فتنتها وشر عاقبتها

    الحق والباطل
    قبول الحق من البعيد البغيض ورد الباطل ولو كان من الحبيب القريب:
    قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: من جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيداً بغيضاً, ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيباً قريباً.
    من قبل الحق هابه الناس وأحبوه:
    قال الشافعي: ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلها مني إلا هبته, واعتقدت مودته, ولا كابرني أحد على الحق ودفع الحجة الصحيحة إلا سقط من عيني ورفضته.
    الرد على الباطل بالكتاب والسنة:
    قيل لعبدالرحمن بن مهدي: إن فلاناً قد صنَّف كتاباً في السنَّة رداً على فلان, فقال: رداً بكتاب الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ قيل: بكلام, قال: رد باطلاً بباطل.
    كثرة النظر إلى الباطل:
    قال إبراهيم بن أدهم: كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب.



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للاصبهاني

    فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للأصبهاني - 5


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد

    علامة رضا الله عز وجل وسخطه على عباده:
    عن قتادة قال: قال موسى بن عمران عليه السلام: يا رب, أنت في السماء ونحن في الأرض, فما علامة غضبك من رضاك ؟ قال: إذا استعملت عليكم خياركم فهو علامة رضائي, وإذا استعملت عليكم شراركم فهو علامة سخطي.
    المال يميل بقلوب أهله:
    قال سفيان الثوري: سمي المال لأنه يميل القلوب وعنه قال: سمى المال لأنه يميل بأهله
    غم لكثرة وجود المال:
    عن سعدى بنت عوف قالت: دخل علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس, فقلت: ما شأنك ؟ فقال: المال الذي عندي قد كثر وقد كربني, فقلت: وما عليك. اقسمه, قالت: فقسمه حتى ما بقي منه درهم.
    عاقبة المال الحرام:
    قال وهب بن منبه: أيما مال جمع من غير حل جعلت عاقبته الفقر.
    زواج من أجل محبة الكتب:
    قال أحمد بن مسلمة النيسابوري: قال تزوج إسحاق بن راهوية بمرو, بامرأة رجل كان عنده كُتب الشافعي فتوفي, لم يتزوج بها إلا لحال كُتب الشافعي.
    الكتاب النافع المفيد أحسن أنيس:
    كان عبدالله بن عبدالعزيز العمري يلزم كتبه, وكان لا يخلو من كتاب يكون معه, ينظر فيه, فقيل له في ذلك, فقال: إنه ليس أوعظ من قبر, ولا أسلم من وحدة, ولا آنس من كتاب
    وعيد للظالمين وتعزية للمظلوم:
    قال ميمون بن مهران في قوله تعالى: ( {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} ) [إبراهيم:42] وعيد للظالمين وتعزية للمظلوم:
    رحمة الظالم:
    قال إبراهيم بن يزيد التيمي: إن الرجل ليظلمني فأرحمه.
    دعوة المظلوم واليتيم:
    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إياكم ودعوة اليتيم ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام.
    الفقيه:
    * قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: الفقهاء قادة, ومجالستهم زيادة.
    * قال مجاهد بن جبر: الفقيه: من يخاف الله.
    * قال الحسن: الفقيه: الزاهد في الدنيا, البصير بذنبه, المداوم على عبادة ربه.
    الفرح بمجيء الفقير:
    كان علي بن الحسين إذا أتاه السائل رحب به, وقال: مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة.
    التسبيح والوباء:
    قال الشافعي: لم أر أنفع للوباء من التسبيح.
    تفسير ما يلقاه الإنسان من معاملة الناس له:
    قال بكر بن عبدالله المزني: إن رأيت إخوانك من يكرمونك ويعظمونك ويصلونك, فقل: هذا فضل أخذوا به, وإذا رأيت منهم جفاءً وانقباضاً. فقل: هذا ذنب أحدثته.
    الخوف من الابتلاء:
    عن إبراهيم بن يزيد بن شريك قال: إني لأرى الشيء مما يعاب فما يمنعني من عيبه إلا مخافة أن أبتلى به.
    أمور تستجلب بها الفراسة:
    كان شاه الكرماني بن شجاع حاد الفراسة, وقلما أخطأت فراسته, وكان يقول: من شخص بصره عن المحارم, وأمسك عن الشهوات, وعمَّر باطنه بدوام الطاعة, وظاهره باتباع السنة, وعوّد نفسه أكل الحلال لم تخطئ فراسته
    من تكلم فيما لا يعنيه شغل عما يعنيه:
    قال الفضيل بن عياض: تكلمت فيما لا يعنيك فشغلك عما يعنيك, ولو شغلك ما يعنيك تركت ما لا يعنينك.
    النصح سراً:
    قال الشافعي: من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه, ومن وعظه علانية فقد فضحه وخانه.
    الحذر من أهل الأهواء:
    قال أبو قلابة: لا تجالسوا أهل الأهواء, فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم, ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.
    لا يكن عدوك في العلانية وصديقك في السِّر:
    قال وهيب بن الورد: اتق الله أن تسب إبليس في العلانية, وأنت صديقة في السِّر.
    قلة أهل الحق:
    قال سفيان بن عيينة: اسلكوا سبل الحق, ولا تستوحشوا من قلة أهلها.
    شكر الله عز وجل على النجاة:
    قال ابن عيينة: مطرت مكة مطراً تهدمت منه البيوت, فأعتق عبدالزيز بن أبي داود
    أمور لا إسراف فيها:
    قال وهيب بن الورد:
    البناء الذي لا إسراف فيه: ما سترك عن الشمس, وأكنك من المطر.
    والطعام الذي لا إسراف فيه: ما سدّ الجوع ودون الشبع.
    واللباس الذي لا إسراف فيه: ما سترك عورتك وأدفاك.
    والضحك الذي لا إسراف فيه: التبسم, ولا يسمعن لك صوت.
    والبكاء الذي لا إسراف فيه: لا تملن البكاء من خشية الله.
    القُرب من السلاطين لا يغني من الله شيئاً:
    قال هارون الرشيد لأبي إسحاق الفزاري: أيها الشيخ: إنك في موضع من القرب, قال: إن ذاك لا يغني عني يوم القيامة من الله شيئاً.
    العمل الذي يُخفى والذي يُظهر:
    قال وهيب بن الورد: لقي رجل عالم رجلاً عالماً هو فوقه في العلم, فقال له: ما الذي أخفي من عملي ؟ قال: ما يظن بك أنك لم تعمل حسنة قط إلا أداء الفرائض
    قال: يرحمك الله فما الذي أعلن من عملي ؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فإنه دين الله الذي بعث به الأنبياء صلوات الله عليهم إلى عباده.
    من استرضي فليرضى:
    قال الشافعي: من استرضي فلم يرض فهو شيطان.
    لا يُسبُّ المذنب ويحمد الله المعافى:
    عن أبي قلابة أن أبا الدرداء رضي الله عنه, مرَّ على رجل قد أصاب ذنباً فكانوا يسبونه, فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه ؟ قالوا: نعم. قال: فلا تسبوا أخاكم, واحمدوا الله الذي عافاكم, قالوا: أفلا نبغضه ؟ قال: إنما نبغض عمله, فإذا تركه فهو أخي.
    معرفة فضيلة الشيء بقلبه إلى ضده:
    قال إبراهيم بن أدهم: إذا أردت أن تعرف الشيء بفضله فاقلبه بضده, فإذا أنت قد عرفت فضله, اقلب الأمانة إلى الخيانة, والصدق إلى الكذب, والإيمان إلى الكفر, فإذا أنت قد تعرف فضل ما أوتيت.
    جار السوء:
    قال لقمان لابنه: يا بني: قد ذقت المرارة, فليس شيء أمر من الفقر, وحملت الحمل الثقيل, فليس أثقل من جار السوء.
    المدح لا يغر من عرف نفسه:
    قال سفيان بن عيينة: قالت العلماء: المدح لا يغر من عرف نفسه.
    خروج الدمعة راحة للقلب:
    قال سفيان بن عيينة: إن الدمعة إذا خرجت استراح القلب.
    أرخصوه:
    قيل لإبراهيم بن أدهم: إن اللحم غلا, قال: فأرخصوه, أي: لا تشتروه.
    الداء العضال:
    عن ابن وهب: سئل مالك بن أنس عن الداء العضال ؟ قال: الخبث في الدين.
    ميت الأحياء:
    قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: من الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه, والحق استكمل, ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه, كافاً يده, وشعبة من الحق ترك, ومنهم من ينكر بقلبه ,كافاً لسانه ويده, وشعبتين من الحق ترك, ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه, فذلك ميت الأحياء.
    الرفيع والوضيع:
    قال ابن المبارك: الرفيع من يرفعه الله بطاعته, والوضيع من وضعه.
    صلاح الولد وولده بصلاح والدهما:
    عن الليث قال مجاهد: إن الله عز وجل ليصلح بصلاح العبد ولده, وولد ولده.
    الحسد:
    قال الشافعي: الحسد إنما يكون من لؤم العنصر,...والحاسد طويل الحسرات, عادم الدرجات.
    العجلة من الشيطان إلا في خمس:
    قال حاتم الأصم: كان يقال: العجلة من الشيطان إلا في خمس:
    إطعام الطعام إذا حضر الضيف, وتجهيز الميت إذا مات.
    وتزويج البكر إذا أدركت, وقضاء الدين إذا وجب, والتوبة من الذنب إذا أذنب.
    ست خصال يُعرفُ بها الجهل:
    قال محمد بن منصور الطوسي, ومحمد بن الفضل البلخي: ست خصال يُعرفُ بها الجاهل: الغضب في غير شيء, الكلام في غير نفع, العظة في غير موضعها, إفشاء السرِّ, الثقة بكل أحد, لا يعرف صديقه من عدوه.
    الخوف من كرامة السلطان:
    قال سفيان الثوري وقد ذكروا له أمر السلطان وطلبهم إياه: أترون أني أخاف هوانهم إنما أخاف كرامتهم.
    خشوع النفاق:
    قال سفيان الثوري: إياك وخشوع النفاق: أن تظهر على وجهك خشوعاً ليس في قلبك.
    العابد:
    قال ثابت البناني: لا يسمى عابد أبداً عابد, وإن كان فيه كل خصلة خير, حتى تكون فيه هاتان الخصلتان: الصوم, والصلاة.
    أماني:
    عن عبدالرحمن بن أبي الزياد عن أبيه قال: اجتمع في الحجر: مصعب بن الزبير, وعروة بن الزبير, وعبدالله بن الزبير, وعبدالله بن عمر, فقالوا: تمنوا, فقال عبدالله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة, وقال عروة: أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم, وقال مصعب: أما أنا فأتمنى إمرة العراق, والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين, وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أما أنا فأتمنى المغفرة. قال: فنالوا كلهم ما تمنوا, ولعل ابن عمر قد غفر له.
    معرفة للإنسان لعيب نفسه:
    قال إياس بن معاوية: كل رجل لا يعرف عيبه فهو أحمق, قالوا: ما عيبك ؟ قال: كثرة الكلام.
    وصية عند الموت:
    لما حضر هرم بن حيان الموت, قيل له: أوص, قال: أوصيكم: بآخر سورة النحل: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ} [النحل:125]
    بئس الرفيقان:
    قال الحسن البصري: بئس الرفيقان: الدرهم والدينار, لا ينفعانك حتى يفارقانك.
    الألم عند موت رجل من أهل السنة:
    قال أيوب السختيابي: إنه ليبلغني موت الرجل من أهل السنة فكأنما يسقط عضو من أعضائي.
    خصلتان تصلحان ما سواهما:
    قال يونس بن عبيد: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره: صلاته ولسانه.
    مجاهدة النفس:
    قال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.
    عدم طلب إنقاص الثمن في شيءٍ يتقرب من الله:
    كان جابر بن زيد لا يماكس في كل شيءٍ يتقرب به إلى الله عز وجل.
    كثرة الضحك:
    قال الحسن البصري: كثرة الضحك تميت القلب.
    عدو العبد إبليس وجنوده:
    قال حاتم الأصم: من اغتابني فليس عدوي, ومن أخذ مني شيئاً فليس هو عدوي, ولكن عدوي الذي إذا كنت في طاعة الله أمرني بمعصية الله, فرأيت ذلك إبليس وجنوده فاتخذتهم عدواً.
    المصيبة تبدو كبيرة ثم تصغر:
    قال وهب بن منبه: ما من شيء إلا يبدو صغيراً ثم يكبر, إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر.
    عدم تتبع رخص العلماء:
    قال سليمان بن طرخان: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله.
    طول الأمل:
    * قال الفضيل بن عياض: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل.
    * قال معروف الكرخي: طول الأمل يمنع خير العمل.
    الحياة الطيبة:
    قال الفضيل بن عياض: اسلك الحياة الطيبة: الإسلام والسنة.
    من فوائد المصائب:
    قال إبراهيم المغربي: لولا مصائب الدنيا لقدمنا على الله مفاليس
    الحسنات والسيئات:
    قال عبدالله بن عون بن عتبة: ما أقبح السيئات بعد السيئات, وما أحسن الحسنات بعد السيئات, وأحسن من ذلك الحسنات بعد الحسنات.
    حد الإسراف:
    قال مجاهد بن جبر لو أن رجلاً أنفق مثل أُحد في طاعة الله تعالى لم يكن من المسرفين
    التسويف:
    * قال جيلان بن فروة: وجدت التسويف جنداً من جنود إبليس, قد أهلك خلقاً من خلق الله كثيراً.
    * قال سهل بن عبدالله التستري: إياك والتسويف فإنه يغرق فيه الهلكى.
    البلاء:
    قال كعب الأحبار: ما كرم عبد على الله إلا زاد البلاء عليه شدة.
    الخير من الله كثير لكن لا يبصره إلا قليل:
    قال عون بن عبدالله بن عتبة: الخير من الله كثير, ولكنه لا يبصره من الناس إلا يسير.
    كل إنسان له أربع أعين:
    قال خالد بن معدان: ما من عبد إلا وله أربع أعين: عينان في وجهه يبصر بهما أمور الدنيا, وعينان في قلبه يبصر بهما أمور الآخرة, فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح عينه اللتين في قلبه, فيبصر بهما ما وعد بالغيب وهما غيب, فأمن الغيب بالغيب, وإذا أراد بعبد غير ذلك تركه على ما هو عليه. ثم قرأ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]
    طول المجلس والشيطان:
    قال الزهري: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب.
    المسارعة لعمل الخير إذا فتح للإنسان:
    قال خالد بن معدان: إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه, فإنه لا يدري متى يغلق عنه.
    سرور ونعيم لو علم به الملوك:
    قال إبراهيم بن أدهم: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم إذاً لجالدونا على ما نحن فيه بأسيافهم.
    تسلية الحزين, ومن اشتد جزعه:
    * مرَّ أبو حازم سلمة بن دينار بأبي جعفر المديني, وهو مكتئب حزين, فقال: ما لي أراك مكتئباً حزيناً, وإن شئت أخبرتك. قال: أخبرني ما ورائك؟
    قال أبو حازم: ذكرت ولدك من بعدك؟ قال: نعم. قال: فلا تفعل, فإن كانوا لله أولياء فلا تخف عليهم الضيعة, وإن كانوا لله أعداء فلا تبال ما لقوا بعدك.
    * قال إبراهيم بن بشار _ خادم إبراهيم بن أدهم _ أمسينا مع إبراهيم بن أدهم ذات ليلة وليس معنا شيء نفطر عليه, ولا بنا حيلة, فراني مغتماً حزيناً, فقال: يا إبراهيم بن بشار: لا تغتم ولا تحزن فرزق الله مضمون سيأتيك.
    * نظر إبراهيم إلى رجل قد أصيب بمال ومتاع, ووقع الحريق في دكانه, فاشتد جزعه حتى خولط في عقله, فقال: يا عبدالله. إن المال مال, منعك به إذ شاء, وأخذه منك إذ شاء, فاصبر لأمره ولا تجزع, فإن من تمام شكر الله على العافية الصبر له على البلية.
    عدم النظر إلى مال الزوجة:
    قال ابن سيرين: انكح امرأة تنظر في يدك, ولا تنكح امرأة تكون أنت تنظر في يدها.
    الخلوة بالنساء:
    * قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: أخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء.
    * قال عمر بن عبدالعزيز: إياك أن تخلو بامرأة غير ذات محرم, وإن حدثتك نفسك أن تُعلمها القرآن
    مجالسة الأغنياء ومجالسة الفقراء:
    كان عون بن عبدالله بن عتبة يقول: كنت أجالس الأغنياء, فكنت من أكثر الناس همّاً, وأكثرهم غماً, أرى مركباً خيراً من مركبي, وثوباً خيراً من ثوبي فأهتم, فجالست الفقراء فاسترحت.
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
    * عن شجاع بن الوليد قال: قال أبي: كنتُ أخرجُ مع سفيان الثوري فما يكاد لسانه يفتر عن الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر ذاهباً وراجعاً.
    * قال عبدالله العمري: من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه هيبة الطاعة.
    من أضرار الشبع:
    * قال عبدالله الداري: إن الشبع يقسي القلب ويفتر البدن.
    * قال سفيان الثوري: إن أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلِل من الأكل...وإياكم والبطنة, فإنها تقسي القلب.
    * قال الشافعي: الشبع يثقل البدن, ويقسي القلب, ويزيل الفطنة, ويجلب النوم, ويضعف صاحبه عن العبادة.
    * قال سهل بن عبدالله ابن يونس التستري: البطنة أصل الغفلة.
    كثرة الحرص والطمع:
    قال إبراهيم بن أدهم: كثرة الحرص والطمع تورث كثرة الغم والجزع.
    علامة الخذلان:

    سئل محمد بن كعب القرظي ما علامة الخذلان ؟ قال: أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن, ويستحسن ما كان قبيحاً.
    القيام بالحق لم يترك للمؤمن صديقاً:
    قال أويس بن عامر القرني: كيف الزمان على رجل...قيامه بالحق لم يترك له صديقاً.
    الاستشارة:
    * عن مالك قال: حدثني من أرضى: أن عمر بن الخطاب أوصى رجلاً فقال: استشر في أمرك الذين يخشون الله.
    * قال سفيان الثوري: ليكن أهل مشورتك أهل التقوى وأهل الأمانة, ومن يخشى الله,...ولا تكتمن أحداً من النصيحة شيئاً, إذا شاورك فيما كان لله فيه رضى.
    خاتمة حسنة:
    مات خالد بن معدان, وهو صائم.
    مات أبو تعلبة الخشني رضي الله عنه, وهو ساجد.
    مات حماد بن سلمة في المسجد وهو يصلي
    اللهم تكرم عليَّ, واختم لي بخير, وجميع إخواني المسلمين, يا رحمن يا كريم.



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •