الأهمية النحوية والبلاغية في آية قرآنيةتقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:"*جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَٰمًا لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَٱلْهَدْىَ وَٱلْقَلَٰٓئِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ"* حيث فصل سبحانه وتعالى بين المتعاطفين بواسطة المفعول الثاني*قياما*بسب ب أهمية المفعول الثاني للفعل ،ولأن تأخيره إلى ما بعد المتعاطفات يضعف العلاقة المعنوية بينه وبين الفعل المبني عليه ،وقد وضع المفعول الثاني*قياما*في أفضل مكان ،لأن الكعبة المشرفة هي الأهم في كونها قياما للناس ،كما قدم الكعبة على بقية المتعاطفات بحسب الأهمية المعنوية لأنها الحرم الآمن وهي أهم المتعاطفات التي فيها أمنهم وصلاح دينهم ودنياهم ،والبيت الحرام: بدل من الكعبة أو عطف بيان جيء به على سبيل المدح والتعظيم ووصف بالحرام إيذانا بحرمته وإشعارا بشرفه، حيث حرم- سبحانه- القتل فيه، وجعله مكان أمان الناس واطمئنانهم ،ثم ثنى بالأشهر الحرم التي يمتنع القتال فيها ،فهي أشهر حرم وأمان ثم جاء بالهدي والقلائد آخرا لأنها ليست بأهمية الكعبة المشرفة ،والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع ، والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك.
الفصل بين المتعاطفين وتقديم الكعبة المشرفة
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس ن يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.