الرجا من إخواننا الذي لهم صلة بدار التأصيل إيصال هذه الرسالة لمن يهمه الأمر هناك:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ عبد الرحمن بن عقيل المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
وفقكم الله لكل خير، وأعانكم على حمل الأمانة.
والأمر لا يحتاج مني إلى مقدمات لأنه بَيِّنٌ لكل ذي فهم.
نشر التراث الآن لم يعد كما كان منذ ثلاثين سنة، لأسبابٍ كثيرة، وفي الماضي القريب كان الواحد ينظر فيرى العديد من دور النشر التي تحترم نفسها ورسالتها، واليوم لا يرى الناظر حوله إلا القليل جدا من هذه الدور حتى وإن وقع الخلاف معهم بين الحين والآخر.
وأشهد أنه رغم ما وقع من خلاف شديد بيني وبينكم إلا أن طبعاتكم تتصدر الآن قمة كتب متون الحديث، بل إنكم لا تتحرجون في إعادة طباعة بعض الكتب التي رأيتم أنها ليست في مستوى إتقان التأصيل، ومنها مثلا: سنن الترمذي، ومصنف عبد الرزاق.
والهدف من رسالتي هذه هو: صحيح مسلم، والذي تعرفون قيمته ومكانته بين أمهات كتب الحديث، والذي هو أولى بالعناية والرعاية وإعادة الطبع من سنن الترمذي، ومصنف عبد الرزاق.
فقد سقطت منه عدة أحاديث وطرق وهي ثابتة في نسخ خطية لا تقل أهمية عن النسخ التي اعتمدتموها ويكفي أنها في تحفة الأشراف.
فهذه أمانة في أعناقكم إلى يوم لقاء الله، أسأل الله أن يوفقكم لأدائها، وأنتم لها ولأكبر منها، بما أنعم الله به عليكم.
والرجا أن تسيروا فيه في مسألة ترقيم الأحاديث كما سرتم في جميع طبعات التأصيل وذلك بإهمال ترقيم الطبعات السابقة والاعتماد على الترقيم المتواصل لكل طريق من طرق الحديث من أول الكتاب إلى آخره.
وهذا كل ما عندي لصحيح مسلم ويشهد الله عليه، وتبقى الأمانة والرسالة، أعانكم الله عليهما.
والسلام عليك ورحمة الله
أخوك/ محمود محمد خليل الصعيدي.